عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/21, 11:42 PM   #3
عاشقة الحسين

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل: 2011/12/20
المشاركات: 1,555
عاشقة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة الحسين is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة الحسين
افتراضي

ثانيا: ونظم أمركم..
بفضل الصحوة الإسلامية التي عمت عالمنا الإسلامي برز اناس كثيرون في مجتمعاتنا يتطلعون للعمل في سبيل الله وخدمة الدين وإصلاح المجتمع بخلاف المرحلة السابقة، حيث كان الرجال الذين يحملون شعور الإصلاح قلة، وكانت الأكثرية غافلة تعيش اللامبالاة تجاه واقعها.
ولامرية إمكانية المجتمع اليوم يسير نحو الهدى وطلائعه ينشدون العمل ونصرة الأراضي، حتى بعض أولئك الذين يبدون في ظاهرهم غير ملتزمين عندما تدخل معهم في نقاش حول الدين ووضع المجتمع والأمة ومسئوليتنا وواجبنا فأنهم يتجاوبون بمستوى جيد.

بيد أن المشكلة التي تبرز هنا هي حالة الفردية والمزاجية في العمل والتحرك، مما يجعل العمل غير مجد، بالصورة المطلوبة، مع إمكانية المطلوب هو أن قصب كل تلك الجهود والنشاطات في قنوات وأطر موحدة متعاونة. والأعداء يوصينا بنظم الأعمال والأمور ألانها مسألة مهمة للمجتمع الذي ينشد التقدم والسعادة.

ويقصد التنظيم بمعناه الواسع: تنظيم مختلف الطاقات والفعاليات والقدرات الاجتماعية وصبها في قناة واحدة لخدمة المجتمع.
وقد خطى مجتمعنا في هذا السبيل بعض الخطوات، إذ تكونت بعض الجمعيات الخيرية لاعانة الفقراء والمحتاجين بشكل منظم ومدروس، بينما في السابق كان الإنسان عندما يتصدق يعطي أي سائل يراه كان مستحقا أو غير مستحق وبصورة غير كافية لحاجات الفقير.

أما الآن فتجمع الأمر في صندوق واحد وضمن خطة مدروسة توزع، وهذا الأمر يعتبر نوعا من أنواع التنظيم في العمل الاجتماعي. وكذلك العمل الثقافي هو بأمس الحاجة إلى التنظيم، فالخطباء والعلماء والكتاب والشعراء الذي يسعون لتوعية المجتمع إذا كان كل واحد منهم يعمل بوحي من ذاته وبتشخيصه الفردي لطبيعة الواقع الاجتماعي، فسوف يكون عمل كل فرد في واد، وذلك لاختلاف التشخيص من فرد لآخر وهذا الأمر يؤدي بالنتيجة إلى تبعثر الجهود وتشتيت الطاقات.

فمثلا: شهر رمضان يعتبر مناسبة عظيمة للأرشد والتوجيه حيث يجد كل خطيب فرصة لصعود المنبر من أجل توعية الناس. ولكن كيف ينبغي للخطيب إمكانية يوجه المجتمع؟

هل هناك قضايا أساسية يعيشها المجتمع يجدر بالخطباء التركيز عليها في هذا الشهر؟ وما هو أفضل أسلوب للتوجيه؟

إن الإجابة المفيدة على هذه الأسئلة تستلزم اجتماع الخطباء فيما بينهم، في كل بلدة أو مدينة، ليتفقوا على برنامج موحد فحبذا لو يبادر بعض المؤمنين لعقد مثل هذه الاجتماعات بين الخطباء تحت اسم من الأسماء.

وكذلك الحال بالنسبة للعلماء لماذا نجد انهم يختلفون في مواقفهم وتوجهاتهم حتى في الأمور البسيطة كإثبات هلال شهر رمضان أو عمد الفطر؟

أهم سبب لذلك هو عدم التقائهم وإجتماعهم لمناقشة الأمور والمسائل معا.
وقد قال الأكثر علي عليه السلام "أحق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء ويضم إلى علمه علوم الحكماء " وعنه إياكم " من استقبل وجوه الاراء عرف مواقع الخطأ. ربما يكون هنالك سببان لعدم توجه الخطباء والعلماء لتكوين تجمع موحد.

1-التخوف من ردة فعل السلطة. إذ يعتقد البعض إمكانية مثل هذه الاجتماعات قد ينظر إليه على إنكارا جلسات سياسية تدفع السلطة نحو القيام بإجراءات عدائية وقمعية ضدهم. ولكن إلى متى نحن نتخوف من سخط السلطة، ونحاول دائما إرضاءها على حساب قيمنا ومبادئنا؟ ولو كان آباؤنا يفكرون بمثل ما نفكر نحن لما أقاموا المجالس الحسينية.


هذا الإمر لا يحتاج سوى نوع من الجرأة والشجاعة. ثم إمكانية هذا الإجتماع ليس له مظهر سياسي، وإنما نشاط اجتماعي ثقافي، وسعي للتفكير الجماعي في كيفية ونوعية التوجيه الأخلاقي والعقائدي والروحي المطلوب في هذه الفترة.

2-الحواجز النفسية عند الكثير من الخطباء والعلماء، حيث إمكانية بعضهم لا يمتلك الاستعداد للالتزام بالعمل الجماعي وذلك لسهولة العمل الفردي المزاجي، غير إمكانية التغيير الاجتماعي وإصلاح الناس والقضاء على الفساد في المجتمع لا يتم بالعمل الفردي، وإنما بالعمل الجماعي المنظم.


وفي مجتمعنا لا يمكن أن يحدث تغيير إذا لم تتركز الجهود والإيرادات، أليها الذين يحاربون العمل المنظم وينادون بالعمل كيفما اتفق فان هؤلاء ا قد رسموا في اذهانهم صورة مشوشة وغير واضحة عن التنظيم بينما التنظيم أمر سهل، لا يعني سوى جمع الطاقات والجهود وصبها وفق خطة محدودة وبر إدارة معينة، وبعد ذلك لك الخيار في الاسم، أردت إمكانية تسميه حزبا أو منظمة أتهم حركة أولئك اسم شئت سمه، فالمسألة ليست في الاسم، وإنما في المضمون والجوهر.


وكما نحتاج للتنظيم واتجمع في الإعلان الخيربة والثقافية والاجتماعية، كذلك لا يمكننا التحرك السياسي الفعال دون إطار تنظيمي، والواعون من أبناء مجتمعنا إذا ما أرادوا التصدي للفساد فلابد لهم من التعاون ضمن تنظيم سياسي ثوري، وعلى كل الألوان من العمل الجماعي المنظم يصدق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:"
الله الله في نظم أمركم ".


رد مع اقتباس