عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/08/04, 05:21 PM   #1
جوهر

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1731
تاريخ التسجيل: 2013/07/14
المشاركات: 173
جوهر غير متواجد حالياً
المستوى : جوهر is on a distinguished road




عرض البوم صور جوهر
افتراضي حقيقة العلاقة بين عائشة أم المؤمنين وعلي أمير المؤمنين رضي الله عنهما

إن الناظر المتبصر والقارئ المتفحص في نوعية العلاقة بين علي وعائشة يجد أنها نوعية فريدة لعلاقة تسود فيها المودة والتقدير والاحترام والثناء المتبادل.

إن عليا يعرف مكانة عائشة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعرف أخلاقها ويعرف لها قدرها ومنزلتها؛ لذا ما أثر عنه في مصدر صحيح أن طعن فيها يوماً أو قدح فيها حتى ولو بعبارة حتى ولو بإشارة، وكيف له أن يطعن فيها بادئ ذي بدء وبينهما وحدة نسبية مشتركة، فعائشة هي بنت أبي بكر الصديق الذي ينتمي إلى قبيلة تيم ويشترك مع علي في جده مرة:

فهو أبو بكر بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب.
أما علي فهو ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب.
فنلحظ هنا أن مرة بن كعب هو الجد السادس لكل من أبي بكر وعلي فكيف إذا والحال هذا أن يطعن علي في عائشة والطعن فيها طعن فيه، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: أن عائشة أم لعلي فكيف يطعن علي في أمه.
فعائشة أم المؤمنين بنص القرآن الكريم " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم "، وعلي من جملة المؤمنين بل هو من خيرتهم ويأتي في طليعتهم، إذن فعائشة أمُّ له بنص القرآن الكريم، وكيف يتسنى لرجلٍ كعلي أن يخطئ في أمِّه، إنه أمر يأنف منه وضعاء البشر فكيف لعلي أن يفعله وهو من هو علما وفضلا ومكانة ومكانا.

إن الذي يريد أن يثبت طعن علي في عائشة فأمامه خيارات لا بد له منها:

* أن يثبت أن قوله تعالى: *وأزواجه أمهاتهم* ليست من نص القرآن الكريم.

* أو أن يثبت أن عائشة ليست زوجا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبالتالي فليست أمَّا للمؤمنين.

* أو أن يثبت أن عليا ليس من جملة المؤمنين، وعليه فلا تكون عائشة أمَّا له.

وإلى أن يثبت إحدى هذه الثلاث فلابد من أن نقرَّ جميعا بأن الآية من القرآن، وأن عائشة زوج للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمُّ للمؤمنين، وأن علي من جملة المؤمنين ومن خيرتهم. وأنه على هذا التأسيس لا يمكن أن يصدر منه طعن أو لمز في حق أمِّه.
ومن جهة ثالثة: فإنه ما أثر عن علي في حق عائشة ولا عن عائشة في حق علي في المصادر الصحيحة إلا كل خير.

فها هي السيدة الصديقة بنت الصديق تعلن ثناءها على علي بن أبي طالب وتقول: إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي على معتبة (*) من الأخيار، (ويجيبها علي معلنا فضلها ومنزلتها على ملأٍ من الناس قائلاً): يا أيها الناس، صدقت والله وبرت وما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا الآخرة (1).

وفي بحار الأنوار للمجلسي: لما بلغ عائشة قتل علي للخوارج قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إنهم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي،(2) وما كان بيني وبينه - تقصد علياً- إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها (3).
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب قول عائشة سائلة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا: علي، قالت: أما إنه لأعلم الناس بالسنة (4).

وذكر ابن عبد البر في التمهيد عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن المسح على الخفين فقالت: اسألوا علي بن أبي طالب فإنه كان يغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام بلياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم (5).
فيا ترى لو كان هناك شيء بين علي وعائشة أكان يذكرها بخير، ويعلن أنها زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة.
ولو كان بين عائشة وبين علي شيء أكانت تقر بفضله، وتعلن أعلميته بالسنة، بل وتوجه المستفتين إليه، أهذا هو شأن الخصوم؟؟

إن فيما سبق خير دلالة على هذه العلاقة الطيبة التي كانت بين علي بن أبي طالب وعائشة بنت أبي بكر، فعلي رضي الله عنه كان يعرف لها حقها ومنزلتها ويقر بفضلها، وعائشة أم المؤمنين وزوج سيد المرسلين كانت هي الأخرى تعرف لعلي فضله ومنزلته، وكيف لا يكون ذلك كذلك، وهم جيل القدوة والتمكين الذين رباهم النبي الأمين فكانوا أهلاً لكل جميل، فرضي الله عنهم أجمعين.


هوامش:
(*) أي على ما بيننا من معاتبة.
-1 تاريخ الطبري: (544/4).
-2 بحار الأنوار للمجلسي: 232/23.
-3 كشف الغمة لعلي بن أبي الفتح الإربلي: 159/1.
-4 الاستيعاب: 1104/3، ترجمة رقم(1871).
-5 التمهيد لابن عبد البر: 142/11.


موضوع جيد اعتقد انه صالح للنشر


prdrm hgughrm fdk uhzam Hl hglclkdk ,ugd Hldv vqd hggi ukilh



رد مع اقتباس