عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/01/21, 11:44 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي المحجبة ونور القمر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



تعالي أختي المؤمنة أجسد لكِ قيمتكِ الحقيقية في هذا الكون، أرأيتِ القمر ذلك الكوكب البعيد الذي يطل علينا كل ليلة .. تلك التحفة المتلألئة والمعلّقة بقدرة الله الذي يمسكها أن تقع على الأرض


.. تنير وتزين السماء لحكمة أردانا أن نعييها من خلقه البديع هذا، لنعرف المبدع العظيم الذي أبدع هذا الجمال ومقدار الدقة المتناهية في صنعه لهذه الآية ولكل آيات الإعجاز التي نمر عليها يومياً مرور الكرام دون أن نعطي أنفسنا لحظة تفكير صادقة لهذه المعجزات التي سخرها لنا الخالق .. لنتمعّن في دلائل ومعاني خلقه.

ونعود للقمر، هل سألت نفسك ما سرّ جماله وما يزينه ويجعله بالنسبة لنا رمز الجمال والنور! وحين نرى وجهاً جميلاً أي شيء جميل فإننا نشبّهه بالقمر، لماذا القمر؟

لو نظرنا إلى طبيعة القمر الحقيقية فهو كوكب كغيره من الكواكب التي خلقها تعالى .. سطحه يشبه سطح الأرض، بل هو أقلّ تمهيداً منها .. مليء بالارتفاعات والانخفاضات وغير مستو وهو جاف أجدب، لا ماء ولا هواء ولا خضار ولا غلاف جوي يحميه، وجاذبيته الضعيفة تساوي سدس جاذبية الأرض. ومع ذلك نتغنى بجماله إذاً ما سرّ هذا الجمال؟؟

إن سرّ جمال القمر هو ذلك النور المنبعث منه ، والذي هو في الحقيقة ليس من ذاته، إنما يستمده ـ بقدرته جلّ وعلا ـ من الشمس ، التي ينعكس نورها عليه فيشرق ويزدان بهذا النور الذي يرتسم عليه والذي ينير لنا سواد الليل لنهتدي به في الليلة الظلماء .. في السير والعمل وغير ذلك من أمور الحياة.

وكم يبهرنا بنوره حين يكون بدراً مكتملاً .. النور يشع من كل جانب فيه وكأن الله قد كساه بثوب ناصع البياض .. زاد من حسنه فلا تظهر تعرّجاته وتشوّهاته، وأنتِ كذلك أختي المؤمنة حجابك هو ذلك النور والضياء الذي يزيد من جمالك وليس سفورك الذي يجعلك مبتذلة للكل والذي لم يقبل الله أن نظهر به كرامة لنا، فأنعم علينا بنعمة الحجاب ليزيدنا جمالاً حقيقياً.

فهو يظهر جمال الروح الداخلي .. جمال الجوهر، فالحجاب يخبر عن حُسنِ خلقكِ وعن صفاء معدنكِ، الذي يؤكده مظهرك المحتشم الوقور، فما لك والمظهر المشوّه الذي يضرّ ولا ينفع بل إنه يسبب لك كل التعاسة والأذى وعدم راحة البال!

وماذا ستجنين من التعري والسفور غير طمع ذوي القلوب المريضة بكِ واكتسابك أنت للذنوب التي يحاول الإنسان العاقل الواعي أن يتجنّبها على الدوام ويسعى إلى محوها بالطهر والستر والتقرب إلى الله من خلال طاعته وتجنب معاصيه، والمرأة شأنها شأن الرجل تعرف بعقلها الواعي المتزن أنها لن تأخذ معها في نهاية المطاف غير أعمالها وليس مظهرها بل ستحاسب على مدى التزامها بحجابها الذي اختاره الله لحمايتها ولصون كرامتها، بالإضافة إلى أقوالها وأفعالها.

وأما الجسد فهو طعمة للتراب وتبقى الروح التي هي محور حديثنا وهي التي نحاول إظهارها وتطهيرها وتزيينها بكل ما يرضي الله حتى ترجع إلى ربها راضية مرضية[1].

فأنت أختي المؤمنة كالقمر، جميلة بذلك النور الذي أفاضه الله عليك وشرفك به، فالقمر يستمدّ نوره من الشمس، لكن نورك تستمدّينه من نور الله خالقنا.

أتعرفين ما معنى ذلك؟

إن هذا يدلّ على علو مكانتك وكرامتك عند الله الذي شرفك بفيض نوره الذي أفاضه عليك والحصن الذي حصّنك به من كل شر، والهدى الذي اختاره لك لتصبحي سعيدة في الدنيا والآخرة.

فأخلصي النية وتوجهي إلى الله، واطلبي أن يفيض عليك من نوره الذي أخبر عنه في القرآن العظيم ( يـا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتِكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم )[2].

وفي آية أخرى يقرّب معنى النور بقوله: ( الله نـور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجةُ كأنها كوكبٌ دُرّي ... يهدي الله لنوره من يشاء )[3].

_______________________
[1] ففي الحديث إن جبريل نزل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاطبه: ( يـا محمد عش ما شئت فانك ميت، وأحبب ما شئت فأنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه )، كلمة الله ص250.

[2] سورة الحديد: الآية 28.

[3] سورة النور: الآية 35.



hglp[fm ,k,v hgrlv



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس