الموضوع: رقي الكلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/01, 02:18 PM   #1
نسائم الزهراء

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل: 2011/12/21
المشاركات: 2,034
نسائم الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : نسائم الزهراء is on a distinguished road




عرض البوم صور نسائم الزهراء
افتراضي رقي الكلام

رقي الكلام


في ديننا مفاهيم راقية كثيرة مغيبة عن واقع حياتنا ومعاملاتنا ، وللأسف كثيرا ما تصدر من الواحد فينا تصرفات خاطئة نتيجة هذا التغييب ولا ننتبه لها


كثيرا ما نجرح مشاعر الآخرين أو يجرح مشاعرنا الآخرون ، ليس عمدا ولكن غيابا للذوق الإسلامي الذي يعلمنا أدبيات التعامل مع الناس ويمنح الإنسان [في وجوده] نفسا شفافة تقدر حالة المستمع قبل أن تخاطبه ، فتخاطبه بما يناسبه لا بما يجرحه.


أصبح جرح الإنسان غاية في السهولة ذلك أننا فقدنا أصول التعامل وفنونه الراقية التي نادى بها الإسلام قبل أن ينادي بها العالم والعلم.




إن الكلمات البسيطة إنما هي كفيلة في التعبير عن شخصية المتحدث وبيئته والوسط الذي يتعايش معه... إنها عنواننا للآخرين. عندما نلتقي بالناس فإن أول ما يبدر منا هو صوتنا ونغماته وأسلوبنا في الحديث... فالصوت هو هبة الله لنا... أما الحديث فهو من متع الحياة... فشهرزاد قد هزمت شهريار بقوة كلماتها وجمال حديثها... فنحن جميعا نستمتع حين نتحدث عن أنفسنا ونستعرض معلوماتنا ونعبر عن مكنونات أنفسنا... ان حديثنا يعبر بوضوح عن درجة وعينا وثقافتنا...
وبالتأكيد فإن للكلمات روح غير منظورة... روح مؤثرة قوية بل جبارة قد ترفع من معنوياتك وروحك!! وقد تخدشك وتؤلمك ويتطلب جرحها المداواة!



إن حديثنا انما هو مقياس واضح لوعينا وفهمنا وحسن تربيتنا وطرق إدارتنا للحياة... ويأتي أدب الحديث واحدا من أهم مواصفات المدنية والتطور... فأصبح السلوك الراقي والطريقة المهذبة في التعامل والتداول انما هو عنوان الإنسان عن نفسه وكيف يود أن يراه الناس وكيف يتفاعلون معه!!



إن سلوكنا الراقي يجب أن يكون نابعا من أعماقنا مندمجا مع فلسفتنا متوافقا مع أيدلوجياتنا



إن ما نقوم به يجب أن يتم بقناعة تامة بأن التهذيب هو عنوان الحضارة والآدمية والا فإننا لا نختلف عن الآخرين الذين يعبرون عن أفكارهم و معتقداتهم بكل وحشية وتهجم معللين ذلك بالصراحة والوضوح.



عندما نتكلم عن آداب الحديث إنما علينا أن نؤكد على أهمية انتقاء الكلمات، فاللغة مليئة بما تشاء من مفردات تسعفنا في تغطية الموضوع بعيدا عن الجفاء والقسوة في اختيار الألفاظ التي تجرح المشاعر وتؤلمها... وما أصعبها من لحظات فإن آثارها تدوم ولا تنتهي!!



واخيرا أود أن أذكر نفسي و أذكركم بالمقوله التالية: «فكر قبل أن تتكلم» فما يصدر منا كثيرا ما يسبب المشكلات ويعكر الأجواء بسبب سوء التفسير، مما يحملنا بعد ذلك مسؤولية الاعتذار وتصحيح الأوضاع.. لذا من المهم أن نتأمل في أفكارنا وكلماتنا قبل أن تنطلق تجنبا لأي خطأ قد يؤدي إلى إيلام الآخرين، وإلا لما أخبرونا أن السكوت من ذهب



أوصى بعض الحكماء ابنه، فقال له :" يا بني أن من
الكلام ما هو أشد من الحسام وأثقل من الصخر وأنفذ من وخز الأبر وأمرُ من الصبر، فصن لسانك عن لغوالكلام، وأعلم أن القلوب مزارع، فيها طيب الأحاديث، فإن لم ينبت فيها كله، نبت بعضه، وإن صمتاً تعقبه سلامة، خير من نطق يسلب كرامة، وإن من قل كلامه، قلت آثامه ومن كثر لفظه، كثر غلطه.وأن الرجل لا يزال مهيباً، مادام ساكتاً، فإذا تكلم، زادت هيبته أو سقطت رتبته0



vrd hg;ghl



توقيع : نسائم الزهراء
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس