عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/01/11, 03:29 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي ميزان الحق عند اهل السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الامين وعلى اله الكرام الطاهرين
وبعد :
أظن وليس كل الظن اثم ان اساس الانحراف في تفكيرنا العقائدي ليست النصوص الدينية بحد ذاتها و لا الادلة النقلية من حيث صحتها ودلادلتها وتفسيرها بل لاننا جعلنا الرجال ميزان للحق والباطل و معيار للهدى والضلال فاخذنا نوؤل تلك النصوص ونلوي اعناق تلك الادلة بما يتناسب مع ذلك النهج الخاطيء والخطير
وقد حذر امير المؤمنين علي صلوات الله عليه من خطورة هذا النهج عندما جاء ذلك الرجل معتذرا من موقفه في موقعة الجمل فقال يا امير المؤمنين ماذا عساي ان افعل فانت في الجيش الاول وام المؤمنين في الجيش الاخر فقال له امير المؤمنين
، إنك امرء ملبوس عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله
وقد بين القران الكريم ايضا هذا النهج في قوله تعالى :
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا غڑ
فما اصابكم هو انهزام طائفة من الصحابه
يوم التقى الجمعان هو معركة احد
وبأذن الله اشارة الى ان الدعم الالهي الذي كان موجودا يوم بدر لم يكن حاضرا يوم احد
وليعلم : فعل فاعله الله دون ان يعني ان المراد به الله تعالى
فهي كلمة مجازية لان الذي ينبغي ان يعلم نحن اما الله فعلمه لا يحتاج تجارب واختبارات
و لا يدل هذا على ان الله اراد للمسلمين شرا وللكفار خيرا انّما اراد الله ان تكون هذه المعركة ميزان حتى نعرف اهل الحق واهل الباطل
وهذه غاية ربما اسمى من النصر في معركة وفواتها على عموم المسلمين اخطر من هزيمة طائفة منهم
وهنا يأتي دور التأريخ ليبين مصاديق هذا الميزان
فعلى سبيل المثال لا الحصر كان عمر بن الخطاب من اهل الباطل وفق هذا الميزان القراني لانه كان من جملة الهاربين وعلى سبيل المثال لا الحصر كان علي ابن ابي طالب من اهل الحق في هذا المعيار الالهي لانه كان في فريق الثابتين
ومع هذا اصبح عمر افضل من علي في ثقافة الامة
هذا لان ميزان الامة اصبح خلاف ميزان الله
وهذه احدى نتائج هذا النهج المنحرف
وتسأل لماذا ؟
فالرجل بالنسبة للاسلام كعقيدة وتاريخ لا يختلف عن الاخرين
وبالنسبة للمجمتع سواء في عهد الجاهلية او في عهد النبوة نكره

فنحن لم نجد ذكر لعمر في كتب السيرة والتاريخ سوى ثلاثة حوادث كل واحده اكبر من اختها
الاولى يوم صلى النبي على ابن ابي بن سلول فجذب ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم بطريقة لا تليق حتى مع سواد الناس ولو فعلها مع احد شيوخ القبائل لكان من القتلى فمابالك مع سيد البشر وفخر الكائنات و اخذ يخاطب بكل وقاحه من يستحي الله وملائكته الا ان يخاطبوه بكل ادب واحترام الم ينهاك ربك ان تصلي على المنافقين
ويبرر انصار عمر هذا الموقف حتى لو كان هذا التبرير على حساب النبي بالقول ان هذا دليل حرصه على تطبيق تعاليم الدين فهذه فضيلة لعمر وليست رذيلة
ولا ادري هل هذا التبرير سيصلح لتفسير موقف عمر في الحادثة الثانية يوم يصرح في صلح الحديبة انه يشك ان محمد نبي فاي اسلام سوف يحرص عليه عمر اذا كان يشك باصل الاسلام
ولو كان شك عمر في بداية الدعوة ربما كان هناك كلام فيه رفق
اما اذا علمنا ان صلح الحديبة كانت في السنة السادسة للهجرة يعني في السنة التاسعة عشر من اجمالي البعثة فهذا يعني ان الشك بالنبوة جاء بعد كل هذه الفترة الزمنية الطويلة وما تخللتها من معجزات وكرامات وانتصارت عسكرية بالمدد الالهي ونزول ايات القران والاسراء والمعراج
عندها تكون مبررات الرفاق نوع من انواع التعصب
اما الحادثة الثالثة لعمر فهي ادهى وامر
ففي رزية الخميس عمر يقرر ان يختار للامة والاجيال ما يعتقده برايه الشخصي ليصادر بذلك دور النبي وهو دور الهي
بل اخذ يشك بقوى النبي العقليه كما شكك يوم الحديبية الامر الذي يجعلنا غير مترددين بان تصريح عمر يوم الحديبية لم يكن زلة لسان سببها غضب على الاسلام بل كان اعتراف واقرار
وعندما تطلع على تبريرات رفاق عمر لا نقول انها تضحك الثكلى لان المسألة لا تتحمل الضحك
فعندما يصل تفكير الامة الى هذا المستوى تشعر ان مافعله عمر ليس هو الكارثة بحد ذاتها انما الكارثة الحقيقية في تلك العقول التي أنتجت هذه التبريرات
فعمر صعد ام نزل هو رجل عاش ومات على ما يعتقد
لكن عندما تصل الامة الى هذا المستوى من التفكير فهذه هي الرزية التي ينبغي ان نبكي عليها
كما بكى ابن عباس
فهذه التبريرات
تخالف كل النصوص القرانية التي لا تقبل التأويل
وهذا يكفي دليلا على بطلانها وكفى بكتاب الله خصيما لها
فطاعة النبي مطلقة وواجبه
فلا يقيدها مرض ولا هوية المخالف تجعلها مستحبه
و مخالفة الرسول هي معصية لا تتجزأ
فتكون معصية مشروعه بالليل وغير مشروعه بالنهار
و القران لم يقل ان ما يقوله النبي امتحان واختبار حتى يكون المخالف له تارة مجرم وتارة بطلا
انما كان القران صريح بان مايقوله النبي هو وحي منزل من الحق تعالى
واذا كانت هناك نصوص قرانية لا تقبل التأويل فهي قطعا النصوص الخاصة بطاعه النبي

وهذه الخروقات التي هي غيض من فيض تشكل شخصية هذا الرجل الحقيقية
فكيف اصبح ميزان للحق والباطل ؟
ربما السبب الخلافة ..فطالما اصبح الرجل خليفة لرسول الله ينبغي ان نسقط عليه كل الامتيازات المقدسة
ولكن من اعطى لعمر هذه الخلافة ؟
رجل اخر اسمه ابو بكر
هو الاخر كان نكره في كل الاعتبارات الدينية والاجتماعيه
و لم يكن احسن حظا من عمر في الميزان الالهي
فهذا صحيح البخاري يثبت ان ابا بكر مات ورسول الله عليه غاضب
فما بني على باطل فهو باطل
وقد التفت انصار هذا النهج ان الخلافة وحدها لن تكون سببا كافيا ومبررا مقنعا لاسيما بعدما تسلق عليها رجال لا يقبلهم عاقل ان يكونوا معايير للحق والباطل مثل معاوية وابنه يزيد ومروان ومن لف لفهم كما أن اعتبار الخلافة ميزان للحق والباطل يقتضي الاعتراف ببطلان كل من خرج على الخليفة الرابع في الجمل وصفين
فاخذوا يختلقون الفضائل الوهمية والمناقب المزيفة حتى يخلقوا اسباب اقوى من كرسي الحكم والخلافة يبرروا هذا التخصيص في التقديس والتبجيل من قيبل ان عمر كان شجاعا صنديدا في قريش لدرجة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يتضرع لربه ان يهديه للاسلام حتى يعز به المسلمون
مع ان الحقائق التاريخية تثبت خلاف هذا فسيف عمر لم يكن له اي ذكر في اكثر من 80 معركة ولم تذكر كتب التاريخ له صوله او تذكر اسم كافر واحد قتل بسيف عمر
بل بالعكس فقد ذكرته من بين الهاربين عندما يحمى الوطيس ويكون جيش المسلمين في حاجة ماسة للابطال ويوم تولى قيادة الجيش اخذ يجّبن الجنود و القائد الذي يتصرف على هذا النحو اما يكون خائنا او انه جبان فاخترنا الثانية فقط لكشف التزوير في تلك فضيله وليس لاستبعاد الاولى التي لو تدبرنا القران لوجدناها ثابته على كل الهاربين
وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىظ° فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ غ– وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
ولم يحتاج الاسلام لسيف يحمي عزته في موقف اكثر من موقف الخندق يوم تسلل ابن ود العامري الى جبهة المسلمين متحديا ابطالهم وفرسانهم فلم نسمع صليل سيف عمر ولم نشم رائحة شجاعته
ولا نريد ان نحّمل عمر اكثر من طاقته لكن عشاقه هم الذين حملوه ما لا يحتمل
و تمادوا في تحميله بمواهب اخرى كما في ميدان الحرب كذلك في ميدان العلم فقالوا انه محدث وكان ينافس النبي على الرسالة بحيث كلما تاخر الوحي يظن النبي انه نزل على عمر وان كثير من الاحكام نطق بها عمر قبل ان تنزل في القران
مع ان الرجل كان يجهل ابسط احكام العقيدة مثل التيمم فكان لا يصلي اذا لم يجد ىماء و يعترف على نفسه بان جميع الخلق افقه منه وقد ارهق النبي في تفسير الكلالة وفي النهاية مات وهو لم يفهمها


وهذا التضليل والخداع لم يكن محصورا في عمر فهناك ابو بكر
الذي يشهد صحيح البخاري على انه اغضب الزهراء فاستحق غضب رسول الله مع هذا مازال البعض يقدمه على انه معيار للحق والباطل وياليت هذا البعض فعلوا ما فعل المحامين عن عمر ونهجوا نهجهم لكنهم لجوءا الى نهج المقارنه الذي يشكل هو الاخر نهج تفكيري منحرف
فاختلقوا رواية ان علي ايضا اغضب الزهراء عندما اراد ان يتزوج من بنت ابي جهل واختيار علي بحد ذاته يفضح صحة الرواية لان عليّا هو المنافس العقائدي لابي بكر فكلاهما يمثل عقيدة متعارضة فتبنوا هذا الاسلوب الهجومي لان الهجوم خير وسيلة للدفاع
وكون الرواية التي بطلها علي وبنت ابي جهل موجودة في كتب الشيعه لا يعتبر دليل على صحتها من حيث اصل النقل
اما من حيث المضمون
فأن كانت بنت ابي جهل كافره فكيف يتجرأ الشيعه ان يعتقدوا في امامهم الذي طهروه حتى من السهو ما لم يعتقدوه في معاوية الد اعداءهم
وان كانت مسلمة فكيف تغضب الزهراء على طاعة الله فان اسقطنا عصمتها وقلنا انها تغار مثل سائر النساء فكيف يغضب رسول الله لغضبها في حال المعصية
وغضب الزهراء على علي لسبب لم يفعله فيما بعد وبالتالي فانه لادليل على ان غضب الزهراء استمر الى الابد بل العكس فوصيتها له بدفنها والصلاة عليها سرا لاكبر دليل على انتفاء الغضب
في حين ان غضب الزهراء على ابي بكر استمر حتى مماتها بشهادة عائشة

و لنفترض ان الزهراء ماتت وهي غاضبة على علي ايضا
فهل هذا يغير من نتائج ميزان صحيح البخاري على ابي بكر لمجرد ان وجدنا له شريك ؟
فلماذا لا نتحلى بالشجاعة الادبية ونعترف بتلك النتيجة التي يقدمها لنا ميزان الحق في صحيح البخاري
عندنا نضع ابا بكر في ذلك الميزان ثم نضع الاخرين من بعده



ld.hk hgpr uk] hig hgskm hgpr



توقيع : عبد الرزاق محسن

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرزاق محسن ; 2019/01/12 الساعة 08:20 AM
رد مع اقتباس