عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/05/15, 10:44 PM   #1
نسائم الزهراء

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل: 2011/12/21
المشاركات: 2,034
نسائم الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : نسائم الزهراء is on a distinguished road




عرض البوم صور نسائم الزهراء
افتراضي الصراحة شيمة الأقوياء::

بسمه تعالى::
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل لوليك الفرج:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته::
الصراحة شيمة الأقوياء::

سألني أحد طلابي في حلقة الدرس وقال: ما هي الغاية من علم الأخلاق؟ مع العلم بأني كررتها مرات في الدروس السابقة. فقلت له: وبأسلوب أوضح أن وظيفة هذا العلم تماماً كوظيفة (البلدية) هذه تقوم بتنظيف الأزقة والشوارع من القذارة والزبالة، وعلم الأخلاق يهدف إلى تطهير القلب من الرجس كالغش والحقد والحسد، وتنزيه اللسان عن الرجز كالفحش والكذب والغيبة.. وأيضاً يسوغ لنا أن نقول: الغاية من العلوم صيانة الآراء والمعتقدات من الجهل والخطأ، أما الغاية من الأخلاق فصيانة السلوك والأفعال من الذنب والخطيئة.
وقد يجمع الإنسان بين رذيلتي الخطأ والخطيئة معاً في فعل أو وصف واحد من أفعاله أو صفاته كما لو جهل بجهله، ولم يتوقع الخطأ من نفسه، أو أصر على ذنبه ولم يطع ناصحاً أو يستمع لعليم حكيم.. ولا دواء لأمثال هذا إلا أن يعالج هو نفسه بنفسه، فيعرفها على حقيقتها ويعترف ويندم.. ولكن فضيلة الصراحة والاعتراف بالخطأ عن قناعة لا لمجرد الخلاص من مشكلة ـ هي شيمة الأقوياء دون الضعفاء، ومن أخلاق العظماء دون الصعاليك، قال فيلسوف من الغرب: ((الاعتذار هو أقصى مراتب النضوج العقلي والعاطفي، فالعظيم يعتذر، ويشعر بأخطائه وهو في قمة النصر لا في هوة الهزيمة)). أما العقاد فيقول: لا أحد يعترف بالنقص إلا أن يريد التوصل للاشتهار بالكمال، أو يخشى أن يفشي أسراره عدوٌ له على غير حقيقتها.
وقد يرى المرء نفسه عبقرياً في مواهبه، وبحراً في علومه، ومع ذلك يمكن أن نتقبله إلى حد محدود إذا كان عاقلاً في سلوكه، يتوقع الخطأ في آرائه، ويتقبل النقد برحابة صدر، ولا يدعي علم ما يعجز عن إدراكه، ولا ينكر ما يجهل.. وقد دلتنا التجارب أن العالم الحق كلما ازداد علماً واتسعت آفاقه ازداد خوفه من أخطائه، وبالغ في التثبت من أدلة أحكامه، وقررها على وجل من الله وعلى سبيل التقريب لا على الجزم واليقين محتفظاً بخط الرجعة ومعتبراً بقوله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (85 ـ الإسراء). وفي الخطبة 89 من خطب النهج فسر الإمام(ع) الراسخين في العلم بأنهم الذين يميزون بين ما يعلمون وما لا يعلمون، ويقفون عند ما حُجب عن علمهم.
وبعد، فلا أحد أكثر حمقاً واثماً ممن يرى جهله علماً، وسفهه حلماً، وقد وصف سبحانه هذا النوع من الناس بقوله: (ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا أن حزب الشيطان هم الخاسرون) (19 ـ المجادلة). وما أدراني وأدراك أيها القارئ أني أنا وأنت من الذين يحسبون أنهم على شيء وهم الكاذبون والخاسرون؟ ـ دون أن نحس ذلك من أنفسنا، ألسنا من بني الإنسان؟ وإذا ساغ هذا في حق زيد وعمرو يسوغ أيضاً في كل الناس، وأي عاقل أو مسلم يجرأ أو يدعي أنه غير مقصود بقوله تعالى: (ان الشيطان للإنسان عدو مبين) وبقوله: (ان النفس لأمارة بالسوء)؟.

مماقرات.
دمتم بتوفيق من رب العباد..
نسألكم خالص الدعاء..





hgwvhpm adlm hgHr,dhx::



رد مع اقتباس