عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/03/15, 11:22 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي كيف تُرفع الحجب



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



هناك تعابير في الروايات تدل على‏ أنّ الإنسان كلما ازداد إيمانه ويقينه زالت عنه الحُجُب والصفات الذميمة (التي اصطنعها الإنسان نفسه بذنوبه) عن قلبه وتكشفت له حقائق أكثر عن الكون إلى‏ درجة تمكنه من النظر إلى‏ ملكوت السموات والأرض كما نظر إبراهيم الخليل.

إنّ قلب الإنسان وروحه كالمرآة التي حال غبار المعصية والصدأ الذي تراكم عليها من انعكاس الحقائق ، لكنها عندما تُجلى‏ بماء التوبة ، ويزول غبار المعاصي عنها ، ويطهرُ القلب جيداً ، فإنّ الحقائق ستسطع فيها ويكون صاحبها أمين أسرار اللَّه ، فيسمع نداءاته التي لا يسمعها إلّا من اؤتمن.

ويمكن أن نجعل الأحاديث التالية شواهداً على‏ ما قلناه !

1- يقول الرسول صلى الله عليه و آله في ضمن حديث له : «لولا أنّ الشياطين يحومون إلى‏ قلوب بني آدم لنظروا إلى‏ الملكوت» «1».

2- وقد جاء في خبر آخر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أيضاً : «ليس العلم بكثرة التعلّم ، وإنّما العلم نور يقدفه اللَّه في قلب من يحب ، فينفتح له ، ويشاهد الغَيب ، وينشرح صدره فيتحمّل البلاء ، قيل : يا رسول اللَّه هل لذلك من علامة ؟ قال : التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى‏ دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله» «2».

3- وقد وصف نهج البلاغة حُجَجَ اللَّه على‏ الناس في الأرض هكذا : «هجم بهم العلم على‏ حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين ، واستدانوا ما استعوره المُترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها مُعلَّقة بالمحلِّ الأعلى‏ ، أولئك خلفاء اللَّه في أرضه والدعاة إلى‏ دينه» «3».

4- وقد جاء في حديث «ذعلب اليماني» الخطيب النبه الذي كان من صحابة الإمام علي عليه السلام : سأل الإمام يوماً هذا السؤال : «هل رأيت ربَّك يا أمير المؤمنين»؟

أجاب الإمام : «أفأعبد ما لا أرى‏»؟!

فقال : «وكيف تراه»؟

فقال الإمام : «لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان» ثم أضاف : «قريبٌ من الأشياء غير ملابس ، بعيد منها غير مباين» «4».

ليس مراد الإمام من إدراك اللَّه إدراك بالاستدلال العقلي ، وهذا واضح ، لأنّ هذا الأمر حاصل لجميع الموحدين وحتى‏ لتلك العجوز صاحبة الغزل المعروفة ، فانّها تستدل على‏ وجود اللَّه بحركة آلة الغزل التي تحتاج إلى‏ محرك ، فكيف بالفلك العظيم والسموات والأرضين.

فالمراد- إذن- إدراك للَّه‏ يفوق الإدراك الطبيعي ، أي الشهود الباطني ، فانّه يرى‏ اللَّه به واضحاً بدرجة وكأنه يراه بعينيه. (فدقق).

5- وقد جاء في حديث معروف للإمام أمير المؤمنين عليه السلام : «لو كشف لي الغطاء ما ازددتُ يقيناً» «5».

أي أنّي أرى‏ جميع الحقائق من وراء ستار الغيب ، أراها بالشهود الباطني ، وبصيرتي تشق حاجز الغيب وتنفذ فيه.

6- قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : «ألا إنّ للعبد أربع أعيُن : عينان يُبصر بهما دينه ودنياه ، وعينان يُبْصر بهما أمر آخرته ، فإذا أراد اللَّه بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته» «6».

وقد جاءت روايات عن الشيعة الصادقين يشبه مضمونها مضمون هذا الحديث‏ «7».

7- ونقرأ في حديث الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ الرسول صلى الله عليه و آله رأى‏ يوماً الصحابي «حارثة» فسأله عن حاله».

فأجابه حارثة : «يا رسول اللَّه مؤمن حقّاً»!

فقال رسول صلى الله عليه و آله : «لكلِّ شي‏ءٍ حقيقةٌ فما حقيقة قولك؟».

فأجابه حارثة : «يا رسول اللَّه عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري وكأنّي انظر إلى‏ عرش ربي وقد وضع للحساب وكأني انظر إلى‏ أهل الجنة يتزاورون في الجنة وكأنّي اسمع عواء اهل النار في النار».

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «عبدٌ نوّر اللَّه قلبه أبْصَرْتَ فاثبت».

فقال حارثة : «يا رسول اللَّه ادعُ اللَّه لي أن يرزُقني الشهادة معك».

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «اللهُمَّ ارزق حارثة الشهادة».

ولم تمضِ أيّام كثيرة حتى‏ أرسل الرسول فريقاً لأحدى‏ المعارك وكان معهم حارثة فقاتل وقَتل ثمانية أو تسعة من الأعداء ثم قُتِلَ شهيداً «8».

8- وقد جاء في حديث للرسول صلى الله عليه و آله نقل في كتب أهل السنة : «لولا تكثير في كلامكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى‏ ولسمعتم ما أسمع» «9».

إنّ هذه الأحاديث وأحاديث اخرى من هذا النوع ، وضحت العلاقة بين الكشف الروحاني والإيمان واليقين ، وبينت امكانية حصول الإنسان- بالتكامل المعنوي- على‏ هذا الإدراك الذي لا نعلم عنه غير أنّه موجود فحسب.


____________________

(1). بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 59 ، ح 39 ، باب القلب وصلاحه.

(2). تفسير الصراط المستقيم ، ج 1 ، ص 267.

(3). نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 147.

(4). نهج البلاغة ، الخطبة 179.

(5). غرر الحكم.

(6). خصال الصدوق ، ص 265 ، ح 90.

(7). بحار الأنوار ، ج 67 ، ص 58 ، ح 35.

(8). اصول الكافي ، ج 2 ، ص 54 باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح 3.

(9). تفسير الميزان ، ج 2 ، ص 292.



;dt jEvtu hgp[f hgp[m jEvtu



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس