عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/02/19, 10:43 AM   #1
رجل متواضع

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2335
تاريخ التسجيل: 2013/11/19
المشاركات: 1,126
رجل متواضع غير متواجد حالياً
المستوى : رجل متواضع is on a distinguished road




عرض البوم صور رجل متواضع
افتراضي تصاعدت موجات الفكر المتطرف

تصاعد موجات الفكر المتطرف

تتزايد معاناة المجتمعات الاسلامية – عامة – والعربية -خاصة – من تصاعد موجات الفكر المتطرف ، وهي وإن اختلفت في حجمها ومستواها وحدتها من مجتمع إلى آخر إلا أنه يجمعها فكر واحد ، هو فكر الغلو والتشدد والكراهية ، والذي تحول في العقدين الآخرين إلى سلوكيات عدوانية وصلت إلى ترويع مجتمعاتنا واستهداف الآمنين من المدنيين الأبرياء ، عبرالمنازلة المسلحة للدولة ، وتفجيرالنفس في الآخرين ،بهدف زعزعة الاستقرار، وبث الرعب وصولا الى أهداف سياسية من أبرزها ، إقامة سلطة على نمط حكومة (طالبان) والتي فرضت نفسها على الشعب الافغاني وحكمتهم (5) سنوات عجاف ، كانت أشبه بكابوس ثقيل جثم على صدور الأفغان حتى آذن الله بزوالها وتخليص الافغان منها .
لقد اصطلح العالم على تسمية هذا السلوك العدواني بالعمل الارهابي ، تمييزاً له عن السلوك العدواني العادي وعن التمرد السياسي الذي قد يصاحبه بعض العنف ، لأن العمل الارهابي يقوم أساساً على إرهاب المجتمع ، ولأنه يستهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين ، ولأنه عابر للحدود والقارات ، ولأنه يجمع أصحابه فكر واحد ، هو فكر الكراهية للمجتمع والدولة والعصر والحياة بصفة عامة .
الحياة نعمة عظيمة وهي عطية الخالق ، ولذلك فالإنسان يولد محباً للحياة ، ومقبلاً عليها ، لكن عوامل مجتمعية داخلية وخارجية تجعل من هذا المخلوق كائناً عدوانياً يفضل الموت على الحياة ، هلا تساءلنا : ما الذي جعل هؤلاء الشباب الذين تربوا بين أحضاننا ورضعوا من ثقافتنا وتعلموا في رحاب مدارسنا ومنابرنا الدينية ، ما الذي جعلهم ينقلبون على مجتمعهم وحوشاً ضارية وأدوات للقتل وقنابل مدمرة ؟!
قال الأمير نايف بن عبدالعزيز في مؤتمر مكافحة الإرهاب بالرياض : الإرهاب ليس فعلا فحسب ، لكنه في الأساس ، نتاج فكر منحرف يجب التصدي له ، وهذا صحيح لأن الإنسان لا يترك هذه الحياة بمباهجها ولا يضحى بنفسه إلا من أجل حياة أكثر بهجة ، ولا يزهد في نساء الدنيا الا من أجل نساء الجنة ، لا يفعل كل ذلك إلا في ظل عقيدة متسلطة على فكر ووجدان صاحبها ، تزين له أن عمله الإجرامي هو جهاد واستشهاد .
العمل الإرهابي ، أساسه فكر متطرف ، يقوم على ادعاء مطلق بتملك الحقيقة كاملة ، مع رفض كامل لنسبية الحقيقة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، بهدف الوصاية على الآخرين وفرض الرأي بالقوة .
الإرهاب فكر، لكنه عدواني ، وهو مرض ، لكنه يصيب النفس ، ويميت القلب ، وبيئة حاضنة ، لكن تسودها الكآبة والبؤس والإحباط ، وصحيح أن هذا الفكر العدواني المنحرف، أساسه التنشئه الأولى وخبرات الطفولة القاسية ثم التعليم الآحادي التلقيني الذي لا ينمي العقلية الناقدة إلا أن الخطاب الديني التحريضي وفتاوى التكفير والأشرطة والكتيبات المتعصبة وأخيراً المنبر الالكتروني المتطرف والذي أصبح بوابة التنظيمات الارهابية ، لها الأثر الأعظم في ترويج الفكر الإرهابي.
لم تكن مجتمعاتنا بهذا العنف، لقد عاش الآباء والأجداد في مصالحة مع الذات ومع الآخر، وتعاملوا مع جميع شعوب الأرض من دون عقد ووساوس مرضية ، فما الذي حصل لمجتمعاتنا ؟ ولماذا أصبح بعض شبابنا عدوانياً ناقماً على الحياة والأحياء ؟
إن ما حصل في الساحة العربية وبخاصة الخليجية خلال العقود الثلاثة الأخيرة من فكر متطرف معادي للحياة، أصاب بعض أبنائنا ودفعهم الى الهلاك، إنما تم زرعه ورعايته من قبل (3) تيارات سياسية ودينية نجحت في غزو الثقافة المجتمعية المتسامحة، هي:
التيار التكفيري الديني ، والذي يمثل فكراً إقصائياً قمعياً يشكك في معتقدات الآخرين، ويتهمهم بالبدعة والانحراف والضلالة بحجة أن العقيدة الصحيحة واحدة، اصحابها في الجنة وغيرهم في النار، ويرى هذا التيار أن استخدام العنف وسيلة مشروعة في فرض الرأي السياسي والمفاهيم الدينية الخلافية.


jwhu]j l,[hj hgt;v hglj'vt



رد مع اقتباس