عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/17, 03:47 PM   #5
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: السبب في الزواج بخديجة على الرغم من كبر سنها
هل هناك تفسير عقائدي حول زواج النبي محمد (ص) بالسيدة خديجة بحيث تكبره بالعمر؟
وما هو رأيكم حول النظرة السيئة للمجتمع إتجاه الرجل عند زواجه من مرأة أكبر منه ؟
الجواب:
الأول: هناك اختلاف في سن خديجة (عليها السلام) حين الزواج, والأقوال في ذلك متعددة لكن الذي عليه التحقيق كما يذكره العاملي في (الصحيح من السيرة) إن سنها حين الزواج كان 288 سنة فهي لا تزيد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا بثلاث سنوات, بخلاف القول المتبنى من قبل المخالفين من أن عمرها 40سنة, وهذا الفارق لا يعد كبيراً.
ومع ذلك الذي نستطيع استفادته أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى خديجة كونها المرأة المتكاملة التي تليق به كزوجة ولا يعد الفارق العمري عائقاً من الزواج بها, فهو صلوات الله عليه علمنا أن لا ينظر الرجل إلى مال المرأة أو جمالها, بل ينظر إلى دينها وعفتها.
الثاني: مرة يكون السبب من زواج الرجل من المرأة الكبيرة هو عزوف النساء الصغيرات عن الزواج به, فتنشأ مثل هكذا نظرة سيئة, ولكن هذه النظرة ليست دائماً صائبة وعادلة بل قد تكون في بعض الأحيان خاطئة وظالمة, وذلك لأن في بعض الأحيان يكون الدافع للزواج بالمرأة الكبيرة هو امتلاك تلك المرأة لكمالات يستهان بها عن الفارق العمري بين الزوجين.
وأخرى يكون الزواج من امرأة تكبره طمعاً في مالها بغض النظر عن دينها, فهنا يكون مورد النقد والتقبيح, وبالحقيقة فإن حسن الزواج بالمرأة الكبيرة أو قبيحة يرجع إلى أصل الدافع من وراء هذا الزواج.




لسؤال: ما الحكمة من زواجه (صلى الله عليه وآله) بعائشة وهي صغيرة السن؟!
كم كان عمر ألنبي ألأكرم(ص)عندما تزوج عائشة ?
وكم كان عمر عائشة ?
وما ألحكمة من زواج فتاة صغيرة برجل كبير في ألسن بشكل عام ?
وللنبي عليه ألسلام بشكل خاص ?
طرح على هذا ألسؤال من قبل رجل ألماني ....?
الجواب:
من المعلوم أن للتزويج غايات ومصالح معلومة كثيرة، منها الرغبة بالولد و قضاء الحاجة الجنسية، وهاتان المسألتان لا يتناسبان وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه بعائشة وهي صغيرة السن، فتبقى الدوافع والغايات الأخرى المتصورة في مثل هكذا زواج كالدافع الاجتماعي مثلا، حيث كان للمصاهرة والتناسب دور كبير في حياة العرب من حيث التحالف بين العشائر لتقوية الأطراف المتصاهرة، فكان في فعل النبي (صلى الله عليه وآله) هذا مصلحة للإسلام والمسلمين، ومن هنا نجد تعدد زيجاته مع مختلف العشائر والشخصيات الموجودة في صدر الإسلام.






السؤال: معنى قول آمنة (لم أحمل أخف منه)
يقول أحد المسيحيين القمص زكريا بطرس, أنه يروى في السيرة الحلبية ان ام النبي قالت انها عندما حملت به لم تجد أخفّ من حمله ويفسر ذلك ان ام النبي قد حملت قبل النبي وإلا كيف قالت انها لم تجد اخفّ منه وحملت به مدة طويلة
فيفسر بذلك كلام استحي ان اقوله فيقول هل أبو النبي هو عبدِالله ام غيره
فما قولكم
الجواب:
أجمع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله (صلى الله عليه وآله), ومعنى قولها: (لم أحمل أخّف منه) خرج على وجه المبالغة, أو على أنه وقع اتفاقاً فالعبارة توهم أن أم النبي (صلى الله عليه وآله) قد حملت قبله, وليس النبي (صلى الله عليه وآله) أول حمل لها, ولكن هذا هو مفاد التأمل في العبارة على فرض صحة صدورها عن أم النبي (صلى الله عليه وآله), وصدورها غير ثابت في مصادر الشيعة.
أقول: أن التأمل في العبارة يقود إلى هذا الفهم الصائب وهو: أن النبي (صلى الله عليه وآله) بالمقارنة مع ما يحمل مطلقاً سواء أكان الحمل باليد أم بغيرها هو حمل خفيف ليس ثمة ما هو أخف منه مما عهدت حمله في مثل وزنه. وبعبارة أخرى: إني قد حملت اثقالاً وأشياءً بيدي فلم أجد فيما حملته حملاً أخف من محمد (صلى الله عليه وآله).
ووجه آخر: إني لما كنت أمرأةً وأعلم من خلال تجربة النساء أن الحمل يكون فيه ثقل ومشقة على المرأة لم أجد هذا الثقل الذي يجدنه حال حملهن حينما حملت أنا بمحمد (صلى الله عليه وآله), فهذان وجهان صحيحان لتفسير هذه العبارة, ولو أصر النصراني على ما توهم العبارة فليعلم أن هذه العبارة لم ترد في مصادرنا ... وقد نفى جميع أصحاب السير أن يكون لآمنة وعبد الله ولدٌ قبل محمد (صلى الله عليه وآله) وأن محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أول ولد لهما. وهو أول ولد لآمنة.




السؤال: ليس له (صلى الله عليه وآله) أخوة
هل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنده أخوة؟
وما أسمائهم؟

الجواب:
لم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أخوة من النسب. نعم، ورد في حديث المؤاخاة الذي رواه جماعة من أعلام السنة في أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بل نفسه، كما ورد في آية المباهلة : ((...َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ...)) (آل عمران:61).







السؤال: حادثة الغرانيق وسحر رسول الله
هل يوجد احد من علماء السنة انكر حديث الغرانيق وحادثة سحر الرسول (صلى الله علية وعلى اله)
الجواب:

ذكر ابن حجر في فتح الباري (8/333) : بعض الرافضين لحادثة الغرانيق ثم رد عليهم فقال :
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها وهو إطلاق مردود عليه وكذا قول عياض هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وكذا قوله ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية قال وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم قال ولم ينقل ذلك انتهى وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها.
وأما سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يسعهم رفضها بعد ورودها في صحيح البخاري الذي هو كتاب صحيح عندهم ( انظر ج4 ص 91 وغيره ).






السؤال: لا يتأثر بالسحر
توجد بعض المذاهب تعتقد بأن النبي قد سحر في فترة من فترات حياته فما رأيكم في هكذا اعتقاد؟
وما ردكم عليهم.
الجواب:
قد جاء في بعض المجاميع الحديثيّة من الفريقين ما يشعر بوقوع السحر (البحار 18/57 ، 69 ـ صحيح البخاري 10/199 ـ صحيح مسلم / ح 2189). ولكنّ الصحيح أنّ السحر لا يؤثّر في نفوس الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) - كما عليه المشهور والمحقّقون من علماء الإماميّة. ويدلّ عليه - عقلاً - بأنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في فترة السحر - على فرض المحال - تكون تصرفاته غير لائقة بالإنسان العادي فكيف وهو نبي؟!.
وأيضاً يعتبره القرآن من تقوّلات الكفّار والمعاندين في سبيل عدم الرضوخ للحق (( إذ يقول الظالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (الإسراء:47)، و (( فقال له فرعون إني لأظنّك يا موسى مسحوراً )) (الإسراء:101)، و (( وقال الظالمون إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (( أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا )) (الفرقان: 8 ، 99). وعليه فلابدّ من تأويل الأحاديث الواردة في هذا المجال بما لا ينافي المسلّمات ، أو طرحها من الأساس باعتبار ضعف أسانيدها . وهنا نقطة لا بأس بالإشارة إليها: وهي أنّ الروايات الشيعية في هذا الموضوع تدلّ فقط على محاولة بعض اليهود لسحر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وليس فيها دلالة على تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، بل فيها دلالة على صدق نبّوته، إذ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) اطّلع على هذا التمويه بإخبار من الله عزّ وجل فأمر باستخراج السحر من مكان خاص، فكان كما أخبر هو (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهذه القضية أصبحت تأييداً آخر لنبوّته ورسالته .
وعلى العكس ، فإنّ في روايات أهل السنة في هذا المجال ما يأباه العقل والنقل ويردّه حتى القرآن - كما ذكرنا - بالصراحة. فتأويلها أو رفع اليد عنها أحرى وأجدر من طرح الأدلة العقليّة والنقليّة بهذا الشأن.






السؤال: أسباب ونتائج هجرته
الهجرة النبوية أسبابها ونتائجها
الجواب:
ان السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي. فقد أخبر الله تعالى نبيه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى: (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )) (الأنفال:300). فأمر (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بالمبيت على فراشه، بعد أن أخبره بمكر قريش، ثم خرج النبي (صلى الله عليه وآله) في الليل وهو يقرأ هذه الآية: (( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون )) (يس :9).
وأما من نتائج هذه الهجرة المباركة هو: تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ومن ثم دعوة الناس إلى الإسلام وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار و زرع روح المحبة والإيمان والاخوة الإسلامية بين المسلمين.





السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أعلم من جبرئيل (عليه السلام)
هل الاعلمية تعني الافضلية ؟
ومن كان أعلم رسول الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الانام أم جبريل (عليه السلام)؟ وكيف؟
ان مثل هذه الاسئلة تطرح من اناس يريدون ان يثبتوا ان خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها حيث ان جبريل (عليه لاسلام) هو من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهذا صحيح فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من في الكون ـ خير منه.
كيف الرد على مثل هذا الكلام.
الجواب:
نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرئيل (عليه السلام) كان أكثر من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرئيل (عليه السلام) كان رسولاً و حاملاً للوحي المنزّل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) بما أعطاه الله من دور في ايصال كلامه عزّوجلّ الى الأنبياء ( عليهم السلام).فهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياء (عليهم السلام )؟!
هل هناك قاعدة علميّة أو شرعيّة أو عرفيّة تدلّ على أعلميّة الرسول من المرسل اليه ؟
هذا أوّلاً.
ثانياً: تصرّح بعض الروايات بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يتّصل أحيانا مباشرةً ـ و بدون معونة جبرئيل (عليه السلام) ـ بمبدأ الوحي ، و كانت هذه الحالة تعرف عند الاصحاب و يميّزونها عن اتّصاله بجبرئيل (عليه السلام) ، و هذا يعني إمكانيّة أخذه (صلى الله عليه وآله) العلم من الباري عز ّوجلّ حيث لا يعلم به جبرئيل (عليه السلام).
ثالثاً: لو أمعنّا النظر في الاخبار الّتي تدلّ على أفضليّة خلقه (صلى الله عليه وآله) عن جميع المخلوقات التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره ¬ بإستثناء وجود الباري عزّوجلّ ¬ يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).وعليه هل يبقى توهّم إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان أعلم منه (صلى الله عليه وآله) ؟!!!و أخيراً فانّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحق ، جعلنا الله و إياهم من المتّقين.






السؤال: موقفه (صلى الله عليه وآله) من اسرى بدر
ما هو تفسير الآية الشريفة التالية: (ما كان لنبي أي يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) بلاضافة الى الرد الذي نرد به على من يقول أن عمر بن الخطاب أصاب في هذه الواقعة حيث كان يريد يقتل الخصم والرسول أراد أن يبقيهم ...
الجواب:
أولاً :إن النصوص التاريخية التي نطمئن بصحّتها نقلت بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الاصوب ـ ولكن إصرار بعض الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم قرّر (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يأخذ منهم الفداء بعد أن أخبر أصحابه بأن نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى, فقبلوا ذلك وتحقق ما أوعدهم به (صلى الله عليه وآله وسلّم) في معركة أحد.
ومما يؤيد هذا ما جاء في بعض النصوص : (أن جبرئيل نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر, فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك, من أخذ الفداء من الاسارى, وقد أمرك أن تخيّرهم : بين أن يقدّموهم ويضربوا أعناقهم, وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم. فذكر ذلك (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأصحابه, فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ( هذه الكلمة تشير إلى أن الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ).
بل نأخذ فداءهم, فنقوى به على عدونا, ويستشهد منا عدتهم ) ( تاريخ الخميس 1/393 عن فتح الباري عن الترمذي, والنسائي, وابن حبان, والحاكم بإسناد صحيح, ومصنف عبد الرزاق 5/210, والبداية والنهاية لابن كثير 3/289, وطبقات ابن سعد 2/14 قسم1 ).
فمما تقدم يدل على أن تخييرهم هذا إنما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء, وظهور إصرارهم عليه, فأباح لهم ذلك.
ولكننا نجد روايات أخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفا, وتقول : إنه (صلى الله عليه وآله) مال إلى رأي أبي بكر, أي إلى أخذ الفداء، ولكن عمر رفض ذلك وكان رأيه هو قتلهم, فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر. وهذا غير صحيح, لأن بعض علماء السنة نصّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) مال إلى القتل ( راجع على سبيل المثال : الكامل لابن الأثير ج 2 / 136 ).
وذكر الواقدي أن الأسرى قالوا : لو بعثنا لأبي بكر, فإنه أوصل قريش لأرحامنا, ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إليه فجاءهم فكلموه, فوعدهم أن لا يألوهم خيراً, ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يفثؤه ويلينه, وعاوده بالأمر ثلاث مرات, كل ذلك والنبي (صلى الله عليه وآله) لا يجيب ( مغازي الواقدي ج 1 ص 107 و 108 ) وهذا دليل على ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يرض بأخذ الفداء.
ثانياً : إن الإلتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحي )) (النجم:3 و 4). كما أنه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس باطاعة الرسول حيث قال : (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) (النساء:59)، حتى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنبهم, ثم يتهددهم. لقد كان يجب أن يتوجه التأنيب والتهديد للرسول, والمدح والثناء لهم, لأنهم عملوا بوظيفتهم.
ثالثاً : إن مجرد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً, إذ غاية ما هناك : أنهم قد اختاروا غير الأصلح.
وإذن, فلابد أن يكون ثمة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته, وهو أنهم حين أصروا على أخذ الفداء قد أصروا على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله), والتعلق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى: (( تريدون عرض الحياة الدنيا, والله يريد الآخرة )) (الانفال:67) ـ بعد بيان النبي (صلى الله عليه وآله) لهم بصورة صريحة, إذ لا عقاب قبل البيان, ثم المخالفة.
ولكن الله تكرم وتفضل عليهم, وغفر لهم هذه المخالفة, وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم, على ما فيه من عواقب وخيمة. وقد بلغ من حبهم لعرض الدنيا أنهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً. بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء يرجع إلى أنهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش, حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم, وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذج من سائر المسلمين الحاضرين.
فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض, ثم حب الحصول على المال, قد جعلهم يستحقون العذاب العظيم, الذي إنما يترتب على سوء النيات, وعلى الإصرار على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله)، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات, لاسيما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم الذين أخرجهم المشركون كرهاً ونهى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قتلهم. (مع ملاحظة : أنه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر).

تعليق على الجواب (1)
كيف يمكن أن يكون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرحم وأعطف على المشركين منه، والله سبحانه يقول : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) ؟!
الجواب:
ان هذا الافتراض اشتباه محض فلا يوجد مصداق للرأفة والرحمة في موارد الاوامر الشرعية الالهية من الحدود وغيرها وإن كان هناك اعتراض بعنوان الرأفة والرحمة فهو من الرد على الله والنفاق، وليس معنى كون رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين أن يكون رحيما حتى بالمشركين الذين كتب الله عليهم القتل فإرساله رحمة للعالمين بإخراجهم من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهداية.
وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وإن إخذتهم الرقة حسب المدعى وهو غير صحيح لأنهم طمعوا في الفداء والدنيا، لكن النتيجة أنهم لم تأخذهم الرقة على المسلمين الذين سيقتلون بعددهم، ولم تأخذهم الرقة على نفس المشركين من زيادتهم في طغيانهم، فرحمته صلوات الله عليه على العالمين تختلف في صورتها عن الرقة المزعومة التي أدركت بعض أصحابه، وهي التي تستحق الثناء من الله تعالى لا رقة أصحابه التي نزل فيها التوبيخ والعتاب.





السؤال: لا صحة لما نسبوه إليه (صلى الله عليه وآله) يوم بدر
يعتقد الشيعة على خلاف أهل السنة العصمة التامة والكاملة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله) حتى في الشؤون المتعلقة بالحياة المعيشية، فما قولكم في المسألة خاصة وأن الكثير من النصوص القرآنية والشواهد التاريخية تثبت بما لا يدع مجالا للشك ما يذهب اليه أهل السنة، فما قولكم في واقعة اسرى بدر، وترخيصة لبعض من تخلف من المقاتلين في عدم المشاركة في الجهاد، أو النزول عند الموقع المحدد في موقعة بدر الكبرى، وكذلك تأبير النخل في الحديث المشهور قوله (صلى الله عليه وآله): (أنتم أعلم بشؤون دنياكم حين بدا له عدم صواب رأيه)؟
المرجو ايفادنا بالشرح المستفيض والدقيق معززا بالأدلة الشرعية من مصادر السنة وكذلك الشيعة ما أمكن لكل حادثة من الحوادث المذكورة أعلاه.

الجواب:
انّ الأدلّة القائمة على العصمة التامّة للأنبياء (عليهم السلام) عموماً ولنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) خصوصاً أدلّة عقليّة ونقليّة لا يعتريها الشك والريب ـ كما قرّر في محلّه ـ ، وعليه فلابدّ من تأويل ما جاء خلافه ـ إن صحّ سنده ـ فانّ ما يوهم خلاف تلك القاعدة مردود ، إذ أنّ القاعدة المذكورة لم تبتن على الأمثلة حتّى يرد عليها النقض ، بل يجب أن يفسّر كلّ حادث على ضوء تلك القاعدة . ثمّ إنّ ما ذكرتموه في المقام لا يصلح لأن يكون مورداً للنقض لما يلي :
أوّلاً : إنّ ما ذكر في بعض كتب السير والتاريخ ـ من أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد نزل أدنى ماء ببدر أوّلاً وثمّ بعد ما أشار عليه الحباب بن المنذر بأن ينزل أدنى ماء من القوم ويصنع أحواضاً ويمنع المشركين من الماء صوّب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رأيه وأمر بتنفيذه ـ لم يصحّ لوجوه : منها: إنّ المشركين هم الذين سبقوا بالنزول في بدر ولا يعقل أن ينزلوا في مكان لا ماء فيه ويتركوا الماء لغيرهم من المسلمين. ومنها: إنّ العدوة القصوى التي نزلها المشركون كان فيها الماء وكانت أرضاً لا بأس بها ، على العكس ممّا نزلها المسلمون وهي العدوة الدنيا إذ كانت خبار تسوخ فيها الأرجل ولم يوجد فيها الماء ( فتح القدير 2/291 ، 311 ـ الكشاف 2/223 ، 203 ـ تاريخ الخميس 1/375 ـ تفسير ابن كثير 2/292 ـ الدر المنثور 3/171 ـ السيرة الحلبيّة 2/154 ـ سيرة ابن كثير 2/400 ).ومنها: إنّ ابن إسحاق ـ من أصحاب السير ـ ينصّ على أنّ المشركين وردوا الحوض فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن لا يعترضوهم (الكامل لابن أثير 2/123).ومنهاك إنّ المنع من الماء لا ينسجم مع أخلاقيّات ومبادئ الإسلام ونبيّه الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم). فإذاً الصحيح هو الرواية التي تقول بأنّ المسلمين لم يكونوا على الماء ، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سال الوادي فاتخذوا الحياض كما جاء في الذكر الحكيم : (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءاً ليطهّركم به ويذهب رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام )) (الأنفال:11) وهذا هو سرّ بناء الأحواض لا ما ذكروه .
ثانياً : انّ البعض قد ذكروا إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رخّص طلحة وسعيد بن زيد وعثمان في عدم المشاركة في بدر ، ثمّ ضرب لهم سهامهم من الغنائم ، وهذا أيضاً من الموضوعات! إذ جاء في بعض الكتب أنّ العلّة للتخلّف في الأوليين ـ طلحة وسعيد ـ هو التجسّس لخبر العير بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ( السيرة الحلبيّة 2/147 ، 185 ) ، وجاء في بعضها الآخر انّهما كانا في تجارة إلى الشام ( سيرة ابن هشام 2/399 ـ التنبيه والإشراف / 205 ـ الإصابة 2/229 ، وبهامشها الاستيعاب /219 ) ؛ فإذا كانت العلّة هذه ، هل يعقل أن يضرب لهما سهامهما من الغنائم ؟! خصوصاً أنّ السيوطي وغيره ينكران هذه الفضيلة لغير عثمان ( السيرة الحلبيّة 2/185 ).
وأمّا في مورد عثمان فانّ الرواية التي تذكر علّة تخلّفه، إنّها لتمريض زوجته رقيّة بأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) متعارضة مع الرواية التي تصرّح بانّ العلّة هي إصابة عثمان نفسه بالجدري ( السيرة الحلبيّة 2/185 ، 146 )، وأيضاً كان بعض المسلمين يعيّرون عثمان بعدم حضوره في بدر وهذا لا ينسجم مع رخصته فيه ، إذ كيف خفي هذا العذر على مثل عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ( مسند أحمد 1/68 ، 75 ـ الأوائل 1/305 ـ محاضرات الأدباء للراغب 2/184 ـ الدر المنثور 2/89 ـ البداية والنهاية 7/207 ـ شرح النهج 15/21 ـ مغازي الواقدي 1/278 ـ انساب الإشراف 5/36 ـ الرياض النضرة 2/97 ). وأخيراً ، لقد جاء في حديث مناشدة علي (عليه السلام) لأصحاب الشورى ـ وفيهم طلحة وعثمان ـ قوله : (أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب ؟ قالوا : لا) ( ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر ، بتحقيق المحمودي 3/93 ) وهذا يفنّد كلام القوم من الأساس !!
ثالثاً : أنّ ما يذكر من خطأ اجتهاد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ والعياذ بالله ـ في موضوع أسرى بدر لا أساس له من الصحّة ! فالآية التي يشير إليها البعض في المقام (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى..))(الانفال:677) في وزان (إياك أعني واسمعي يا جارة) فالمقصود من الآية المسلمون لا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أنّ الالتزام به يكون بمعنى مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأوامر الوحي وهذا محال ؛ ولكنّ المعنى إنّ الحكم الأوّلي في شـأن الأسرى ببدر كان هو القتل وهو حكم خاص بهم لا أنّ الفداء لا يحلّ أبداً في الأسرى إذ قد عمل به ـ الفداء ـ في واقعة عبد الله بن جحش قبل بدر بأزيد من عام ولم ينكره الله تعالى ( السيرة الحلبيّة 2/192 ) ، وبعدما أصرّ المسلمون على مخالفة ذلك الحكم الأوّلي ، عاتبهم الله تعالى فاستحقّوا العذاب ثم عفا عنهم ، ويدلّ عليه انّه جاء في بعض النصوص أنّ جبرئيل (عليه السلام) أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكراهة ما صنعه قومه من أخذ الفداء وأخبره بانّ الله أمره أن يخيّرهم بين قتل الأسرى وأخذ الفداء على أن يقتل منهم في المستقبل بعددهم ، فرضوا بالفداء والشهادة ( تاريخ الخميس 1/393 ـ مصنف عبد الرزاق 5/210 ـ البداية والنهاية 3/298 ـ طبقات ابن سعد 2/14 ) وعلى الأخصّ فقد نصّ البعض على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مال إلى القتل ( الكامل لابن الأثير 2/136 ) .
رابعاً : إنّ حديث تأبير النخل ـ بالشكل الذي نقلوه ـ لا يوافق العقل والنقل بوجوه :
منها: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يعيش في منطقة تغصّ بالنخل فهل يعقل أنّه لم يكن يعرف تأثير تأبير النخل وفائدته وأنّ النخل لا ينتج بدونه ؟!! والحال نرى أنّ الرواية المزعومة تقول بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) نفى لزوم التأبير فتركوه .
ومنها: كيف نصدّق بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يرضى بإدخال ذلك الضرر الجسيم عليهم ـ عدم نتاج نخلهم ـ بتصرّفه فيما ليس من اختصاصه ؟!!
ومنها: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) كيف يقول لهم ـ حسب الرواية المذكورة ـ أنّ العمليّة كانت من ظنونه ـ والعياذ بالله ـ وليس لهم أن يؤاخذوه بالظن ، في الوقت الذي كان يحثّ الناس على كتابة ورواية ما يصدر عنه ( تحفة الأحوذي 1/34 مروج الذهب 2/294 ـ البداية والنهاية 1/6 و 5/194 ـ ميزان الاعتدال 1/653 ـ لسان الميزان 2/298 و 4/21 ـ مسند أحمد 1/100 و 2/248 ، 403 ـ المعجم الصغير 1/162 ـ الاستيعاب 4/106 ـ فتح الباري 1/184 ، 199 ، 203 ، 246 ـ مجمع الزوائد 1/139 ، 151 وعشرات المصادر الأخرى ) .
وصفوة القول: انّ العصمة لها أدلّتها القيّمة من العقل والنقل فلا تنثلم بما نقل بخلافها مع وهن السند والدلالة .






السؤال: هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) منع الماء عن المشركين في يوم بدر
في معركة بدر سد رسول الله صل الله عليه واله وسلم ابار الماء عن المشركين...
في حين ان الامام علي لم يمنع الماء عن معاوية وجيشه وقال: لا نفعل كما فعل الجاهلون, اي معاوية وجيشه, فهل توضحوا لنا لماذا رسول الله منع الماء والامام علي لم يمنع الماء, هل لانهم كفار وهؤلاء مسلمين ام ان هناك تفسير آخر؟
وقد يقال من بعض اعداء الاسلام ان محمد ليس رحمة للعالمين والا لماذا يمنع الماء عن الكفار وان كانوا كفارا فهو من المفترض انه رحمة للناس جميعا سواء كانو كفارا ام مسلمين.

الجواب:
الرواية الواردة بمنع النبي (صلى الله عليه وآله) المشركين عن الماء في معركة بدر معارضة بما ذكره ابن إسحاق وابن الأثير من أن المشركين وردوا الحوض فأمر النبي(صلى الله عليه وآله) المسلمين بعدم اعتراضهم. (الكامل في التاريخ 2: 122) وعند الترجيح، ترجح رواية ابن إسحاق وابن الأثير وغيرها فهي تنسجم مع الخلق الرفيع للنبي (صلى الله عليه وآله) ومبادئ الإسلام بعدم منع الماء عن أحد لأنه من المشتركات التي أباحها الله سبحانه للناس أجمعين.
وقال السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)):والصحيح هو الرواية التي تقول: إن المسلمين لم يكونوا على الماء، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سأل الوادي فأتخذوا الحياض، وشربوا وسقوا الركائب واغتسلوا وملئوا الأسقية (الواردة، في الكشاف للزمخشري 2: 203، وتفسير ابن كثير 3: 292 غير أنه لم يذكر اتخاذ الحياض، وهو كما أشار إليه تعالى، حين قال: (( إِذ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ وَلِيَربِطَ عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدَامَ )) (الأنفال:11).
وقد ذكر أيضاً أن الماء كان في مكان نزول المشركين وأما مكان نزول المسلمين فلا ماء فيه فارسل الله عليهم السماء ومن هذا يظهر أن رواية منع الماء غير صحيحة أصلاً ولا تصلح حتى للمعارضة.
(انظر الصحيح من سيرة النبي الأعظم 5: 30).







السؤال: ليس (صلى الله عليه وآله) المقصود في قوله تعالى: (لا تقل اني فاعل)
قال تعالى: (( ولا تقل اني فاعل ذلك غداً الا ان شاء الله ...)).
سؤال: كيف يخاطب القرآن النبي هكذا ونحن نعرف عصمة النبي عن الخطأ (هل النبي نسي أن يقول ان شاء الله)؟.
الجواب:
الآية الكريمة لا تنافي العصمة عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، إذ الخطاب موجّه للمكلفين والقرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة. وليس هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم). ثم على قول من قال انه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فليس فيه ما يسيء إلى عصمته (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ ذلك من الله تعالى تذكير له (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن كل أمر موقوف على إرادته واشائته، فإن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن، وهو (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير غافل عن ذلك ، وقد شهد الله تعالى له بذلك فقال تعالى: (( وإنك لعلى خلق عظيم )) (القلم:44)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي). وقد كانت سنة الأنبياء تعليق كل شيء على إرادته تعالى، فقال تعالى حكاية عن موسى: (( قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا )) (الكهف:69) وقال حكاية عن شعيب: (( وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ))(القصص:27) وقال حكاية عن إسماعيل: (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) (الصافات:1022). وهكذا هي سنة الأنبياء في مخاطباتهم ، بل تعليق الفعل على إرادته سيرة الصالحين ، فكيف بخيرة الصالحين وخاتم الأنبياء والمرسلين يصدر منه خلاف إرادته تعالى ومن ثم يعاتب عليه ؟!! فثبت أن ذلك خطابٌ للمكلفين دونه (صلى الله عليه وآله وسلّم).





السؤال: آية (عبس وتولى)
فيمن نزلت الآية : (( عبس وتولى )) ؟
الجواب:
قد ذهب أبناء العامة في هذه القضية إلى أنها نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) - العياذ بالله - واعتمدوا في ذلك على أحاديث يضعف سندها، لانها تنتهي الى من لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً، لانه إما كان حينها طفلاً أو لم يكن ولد.
وورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أنها نزلت في رجل من بني أمية.
والقرائن أيضا تدل على أنها بعيدة عن ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك أن الآية تصف المعاتب بصفاتن منها أنه يتصدى للاغنياء لغناهم ويتلهى عن الفقراء لفقرهم، وهذه الصفات بعيدة عن سجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هو الذي وصفه الله بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة: 128) .
وقال الله عن نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس: (( وانك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4)، فكيف يصدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الامر المنافي للأخلاق؟!! ولقد نزلت آية الانذار: (( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:215) قبل سورة عبس بسنتين فهل نسي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك؟! وإذا كان نسي فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضا ؟!! وفي قوله تعالى عن الرسول: (( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) (الاحزاب:21).
ومن يتمعن هذه الآيات يجد أنها خبر محض ولم يصرَّح فيها بالمخبر عنه وقوله تعالى: (( وما يدريك )) (عبس:33) ليس الخطاب فيها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانما هو التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه ، فالآية في ظاهرها لا تدل أنها فيمن نزلت وانما يفسرها لنا أهل البيت(عليهم السلام) وهم الثقل الثاني الذي به نعتصم من الضلال، فورد عنهم: أنها نزلت في رجل من بني أمية.
وعن الصادق (عليه السلام) قال : ان رسول الله كان اذا رأى ابن مكتوم وهو الرجل الاعمى الذي وفد على النبي يقول : (مرحباً مرحباً ، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا).
وكان يريد الرسول بذلك التعريض بمن صدر منه ذلك في حق ابن أم مكتوم كأنّه يقول له : والله أنا لا اعاملك كما عاملك فلان .
فمدلول الآية يكون كالتالي :
(( عبس وتولى )) ذلك الرجل من بني أمية (( أن جاءه الأعمى * وما يدريك )) هذا التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه (( لعله يزّكى * او يذكر فتنفعه الذكرى * اما من استغنى فانت )) أيها العابس الغني (( له تصدى )) لاهداف دنيوية (( وما عليك )) أيها العابس (( الا يزكى )) على يد شخص أخر ممن هو في المجلس كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (( واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت )) ايها العابس (( عنه تلهى )) لاهداف دنيوية .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذا الموقف لتدافع عن بني أمية غفلة منها أن ذلك يكون سبب ليتشبث به المخالفون للاطاحة بمكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

تعليق على الجواب (1)
لدي سؤال وهو : انّ أهل السنة وعلمائهم يفسرون الآيات الأولى من سورة (عبس) في الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) , فيقولون : ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أم مكتوم , إلى نهاية الحادثة التي يروونها .
أما مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنة يقولون بهذا القول ؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول الرجاء منكم ارشادي الى المصدر إن أمكن .
هذا ودمتم مسددين إن شاء الله لكل خير .
الجواب:
إن هناك جملة من كبار علماء السنة ومفسريهم , لا يسلّم أن خطاب (( عبس وتولى )) متوجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , لأنه ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العبوسة , ومن هؤلاء :
1- الامام فخر الدين الرازي , المتوفى 606 هـ , في كتابه (عصمة الانبياء ص 137 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .
2- القاضي عياض اليحصبي , المتوفى 544 هـ , في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/161 ـ ط دار الفكر ـ بيروت) .
3- الزركشي , المتوفى 794 هـ , في كتابه (البرهان في علوم القرآن 2/242 ـ ط دار احياء الكتب العربية ـ القاهرة) .
4- الصالحي الشامي , المتوفى 942 هـ , في كتابه (سبل الهدى والرشاد 11/474 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .

تعليق على الجواب (2)
لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية (( عبس وتولى )) , وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنة, وطلب مني شيئاً تفصيلاً عن الموضوع، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا, ولكم الأجر والثواب
الجواب:
لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 3 ص 155) ننقل لكم نصّه :
ويذكر المؤرخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولى ، المكية ، والتي نزلت بعد سورة النجم .
وملخص هذه القضية : أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتكلم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبي (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن ، قال : يا رسول الله ، علّمني مما علّمك الله .
فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعبس في وجهه وتولى ، وكره كلامه ، وأقبل على أولئك الذين كان (صلى الله عليه وآله) قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى : ((عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزكى ، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى ، فأنت له تصدى ، وما عليك ألا يزكى ، وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى )) (عبس:1 ـ 10) .
وفي رواية : أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كره مجيء ابن أم مكتوم وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنما أتباعه العميان والسفلة ، والعبيد ، فعبس (صلى الله عليه وآله وسلم) إلخ .. ( وكأن ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك !! وكأن قريشاً لم تكن قد صرحت بذلك وأعلنته !! ) .
وعن الحكم : ما رؤي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هذه الآية متصدياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير .
وعن ابن زيد : لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه .(راجع في هذه الروايات : مجمع البيان 10 / 437 ، والميزان عن المجمع ، وتفسير ابن كثير 4 / 470 عن الترمذي ، وأبي يعلى ، وحياة الصحابة 2 / 520 عنه ، وتفسير الطبري 30 / 33 ، والدر المنثور 6 / 314 ).
وأي تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصب في هذا الاتجاه ، فراجع الأخير على سبيل المثال .
فابن زيد يؤكد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتى إنه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدة قبحه وشناعته ! .
لقد أجمع المفسرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على أصل القضية المشار إليها .
ونحن نرى : أنها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصح ، وذلك:
أولاً : لضعف أسانيدها ، لأنها تنتهي : إما إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس ، من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنه إما كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد . (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) . أو إلى أبي مالك - الظاهر أن المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية ، وتفسير القرآن ، وهو تابعي – والحكم ، وابن زيد ، والضحاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين فالرواية مقطوعة ، لا تقوم بها حجة .
وثانياً : تناقض نصوصها (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) حتى ما ورد منها عن راو واحد ، فعن عائشة في رواية : إنه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أخرى عنها : عتبة وشيبة . وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة . وفي رواية عن ابن عباس : إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يناجي عتبة ، وعمه العباس ، وأبا جهل . وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنهم العباس ، وأمية بن خلف ، وصفوان بن أمية . وعن قتادة : أمية بن خلف . وفي أخرى عنه : أبي بن خلف . وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف .
هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نص كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ونص كلام ابن أم مكتوم .
ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة .
وثالثاً : إن ظاهر الآيات المدعى نزولها في هذه المناسبة هو أنه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيته وخلقه : أن يتصدى للغني ، ويهتم به ولو كان كافراً ويتلهى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكى ، ولو كان مسلماً .
وكلنا يعلم: أن هذا لم يكن من صفات وسجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا من طبعه وخلقه .
كما أن العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودائه ، (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ، والميزان 20 / 203 ، وتنزيه الأنبياء 119 ، ومجمع البيان 1 / 437 ). وهو الذي وصفه الله تعالى بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة:1288). بل لقد كان من عادته (صلى الله عليه وآله وسلم) مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشق عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى : (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون جهه )) (راجع : الدر المنثور 3 / 12) .
ويظهر : أن الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكة .
ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محله ، لأنه لم يكن قد أسلم حينئذ لأنه إنما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير .
كما أن الله تعالى قد وصف نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولى بأنه على خلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيه ؟ أم أنه يعلم بذلك ، لكنه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك ؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحق والهداية .
ورابعاً : إن الله تعالى يقول في الآيات : (( وما عليك ألا يزكى )) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم . وكيف لا يكون ذلك عليه ، مع أنه هو مهمته الأولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى : (( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )) (البقرة:129) . فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه (تنزيه الأنبياء 119) .
خامساً : لقد نزلت آية الإنذار : (( وأنذر عشيرتك الأقربين ، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:214 ـ 2155) قبل سورة عبس بسنتين، فهل نسي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه ؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمد أن يعصي هذا الأمر الصريح ؟!
سادساً : إنه ليس في الآية ما يدل على أنها خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنه : ( عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ) ثم التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه ، وخاطبه بقوله : (( وما يدريك لعله يزكى... )) إلخ .
سابعاً : لقد ذكر العلامة الطباطبائي : أن الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخالف ذلك ، ويميز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن ؟ (الميزان 20 / 303) .
والقول : بأنه إنما فعل ذلك لأنه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنه في طريق الدين ، وفي سبيله ، لا يصح ، لأنه يخالف صريح الآيات التي تنص على أن الذم له كان لأجل أنه يتصدى لذاك الغني لغناه ، ويتلهى عن الفقير لفقره ، ولو صح هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذم والتقريع إذن .
ونشير أخيراً : إلى أن البعض قد ذكر : أنه يمكن القول بأن الآية خطاب كلي مفادها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا رأى فقيراً تأذى وأعرض عنه .
والجواب :
1- إن هذا يخالف القصة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرر .
2- إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى ؟! .
3- هل صحيح أنه قد كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ؟ !! .
المذنب رجل آخر :
فيتضح مما تقدم : أن المقصود بالآيات شخص آخر غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويؤيد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : (كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحباً ، مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً . وكان يصنع به من اللطف ، حتى يكف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما كان يفعل به) ( تفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509 ، ومجمع البيان 10 / 437) .
فهذه الرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شأن ابن أم مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حق ابن أم مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتى لإمكان صدور مثل ذلك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بحيث يستحق العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : (مرحبا بمن عاتبني فيه ربي)!! . فلتراجع كتب التفسير ، كالدر المنثور وغيره . والصحيح هو ما تقدم .
سؤال وجوابه :
ولعلك تقول : إنه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى : (( فأنت له تصدى ))، وقوله : (( فأنت عنه تلهى )) فإن ظاهره : أن هذا التصدي والتلهي من قبل من يهمه هذا الدين ؛ فيتصدى لهذا ، ويتلهى عن ذاك؟
فالجواب : أنه ليس في الآيات ما يدل على أن التصدي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها . فلعل التصدي كان لأهداف أخرى دنيوية ، ككسب الصداقة ، أو الجاه ، أو نحو ذلك . وقوله تعالى : (( لعله يزكى )) ليس فيه أنه يزكى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكي على يد غيره ممن هم في المجلس ، كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره .
ثم لنفرض : أنه كان التصدي لأجل الدعوة ، فإن ذلك ليس محصوراً به (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فهم يقولون : إن غيره كان يتصدى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه ، لو صح ذلك ! .
الرواية الصحيحة :
وبعد ما تقدم ، فإن الظاهر هو أن الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فجاءه ابن أم مكتوم .
فلما جاءه تقذر منه ، وعبس في وجهه ، وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك عنه ، وأنكره عليه) (مجمع البيان 10 / 437 ، وتفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509) .
ويلاحظ : أن الخطاب في الآيات لم يوجه أولاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنه عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى . ثم التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك . ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أولاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من باب : إياك أعني واسمعي يا جارة ، والأول أقرب ، وألطف ذوقاً .
إتهام عثمان :
وبعض الرويات تتهم عثمان بهذه القضية ، وأنه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أم مكتوم (تفسير القمي 2 / 405 ، وتفسير البرهان 4 / 427 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 508) . ولكننا نشك في هذا الأمر ، لأن عثمان قد هاجر إلى الحبشة مع من هاجر فمن أين جاء عثمان إلى مكة ، وجرى منه ما جرى ؟! .
إلا أن يقال : إنهم يقولون : إن أكثر من ثلاثين رجلاً قد عادوا إلى مكة بعد شهرين من هجرتهم كما تقدم ، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة (سيرة ابن هشام 2 / 3) .
وعلى كل حال ، فإن أمر اتهام عثمان - ونحن نجد في عثمان بعض الصفات التي تنسجم مع مدلول الآية ، كما يشهد له قضيته مع عمار حين بناء المسجد في المدينة - أو غيره من بني أمية ، لأهون بكثير من اتهام النبي المعصوم ، الذي لا يمكن أن يصدر منه أمر كهذا على الإطلاق ، وإن كان يهون على البعض اتهام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بها أو بغيرها ، شريطة أن تبقى ساحة قدس غيره منزهة وبريئة !! .
تاريخ هذه القضية :
ونسجل أخيراً : تحفظاً على ذكر المؤرخين لرواية ابن مكتوم ونزول سورة عبس ، بعد قضية الغرانيق ؛ فإن الظاهر هو أن هذه القضية قد حصلت قبل الهجرة إلى الحبشة لأن عثمان كان قد هاجر إلى الحبشة قبل قضية الغرانيق بشهرين كما يقولون ، إلا أن يكون عثمان قد عاد إلى مكة مع من عاد بعد أن سمعوا بقضية الغرانيق كما يدعون .
أعداء الإسلام وهذه القضية :
ومما تجدر الإشارة إليه هنا : أن بعض المسيحيين الحاقدين قد حاول أن يتخذ من قضية عبس وتولى وسيلة للطعن في قدسية نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
فها نحن قد أثبتنا : أنها أكاذيب وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان .

تعليق على الجواب (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أرجوا من كرمكم أن تبينوا المصادر الضعيفة حول موضوع ( عبس وتولى ) ومع الأدلة الصحيحة غير القرآن إن أمكن .
.
الجواب:
هناك بيانات وافية حول علّة ضعف الروايات الواردة في تفسير هذه الآية بالنبي (صلى الله عليه وآله) وابن أم مكتوم.. ويمكنكم للإطلاع على مظان الروايات المشار إليها في الجواب أعلاه مراجعة كتاب (فتح الباري ـ لأبن حجر 15: 37)، و(تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي 4: 155) أو بالعودة إلى المصادر الأم وهي (سنن الترمذي 5: 103، المستدرك للحاكم 2: 514، 3: 634، صحيح أبن حبان 2: 294، مسند أبي يعلى 5: 431، المعجم الأوسط 9: 155، المعجم الكبير 8: 224).

تعليق على الجواب (4)
اللهم صل على محمد وال محمد
اود ان اعرف هل هناك ايات اخرى فى كتاب الله تشابه هذه الايات ويوجه فيها الله خطابه الى شخص اخر غير النبى بهذه الطريقة؟
وهل هناك من علمائنا من يرى ان الايات نزلت فى النبى الاعظم ام هناك اجماعا على نزولها فى غير النبى.؟

الجواب:
إننا لا نسلّم بأن آية (عبس وتولى) يراد بها النبي (صلى الله عليه وآله) كما يوحي إليه سؤالك وقولك (بهذه الطريقة) ... فالآية منذ البدء لم تكن نازلة بحق النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نأتيك بآية شبيهة لها.
نعم, قد وردت آيات كثيرة في القرآن على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) مثل قوله تعالى: (( وَلَقَد أُوحِيَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ )) (الزمر:655), مع علم المولى سبحانه ان نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا يشرك ولن يشرك لمحل العصمة عنده.
وأما سؤالك الثاني فنرجو مراجعة موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان: (الأسئلة العقائدية/حرف النون/ النبي محمد(ص)/ السؤال الخاص بآية عبس وتولى).

تعليق على الجواب (5)
ولكن لعلّ لسائل أن يسأل: كيف ينزل الله ما يقارب ثمان آيات يخاطب فيها شخص غير رسول الله بقوله (( فأنت له تصدى ))، و (( فأنت عنه تلهى )).. وغيرها من الآيات التي تستعمل ضمير المخاطب؟
هل القرآن منزّل على الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلّم) أم على عثمان؟
الجواب:
1- انّه لا غرابة في أن يخاطب الله تعالى شخصاً غير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بثمان آيات أو أكثر. فلطالما تكون الآيات الكريمة في صدد الإرشاد الى الصواب والخير فما المانع من ذلك.
2- انّ من أوضح الواضحات نزول القرآن الكريم على النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم). ولا غرابة في أن يخاطب القرآن الكريم عثمان أو غيره.
أما سمعت قوله تعالى: (( كَيفَ تَكفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُم أَموَاتًا فَأَحيَاكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيكُم ... )) (البقرة:28), (( فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ )) (يونس:35), (( مَا لَكُم إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضِيتُم بِالحَيَاةِ الدُّنيَا... )) (التوبة:38), (( وَكَيفَ تَكفُرُونَ وَأَنتُم تُتلَى عَلَيكُم آيَاتُ اللَّهِ...)) (آل عمران:101), (( فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُم تَكفُرُونَ )) (آل عمران:106), (( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ * اصلَوهَا اليَومَ بِمَا ... ))(يس:63-64).




السؤال: تنزيه النبي (صلى الله عليه و آله) في قضية زوجة زيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامكم الله ووفقكم للخير, وسدد خطاكم لنصرة الدين الحنيف.
سؤالي هو حول موقف علمائنا ورأيهم في الرواية الواردة في عيون أخبار الرضا (ع) ج1 ص203 عن علي بن محمد بن الجهم, أن المأمون سأل الامام الرضا(ع) مجموعة من الاسئلة, منها أنه سأله عن قوله تعالى: (( وإذا تقول للذي أنعم الله عليه...)) وأن الإمام الرضا (ع) أجاب: إن رسول الله (ص) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي في أمر اراده فرأى أمراته تغتسل, فقال: سبحان الذي خلقك... الخ وما في هذا الخبر من إساءة لرسول الله (ص).

الجواب:
انه من المؤسف تسامح البعض في تعابيره بشكل يمنح الأعداء حرية الطعن في مقام النبوة، في الوقت الذي يمكن أن يفهم من القرائن الموجودة في نفس الآية وسبب النزول والتاريخ أن الامر ليس بشكل معقد.
إن زيداً كان عبداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأعتقه وكان ابناً له بالتبني، وكان الابن بالتبني طبقاً للسنة الجاهلية يتمتع بكل أحكام الابن الحقيقي، ومن جملتها حرمة الزواج بزوجة الابن المتبنى المطلقة.
وفي البداية خطب النبي (صلى الله عليه وآله) ابنة عمته زينب لزيد ، ولكنها رفضت لانها كانت ترى أن موقعها الاجتماعي أعلى من زيد ، فنزلت الآية الكريمة تهدد مخالفة الله سبحانه ورسوله بقولها تعالى: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) (الاحزاب:366) فرضخت زينب، وكان المقصود من وراء ذلك كسر سنة جاهلية تقتضي بأن المؤمن ليس كفوا للمؤمنة، ولكن لم يستمر الزواج طويلاً لحدوث خلاف بين الزوجين، فصمم زيد على طلاقها، وصمم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدوره جبراً لخاطر زينب ان يتزوج بها إذا ما طلقها زيد ليحقق الى جنب ذلك هدفاً آخر وهو هدم سنة جاهلية أخرى ويوضّح جواز الزواج بزوجة الابن المتبنى، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاف إبراز ما أضمره خشية من المجتمع وسننه الباطلة فطلب منه الله سبحانه أن لا يخشى الناس مما صمم عليه بل عليه أن يخشى الله وحده، وعلى هذا نفهم ان هدف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هدف نبيل قصد من ورائه هدم سنتين جاهليتين.
وإذا كانت التهمة الموجّهة الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيحة وانه كان يعجبه جمال زينب! فلماذا لم يخطبها في البداية لنفسه وهي ابنة عمته بل خطبها لزيد؟! ولماذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمنع زيداً من طلاق زينب في حين أن المناسب على تقدير رغبته في جمالها عدم تشجيعه على ابقاء الزوجية (( واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله )) (الاحزاب:37) ؟
على ان القرآن أوضح الهدف من الزواج المذكور وانه ليس جمال زينب بل هو شيء آخر (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهنَّ وطراً )) (الاحزاب :37).
وأما ما جاء في (عيون أخبار الرضا (ع))، فلا نرى اشتماله على قدح في مقام النبوة، لأن الرواية هكذا: (ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولداً يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال...).
والقدح المتصور هو من احدى جهتين: فهو إما من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رآها تغتسل، ولكن من الواضح ان الرواية لم تقل رآها عارية، وانما المقصود رآها مشغولة بالغسل، والمناسب أن تكون مستورة، أو من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عبّر بما يوحي بتأثير جمالها عليه، وهذا القول مردود لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل سبحان الذي خلق جمالك، وإنما نزّه الله سبحانه من مقالة من قال (ان الله قد اتخذ بنات)، انه كيف يتخذ بنتاً وهي تحتاج الى التطهير والاغتسال!!
ونضيف أيضاً: إن لهذه الروايات أسانيد أخرى وعن عدة من الأئمة وليست منحصرة بهذا السند: كما في (تفسير القمي) وأوردها المجلسي في (البحار) والحويزي في (نور الثقلين) والصافي في تفسيره، وغيرهما فراجع. ونتكلم في اسانيدها ومتنها:
أ- هذه الرواية وردت بسندين مرة عن طريق علي بن الجهم وأن السائل هو المأمون، وأخرى في الرواية التي قبلها أن السائل كان علي بن الجهم نفسه، نقلها أبو الصلت الهروي، وهذه الرواية بالخصوص تخلو مما ورد في رواية علي بن الجهم من رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب.
ب- وردت الرواية المتضمنة لرؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب بأسانيد أخرى في (تفسير القمي) - ولنا في تفسير القمي وتوثيق رجاله بحث نخالف فيه رأي السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) لا يسع المجال هنا لبسطه، وملخصه أن رواياته على قسمين أحدها عن طريق أبي الجارود الزيدي، والاخرى برواية علي بن إبراهيم، وان توثيق رجال التفسير المذكور في مقدمة التفسير لم يكن من علي بن إبراهيم وانما كان من جامعه أو راويه -.
ج- ولكن مع ذلك قد يكون من الصعب التفصي عن الرواية بالطعن في السند لأنك كما تعرف ستدعم الروايات بعضها بعضاً، فقد يقال على رواية علي بن الجهم أنه تابعه فلان وفلان وبعضهم لا روي إلا عن ثقة مثل ابن أبي عمير فلاحظ.
د- ولكن يمكن الجمع بين الروايات ومعارضة متونها مع بعضها، فان إحداها لا تذكر الرؤية والبقية الاخرى وان أتفق مضمونها على حدوث الرؤية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب ولكن الكيفية التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله) عليها متضاربة جداً فيها، وأحسنها ما في رواية علي بن الجهم إذ فيه تنزيهاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و- قد حمل بعض علمائنا هذه الرواية على التقية، وذلك لمقام المأمون وحضور علماء العامة في المجلس ومنهم نفس علي بن الجهم. فحملوا جواب الامام (عليه السلام) تنزيلاً على ما ذكره العامة في كتبهم إذ في أحد الروايات يطرح السائل أقوال علماء العامة في المسألة ثم يجيبه عليها الإمام (عليه السلام).


يتبع


رد مع اقتباس