عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/10/27, 03:00 PM   #3
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي الموت للديمقراطيّة الليبراليّة 2


لقد كانت جرائم الطغاة في الأنظمة الدكتاتورية أشرف من جرائم دعاة الديمقراطية الليبرالية/ قال العلامة الطباطبائي(ره): الديمقراطية أبشع من الدكتاتوريّة

لقد كان الطغاة أشرف من الديمقراطيّين الليبراليّين في إجرامهم. إذ كان الطغاة يحاولون أن يتركوا سمعة حسنة لهم في التاريخ، ولذلك كانوا يحاولون أن يبرّروا بعض مواقفهم. أمّا الليبراليّة وأجواؤها السائدة على نظام السلطة فلا تحتاج إلى تبرير وإيضاح لشدّة نفاقها وخداعها. فصحّ قول العلامة الطباطبائي(ره) في تفسير الآية 200 من سورة آل عمران.
لقد اعتبر العلامة الطباطبائي(ره) أن الديمقراطية أسوأ من الدكتاتوريّة، لأن الدكتاتور لا يظلم إلا مجتمعه وشعبه، أما الديمقراطية فقد ظلمت المجتمع الدولي والإنساني برمّته. «إن هذه المجتمعات لما بنيت على أساس التمتع المادي نفخت في قالبها روح الاستخدام و الاستثمار و هو الاستكبار الإنساني الذي يجعل كل شي‏ء تحت إرادة الإنسان و عمله حتى الإنسان بالنسبة إلى الإنسان، و يبيح له طريق الوصول إليه و التسلط على ما يهواه و يأمله منه لنفسه، و هذا بعينه هو الاستبداد الملوكي في الأعصار السالفة و قد ظهرت في زي الاجتماع المدني على ما هو نصب أعيننا اليوم من مظالم الملل القوية و إجحافاتهم و تحكماتهم بالنسبة إلى الأمم الضعيفة و على ما هو في ذكرنا من أعمالهم المضبوطة في التواريخ. فقد كان الواحد من الفراعنة و القياصرة و الأكاسرة يجري في ضعفاء عهده بتحكمه و لعبه كل ما يريده و يهواه. و يعتذر- لو اعتذر- إن ذلك من شئون السلطنة و لصلاح المملكة و تحكيم أساس الدولة، و يعتقد أن ذلك حق نبوغه و سيادته، و يستدل عليه بسيفه، كذلك إذا تعمقت في المرابطات السياسية الدائرة بين أقوياء الأمم و ضعفائهم اليوم وجدت أن التاريخ و حوادثه كرت علينا و لن تزال تكر غير أنها أبدلت الشكل السابق الفردي بالشكل الحاضر الاجتماعي و الروح هي الروح و الهوى هو الهوى‏» [تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي/ج4/ص123]

ليس وليد الديمقراطيّة الليبراليّة المشؤوم شيئا غير داعش/ لقد ارتكبت الليبراليّة جرائم لم ترتكبها الماركسيّة

إن مجلس تأبين شهيدنا، في الواقع جلسة لمحاكمة حضارة الغرب وحاكمية نظام السلطة، حتى وإن تمظهر نظام السلطة بصورة إنسانية. لابدّ لبعض المغفّلين السذّج المهتمّين بحقوق الإنسان والمواهب الإنسانية ولكنّهم قد انغرّوا بنظام السلطة أن يعيدوا النظر في حساباتهم وأفكارهم. لأنكم تشاهدون اليوم أن ليس اليوم وليد الديمقراطيّة الليبرالية المشؤوم شيئا غير داعش.
أتذكر في أيّام الطاغوت وقبل انتصار الثورة كيف كانوا يخوّفوننا من الماركسيّين. فكانوا يقولون لنا إن اقتربنا من الماركسيّين بمقدار أنملة فسوف لا نجد فيهم أيّ رحمة وشفقة. فكانوا يتحدّثون معنا كثيرا عن مساوئهم وسلبياتهم. فعلى سبيل المثال كانوا يقولون: إنّهم يعملون ضدّ الدين وقد منعوا ارتفاع صوت الأذان من المآذن. وبعد ذلك كانوا يدعوننا إلى الليبراليّة! طبعا في نفس الوقت كان بعض الفطنين يعتقدون أن لا فرق بين المدرستين، ويحذّرون من كليهما.
والآن أنتم تشاهدون الليبرالية قد ارتكبت جرائم لم تقم بها الماركسية. الماركسيّة قد حاربت الدين بشكل مباشر، ولكنّ محاربتهم هذه أشرف من أن يستغلّ الدين وتقطع الرؤوس باسم الدين، وهذا ما أنجزته الديمقراطية الليبراليّة لشعوب المنطقة. وقد كتبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في كتابها أن: «نحن الذين صنعنا داعش» [وكالة فارس للأنباء/ الرقم 13930618001170]. فليأت أهل العقود الماضية الذين كانوا قد اتفقوا تقريبا على أن الليبراليّة والحضارة الغربيّة أفضل من الشيوعية والمارکسية، ويحكموا بين هاتين المدرستين!

الديمقراطية الليبرالية هي آخر أساليب خداع الإنسان

الحقيقة هي أن الديمقراطيّة الليبراليّة قد اكتشفت طريق خداع الناس وهي آخر خدعة يواجهها الناس على مرّ تاريخ حياة الإنسان. لقد استطاعوا أن يخدعوا الناس على مرّ القرون والأعصار. فإنّ الديمقراطيّة الليبراليّة بتعبير بعض المفكّرين الغربيّين هي أرستقراطية حديثة واستبداد خادع. ويقول بعض المفكّرين الغربيّين غير المدعومين من قبل الصهاينة: لا فرق بين الديمقراطيّة الليبراليّة وبين عصر الاستبداد، ولعلّها أسوأ.
لابدّ لأهل العالم أن يعوا هذه الحقيقة. طبعا قد أدركها الكثير ولكنكم إن لم تشاهدوا قيام ثورة على الديمقراطيّة الليبراليّة فلأنهم لا يعرفون بديلا لها. إنّني قد تحدّثت مع بعض المفكّرين من مختلف بقاع العالم. فهم يقولون: «أي بديل لنا للديمقراطيّة؟ فهل نترك الديمقراطيّة الليبرالية ونذهب وراء الدكتاتوريّة؟!» قلت لهم: «ولكنّكم لم تنتفعوا من الديمقراطيّة الليبراليّة» فقالوا: «صحيح ولکن لا نستطيع أن نرجع إلى الدكتاتوريّة». لابدّ أن يتصاعد ويشتدّ هذا العطش إلى معرفة البديل لكي نقدّم للعالم البديل عن النظام الديمقراطي الليبرالي.

إن الديمقراطيّة الليبرالية لم تمنح بني البشر الحرّية/ الطريق الوحيد لتحقّق شعارات الديمقراطيّة الليبراليّة، هو الولاية

قبل عدّة سنين كنت بين مجموعة من الطلّاب الجامعيّين في كندا وكان أغلبهم من المخالفين للثورة. فقلت لهم: «أنتم تعلمون أن الديمقراطيّة الليبراليّة لم تمنح بني البشر الحريّة. نعم إنها قد أعطت حرّية ما على مستوى العمل. ولكن دون أن تعطيهم الحرّية النفسانية. فهي تلقّن شعوبها بكلّ شيء. فكما كان الناس لا يملكون أموالهم في المجتمع الماركسي، كذلك الآن ليس أفراد المجتمع أسياد أنفسهم على مستوى الجانب النفساني والروحي. فالإعلام مأمور بتلقين الناس وإجبارهم...» وبطبيعة الحال عندما نحتجّ عندهم على أسلوب تعامل الأنظمة الغربية مع الناس ومفاهيم حقوق الإنسان في الديمقراطية الغربية ونتحدّث عن عدم وجود حرية الإنسان الحقيقية في الغرب، كانوا يدركون المطلب جيّدا لأنهم كانوا قد عاشوا تلك الأجواء ولمسوها عن قرب.
ثم قلت لهم: «إن معنى الولاية هي أنها لا تعطي الحريّة العمليّة وحسب، بل تمنح أفراد المجتمع الحرية النفسية والعاطفيّة أيضا». ثمّ ذكرت لهم بعض النماذج. بعد انتهاء الجلسة قال لي بعضهم: «لقد سمعنا منكم تعريفا جديدا عن الولاية.» فقلت لهم: «الطريق الوحيد لتحقّق جميع شعارات الديمقراطية الليبرالية هو الولاية». فلم يناقشوني في أصل هذا الكلام بل قد وجّهوا بعض التهم والافتراءات على نظام الجمهورية الإسلامية فقط. أما الآن إن أعلنتم بصراحة في بلدنا هذا أن «النظام الولائي هو البديل الوحيد عن جميع مساوئ الديمقراطيّة» سترون الكثير من الناس لا يستوعبون ذلك بل قد يستهزئون بكم. لأنهم معجبون كثيرا بحضارة الغرب ولا يعرفون كثيرا عن النظام الولائي ولأنهم يرون دجاجة الجار وزّة.

يتبع إن شاء الله...








رد مع اقتباس