عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/08/15, 03:15 PM   #2
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي




۩☜الشاعر علي ابن الرومي ۩





اسمه ونسبه :

علي بن عباس بن جريح ، مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بـ( ابن الرومي ) .


ولادته :

وُلد يوم الأربعاء ، بعد طلوع الفجر ، لليلتين خَلَتَا من رجب ، وكان ذلك في سنة ( 221 هـ ) ببغداد ، في الموضع المعروف بـ( العَقيقة ) .


نشأته :

كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشك أنه رومي الأصل ، فإنه يذكره ويؤكده في مواضع من ديوانه .
وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأدباء ، منهم : محمد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب .
فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمد بن حبيب يخصه لما كان يري منه من الذكاء ، وَحِدَّة الذهن .
كانت أمه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية ، صالحة ، رحيمة ، كما يُؤخذ من أبياته في رثائها .
ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلا أناس من مواليه الهاشميِّين العباسيِّين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميِّين الطالبيِّين أحفظ منه لِعهد الهاشميِّين العباسيِّين .


تعليمه :

نشأ على نصيبٍ وافٍ من علوم عصره ، وساهم في القديم والحديث منها بقسطٍ وافر في شعره .
وهناك شواهد متكرِّرة تدل على اطِّلاعه بالفلسفة ، ومصاحبة أهلها ، واشتغاله بها ، حتى سَرَت في أسلوبه وتفكيره .
وما كان متعلم الفلسفة في تلك الأيام يصنع أكثر من ذلك ليتعلَّمها ، أو ليعد من متعلِّميها .
فأنت لا تقرأ لرجل غير مشتغل ، أو مُلمٍّ بالفلسفة ، والقياس المنطقي ، والنجوم ، كلاماً كهذا الكلام :
لمَّا تُؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فـما يبكيـه منها وأنـها لأرحَبُ مما كانَ فيهِ وأرغَد
وفي شعر ابن الرومي شواهد كثيرة على إلمامه بالعلوم ، ومعرفته بمصطلحاتها ، وغَضَضْنَا الطرف عنها اختصاراً .


تشيُّعه :

كان القرن الثالث للهجرة - الذي عاش فيه ابن الرومي - عصراً كَثُرت فيه النِحَل والمذاهب ، وقل فيه من لا يرى في العقائد رأياً يفسر به إسلامه ، ويخلصه بين جماعة الدارسين ، وقُرَّاء العلوم الحديثة .
وقد قال المِعرِّي في ( رسالة الغفران ) : إن البغداديِّين يدَّعون أنه متشيِّع ، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية .
ثم عقب على ذلك فقال : ما أراه إلا على مذهب غيره من الشعراء .
ولا ندري لماذا شكَّ المِعرِّي في تشيُّعه لأنه على مذهب غيره من الشعراء ، فإن الشعراء إذا تشيَّعوا كانوا شيعة حقاً كغيرهم من الناس ، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامَّة المُتشيِّعين .
وإنما نعتقد أن المِعرِّي لم يطَّلع على شعره كله ، فَخفيت عنه حقيقة مذهبه ، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء .
على أن القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيُّع الذي لا شكَّ فيه ، لأن الشاعر نظمها بغير داعٍ يدعوه إلى نظمها ، من طمع ، أو مداراة ، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر ، وناحية الخلفاء .
فقد رثى بها يحيى بن عمر ، بن الحسين ، بن زيد ، بن علي الثائر في وجه الخلافة ، ووجه أبناء طاهر ولاة ( خراسان ) .
وقال فيها يخاطب بني العباس ، ويذكر وُلاة السوء من أبناء طاهر :
أجنوا بني العباس مِن شنآئِكُم وأوكوا على ما في العيابِ وأشرَجوا
وخلوا وُلاة السوء منكم وَغَيَّهم فأحرى بهم أن يَغرقوا حيثُ لججوا
فماذا يقول الشيعي لبني العباس أقسى وأصرح في التربص بدولتهم ، وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام ؟
فقد أنذر بني العباس بزوال الملك ، وكاد يتمنَّى أو تمنَّى لِبَني علي يوماً يهزمون فيه أعداءهم ، ويرجعون فيه حقهم ، ويطلبون تراثهم ، وينكلون بمن نكل بهم .
وهواه ظاهر من العلويين لا مداجاة فيه ، كهوى كل شيعي في هذا المقام .


شعره ومكانته :

يعد ابن الرومي مفخرة من مفاخر الشيعة ، وعبقري من عباقرة الأمة ، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى على سبائك التبر حسناً وبهاءاً ، وعلى كثر النجوم عَدداً ونوراً ، برع في المديح ، والهجاء ، والوصف ، والغزل ، من فنون الشعر ، فقصر عن مَداه الطامحون ، وشخصت إليه الأبصار ، فَجلَّ عن النِّد ، كما قصر عن مزاياه العد .
وله في مَوَدَّة ذوي القربى من آل الرسول ( ) أشواط بعيدة ، واختصاصه بهم ، ومدائحه لهم ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقايق الجلية .
وقد عده ابن الصباغ المالكي في كتابه ( الفصول المهمة ) ، والشبلنجي في كتابه ( نور الأبصار ) من شعراء الإمام الحسن العسكري ( ) ، وكان سريع الحفظ ، وهذا مما يعينه على تحصيل اللغة ، وتعليق المفردات .
وكان يمدح الرؤساء والأدباء أمثال عبيد الله بن عبد الله ، وعلي بن يحيى ، وإسماعيل بن بلبل ، فيفسر غريب كلماته في القرطاس ، الذي يثبت فيه قصائده ، كأنه كان يشفق أن تفوتهم دقائق لفظه ، وأسرار لغته ، ثم يعود إلى الاعتذار من ذلك إذا أنس منهم الجفوة والتغير .
ومن قرأ مراثي ابن الرومي في أولاده وأمه وأخيه وزوجته وخالته وبعض أصدقائه علم منها أنها مراثي رجل مفطور على الحنان ، ورعاية الرحم والأنس بالأصدقاء والأخوان .
وقد أثنى عليه العميدي صاحب ( الإبانة ) ، وابن رشيق صاحب ( العمدة ) ، وقال : أكثر المولدين اختراعاً وتوليداً فيما يقول الحذاق : أبو تمَّام ، وابن الرومي .


رسائله :

رسالة إلى القاسم بن عبيد الله يقول فيها متنصلاً :
ترفَّع عن ظلمي إن كنتُ بريئاً ، وتفضَّل بالعفو إن كنت مُسيئاً ، فَوَالله إني لأُطَالب عفو ذنب لم أجنِه ، وألتمس الإقالة ممَّا لا أعرفه ، لتزداد تطوُّلاً ، وأزداد تذلُّلاً .
وأسأل اللهَ تعالى أن يجعل حَظِّي منك بقدر ودِّي لك ، ومحلِّي من رجائك ، بحيث أستحقُّ منك ، والسلام .
ورسالةً كَتَبها يعود صديقاً : أذن الله في شفائك ، وتلقى داءك بدوائك ، ومسح بيد العافية عليك ، ووجه وفد السلامة إليك ، وجعل علتك ماحية لذنوبك ، مضاعفة لثوابك .
هذه نماذج من منثوراته بين أيدينا ، وخليق بمن يكتب بهذا الأسلوب أن يُعَد في بلغاء الكتّاب ، وإن لم يعد في أبلغهم ، على أن ابن الرومي لم يكن يحسب نفسه إلا مع الشعراء .


شعراء عصره :

عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر :
الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .
وليس لهؤلاء ، ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه ، وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحاك ، ودعبل الخزاعي .


وفاته :

توفّي ابن الرومي ( رضوان الله عليه ) مسموماً ، في سنة ( 283 هـ ) .


توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس