عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/10/12, 12:52 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي طفلة .. بخرابة الشام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




سأفتش بين قافلة السبايا عن “طفلة” يتيمة ، يُقال أنها عزيزة أبيها الحُسين ، طفلة في كل حين تسأل عن أبيها الحُسين , سأسير في الشام و أرى أي خرابة قد أغمضت عينها طفلة الحسين ..!

في الشام لن تجد فيها سوى الأحزان حتى تلك الرمال امتزجت بدموع السبايا وأيتام الحسين ، وكأن تلك السبايا تجر معها أذيال المصيبة كل واحده تريد ان تروي حزنها للأخرى , من بينهم طفلة أحست بحرارة اليتم ، وإن أبيها الحسين لن يعود ، في كل ليلة تسال عمتها زينب ؟ أين أبي الحسين ، لما أطال السفر ؟ كانت دموع عمتها زينب و دموع أختها سكينة إشارات ، و علامات أن الحسين قد قُتل .. شعرت روحها اليتيمة بأن أمراً قد حصل ؟ دموع ، وصمت يعج بالشام ونظرات كلها حسرة وألم , كانت تلك الطفلة تفهم هذه المشاعر ,كانت كل ليلة تنتظر أباها لعله يعود من سفره الطويل .

لا احد يستطيع أن يخبر هذه الطفلة أن أبيك قد قطعوا راسه ؟ ورأسه مرفوعاً على القنا , فقد قربت ليال الوحشة والحسرة ، و التساؤلات في عين رقية .. و الإجابات في دموع زينب , تريد من يهمس في أذنها ، أن أبيك الحسين قد عاد ؟ كانت تريد أن يخبروها بعودة الحبيب , مَن يجيبها ؟ و كل ماحدث لأبيها الحسين وفي نهار عاشوراء ساعة من نهاره , ساعة لكنها تحولت إلى ثورة عظيمة

فقررت أن تتجول ساحات السماء ، لعلها ترى أبيها وشمسه خلف السحب ؟ لعلها ترأه في أرض كربلاء ؟ فاستيقظت متحيرة ، خائفة , فصرخت أريد أبي الحسين ، أحست بألم اليتم ، لا مجال لصمت هذه المرة ؟ فحسرات أخيها العليل و آهات زينب و دموع سكينة وصمت ليلى ، هذه اللحظة تتحدث مع روحها الصغيرة

سكون عم أرجاء الشام ، والظلام قد حل هذا المساء , و السماء بدأت تتوشح بالسواد ؟ وكأنه حدث عظيم قد يحدث وصوت طفلة من خرابة الشام أين أبي الحُسين

كل ما حولها كان يبكي ؟ حتى تلك الجمادات لو أمكن لها أن تتحدث لعانقت روح اليتيمة لتهدى من روعتها , من ألمها وحزنها , لكن لأحد يستطيع أن يخبرها لان قلبها الصغير لايتحمل , فتعالت صرخاتها , وأنينها ودموعها تجري بلا توقف

و صوت من غرفة اللعين ؟ اسكتوا هذه الطفلة برأس أبيها الحُسين ماهي إلا خطوات مسرعة , متلهفة لتقديم هذا الرأس لاطفلته الصغيرة , و من الناحية الأخرى صرخات رقية قد بلغت أعنان السماء , وملائكة السماء تضج معها : واحسيناه

وضعوه أمامها فَرمت بالقماش الذي كان فوق رأس أبيها صرخت وإذا براس أبيها الحسين أمام عينها , مذهولة ، حائرة ، خائفة , أحست بضباب يفترس عينها ؟ دموع تحاول التطفل على خدها الصغير ؟ وصوتها ينادي : مَن الذي أيتمني على صغر سني ! مَن الذي قطع رأس أبي الحسين , مَن الذي خَضب شيبتك بالدماء ..

أمسكت رأس أبيها و احتضنته أبي ياحسين ، ياحسين ، ياحسين .. فأغمضت عينها ولازال رأس أبيها الحسين في حضنها الصغير , وصوت من أعنان السماء ينادي: ماتت عزيزة أبيها , ماتت رقية بخرابة الشام , هكذا خرجت روحها اليتيمة حينما رأت رأس أبيها مخضب بالدماء ..

صوتها ، و أهاتها ترن في مسامع زينب ,وأخيها العليل لا يقوى على هذه المصائب بالأمس أبيه الحُسين واليوم أخته , أختبأ وراء الخرابة يبكي , أما السبايا فهذه تبكي , الاخرى تلطم على رأسها , وتلك اغمي عليها من شدة الألم .. ماتت تلك الطفلة بخرابة الشام وسارت قافلة السبايا إلى كربلاء تاركة خلفها , طفلة يتيمة دفنوها في تلك الخرابة ورحلوا عنها .



'tgm >> fovhfm hgahl fovhfm



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس