عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/10/29, 10:51 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: ما تتميز به مدرسة الإمامية والفوارق بين الإخباريين والاصوليين
ما أوجه الاختلاف بين مدرسة الشيعة والمدارس الفكرية التربوية الإسلامية الأخرى (مدرسة الفقهاء, والمحدثين, المدرسة الكلامية, المدرسة الصوفية ومدرسة الفلاسفة)؟
الجواب:

اما امتياز مدرسة الامامية الاثنى عشرية عن الفرق المتصدية لمعرفة الحقائق انه اذا كان التصدي لمعرفتها بمجرد تصفية النفس بالرياضات الروحية وبتخليتها وتحليتها من دون اضافة الفكر واللجوء الى الشريعة فهذا مبدأ الصوفية ، وهذا النهج قديم كان يمارسه الناس في الهند والصين وغيرهما قبل الاسلام وتغلغل الى المسلمين ايضاً.
واما الفلاسفة فهم يبحثون عن الحقيقة ويحاولون الوصول اليها بمجرد الفكر على الاطلاق وهم الفلاسفة المشائيون نسبة إلى قولهم بمشي العقل والفكر، لان الفكر عبارة عن الحركة من المطالب الى المبادئ ومن المبادئ الى المطالب والذين يعتمدون على الفكر مع تصفية النفس بالتخلية والتحلية هم الفلاسفة الاشراقيون.
واما المتكلمون فهم يعتمدون على الفكر مع ملاحظة الموافقة للشريعة الغرّاء, ويتميز الامامية بانهم يتبعون نهج المتكلمين فيعتمدون على الشريعة والفكر ويؤولون ظواهر النصوص في المحتمل منافاتها مع الفكر السليم في ضوء القوانين العامة للشريعة المقدسة والمستفاد من العقل الفطري والقوانين المستنبطة من العقل النظري ويميزه ايضاً جملة من المميزات ابرزها القول بامامة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) وانهم (عليهم السلام) معصومون وقولهم وفعلهم كالنبي الاكرم حجة ولا يجوز مخالفتها.
واما التفرقة بين الشيعة الاصولية والمحدثين المعروفين بالاخباريين فمن عدة جهات اهمها ان الاخباريين يعتمدون على كل خبر موجود في الكتب المعتبرة ويعتبرونه حجة بخلاف الفرقة الاصولية من الشيعة فانهم يبحثون عن اسناد الاخبار قبل العمل بها.
ومن الفوارق بين الاصوليين والاخباريين في المسائل الاصولية القول بالبراءة في الشبهات التحريمية مطلقاً بخلاف الاخباريين فانهم يلتزمون بالاحتياط في الحكمية ومعلوم ان الاصوليين يرون وجوب تقليد العامي للفقيه الجامع لشرائط الافتاء، بينما اختلفت انظار الاخباريين وظاهر الكثير منهم على منع التقليد بحسب النظر، بينما عامتهم عدا الفقهاء منهم يقلدون مشايخهم مثل امين الدين الاسترآبادي والشيخ يوسف البحراني والحر العاملي.
هذه هي الفروق الاساسية وقد الف الشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء رسالة مستقلة في التفرقة بين الاصوليين والاخباريين سماها الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الاخباريين






السؤال: لا يخلد الشيعي في النار
هل يخلد الشيعي في النار ؟ ولكم جزيل الشكر .
الجواب:

إن الخلود في عذاب جهنم خاص بالكفار، وأما المؤمنون العصاة الذين أشرقت أرواحهم بنور التوحيد، فطريق المغفرة والخروج من النار غير مسدود عليهم، كما يقول الله تعالى: (( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما )) (النساء:48).






السؤال: ردَ شبهات يتندر بها أعداء الاسلام
ارجو الرد من قبلكم على ما اتاني من حديث اقلقني:

******************
كثر في وقتنا الحالي ترديد مقولة التقريب بين الشيعة و السنة، وأخذ ينعق بهذه الخدعة كل مؤيد لها من الجاهلين بأمرها ، و ممن يعلم بشرها من أهل الخبث و الفساد.
إن الإختلاف بيننا وبين الشيعة ، ليس اختلافا مذهبيا ، بل هو اختلاف عقدي ، ولو قرأ أحد عن التشيع بصدق ، ونفس تطلب الحق ، لعلم ما أقصد .
إليكم بعضا من فقه الشيعة ، اقرؤا واحكموا بأنفسكم ، هل ما تقرؤنه من الإسلام في شيء هذا مع العلم أن جرائم الشيعة في مسائل العقيدة أشنع من ذلك و أفظع.
حد العورة عند الشيعة.
قال الكركي « إذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة» (الكافي6/501 تهذيب الأحكام1/374). والدبر: نفس المخرج، وليست الأليتان، ولا الفخذ منها، لقول الصادق عليه السلام: (الفخذ ليس من العورة» وروى الصدوق أن الباقرعليه السلام كان يطلي عورته ويلف الازار على الإحليل فيطلي غيره سائر بدنه» (جامع المقاصد للمحقق الكركي2/94 المعتبر للحلي 1/122 منتهى الطلب 1/39 للحلي تحرير الأحكام 1/202 للحلي مدارك الأحكام 3/191 للسيد محمد العاملي ذخيرة المعاد للمحقق السبزواري الحدائق الناضرة2/5).
عن أبي الحسن الماضي قال: العورة عورتان: القبل والدبر. الدبر مستور بالأليتين، فإذا سترت القضيب والأليتين فقد سترت العورة. ولأن ما عداهما ليس محل الحدث. فلا يكون عورة كالساق» (الكافي 6/501 تهذيب الأحكام1/374 وسائل الشيعة1/365 منتهى الطلب 4/269 الخلاف للطوسي1/396 المعتبر للحلي 1/122).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: « الفخذ ليست من العورة » (تهذيب الأحكام1/374 وسائل الشيعة1/365).
« والدبر نفس المخرج وليست الأليتان ولا الفخذ منها» (جامع المقاصد للمحقق الكركي2/94).
ولهذا كان الباقر يطلي عانته ثم يلف إزاره على طرف إحليله ويدعو قيّم الحمام فيطلي سائر بدنه» (الفقيه 1/117 وسائل الشيعة1/378 كتاب الطهارة للسيد الخوئي3/356 كتاب الطهارة1/422 للأنصاري).
ويقول السيد الخميني « وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة» (تحرير الوسيلة2/216). سؤال 784: هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر، ومن المرأة لعورة أخرى، لمجرد اللعب والمزاح، مع فرض عدم إثارة الشهوة؟
السيد الخوئي: لا يحرم في الفرض، والله العالم. المصدر: صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات ج3 (مسائل في الستر والنظر والعلاقات ).
وأجازوا النظر إلى فرج الخنثى للتأكد أيهما أسبق من أجل الميراث. فقالوا: ينظر إلى المرآة فيرى شبحا» يعني يرون شبح الفرج وليس الفرج نفسه.
(الكافي7/158 وسائل الشيعة26/290 بحار الأنوار60/388).

******************

الجواب:

مقدمة لا بد منها:
ينبغي أن يتنبه الأخوة بأن هذا الاسلوب في الطرح يعتبر دليلاً على عجز وضعف من يخالف مذهب أهل البيت(عليه السلام)لانه يأتي إلى مسائل فقهية فرعية لا علاقة لها أصلاً بصحة المذهب أو فساده، وبالتالي يجب الإنكار على مثل هؤلاء وردهم إلى الطريقة الصحيحة في المناظرة إن كان هذا المناظر يطلب الحق ويبغيه، وإلا فالمسائل الفقهية يختلف فيها حتى في المذهب الواحد بل الصحابة اختلفوا فيها اختلافاً كبيراً مع قربهم من مصدر التشريع، وبالتالي فإن هؤلاء هرعوا لهذا الاسلوب لإلهاء المؤمنين واشغالهم عن اصل موارد الخلاف في العقائد وأصول الدين كالامامة وصفات الرب سبحانه وعدالة الصحابة وما إلى ذلك.
نقول ومن الله التوفيق:
1ـ أما حد العورة الذي يشنع هؤلاء على مذهب الشيعة من خلاله فهو ليس قولاً شاذاً تنفرد به الامامية حتى يسوغ لهم فعل ذلك، فهم بذلك التشنيع أما أن يكونوا جهلاء غير مطلعين على آراء علمائهم فلا يحق لهم التشنيع بقول يقول به أعمدتهم فيكون طعنهم بأنفسهم وبأحكام إسلامية محترمة فيكون من باب الطعن في الدين نفسه، وأما أن يكونوا مطلعين على أقوالهم ولكنهم لوقاحتهم قاموا بالتشنيع بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) أملاً منهم بالتظليل وعدم متابعة أحد لذلك والتصدي له وبيان الحق فيه.
فقد قال النووي في (المجموع 3/169) في عورة الرجل: (وقال داود ومحمد بن جرير وحكاه في التتمة عن عطاء: عورته الفرجان فقط).
وقبل ذلك (3/168) عدَّد الاقوال والاوجه في عورة الرجل وقال: (في عورة الرجل خمسة أوجه (وذكر فيها) والخامس: أن العورة هي القبل والدبر فقط حكاه الرافعي عن أبي سعيد الاصطخري وهو شاذ منكر).
نقول: قول النووي (وهو شاذ منكر) يقصد منه في المذهب الشافعي لعدم قول أحد منهم غير الاصطخري به، وعدم تناسبه مع أصول المذهب، بدليل ذكره بعد ذلك ما نقلناه عنه آنفاً من قول داود وابن جرير وعطاء بذلك فتأمل!!
ونقل الشوكاني في (نيل الاوطار 2/49) عن النووي قوله: (ذهب أكثر العلماء إلى أن الفخذ عورة, وعن أحمد ومالك في رواية: العورة القبل الدبر فقط, وبه قال أهل الظاهر وابن جرير والاصطخري).
نقول: فأحمد ومالك والطبري والظاهرية ليسوا شيعة بكل تأكيد!!.
وقال سيد سابق في (فقه السنة 1/125): (حد العورة من الرجل: العورة التي يجب على الرجل سترها عند الصلاة, القبل والدبر, أما ما عداهما من الفخذ والسرة والركبة فقد اختلفت فيها الانظار تبعاً لتعارض الآثار فمن قائل بأنها ليست بعورة ومن ذاهب إلى أنها عورة). ثم قال: (حجة من يرى أنها ليست عورة:
إستدل القائلون بأن السرة والفخذ والركبة ليست بعورة بهذه الاحاديث:
1ـ عن عائشة: "أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً كاشفاً عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه...) (رواه أحمد وذكره البخاري تعليقاً).
قلت: لو كان الفخذ عورة لما بقي النبي (صلى الله عليه وآله) كاشفه أمام أبي بكر وعمر وتغطيته حياءً من عثمان. فهو إذن ليس بعورة ولم يفعل النبي (صلى الله عليه وآله) محرماً حاشاه.
2ـ وعن أنس: (أن النبي (صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر حسر الازار عن فخذه حتى أني لأنظر إلى بياض فخذه) رواه أحمد والبخاري(أيضاً).
قال: قال ابن حزم: فصح أن الفخذ ليس عورة ولو كانت عورة لما كشفها الله عز وجل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) المطهر المعصوم من الناس في حال النبوة والرسالة ولا أراها أنس بن مالك ولا غيره, وهو تعالى قد عصمه من كشف العورة في حال الصبا وقبل النبوة... (ونقول: هناك طريق آخر لرواية أنس هذه وفيها: (وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله (صلى الله عليه وآله)).
3ـ وعند مسلم عن أبي العالية البراء قال: إن عبد الله بن الصامت ضرب فخذي وقال: إني سألت أبا ذر فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال: إني سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله ) كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال: (صل الصلاة لوقتها) إلى آخر الحديث. قال سيد سابق:
قال أبن حزم فلو كانت الفخذ عورة لما مسها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أبي ذر أصلاً بيده المقدسة؟...
4ـ ثم ذكر ابن حزم بإسناده إلى حبير بن الحويرث, أنه نظر إلى فخذ أبي بكر وقد انكشفت, واْن أنس بن مالك أتى قيس بن شماس وقد حسر عن فخذيه. آه إنتهى كلام سيد سابق بتمامه.
ونقول: بالاضافة إلى هذه الادلة فإنه قد ثبت بأن النبي (صلى الله عليه وآله ) قد كشف عن بطنه لأحد الصحابة حين أراد أن يقتص منه فقبلها ذلك الصحابي ولو كانت عورة لما كشفها النبي(صلى الله عليه وآله ) ولما قبلها ذلك الصحابي! وكذلك فقد روى أحمد في مسنده عن عمير بن إسحق قال: كنت أمشي مع الحسن بن علي في بعض طرق المدينة فلقينا أبو هريرة فقال للحسن: اكشف لي عن بطنك جعلت فداك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبله قال: فكشف عن بطنه فقبل سرته. (فلو كانت العورة من السرة إلى الركبة لما كشف الحسن عن بطنه ولما طلب أبو هريرة منه ذلك وفي طرق المدينة وبين الناس)!!
وكذلك يدل على أن العورة إنما هي الفرج أي القبل والدبر ما أجمع عليه أهل اللغة فالعورة لغة هي القبل والدبر فقط حتى قال الشوكاني في النيل (2/52): والواجب البقاء على الاصل والتمسك بالبراءة حتى ينتهض ما يتعين به الانتقال, فإن لم يوجد فالرجوع إلى مسمى العورة لغة هو الواجب (ويقصد القبل والدبر) ويضم إليه الفخذان بالنصوص السالفة.
ونختم بما قاله ابن حزم في المحلى (2/210) مسألة 249: والعورة المفترض سترها على الناظر وفي الصلاة من الرجل: الذكر وحلقة الدبر فقط, وليس الفخذ منه عورة.
فنقول: أجيبوا على علمائكم كأحمد ومالك وابن حزم والطبري وغيرهم ثم هرّجوا بعد ذلك على المذهب الحق ما شئتم!
(وأما قوله: ولهذا كان الباقر يطلي عانته.. ويدعو قَيَّم الحمام فيطلي سائر بدنه) فإنهم قد أجمعوا على جواز مواراة الفرج وستره بالطين أو العشب وما إلى ذلك وصرحوا بأن الستر يشترط فيه ستر لون البشرة لا حجمها فقد قال النووي وغيره (فلو ستر اللون ووصف حجم البشرة كالركبة والإلية ونحوهما صحت الصلاة فيه لوجود الستر) ثم قال أيضاً (ولو طين عورته فاستتر اللون أجزأه على الصحيح وبه قطع الاصحاب سواء وجد ثوباً أولا) فنقول: وما الفرق بين الطين والنورة خصوصاً أنهم يقولون كما عند النووي في مجموعة أيضاً (ويكفي الستر بجميع أنواع الثياب والجلود والورق والحشيش المنسوج وغير ذلك مما يستر لون البشرة وهذا لا خلاف فيه)!! فاقرأوا ثم تَشدَّقوا علماً أن هذا الناقل قد كذب في نقله وصور الرواية بالشكل الذي يعجبه بحذف بعض كلماتها ومنها قوله (ولهذا كان الباقر يطلي عانته ثم يلف إزاره) وهي في جميع الكتب (يطلي عانته وما يليها) فما يدريك كم الذي يحيط بالعانة مما يقوم الامام (عليه السلام) بتغطيته بالنورة!؟ فلعله بقدر الازار أي بين السرة والركبة خصوصاً اذا علمنا بان هذه الرواية تروى بلفظ آخر عن الباقر (عليه السلام) نفسه وفيها (ثم دخل فأتزر بإزار وغطى ركبتيه وسرته ثم أمر صاحب الحمام فطلى ما كان خارجاً من الازار ثم قال أخرج عني ثم طلى هو ما تحته بيده ثم قال: هكذا فافعل).
وكذلك ثبت ما تشنع به عندكم أيضاً فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد (1/279) عن ابن عمر انه كان يدخل الحمام فينوره صاحب الحمام فإذا بلغ حقوه قال لصاحب الحمام أخرج. ثم قال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. (نقول): قال في المصباح: الحقو موضع شد الازار وهي الخاصرة, ثم توسعوا حتى أسموا الازار الذي يشد على العورة حقواً, فالكلام هو الكلام!!
ثم قال الهيثمي: (باب فيما يكشف في الحمام): عن الوليد بن مسلم قال سمعت الادزاعي يقول: الفخذ في المسجد عورة وفي الحمام ليست بعورة. رواه الطبراني في الكبير. ثم قال: قلت: وقد تقدم في باب الحمام قبل هذا حديث ابن عباس شر البيت الحمام تكشف فيه العورات. وقول ابن عمر للذي ينوره إذا بلغ حقويه أخرج والله أعلم ورواته عن الاوزاعي ثقات.
بالإضافة إلى كل ما قدمنا فإليك أيها المنصف أينما كنت هذه المفاجئة المضحكة المبكية التي لو علم بها وبغيرها هؤلاء لما تعجبوا من رواياتنا ولأخفوا رؤوسهم في التراب خجلاً عما عندهم من الفضائح والفضائع. فقد قال ابن عابدين في حاشية رد المحتار (ج1/521) بتكملة إبنه علاء الدين عن ختان الكبير مثلاً وخلاف علمائهم فيه ومن الاقوال قال: وذكر الكرخي في الكبير يختنه الحمامي, وكذا عن ابن مقاتل. ثم قال في مسألتنا: لابأس للحمامي أن يطلي عورة غيره بالنورة إنتهى لكن قال في الهندية بعد أن نقل عن التاترخانية أن أبا حنيفة كان لا يرى بأساً بنظر الحمامي إلى عورة الرجل(!!!) ونقل أنه ما يباح من النظر للرجل من الرجل يباح المس, ونقله عن الهداية ونقل ما نقلناه لكن قيده بما إذا كان يغض بصره (!!!) وللأسف لم يكتفوا بذلك بل رووا ذلك حتى عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو خلاف مذهبهم ولم ينكروا ذلك على أنفسهم مع أن روايتنا متفقة مع مبانينا ورأينا في العورة!! فقد روى أبو داود في المراسيل وذكره الجصاص في أحكام القرآن والقرطبي في تفسيره (2/101) والبيهقي في سننه (1/152): أن رجلاً نور رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما بلغ العانة كف الرجل ونور رسول الله (صلى الله عليه وآله ) نفسه.(!!!) فماذا ستقولون بعد هذا وما لكم كيف تحكمون!!؟.
2ـ وهذه المسألة عنونوها كذباً وبهتاناً أيضاً كعادتهم وهو قولهم (حتى مجامعة الرضيعة جائزة عند السيد الخميني) فلا ندري هل هم لا يفهمون الكلام حقاً أم إنهم يتقصدون الكذب الفاضح؟ فهذا الذي كتب هذا العنوان قال تحته: ويقول السيد الخميني ((وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة)).
فلا ندري أن (سائر الاستمتاعات) هنا معناها المجامعة أم ما عدا المجامعة!!؟ فـ (سائر) يعني (باقي) الاستمتاعات وكان الكلام عن الجماع قبلها فلا ندري هل ينقل بعضهم عن البعض فالمنقول عنه هو الكاذب أم الكل كذلك!؟
ثم إن السيد الخميني لم ينفرد بهذه المسألة بل وافق مشهور فقهاء الامامية فلفمَ هذا التخصيص ولفمَ هذا الاستهداف!!؟ وكذلك ذكر جل فقهاء العامة ذلك أيضاً فذكروا مثلاً مسألة قالوا فيها ( لو كان تحته زوجة صغيرة فأرضعتها أمه أو أخته أو زوجة أخرى.. إنفسخ نكاحه من الصغيرة وحرمت عليه أبداً) مغني المحتاج للشربيني (3/420) وقريباً منه في المجموع للنووي (18/229).
3ـ وقالوا (السيد الخوئي يبيح لعب الرجل بعورة الرجل... من باب المزاح) وقالوا:
س: هل يجوز لمس العورة في وراء الثياب ... لمجرد اللعب والمزاح مع فرض عدم إثارة الشهوة؟ السيد الخوئي: لا يحرم في الفرض, والله العالم... .
ونحن نقول لك: إقرأ كتبك ثم انقم على فتاوى علمائنا الأبرار الأطهار فإن إجماع المسلمين منعقد على حرمة النظر أو اللمس لعورة المسلم مباشرة ودون ساتر أما إذا كانت العورة مستورة ولو مجرد لون البشرة فيعتبر ذلك ساتراً وحائلاً فيجوز حينئذ النظر أو اللمس دون شهوة أو ريبة وهكذا فاقرأ كتب الفقه عندك وسترى ذلك بوضوح!
أما فتوى السيد فلم يخالف السيد فيها كتاباً ولا سنة خصوصاً إذا علمنا أن المذاهب كلها تتفق على حرمة اللمس المباشر أو الذي يكون مصحوباً بشهوة.
قال النووي في روضة الطالبين (1/389) فرع في صفة السترة والستر:
ويجب ستر العورة بما يحول بين الناظر ولون البشرة... ولو ستر اللون ووصف حجم البشرة فلا بأس..... ولو طين عورته فاستتر اللون أجزأه على الصحيح الذي قطع به الجماهير سواء وجد ثوباً أم لا!
وقال النووي أيضاً في شرحه لمسلم (ج4/31): وأما قوله (صلى الله عليه وآله): (ولا يفضي الرجل الى الرجل في ثوب واحد)... فهو نهي تحريم إذا لم يكن بينهما حائل وفيه دليل على تحريم لمس عورة غيره بأي موضع من بدنه كان وهذا متفق عليه وهذا ما تعمّ به البلوى ويتساهل فيه كثير من الناس باجتماع الناس في الحمام!!!.
وقال ابن حجر في فتح الباري (9 / 278): قال (النووي): وجميع ما ذكرنا من التحريم حيث لا حاجة, ومن الجواز حيث لا شهوة, وفي الحديث تحريم ملاقاة بشرتي الرجلين بغير حائل إلا عند ضرورة ويستثنى المصافحة ويحرم لمس عورة غيره بأي موضع من بدنه كان بالاتفاق.
وبالاضافة إلى ما قدمناه من تشابه فتوى السيد لاجماع العامة فإنه قد ورد في كتب السنة ما هو أدهى وأمرّ من ذلك بكثير فقد ورد في البخاري وغيره أن النبي (صلى الله عليه وآله) كشف فخذه في خيبر عندما كان يتجول في طرق خيبر بعد فتحها أمام جيشه وأمام سكان المدينة وكذلك ذكروا في البخاري وغيره عن أنس بن مالك أنه ذكر هذا الامر وأنه رأى بياض فخذ النبي (صلى الله عليه وآله) وأنه لمسه فقال: وأن ركبتي لتمس فخذ نبي الله (صلى الله عليه وآله) دون حائل وهم يقولون بأن الفخذ عورة ففتوى السيد الخوئي (قده) أهون من أحاديثهم هذه بل لا تقاس بها!!
وكذلك ذكروا في جواز لمس العورة للحمامي وطلائه وختانه للرجال!!
فقد ذكر ابن نجيم المصري الحنفي في البحر الرائق (7/126) وعلاء الدين في حاشية ابن عابدين على رد المحتار (1/521): ذكر الكرخي في الكبير يختنه الحمامي, وكذا عن ابن مقاتل: لا بأس للحمامي أن يطلي عورة غيره بالنورة إنتهى.
ثم قال المحشي: لكن قال في الهندية بعد أن نقل عن التاترخانية أن أبا حنيفة كان لا يرى بأساً بنظر الحمامي إلى عورة الرجل ونقل أنه ما يباح من النظر للرجل من الرجل يباح المس!!!
4ـ وأما قولهم تحت عنوان ( يجوز النظر إلى المحرَّم من خلال المرآة)
فهذا أيضاً من كذبهم الفاضح وجهلهم لان هذه المسألة فيها جواز نظر الشهود إلى عورة الخنثى التحديد جنسه وليس ذلك عاماً لكل أحد وقد أجاز ذلك عينه أهل السنة أنفسهم فَلم هذا التهريج؟
وهذه المسألة متفق عليها بين المسلمين فقد نقل الاجماع عليها ابن المنذر فقال النووي في المجموع (16/106): وقال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن الخنثى يورث من حيث يبول.
وقد رووا حديثاً عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سئل عن مولود له قبل وذكر من أين يورث؟ قال: من حيث يبول.
وروي أنه (عليه السلام) أفتي بخنثى من الانصار فقال ( ورثوه عن أول ما يبول منه) رواهما البيهقي في المعرفة في الفرائض. وقال ابن حجر بعد أن روى هذين الحديثين وضعف سنديهما: ويغني عن هذا الحديث الاحتجاج في هذه المسألة بالإجماع فقد نقله ابن المنذر وغيره. وقد روى إبن أبي شيبة وعبد الرزاق هذا عن علي أنه ورث خنثى من حيث يبول. إسناده صحيح. آه ( تلخيص ........ 2/87).
وذكر كيفية معرفة سبق البول بعض الفقهاء من أهل السنة فقال الحطاب الرعنيني في مواهب الجليل (8/619): قال العقباني: ويستدل بالبول قبل غيره لعموم الاستدلال به في الصغير والكبير ولدوام وجوده, فإن كان صغيراً لا يحرم النظر إلى عورته نظر إليه, وإن كان كبيراً فقيل ينظر في المرآة (!!) وقيل يبول على حائط....
وكذلك ذكر علماء السنة الفرق بين النظر المباشر والنظر في المرآة فقال النووي في روضة الطالبين (6/166) حلف زوجها إن رأت زيداً فهي طالق فقال: فرأته حياً أو ميتاً أو نائماً طلقت..... (إلى أن قال) ولو نظرت في المرآة أو في الماء فرأيت صورته لم تطلق.
وذكر نفس هذه المسألة الشربيني أيضاً في مغني المحتاج (3/333).
بل صرح آخرون بجواز النظر في المرآة ما يعم مسألتنا ومسائل اخرى عند الخلاف
فنقل الحطاب الرعنيني في مواهب الجليل (6/634) ما نصه:
قال الشيخ زروق في شرح الارشاد في باب الحجر: فأما الاحتلام والحيض والحمل فلا خلاف في كونها علامات ويصدق في الاخبار عنها نفياً أو إثباتاً طالباً كان أو مطلوباً وكذا عن الإنبات ولا تكشف عورته وقال ابن العربي: ينظر إليه في المرآة. وقال ابن الشربيني في مغني المحتاج (3/133) والحجاوي في الاقناع (2/69): ويجوز للنسوة أن ينظرن إلى ذكر الرجل إذا ادعت المرآة عبالته وامتنعت من التمكين.
فابن العربي وغيره ليسوا رافضة بالتأكيد! فلماذا تنكرون قولنا وأنتم تقولونه بعينه!!؟ بل القول الاخير للشربيني وغيره أفضح وأصرح مع اختلاف الجنس وبلا مرآة!!! ثم لا ننسى جواز الشهادة على الزنا بالاجماع مع اشتراط رؤية الميل في المكحلة وبلا مرآة عند الجميع فهل بعد ذلك إلا الجهل!؟






السؤال: جواب لمن يفتري على الشيعة
:
سئل الامام مالك عن الشيعة فقال: (لا تكلمهم ولا ترو عنهم فانهم يكذبون).
وقال الشافعي: (ما رأيت أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة).
وقال شيخ الاسلام: (لا توجد فرقة تقدس الكذب سوى الرافضة).
الجواب:

مهلاً أيتها الأخت، فان البحث عن الحقائق لا يؤخذ هكذا، ولا يكون بالحكم على الأشياء سلفاً دون الاعتماد على تقصي الوقائع، ودون اللجوء إلى استماع الأقاويل وتقليد الآخرين في حكمهم، فان الله، غداً سائلنا عن كل ما نقوله، فماذا نعتذر غداً إذا لم نملك حجةً نعتذر بها عند الله، قال تعالى: (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) (الاسراء:36)، فنحن مسؤولون عن كل صغيرة وكبيرة، عن ظلمنا لشخص واحد، فكيف بظلمنا لطائفة من المسلمين ؟!
وعلى كل حال نقول: علينا أن نبحث أولاً عن نشوء مصطلح الرافضة ومن هم ؟
فاعلمي اختنا العزيزة - نوّر الله لك الحقائق - أن مصطلح الرافضة غير واضح نشوئه، وتسمية أية طائفة من الناس بهذا المصطلح، إلاّ أن دعوى المؤرخين إنه نشأ منذ ثورة زيد بن علي على مجموعة رفضوه بعد أن سألوه عن الشيخين فقال أنا أتولى الشيخان فقالوا نرفضك إذن ثم اعتزلوه فأطلقوا عليهم الرافضة، فهل هؤلاء هم الشيعة المقصودون؟
ان الوقائع التاريخية وروايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تكذّب الحادثة، فان أتباع الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) لم يخرجوا مع زيد بن علي ولم يشتركوا في ثورته وذلك لنهي الإمام(ع) لهم بالخروج، ذلك لأن الإمام لم ير جدوى خروج زيد على الأمويين لمعرفته النتيجة سلفاً، فزيد لا يمتلك مقومات الثورة بشكل كاف، والأمويون لا يرقبون في من خرج عليهم إلاّ ولا ذمة، فهم أناس لا يهمهم سوى الحكم فأي خروج عليهم سيرتكبون من خلاله أبشع المجازر، لذا رأى الإمام (عليه السلام) عدم جدوى الخروج عليهم طالما لم تكن هناك قوة فعلية تقف أمام الأمويين لتحقق النصر المحتوم .
هكذا كان موقف الإمام الصادق (عليه السلام) متحفظاً من الخروج مع زيد . وطبيعي أن ينعكس هذا الموقف على شيعة الإمام الصادق (عليه السلام) وأتباعه، لذا فهم اتخذوا موقفاً آخر من ثورة زيد وهو عدم المشاركة معه في الخروج، إلاّ أنه لا يعني ذلك عدم مشروعية ثورة زيد، فان الإمام (عليه السلام) بكى عليه وترحم، وهذا لا يعني حث شيعته على الخروج، فزيد بن علي يتفق مع الإمام الصادق (عليه السلام) في وجوب الخروج على هؤلاء إلاّ أنه لا يرى حتمية الخروج عليهم الآن دون الالتفات إلى توقع النتائج السلبية التي ستؤول إليه حركته، وهكذا لم يشترك من شيعة الإمام الصادق (عليه السلام) أحد إلاّ سليمان بن خالد المسمى بالأقطع لأنه قطعت يده في واقعة زيد، فاعتذر من الإمام (عليه السلام) على خروجه لنهي الإمام (عليه السلام) عن ذلك مسبقاً .
هذا الأمر يرفض الانسجام مع دعوى أن الذين أطلق عليهم الرافضة هم الشيعة لأنهم رفضوا زيد بن علي بعد أن سألوه عن موقفه من الشيخين، ونحن نشكك في صحة هذه القضية ونلغي احتمال وقوعها لما ذكرناه من السبب الآنف .
فاصطلاح الرافضة ليس من الضروري أن يطلق على الشيعة إلاّ أن الأنظمة السياسية عززت من فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة وقلدهم الآخرون في ذلك فأطلقوا هذا المصطلح على كل شيعي .
من هنا نشكك في دعوى انتساب هذا المصطلح إلى التشيع، ومنه يمكننا إلغاء كل ما تدعينه في حق شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقهم وهذا الكلام يؤيده ما قاله الإمام الشافعي :
إذا نحن فضلنا علياً فإننا ***** روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وقال كذلك :
إذا في مجلس ذكروا علياً ***** وسبطيه فاطمة الزكية
يقال تجاوزوا يا قوم هذا ***** فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس ***** يرون الرفض حب الفاطمية
وقال كذلك :
قالوا ترفضت قلت : كلا ***** مالرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شكف ***** خير إمام وخير هادي
إن كان حب الولي رفضاً ***** فإنني أرفض العباد
(تراجع هذه الأبيات والتي قبلها كتاب الإمام محمّد بن إدريس الشافعي للدكتور مصطفى الشكعة ص 54 وما بعدها طبعة دار الكتاب اللبناني بيروت) .
وهكذا فرّق الإمام الشافعي بين مصطلح التشيع الذي هو ولاء علي وأولاده (عليهم السلام) وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه .
ومن هنا فان الذي تذكرينه عن الإمام الشافعي لا يستقيم .
أما ما تذكرينه عن الإمام مالك في حق الشيعة، فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه. وحاشا لمالك أن ينسب هذا الكلام لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ! كيف وقد كان الإمام مالك يتلمذ على الإمام الصادق (عليه السلام). قال الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه (الإمام مالك بن أنس ص 27): «ومن الشيوخ الذين أخذ عنهم مالك وتأثر بهم في سلوكه الإمام جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين وهو المعروف بجعفر الصادق ... »، فكيف يتهم بعد ذلك شيعة جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) بالكذب ؟ فهل هذا إلا تناقض ؟!!
واعلمي أن الشيعة لم يضعوا الحديث ولم يكذبوا فيه، فانهم كانوا تحت رقابة مشددة من التعديلات الرجالية التي كان الرجاليون يترقبون كل من وضع الحديث أو كذب فيه فيسقطونه عن الاعتبار، وكانوا يتحرجون في ذلك أشد التحرج، ولو كان قد صدر منهم كذبٌ في حديث لوجدت أن الأنظمة الحاكمة قد جعلت ذلك ذريعة للتشهير بهم ومحاربتهم بحجة وضع الحديث وكذبهم فيه .
الا انا نعلمك أن آفة وضع الحديث قد امتاز بها غير الشيعة! وشهد لذلك ابن حجر الهيثمي وغيره لهذه المشكلة فقال : وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه (أي على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلّم» ) بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته . (فتح الباري : 161:1) .
وكان أحمد بن محمّد الفقيه المروزي من أصلب أهل زمانه في السنة، وأكثرهم مدافعة عنها، ويحقّر كل من خالفها، وكان مع ذلك يضع الحديث ويقبله .
وأخرج البخاري في (التاريخ الأوسط) عن عمر بن صبيح بن عمران التميمي (وهو من رواة أهل السنة) أنه قال : أنا وضعت خطبة النبي، وأخرج الحاكم في المدخل بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق فوصفت هذا الحديث حسبة . (أضواء على السنة المحمدية : 138) .
وهكذا فإن الوضع لم يكن عند الشيعة كما تذكرين، بل هؤلاء علماء أهل السنة يعترفون بمشكلة الوضع عند رواة أهل السنة وهي مشكلة تعم الكثير من الأحاديث. وعليك أيتها الأخت متابعة الموضوع من مصادره ليتبين لك الحق والواقع .
نسأل الله تعالى أن يكشف لك الكثير من الحقائق لتقفين بنفسك على كثير من الأمور .
ودمتم سالمين

تعقيب على الجواب (1)

لقد قرأت السؤال, حيث نقل عن البعض بأن الشيعة يكذبون, وأردت أن أبيّن الحقيقة لكل من يطلبه,فأقول بعد الصلاة على محمد و ال محمد :
(1) روى ابن الأثير في تاريخه قال :
لما أراد معاوية البيعة ليزيد خطب مروان وقال : إن أمير المؤمنين قد اختار لكم ولم يال وقد استخلف لابنه يزيد سنة أبو بكر وعمر, فقام عبد الرحمن بن ابو بكر وقال : كذبت يا مروان و كذب معاوية ما الخيار اردتما لامة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية, كلما مات هرقل قام هرقل ..
ثم يذكر: ان عائشة خرجت من وراء حجاب وقالت : يا مروان كذبت و لكنك فضفض من لعنة رسول الله .
وفي رواية أخرى قالت : لكن رسول الله لعن ابا مروان و مروان في صلبه, فمروان فضفض من لعنة رسول الله . لكن البخاري ذكر الحديث في باب : والذي قال لوالديه اف لكما, فقال : كان مروان على الحجاز واستعمله معاوية فخطب وجعل يذكر يزيد حتى يبايع له بعد ابيه, فقال عبد الرحمن كلاما, فقال مروان خذوه, فدخل الى بيت عائشة فلم يقدروا عليه, فقال مروان : إنّ الله أنزل فيه : والذي قال لوالديه أف لكما, فخرجت عا ئشة من وراء حجاب وقالت : ما أنزل الله فينا من القرآن شيء إلا أن الله أنزل عذري .
لاحظوا جيداً !! كيف حذف الشيخ البخاري كلام عبد الرحمن عندما قال : كذبت يا مروان و كذب معاوية تريدون ان تجعلوها هرقلية, وابدله بعبارة : فقال عبد الرحمن كلاما, وحذف قول عائشة لمروان : إن النبي لعن اباه وهو في صلبه فهو فضفض من لعنة رسول الله .
(2) روى الطبري في تاريخه طبعة بيروت سنة 1998 المجلد 3 ص 247 في وصف مرض النبي : عن عبيد الله عبد الله بن عتبة بن مسعود, عن عائشة, قالت : فخرج رسول الله بين رجلين بين الفضل بن عباس ورجل آخر, يقول عبيد الله فحدثت هذا الحديث ابن عباس فقال : اتدري من الرجل ؟ قلت : لا, قال : علي بن ابي طالب, ولكنها كانت لا تقدر على ذكره وهي تستطيع .
ورواه ابن سعد في طبقاته ص 29 من القسم الثاني من الجزء الثاني .
لكن الشيخ البخاري ذكر الحديث في باب مرض النبي, ولكنه توقف عند كلمة : أتدري من الرجل إنه علي بن ابي طالب ! ولم يذكر قول ابن عباس لعبيد الله ان عائشة كانت لا تقدر على ذكر علي بخير .
(3) أخذ ابن هشام من سيرة ابن اسحاق برواية البكائي وقال في ذكر منهجه في اول الكتاب وتارك بعض ما أورده ابن إسحاق في هذا الكتاب وأشياء يشنع الحديث به و يسوء الناس ذكره, وكان مما يسوء الناس ذكره مما حذف : خبر دعوة النبي بني عبد المطلب حينما نزلت (( وأنذر عشيرتك الاقربين )) فقد روى الطبري في تاريخه : أنه بعد نزول هذه الآية دعا النبي بني عبد المطلب وقال لعلي عليه السلام : ان هذا أخي ووصيي و خليفتي فيكم فاسمعو له وأطيعوا, وقد تدارك الطبري أهمية هذا الحديث, فتدارك في تفسيره ما غفل عنه في تاريخه, فلما اورد الحديث بنفس الاسناد في تفسير الاية قال : فقال النبي لعلي : ان هذا اخي وكذا وكذا فاسمعوا له و اطيعوا, وكذلك فعل ابن كثير في تاريخه وتفسيره, حيث حذف كلمة : اخي ووصيي, وابدلها بعبارة : كذا وكذا, وكذلك محمد حسين هيكل حيث ذكر الحديث بتمامه في الطبعة الاولى من كتابه حياة محمد, لكنه حذفه في الطبعة الثانية .
(4) أورد الطبري وابن الاثير في تاريخهما خطبة الحسين صلوات الله عليه, فقالوا : قال الحسين : اما بعد فانسبوني من أنا فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها هل يجوز لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟! الست ابن بنت نبيكم وابن وصيه و ابن عمه ؟! ...الى اخر الخطبة .
لكن ابن كثير ذكر الخبر, ولكنه حذف عبارة : وابن وصيه وابن عمه !!
(5) نقل ابن عبد البر في ترجمة الحارث الهمداني عن الشعبي قال : حدثني الحارث وكان احد الكذابين, قال ابن عبد البر: ولم يبن من الحارث كذب وانما نقموا عليه افراطه في حب علي وتفضيله على غيره, ...
(6) أما ابن تيمية الذي يتهم الشيعة بالكذب, فحسبنا أنه انكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه .
يقول الشيخ ناصر الدين الالباني في الصحيحة : فمن العجيب ان يتجرأ شيخ الاسلام ابن تيمية على انكار هذا الحديث وتكديبه في منهاج السنة, كما فعل بالحديث المتقدم هناك .... .
ثم يقول : فلا ادري بعد ذلك وجه تكذيبه الحديث الاالتسرع في الرد على الشيعة, غفر الله لنا وله.. انتهى كلام الالباني .
ويقول ابن حجر الهيثمي في الفتاوي الحديثية :
ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه و اصمّه وبذلك صرح الائمة الذين بينوا فساد احواله وكذب اقواله, ومن اراد فعليه بمطالعة كلام الامام المجتهد المتفق على امامته و جلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ابوالحسن السبكي وولده التاج والشيخ الامام العز بن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ولم يقصر اعتراض ابن تيمية على متأخري الصوفية, بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب .
والحاصل انه لا يقام لكلامه وزن ... .انتهى كلام ابن حجر .
وبهذه الامثلة من كتب اخواننا أهل السنة يتبين للاخوة القراء عامة من هم الكذابين الحققيين ؟!
وان ما نسب للشيعة وعلمائنا الكبار رضي الله عنهم انه محض افتراء وفي هذا بيان كاف ان شاء الله تعالى .


تعقيب على الجواب (2)

اتماما للفقرة الاولى التي ذكر فيها بعض الامثلة على كذب بعض علماء السنة ارجو منكم ان تضيفوا هذه الفقرات نظرا لاهميتها و خدمة للقراء الكرام. الاول:
(1) نقل الذهبي في ترجمة الامام النسائي قال سئل النسائي عن فضائل معاوية فقال اي شيء اخرج حديت اللهم لا تشبع بطنه.
قال الذهبي لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة !
وجاء ابن كثير من بعده فقال: لقد انتفع معاوية بهذه الدعوة، أما الحديت الذي يذم معاوية فقد رواه مسلم في صحيحه في باب البر والصلة عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال عن معاوية لا اشبع الله بطنه.
وعندما وقع اهل السنة في حيرة من هذا الحديت و قد روته صحاحهم نسبوا للنبي انه قال اللهم من لعنته او شتمته فجعل ذالك له زكاة ورحمة فربطوا بين الحديثين وجعلوا منهما منقبة لمعاوية.
سبحان الله هل يعقل ان سيد الخلق يسب ويشتم المؤمنين! هل يعقل ان النبي الذي خاطبه الله قائل:
(( انك لعلى خلق عظيم )) وخاطبه: (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) هل يعقل ان يتحول هذا النبي الكريم الذي يقول: انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق, هل يعقل انه يتحول من الرسول القدوة الى من يسب ويلعن المؤمنين ؟
الثاني:
(2) ما فعله الطبراني بالحديت الاتي كما في مجمع الزوائد عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله: ان لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني, فلما كان بعد رآني فقال: يا سلمان, فأسرعت اليه, قلت: لبيك, قال: تعلم من وصي موسى ؟ قلت: نعم يوشع بن نون, قال: لما قلت لانه كان اعلمهم يومئد, فقال النبي: ان وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن ابي طالب.
هذا الحديت رواه الطبراني لكنه قال بعد روايته للحديت: وصيي انه اوصاه بأهله لا بالخلافة.
سبحان الله انظروا كيف اوّل الطبراني هذا الحديث حسب هواه, والحديت واضح, وهو يؤكد ان علي عليه السلام وصي النبي صلى الله عليه واله وصدق الله العظيم حين يقول في كتابه: (( افرايت من اتخد الهه هواه )) فلا حول ولا قوة الا بالله. الثالت:
(3) نقل الذهبي في ترجمة الحاكم الشافعي قال في تذكرة الحفاظ:
الحافظ الكبير امام المحدتين ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري, ولد سنة 312... ثم قال: سئل الحاكم عن حديت الطير فقال: لا يصح و لو صح لما كان احد افضل من علي, ثم قال الذهبي: ثم تغير رأي الحاكم واخرج حديت الطير في مستدركه, ونقل الذهبي ان اصحاب الحديت انكرو عليه احاديت نقلها في مستدركه كحديت الطير وحديت من كنت مولاه فعلي مولاه.. قال الذهبي: اما حديت الطير فله طرق كثيرة جدا قد افردتها بمصنف ومجموعها يوجب ان يكون الحديت له اصل, واما حديت من كنت مولاه فعلي مولاه فله طرق جيدة وقد افردت ذلك ايضاً, وحديت الطبراني برواية الصحابي انس وغيره انه اهدي الى النبي صلى الله عليه و اله طير مشوي فدعا النبي ان ياتيه الله بأحب الخلق اليه يأكل معه, فجاء علي واكل معه.
نقل الذهبي فضل الحاكم, وبما ان الحاكم نقل في مستدركه احاديت في فضائل علي وما فيه انتقاص لمعاوية طعنوا فيه وقالوا: ثقة في الحديت رافضي خبيث.
كأن يظهر التسنن في الخلافة والتقديم منحرفا عن معاوية واله ويعتذر منه.
قال الذهبي: اما انحرافه عن خصوم علي فظاهر, واما امر الشيخين فمعظّم لهما بكل حال, فهو شيعي لا رافضي, وليته لم يصنف المستدرك, لانه غض من فضائله بسوء تصرفه, انتهى كلام الذهبي.
ومن العجيب ان ابن كثير بعدما نقل في 4 صفحات من تاريخه ملئها بطرق حديت الطير واسانيده ورواته ونحو اكثر من 100 ممن رووا عن انس هذا الحديت قال: وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديت نظر وان كثرت طرقه (البداية والنهاية 7/353).
انظروا كيف يتهمون عالما من علمائهم بالتشيع والرفض بسبب روايته احاديت لا تعجبهم, والاعجب بعد هذا ان يقول ابن كثير بعد روايته للحديث: في القلب من صحة هذا الحديت نظر !
واما قولهم عن الحاكم: انه كان منحرفا عن معاوية واله فبطبيعة الحال يقصدون بآله يزيد.
والجدير بالذكر ان الحديت رواه الترمذي في صحيحه وابن حنبل في مسنده وغيرهم من اعلام السنة, ومما لاشك فيه انه لو كان الحديت يخص احد الصحابة خاصة الخلفاء الاوائل لدقّوا عليه الطبول.
ومن امثلة الاحاديت التي رواها الحاكم: اخرج الحاكم باسناده الى علي قال: اخبرني النبي قال: ان اول من يدخل الجنة انا وفاطمة والحسن والحسبن, قلت: يا رسول الله فمحبونا, قال: من ورائكم.
قال الحاكم: اسناده صحيح ولم يخرجاه.
قال الذهبي في تلخيصه: الحديت منكر من القول. يشهد القلب بوضعه (المستدرك 3/151).
اخرج الحاكم عن خمسة من شيوخهم بالاسناد الى علي قال: سمعت النبي يقول: اذا كان يوم القيامة ناد مناد من وراء الحجاب: يا اهل الجمع غضوا ابصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر. قال الحاكم هذا الحديت صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي في تلخيصه: لا والله بل موضوع (3/153).
اخرج الحاكم بالاسناد الى علي في تفسير قوله تعالى: (( انما انت منذر ولكل قوم هاد )), قال علي: رسول الله الهادي وانا المنذر.
قال الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: بل كذب قبح الله واضعه.
سئل ابن حنبل عن حديت انا مدينة العلم وعلي بابها فقال: قبح الله ابا الصلت (الموضوعات لابن الجوزي 1/354).
لاحظوا كيف استدلوا على وضع الاحاديث التي لم تعجبهم: فتارة يستشهدون بالقلب, وتارة باليمين, وتارة بالسب, وهل يعقل ان نستشهد على وضع الحديت بالقلب او اليمين بلا دليل ؟
فلا حول ولا قوة الا بالله. الدليل الرابع:
(4) نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: (( ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )). قال ابن كثير: وذكر جماعة منهم الشيخ ابو النصر بن السباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالساً عند قبر النبي فجاء اعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله, سمعت الله يقول: (( ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )). وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك الى ربي ثم انشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ***** فطاب من طيبهن القاع والنسم
نفسي الفداء لقبر انت ساكنه ***** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الاعرابي, فرأيت النبي في النوم فقال: يا عتيبي الحق الاعرابي فبشره ان الله قد غفر له.
وذكر هذه القصة يحيي بن شرف النووي الشافعي في كتابه الاذكار, ولكن عندما طبع الكتاب سنة 1409 هجري في دار الهدى في الرياض عاصمة السعودية حدفت قصة العتيبي وحذف قول الامام النووي:
(( اعلم ان على كل من حج ان يتوجه الى زيارة النبي فإن زيارته من اهم القربات (صفحة 295)
لماذا حذفت قصة العتيبي وحذف قول النووي, بالطبع لان الوهابية تحرم الاستشفاع والتوسل بالنبي صلى الله عليه واله, وبما ان قصة العتيبي رواها كبارعلماء السنة فلم يجدوا المخرج الا بتحريف الكتاب, فحذفوا ما لا يروقهم, فهل من الامانة العلمية ان تحرف الكتب ؟!
ذا سؤال يبقى مطروح على علماء الوهابية.
ويشبه هذا ما يفعله علماء الوهابية حاليا بكتاب الرحالة ابن بطوطة, اذ ان ابن بطوطة عندما يصف رحلته إلى الشام يذكر ابن تيمية ويقول عنه انه انسان مجنون, ونقل عن ابن تيمية انه كان ينزل من اعلى المنبر الى اسفله ثم يقول:
ان الله ينزل كل ليلة من السماء السابعة الى السماء الدنيا مثلما انزل من منبري هذا )).
لكن الكتب التي تطبع حاليا خاصة في الاوساط الوهابية تنزع منها هذه العبارة, ولكن في النسخ القديمة ما زالت موجودة والحمد لله يقول الشيخ محمد ابراهيم شقرة في شريط اسمه لا دفاعا عن ابن تيمية ولكن اظهاراً للحق: ان ابن بطوطة كان ينقل عن العوام وما نقله عن ابن تيمية سمعه ولم يره و لهذا فكتب ابن بطوطة تحذف منها هذه العبارة الآن !
سبحان الله كيف يجّوزون لأنفسهم حذف الاخبار والأحاديت التي لا تعجبهم ثم يتهمون الشيعة بالكذب, وهل يقبل انسان عاقل هذه التبريرات منهم ؟ وهل اصبحوا كاليهود حيت يقول الله تعالى عنهم:
(( يحرفون الكلم عن مواضعه )) هذه بعض الامثلة سقناها للقراء الكرام حول كيفية تحريف علماء العامة عامة والوهابية خاصة للاخبار والاحاديت التي لا تعجبهم.والآن نأتي بأمثلة اخرى من كتبهم حول تركهم للسنة بدعاوي مختلفة:
(1) قال ابن حزم: و اما قولنا في الرجلين فالقرآن نزل بالمسح, وقال بالمسح جماعة منهم علي وابن عباس والحسن وعكرمة والشعبي وجماعة وهو قول الطبري.
قال الطبري: ان الله امر بمسح الرجلين.
قال ابن الجوزي في المنتظم: كان الطبري يرى مسح الرجلين ولا يوجب غسلهما فلهذا نسب الى الرفض.
لاحظوا كيف ينسبون علمائهم ويتهمونهم بالرفض والتشيع اذا اقرّوا بالحقيقة ومعروف في التاريخ أن الطبري حاصره الحنابلة اجداد الوهابية والسلفية في داره ومنعوا من دفنه وادعوا عليه الالحاد حتى دفن ليلا.
قال ثابت بن سنان في تاريخه: انه اخفيت حاله, لان العامة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ثم الالحاد. قال ابو حنيفة: التسنيم اولى لان التسطيح صار شعارا للشيعة.
ذكر الزرقاني في المواهب اللدنية في صفة عفمّة النبي عن علي في اسدالها على منكبه حين عممه النبي, ثم ذكر قول الحافظ العراقي في ان ذلك اصبح شعارا لفقهاء الامامية ينبغي تجنبه لترك التشبه بهم.
قال الزمخشري في كيفية الصلاة على النبي: واما اذ افرد غيره من اهل البيت كما يفعل فمكروه, لان ذلك اصبح شعاراً لذكر النبي, ولانه يؤدي الى الاتهام بالرفض.
قال ابن تيمية في منهاج السنة عند بيان التشبه بالشيعة: ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء الى ترك بعض المستحبات اذ صارت شعاراً لهم.
وقال مصنف الهداية من الحنفية: ان المشروع التختم باليمين ولكن لما اتخذته الرفضة جعلناه في اليسار.
وقال الغزالي: ان تسطيح القبور هو المشروع, لكن لما جعلته الرافضة شعارها عدلنا الى التسنيم !
سبحان الله هل يعقل ان يترك من يدعي انه يتبع السنة, السنة الصحيحة, بدعوى ان من يسمّوهم الرافضة تتبع هذه السنن.
فهل امر الله تعالى او نبيه الكريم صلى الله عليه و اله بمخالفة الشيعة ؟!
وإذا وجب مخالفة الشيعة, فلماذا لا يفتي علماؤهم لاتباعهم بترك الصلاة والحج لان الشيعة يصومون ويحجون ؟! وهل يعقل ان يخالف المرء السنة بحجة ان الشيعة يعملون بها ؟!
ومن هم الرافضة ؟! اهم الذين رفضوا الاسلام كما يروجه الوهابية ام من رفضوا البدع وحكام الجور وتمسكوا بالسنة ؟!
هذه اسئلة نطرحها على كل انسان له ضمير حي وعلى كل انسان جرد نفسه من التعصب الاعمى.
ومما يجدر بالذكر ان كل الامثلة التي ذكرت هي من امهات كتب السنة, ولا يوجد حديت او رواية واحدة من كتب الشيعة حتى تكون الحجة عليهم, وكما قيل: الزموهم بما الزموا به انفسهم.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد واله المعصومين.

تعليق على الجواب (1)
لقد شككتم في صحة القصة المشهورة المتعلقة بنشأة الرافضة، فمن هم إذا الذين ورد فيهم الحديث النبوي : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا أهلَ البيت، لهم نبز يسمون الرافضة فاقتلوهم فإنهم مشركون) رواه الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) (12/242)، حديث (12998) وإسناده حسن ) ؟
الجواب:

نحن اولا لا نعترف بهذا الحديث ونعتبره من الاحاديث المكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه واله) وضعه اصحاب الفرق المخالفة للطعن باتباع اهل البيت (عليهم السلام) وهو يناقض دعوة النبي الى عدم قتال من قال لا اله الا الله ففي طبقات الكبرى لابن سعد والمغازي للواقدي :
وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال لا إله إلا الله فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا شققت قلبه فتعلم صادق هو أم كاذب فقال أسامة لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله
ويناقض دعوة النبي للصلاة خلف من قال لا اله الا الله حيث ورد انه قال صلوا خلف من قال لا اله الا الله .
ويناقض قول رسول الله به صلى الله عليه واله يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفى قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفى قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفى قلبه وزن ذرة من خير.(صحيح البخاري 1/16)
ويناقض قول رسول الله (صلى الله عليه واله) كما في صحيح مسلم ج 1 ص 39 حيث قال :
سويد بن سعيد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان يعنيان الفزاري عن أبي مالك عن أبيه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله.
ويناقض قول رسول الله (صلى الله عليه واله) كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (مسند احمد 2/277).
ويناقض قول رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني دمه وماله إلا بحقه وحسابهم على الله ).(عمدة القاري 1/183)
ويناقض ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله من انه ما قتل من الناس من قال لا اله الا الله وشهد ان محمد رسول الله بل حقن دمه (تاريخ مدينة دمشق 24 / 320).
وثانيا ذكرنا في الاجابة السابقة ان هذا العنوان على فرض التسليم بوروده في كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) فمن المقصود به .
وان الوقائع التاريخية تشير الى ان هذا اطلق في زمن ثورة زيد بن علي وان هذا الاسم لا ينطق على الشيعة الامامية .





السؤال: (ياأهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق)ليس قول امير المؤمنين(عليه السلام)

هل صحيح ما يقال ان الامام علي عليه السلام قال: (أن أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق) أو ان احد الائمة (عليهم السلام)قد قال ذلك؟ وان كان الجواب كلا فمن اين اتى مصدر هذا الكلام؟
الجواب:

لم نر حديثا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا النص، بل نقل في المصادر انها صادرة عن أعداء أهل البيت الذين يكيلون التهم والسب لاهل العراق لان فيهم جذوة الثورة ورفض الظلم ولم يتقبلوا الحكام المتسلطين وانكروا الاسلام المزيف الذي حاولوا الترويج له, و من أولئك الاعداء :
1ـ معاوية : فانه قال للوليد بن جابر الطائي : ((وانك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق, أهل النفاق ومعدن الشقاق ... )) [انظر شرح نهج البلاغة ج16 ص 130]
2ـ الحجاج: فانه قال في احدى خطبة : (يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الاخلاق, أما والله لالحونكم لحو العصا, ولاعصبنكم عصب السلم ولاضربنكم ضرب غرائب الإبل ...). وفي خطبة اخرى : (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ، ان الشيطان استبطنكم ...) [انظر شرح نهج البلاغة ج1 ص 243 ـ 345] .
3 ـ الجلاد عثمان بن حيان والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك: قال في خطبة له عند ما وصل المدينة : (أيها الناس انا وجدناكم اهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقد ضوى اليكم من يزيدكم خبالاً أهل العراق, أهل الشقاق والنفاق, هم والله عش النفاق ...)
ولو افترضنا صدور مثل هذا الكلام من أحد المعصومين فانه لا يشمل الموالين لاهل البيت (عليهم السلام), بل هو خاص بأعدائهم من أهل العراق, فان العراق في ذلك الوقت بعد لم يكن كل أهله من الموالين لاهل البيت(عليهم السلام), بل فيه الكثير من المعاندين, وعلى هذا الاساس يفسر ماورد في الزيارة (فقد تآزر عليه من عزّته الدنيا ... واطاع من عبادك اهل الشقاق والنفاق) وهم أعداء أهل البيت ولم يقل في الزيارة ان كل أهل العراق أو بعضهم من اهل الشقاق والنفاق, بل ان المطاعين أمثال عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا المتسلطين من قبل السلطة الأموية هم أهل الشقاق والنفاق .
والخلاصة: ان منهج أهل البيت (عليهم السلام) واضح, وهو منهج القرآن الذي لا يرى للقوميات والاعراق والبلدان اثر في ايمان أو نفاق الشخص, فقد رفع الاسلام سلمان واذل ابا لهب, وعلى هذا لا يمكن ان يصدر من اهل البيت (عليهم السلام) مثل هكذا قول, فينسب امة بكاملها الى الشقاق والنفاق ، بل قد حدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقياس في ذلك بقوله في خطبة الغدير (الا ان اعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق, والحادون وهم العادون وأخوان الشياطين ...) [الاحتجاج ج1 ص79 ].
نعم نسب هذا القول الى أمير المؤمنين (عليه السلام) الطوسي(رحمه الله) في (تفسيره التبيان) ولكن أورده مرسلا دون ذكر طريق له أو من اين اخذه ، مع ان المصادر عليه كـ(البيان والتبيين) للجاحظ و (تاريخ الطبري) و اللاحقة له كـ(شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد و(البداية والنهاية) لابن كثير أوردت نفس الكلام عن الحجاج مخاطبا به أهل العراق (وهو الذي مر سابقاً) ، فلاحظ وتأمل .






السؤال: ردّ بعض المفتريات عليهم
نرجو منكم اعلامنا واخبارنا بمصدر الافتراء الذي يقول ان الشيعة عند انتهاءهم من اداء الفريضة وبعد التسليم يقولون (خان الامين) ويضربون على الفخد وشكر الله مساعدتكم وجهدكم الممنون
الجواب:

يقول نور الله التستري في كتابه (الصوارم المهرقة ص 78): ((ومما ينبغي أن ينبه عليه أن أبا عبيدة هو الذي جادل وخاصم مع علي عليه السلام في أمر الخلافة عند احضارهم له عندهم بعد بيعة السقيفة ليأخذوا منه البيعة أيضاً كما هو المذكور المشهور في التواريخ المعتبرة من كتب السنّة والجماعة ولهذا قال شاعر أهل البيت (عليهم السلام9 مشيراً إلى الخائن أبي عبيدة الذي سماه القوم أميناً:
غلط الأمين فجازها عن حيدر ***** والله ما كان الأمين أمينا
وقد ذهب ذلك على السيد الشريف الجرجاني في (شرح المواقف) فزعم أن هذا البيت من شعر الغلاة وان المراد من الأمين جبرائيل (عليه السلام) وإن ضمير جازها راجع إلى النبوة، فافهم)).
ولعل أقدم من نسب وجود فرقة يقال لها الغرابية هو ابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث)، حيث قال: ((وهي فرقة من فرق الروافض تقول ان علياً أشبه بالنبي (صلى الله عليه وآله) من الغراب بالغراب فغلط جبرائيل (عليه السلام) حين بعث إلى علي شبهه به)).
ان وجود مثل هكذا تصور على الشيعة جعل البعض ينسب التهم والأكاذيب إليهم حتى جعل تلك العقيدة المفتراة عليهم انها تقولها في الصلاة!
ولتعليل السبب الذي دعاهم لذلك نذكر ما يقوله الشيخ علي الكوراني في كتابه (الوهابية والتوحيد): ((وقد فكرت في هذه التهمة التي نشرها خصومهم في كل البلاد الإسلامية فلم أجد لها سبباً إلاّ أنهم رأوا تكبير الشيعة بعد صلاتهم ففسروه على هواهم. فالشيعة يعتقدون أن أفضل التعقيب والذكر بعد الصلاة أن يكبر المسلم ربّه ثلاثاً ثم يسبح التسبيح الذي علمه النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة الزهراء (عليها السلام) والذي يحدث عادة ان الشيعي يكبر بعد صلاته ولا يرفع يديه جيداً فيظهر كأنه يضرب على ركبتيه ثلاثاً كالمتأسف على شيء ... وهنا تأتي عبقرية خصوم الشيعة (وتقواهم)!! فيقولون : ان الشيعة بعد صلاتهم يتأسفون لأن النبوة لم تعط لعلي ويقولون (خان الأمين) والعياذ بالله)).






السؤال: الائمة (عليهم السلام) لم يذموا شيعتهم
ان علي رضي الله عنه واولاده كانوا يبغضون الشيعة المنتسبين اليهم المدعين حبهم واتباعهم , وكانوا يذمونهم على رؤس الاشهاد فهذا علي رضي الله عنه يذم شيعته ويدعو عليهم فيقول : ( لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظا وافسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان .) ويروى الكليني عن ابي الحسن موسى انه قال : لو ميزت شيعتي ماوجدتم الا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ) وقال الحسين بن على رضي الله عنه مخاطبا الرافضة حينما بايعوا مسلم بن عقيل نيابة عنه فقال ( تبا لكم ايتها الجماعة وترحا وبؤسا لكم وتعسا حين استصرختمونا وليهن فأصرخناكم موجفين فشحذتم علينا سيفا كان في ايدينا وحششتم علينا نارا اضرمناها على عدوكم وعدونا فاصبحتم البا على اوليائكم ويداً على اعدائكم من غير عدل افشوه فيكم ولا امل اصبح لكم فيهم ولا ذنب كان منا فيكم ..) * من كتاب الاحتجاج للطبرسي ص145
الجواب:

إن البحث عن الحقائق لا تأتي هكذا اعتباطاً ما لم يعزز البحث عنها الدليل والبرهان ، وإلا ستكون محاولات يائسة تجر صاحبها إلى سخط الله تعالى وتحيله إلى مقلد أعمى لا يعي ما يقول ، فالغيور على دينه ينبغي عليه أن يتحرى الأمور بحقائقها ويتابع الأشياء بوقائعها وأن لا يقلد كل ما سمعه وردده الآخرون . إن ما ذكرته أن علياً (ع) قد ذم شيعته، فهذا ما لا ينبغي أن يصدر منك! فإن شيعة علي(ع) هم خير من عرفهم التاريخ واعتز بذكرهم بكل إجلال ، منهم سلمان الفارسي وعمار وأبي ذر ومحمّد بن أبي بكر وعبد الله بن مسعود وأبي الهيثم بن التيهان وأمثالهم، فهم خيرة من عرفت وأحصيت ، فكيف فات عليك ذكر هؤلاء؟! وكيف أن علياً (ع) قد ذم أمثال هؤلاء ووبخهم؟! وعليك أن ترجع إلى تاريخ ما حدث أيام خلافة علي (عليه السلام) وتتابع بنفسك ما أحدثه المنشقون على طاعته والخارجون على إمامته، فأشعلوا حروب صفين والجمل والنهروان، فقد كانت رعية الإمام (ع)وقت ذاك أناسٌ مخالفون لطاعته لا ينصاعون لأوامره يثبطون قومه على الخروج معهز وكان أشهرهم أبو موسى الأشعري الذي تخاذل حين استخلفه الإمام (عليه السلام) على الكوفة وثبّط الناس عن الخروج، فوبخه وكتب إليه في أمر الحكمين وخيانته قائلاً : (فإن الناس كاثرون إليك بأقاويل) مما يعني أن هناك عصابة من المنافقين قد تألبوا عليه . وعبّر عن سخطه من طلحة والزبير ومن كان معهما في حرب الجمل التي تسبب في إزهاق آلاف من نفوس المسلمين فقال (عليه السلام) : (فخرجوا يجرون حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) كما تجر الأمة عند شرائها ، متوجهين بها إلى البصرة ، فحبسا نساءهما في بيوتهما ، وأبرزا حبيس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، لهما ولغيرهما في جيش ما منهم رجلٌ إلاّ وقد أعطاني الطاعة وسمح لي بالبيعة ...) (نهج البلاغة الخطبة رقم 172) . فقد أنّب الإمام(ع) كل من خرج في حرب الجمل دون استثناء وحمّلهم مسؤولية الخروج على طاعته ، وهؤلاء كما تعلم كانوا يشكلون الغالبية العظمى من رعايا الإمام (ع)، فكان الإمام (ع) يوجه لومه إلى مثل هؤلاء وتقربه لهم، هذا من جهة. ومن جهة أخرى كان رعايا الإمام(ع) ممن انخرطوا في صف معارض خطير وهم الخوارج الذين آل الأمر إليهم بالخروج عليه في حرب النهروان وأدى بعد ذلك انحرافهم وخبثهم أن سخّروا عبد الرحمن بن ملجم المرادي الذي هو أحد رؤوس الخوارج إلى اغتيال الإمام (عليه السلام) في فاجعة الاعتداء الغشيمة وقتله في مسجد الكوفة ، هؤلاء الخوارج ومثلهم أصحاب الجمل أضف إليهم المتقاعسون القاعدون عن القتال أتباع أبو موسى الأشعري كانوا يشكلون نسبة كبيرة من أتباعه، وكان الأشعث بن قيس رأس المنافقين طابور خيانة داخل دولة الإمام فيشعلون الفتن ويطعنون بالإمام من خلفه ، كل هؤلاء كان الإمام (عليه السلام) قد خاطبهم بالخطب التي ذكرتها ، وليس كما عبّرت من كون المخاطبين كانوا شيعة الإمام(ع) ، كيف يصف الإمام(ع) شيعته ومحبيه بهذه الأوصاف التي لا تنم إلاّ عن أوصاف أعدائه ومخالفيه. وعليك فيما بعد أن تتابع الأحداث التي عاشها الإمام (ع) مع هؤلاء لوجدتهم قد شكّلوا نسبة كبرى من المنافقين الذين خرجوا على الإمام(ع) وخرقوا طاعته ومعصيته . أما ما ذكرته عن خطبة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنك خلطت في كثير من القضايا ، فالخطبة كانت للإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطف وكان يخاطب بها الجيش الأموي ، ومن الخطأ الكبير أن تنسب هؤلاء إلى شيعة الإمام(ع)، إذ أن شيعة الإمام(ع) هم الذين شكلوا جيش الإمام(ع) وقد فدوا نفوسهم دونهم وكانوا من خير الشيعة الذين يعتز بهم التاريخ ، بل يذكرهم العالم المسلم وغير المسلم بكل إجلال واكبار لتضحيتهم ووفائهم، أمثال حبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة وبرير بن خضير وأمثالهم الذين ضحوا بنفوسهم الزكية، هؤلاء هم شيعة الحسين (عليه السلام) فكيف تنسب أعداء الحسين الذين خرجوا لحربه إلى كونهم شيعته ؟! فهل هذا إلاّ تناقض وخلطٌ للحقائق ؟ نرجو أن تكون دقيقاً في متابعتك للأمور لا أن يغلبك القيل والقال دون ترو وتحقيق! علماً أنك لم تذكر مصادر الخطب مما يدل على عدم تحقيقك بنفسك في كتب السير والتاريخ . ونفس الكلام سيكون في ما ذكرته من قول الإمام أبي الحسن موسى (عليه السلام) ، فان الشيعة الذين يقصدهم الإمام لم يكونوا شيعته حقيقة بل أن ظاهر ما اشتهر عن هؤلاء أنهم شيعة فيظن الظان أن هؤلاء يحسبهم من اتباع الإمام (ع) اشتباهاً وهم ليسوا من أتباعهم حقيقة، فأراد (عليه السلام) أن يرفع شبهة من نسب هؤلاء إلى الإمام (ع) بأنهم من غير شيعته ومن غير مريديه ، علماً أنا لم نعثر على هذه الرواية في الكافي حيث لم تذكر مصدرها . هذا ، وفي الختام نذكرك بان لفظ شيعة له معنى خاص ومعنى عام ، فالمعنى الخاص : من اعتقد بالإمامة وإنها من الله سبحانه وتعالى وبالنصّ وذلك يستلزم اعتقاد عصمة الإمام (ع) ومقاماته ، والشيعة بالمعنى العام : هو من أحب الإمام واتبعه بصفة أنه خليفة أو من أهل البيت (عليهم السلام) ولم يعتقد بإمامته الإلهية ولا بعصمته ، فهذا يعبّر عنه بالشيعة بالمعنى العام ، وفي كلمات الأئمة إن ورد ذم الشيعة فمحمول على معناه العام لا الخاص .







السؤال: موقف الشيعة دائما الدفاع
لماذا هذا العداء بين الشيعة والسنة مع العلم أن العداء من الطرفين.
الجواب:

عليك بالتأمّل في كتب التاريخ لترى بوضوح أن العداء لم يشرع من الشيعة في مقابل إخوانهم السنة ولا أيضاً استمرّ من قبلهم ، فالشيعة وعلى مرّ العصور في موقف دفاع ، فهم دائماً يعانون أنواع الظلم الذي يجري عليهم ، وحتى يومنا الحاضر ، فالشيعة دائماً في موقف دفاع ، وأكثر ما استعمله الشيعة في موقف الدفاع هو الردّ بالدليل وتأليف الكتب ، حتى وإن كان ما واجهوه من الظلم بالإعتداء على النفوس المحترمة والأموال ، فالشيعة دائماً في موقف دفاع بالطريق العلمي المستدل .


تعليق على الجواب (1)
لدي تعليق على المدافع دائما كيف الشيعة لم يهاجمو وكانو دائما في موقف دفاع؟ ان دفاعهم هجوم على صحابة رسول الله فسبوهم وجعلوا منهم فسقة وهم المبشرين بالجنة.
وكيف لنا ان نميز بين علي وعمر رضوان الله عليهم وكليهما صحابة الرسول، ان ما تناقشون به افك وفتنة في الاسلام.
ان خطر هذه الفتنة لاعظم علينا من خطر اليهود والصهاينة.
افيقوا وجادلوا بعقولكم وتبنوا البينة فقد اصبحت ضالتنا البينة الصادقة لا تقولوا هذا سني او شيعي حتى تستمعوا لما يقول به.
ولا تكفروا احدا فمن قال لا اله الا الله ليس بكافر.
واتبعوا هدي النبي وابتعدوا عما مضى وفات فلان قتل فلان وفلان سب فلان.
حسابهم لربهم ولسنا من نرفع الظلم ونحاسب دون بينة واضحة.
هذا كلامي لما ارى واسمع استودعكم الله.
الجواب:

ان الشبهات التي تطرح على مذهب أهل البيت كثيرة ولكي نظهر الوجه الناصع للمذهب الحق لابد لنا من بيان حال اعتقادات بعض الفرق وبيان زيفها وإلا لم يظهر الحق وإذا كان بالإمكان ضمان ان جميع المسلمين على الرغم من اختلافهم إلى سنة وشيعة سوف يدخلون الجنة وأنهم جميعاً مرضيين يوم القيامة كان من الممكن الدعوة لغلق باب الحوار والمجادلة أما وانه لابد من ان تكون هناك فرقه ناجية وفرق هالكة كان لابد من معرفة تلك الفرقة الناجية وقد اختلفت الرواية في تحديدها فكل يدعي انه الفرقة الناجية ولا نستطيع الوصول إليها إلا بفتح باب الحوار والمجادلة حتى لو استلزم ذلك الإساءة إلى بعض الشخصيات المقدسة بشرط ان يكون البحث علمياً ودقيقاً لا التشنيع والتجاوز على الفرق الأخرى.
ثم انه لم يكن الصحابة بمستوى واحد حتى لا نستطيع التفريق بينهم بل كان بعضهم منافقاً وبلغ البعض الأخر إلى أن يصبح الإيمان كله.
ولا نرى أي خطر في البحث العلمي الهادف للوصول إلى رضوان الله تعالى في الآخرة بل الخطر ينتج من العناصر الجاهلة التي يحركها من يستفيد من إشعال الفتنة الطائفية بين الفرق الإسلامية ولو كان هناك مقدار من الوعي والمعرفة بالفرق الأخرى لوجد الجميع ان هناك الكثير من المشتركات بين المسلمين منها الإيمان بالله الواحد الأحد والاعتقاد بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله والاستناد إلى كتاب الله العزيز (القرآن الكريم) الذي هو واحد عند الجميع وبأن هناك عالم آخر غير هذا العالم سوف نحشر له ونحاسب,عنده يثيب الله المطيع ويعاقب العاصي وهذه المشتركات وغيرها الكثير تكفي للنظر إلى الطرف الآخر أنه اخ في الدين وأن ماله وعرضه ودمه حرام وهذا يحصل عند المسلم العالم واما المسلم الجاهل فان يد الطائفية المقيتة تستطيع تحريكه بأبسط اشارة وذلك لأنه يعتقد بجهله ان الطرف الآخر يستحق القتل.
والحصيلة اننا بالبحث العلمي الدقيق سوف نتوصل إلى ما يجعلنا نتعامل مع بعضنا بالأخوة الإسلامية لا ان نتقاتل ويكفر بعضنا بعضاً.
واما ما ذكرته من انا نهاجم الصحابة فهذا غير صحيح، ولكنا لا نعتقد أن جميع الصحابة عدول ولذا يجب علينا أن نبحث وندقق عمن نأخذ ديننا، وهذا الأمر من حقنا وقد أمرنا الله بذلك حتى لا نكون من المقلدين للكبراء والآباء وليس لأحد أن يمنعنا من ذلك بحجة أنه يعتقد ببعض الصحابة خلاف ما نعتقد فان الأمر أمر دين ولا يمكن لنا أن نتساهل به. وليس من شأن أي أحد أن يحاسبنا على ذلك فليس لاحد سلطة على الأخر فيما يعتقد وليس البحث حكراً على أحد فإذا هاجمنا البعض فيما لا يعنيه من اعتقاداتنا يكون لنا الحق في الدفاع عن انفسنا وهذا رأينا دائماً.
وأما أن كل الصحابة مبشرين بالجنة فهذا زيف وكذب وما هو إلا طحلب يتمسك به غرقى أهل السنة ويستعمله علماء السلاطين والهوى لأبعاد المكلفين عن معرفة الحقيقة واما كيف نميّز بين الصحابة وكلهم صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فاولاً: ليست للصحبة أية عصمة عن الخطأ وليس لها ميزة تجعل الشخص فوق البشر.
وثانياً: نميزهم حسب أعمالهم وما فعلوه وكيف أطاعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتمثلوا الدين الإسلامي الحنيف ومن ثبت لنا خلافه فلا حرمة له ولا كرامة,هكذا علمنا القرآن الكريم ورسول الله (صلى الله عليه وآله)


يتبع


رد مع اقتباس