الموضوع: السلوك الراقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023/02/28, 09:52 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي السلوك الراقي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



لقد اهتمَّ الإسلام اهتمامًا بالغًا بمسألةِ الأخلاق والسلوك، وجعل السلوكَ الحسن والأخلاق الفاضلة ثمرةً للإيمان بالله تعالى، فمِن مقاصد القرآن الكريم هدايةُ الخلق إلى طريق الحق.
فما أثر الإيمان في سلوك الإنسان؟

إنَّ جمال السُّلوك دليل على صدق الإيمان وقوَّته، كما أنَّ قبح السلوك وانحراف الأخلاق دليلٌ على ضعف الإيمان أو انعدامه؛ فالعلاقة بين السلوك والإيمان علاقةٌ قويَّة ومتلازمة، لا يكمل إيمان المرء إلا بصلاح أخلاقه وحسن علاقته مع الآخَر، وقول المعروف وبذل الخير، ومما يوضِّح هذا الأمر ومن الشواهد التي تعكس لنا النَّقلة الحضارية الكبرى التي أحدثها الاِيمان على صعيد الفرد والمجتمع ما قاله جعفر بن أبي طالب 'قدس سره' للنجاشي ملك الحبشة لمّا سأله الاَخير عن سبب هجرتهم ومفارقتهم دين قومهم، فأجابه قائلاً : «أيُّها الملك، كنّا قوماً أهل جاهلية، نعبد الاَصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الاَرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القويُّ منّا الضعيف، فكنّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والاَوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الاَمانة، وصلة الرّحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً..»
وبذلك كشف له عن التحوّل الحضاري الذي أحدثه الاِسلام في فترة وجيزة . لما له من تأثير كبير على حياة الفرد والمجتمع.
أليست هذه الصفات تدل على السلوك الراقي للإنسان المؤمن؟
نعم كن مؤمناً تكن راقياً!

ترتبط قيمة كلّ إنسان بدرجة تهذيب سلوكه وأدائه الاجتماعيّ، يقول الإمام عليّ عليه السلام: "قيمة كلّ امرئٍ ما يحسنه" .
فلا شكّ أنّ السلوك يبدأ بتهذيب العقل والقلب فهما موطن الإحساس الأوّل، ويجمع خبراء اللياقة على أنّه توجد عدّة أعمال صعبة على الإنسان ولكن مهما صعبت الأمور لا بد له من أن يحاول ويسعى للوصول إلى الكمال.
والوصول لا يتأتى إلا بالتدريج.
فإليك أيها الإنسان بعض الأمور إن تمسكت بها ملكت السلوك الراقي:
ابتعد عن كل عادة قبيحة راسخة.
فكّر بطريقة منطقيّة.
اعترف بجهلك عند عدم معرفتك للأمور. فليس عيبا أن تقول لا أعلم.
تريّث في إصدار أحكامك.
انتظر قبل أن ينفذ صبرك.
اصبر على البلاءات دون شكوى.
اصمت في الوقت المناسب.
ركّز في ذروة المعمعة.
اخدم الناس دون أن تنتظر مقابلا أو مديحاً أو اعترافاً بالجميل.
أعلم أن النجاح لا يتعلّق بحُسن الحظّ أو اتّجاهات الريح في حياتك أو الظروف التي تحياها، بل يتعلّق بشكل أساس بنظرتك للحياة والناس، وطرق استجابتك لما يحدث من حولك، فإذا كنت تملك النظرة السليمة للأمور فسوف تتمكّن من أن تحيا حياةً مليئة بالرضا والسعادة.

واعلم أن الله معك لن يتركك أبداً.
وعند الوصول قل "وما توفيقي إلا بالله العلي القدير"

السلوك الراقي

لا يكتمل السلوك الجيّد إلا بالأداء الراقي للإنسان وقدرته على التصرّف عمليّاً بكلّ احترام، فلكي يجذب المستمعين إليه ويحظى باحترامهم وينال إعجاب الأصدقاء لا بد من التحلي ببعض الصفات ..
وإليك عزيزي الإنسان بعض النصائح المساعِدة على ذلك:
⬅ عليك أن تتقبّل نفسك كما أنت؛ تقبّل مظهرك وأسلوبك، ولكن حاول دائماً تطويره، واحترم البدن الذي يحوي روحك بعدم تعريضه للأذى، أو القيام بأيّ شيء يشينك.
⬅ عليك أن تقبل دروس الحياة، فأنت لم تُخلق لتحيا حياة سهلة سلسة مليئة بالمتعة الخالصة بل تحتاج الحياة إلى الجدّ والاجتهاد والتعلّم، فدروس الحياة تؤهّلك لكي تعيش حياة أفضل، وأن تكون أكثر وعياً لما يدور حولك.
⬅ يجب أن تكون الأخطاء التي ترتكبها في حياتك وسيلة لمعرفة الصواب وعدم العودة إلى الخطأ مرة أخرى.
فالإنسان يرتكب في حياته العديد من الأخطاء، فالّذي لا يخطئ هو الّذي لا يعمل.
⬅ احرص دوماً على التعلّم من مدرسة الحياة.
فدروس الحياة لا تنتهي، فلا تعتقد أنّك تعرف كلّ شيء أو أنّك ستعرف كلّ شيء في مرحلة معيّنة من مراحل حياتك.
⬅ توقّف عن النظر لما لا تملك وركّز انتباهك على ما تملك، أحبّه وتمتّع به وكن قنوعاً بمكانك ومكانتك في الحياة، وارض بما قسم الله لك تكن أسعد الناس، رغم أنّ الطموح مشروع ومرغوب. قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} - طه ١٣١ - .
⬅ عامل الناس بالحسنى وبالكلمة الطيبة..
فمعاملتهم لك لا بد أن تكون انعكاس لمعاملتك لهم، فإن كنت تعاملهم بمودّة فسيبادلونك والعكس صحيح.
⬅ تعلّم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤوليّة فذلك يكسبك المزيد من التقدير والاحترام.
⬅ أحسن اختيار الأصدقاء، فالصديق الوفيّ خير من يفهمك ويساعدك.
إنّ كلّ ما سبق معروف لديك لكنّه يُنسى في غمرة الانشغال في متاعب الحياة، فعليك دائماً أن تتذكّر ذلك وأن تستفيد من دروس الحياة الّتي لا تنتهي.




hgsg,; hgvhrd lpl]



رد مع اقتباس