عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/10/15, 01:13 AM   #5
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

أخبار سمّ اليهوديَّة يوم خيبر مضطربة ومشوَّشة
لقد دلت بعضُ الأخبار في مصادرنا كما هو في مصادر المخالفين بان النبيَّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم قد سمَّته إمرأة يهودية في السنة السابعة بعد معركة خيبر،وهذه الأخبار هي حصيلة الجمع بين أخبار الخاصة والعامة في الوجه الثاني المتقدِّم،وهو ضعيفٌ جداً لا يصلح لمقاومة الوجه الأول،لذا فإنَّ لدينا عدة قرائن قطعيَّة تثبت زيف الأخبار الدالة على سمّ اليهوديَّة في الوجه الثاني،ونحن نستعرض هذه القرائن تباعاً بالوجوه الآتية:
(الوجه الأول):لقد أجمعت كلُّ هذه الأخبار على أن النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأكل من الذراع المسمومة لأنَّه صلوات ربي عليه أخذها فلاك منها مضغة فلم يُسغها ثمَّ لفظها،بل في بعض هذه الأخبار أن الذراع تكلمت بقدرة الله فقالت:يا رسول الله لا تأكلني فإنّي مسمومة،فإذا لم يأكلها أو أنَّه لفظها بعدما لاكها في فمه ثم بصقها فكيف يمكن أن يتسرب السمُّ إلى جوفه ويؤثر أثره العجيب مدة ثلاث أو أربع سنين على أبعد تقدير ؟؟!! فهل يعقل أن لا يؤثر السمُّ على جسمه المبارك مباشرة بعد مضغه لقطعةٍ منها في حين أنَّه أثَّر عليه بعد سنين ؟؟!!...فالفارق الزمني الطويل الفاصل بين المضع والموت كفيلٌ بردِّ هذه الدعوى المناهضة لقانون الصحة فضلاً عن قواعد ترجيح الأخبار بعضها على بعض..!.إذ كيف يتصوَّر الجمع بين الأخبار القائلة بأنَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأكل أصلاً من الشاة المسمومة لا مضغاً ولا إزدراداً ـــ أي بلعاً ـــ وبين الأخبار القائلة بأنَّه صلّى الله عليه وآله وسلّممضغها ثمَّ لفظها وبين الأخبار القائلة بأنَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أكل من الذراع ما شاء الله تعالى ثم نطق الذراع قائلاً كيا رسول الله إنِّي مسموم فتركه...؟؟!! وهل يصحُّ الجمع بين المتناقضات يا أُولي الألباب ؟؟!!.
فذلكة الكلام:أنَّ طبيعة السموم فتكها لضحاياها في أيامٍ معدودات ولا تمهلهم سنين متمادية لتقضي عليهم،وهو أمرٌ ملحوظٌ في تجارب السموم في التاريخ ،والطبُّ الحديث يؤيده،كما أن الروايات الصحيحة عند القوم تؤيد عدم أكل النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم من طعام خيبر كما أشار البخاري إلى بعضٍ منها في صحيحه،وعليه فإن هذا دليلٌ على أن قضية موت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بسمّ خيبر مكذوبة من أساسها وبالتالي فإن ما روي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: " ما زالت أكلة خيبر تعاودني كلَّ عام " محبوكة بالتلفيق والكذب عليه صلوات الله عليه وآله،لفقها عليه إعلام السلطة المغتصبة وألقوا تبعتها على أكلة خيبر .
(الوجه الثاني):لم تروِ رواية واحدة تشير إلى معاناة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم من مرضٍ جسديّ بسبب الأكل من طعام خيبر أو غيره،بل العكس هو الصحيح فقد جاء في سيرته الشخصيَّة قوة نشاط في بنيته الجسديَّة وكان يمارس ويزاول أعماله وحروبه بشكلٍ طبيعيٍّ سيَّما أنَّه شارك في معارك كبرى بعد معركة خيبر كمعركة حنين وحرب بني قريظة وصلح الديبية وفتح مكة وغير ذلك ولم يروَ أنَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم عانى من ضعفٍ بسبب أكلة خيبر مما يعني أن القضية فيها ما فيها من التلفيق والتزوير ..!!.
(الوجه الثالث):إنَّ أكثر أخبار سمّ اليهوديَّة ضعيفة السند،ولو فرضنا جدلاً صحة أسانيدها ـــ وفرض المحال ليس محالاً ـــ إلاَّ أنَّ متونها ودلالاتها غير سليمة وليست نقيَّةً،ولا يجوز التعويل في مثل المقام على روايات غير نقية السند والدلالة لكونه من الركون إلى التقول على شخص النبيِّ الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم بغير علمٍ،وهو موجب لأليم العذاب وسوء الحساب .
(الوجه الرابع):إنَّ هذه الأخبار في هذه الطائفة مضطربة في متونها ومشوَّشة في دلالاتها،فمنها يقول:أنَّ الضحيَّة التي ماتت من أصحاب النبيِّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بفعل الأكلة من الشاة هي:البراء بن معرور،وفي بعضٍ آخر أنَّه:بشر بن براء بن معرور،وفي ثالثة أنَّه:بشر بن البراء بن عازب...
(الوجه الخامس):أنَّ أرباب التراجم (سيَّما إبن الأثير الجزري في أُسد الغابة في معرفة الصحابة في ترجمة البراء بن معرور ) يقولون:أنَّ البراء بن معرور قد توفيَّ قبل أن يهاجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة بشهرٍ،والشاة المسمومة إنَّما كانت في السنة السابعة بعد الهجرة،فكيف يكون البراء بن معرور قد مات من أكلةِ خيبر في حين أنَّه مات قبلها بسبع سنين؟!.وأمَّا إذا كان المقصود بالضحيَّة هو بشر بن البراء الذي مات في خيبر كما يقول إبن الأثير،فمردودٌ أيضاً وذلك لمعارضته للأخبار الأخرى الدالة على أن الضحية كان البراء وليس إبنه،لأن أكثر الروايات تصرَّح بأن الذي مات من الأكلة إنَّما هو البراء وليس إبنه بشر،فترجَّح روايات البراء على الرواية الأخرى المصرِّحة بإسم إبنه بشر،وحيث إن روايات البراء مضطربة بذاتها فلا تصلح حينئذٍ للإعتماد عليها فضلاً عن أن تكون مرجّحةً على غيرها من الروايات.
(الوجه السادس): الأخبار تقول:أن اليهوديَّة هي زوجة سلام بن مشكم،وفي أخبار أُخرى تقول أنَّها:زوجة عبد الله بن مشكم،وفي ثالثة أن إسمها زينب،وفي رواية رابعة أن إسمها عبدة...فتنوع الأسماء بالمرأة اليهودية يؤدي بها إلى إختلالها من أساسها وهذا مسوِّغ شرعيٌّ لسقوطها عن الحجيَّة .
(الوجه السابع):على فرض أنَّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أكل من الشاة المسمومة،فكيف للسمِّ أنْ يستمر بجسمه الشريف أكثر من أربع سنين دون أيّ تأثيرٍ،ثمَّ بعد ذلك يتوفى بسببه؟!.
(الوجه الثامن):لو تنازلنا عن كلِّ المحاذير المتقدِّمة ثم فرضنا جدلاً أنَّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم أكل من الذراع المسمومة ولكنَّه ليس سبباً وافياً وكافياً بكونه العلَّة الرئيسة بموته حسبما يدَّعي المخالفون وبعض الجهلة من علماء الشيعة بل ثمة عاملٌ آخر أدَّى إلى الموت وهو السمُّ الآخر الذي دسته عائشة وحفصة للنبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم في دوائه،لأن بعض الأخبار العاميّة تشير إلى أنَّ النبيَّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يعانِ من مرضٍ بسبب السمِّ ولا أصابته حمى شديدة كالتي أصابته يوم أعطى الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أمراً بتجهيز جيش أُسامة،فقد أشار إبن سيّد الناس في كتابه عيون الأثر ج2ص281أن النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بحملة أُسامة يوم الإثنين،فلمَّا كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجعه وصدع.
ومما يؤكد ما ذكرنا :أن الحزب القرشي المتمثل بأبي بكر وعمر وأعوانهما قد عرفوا هدف الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم من أمرهم بالإلتحاق في جيش أسامة لمحاربة الروم في بلاد الشام، ومن المؤكد أيضاً أن النبيَّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم أراد بإرسالهم في جيش أسامة هو أمران:أحدهما، إبعادهم عن المدينة ليصفو الوضع لإبن عمه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام الذي نصّبه وليَّاً على المسلمين بأمرٍ من الله تعالى،وثانيهما،القضاء عليهم في تلك الغزوة التي لو التحقوا بها لكانوا في عداد الموتى قطعاً وذلك لجبنهم وعدم قدرتهم على القتال،بل لم يعهد منهما أنهما خاضا حرباً في معركة على الإطلاق مع وجود سيّد العالم وبطل الأبطال مولانا إمام المتقين عليّ عليه السلام ،فكيف بهم يخوضون حرباً ضروساً دون معين لهم ولا نصير من أحد أولئك الذين خاضوا معارك البطولة دون خوف أو وجلّ..!!! لهذين السببين المضافين إلى أسباب أُخرى كالطمع بالخلافة والقضاء على أهل بيت النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم وتغيير معالم الشريعة المحمدية والولاية العلوية الفاطمية،كلُّ هذه الأسباب دعت الحلف القرشي أن يضع الخطط للتخلص من الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم بشكلٍّ سريٍّ ماكرٍ لئلا يُفتضحوا أمام المسلمين..!!.
(الخلاصة): لقد أوعز أبو بكر وفصيله عمر إلى إبنتيهما ليضعا السمَّ لرسول الله بجرعة بسيطة لا تؤدي إلى الموت السريع في طعامه حتى يصورا للناس بأنَّه محموم وهو بحاجة إلى الدواء،وهكذا كان،فقد سمُّوا النبيَّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بدهاءٍ عظيمٍ قلمَّا يتفطنُ إليه أكثرُ الناس ...وعلى ضوء ذلك أصابت الحمى الخفيفة النبيَّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم بعد ذلك بدءا بوضع السمّ قليلاً فقليلاً وعاونهم أناسٌ آخرون من غير بني هاشم(1) ليقوى عليه المرض بسبب السمّ في الدواء ..إلى أن فارق الدنيا مظلوماً مكروباً مغموماً محزوناً على أهل بيته الطاهرين وما سيصيبهم من الأذى من قومه وبعض أصحابه ونسوته...وبسمّهما لرسول الله خرجتا من الدين، من هنا أعربت الآيةفي سورة التحريم أنهما أي عائشة وحفصة قد كفرتا بما فعلتاه برسول الله قال تعالى(وإذا أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره اللهُ عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا؟قال نبأني العليم الكبير، إن تتوبا إلى الله فقد صغت_أي زاغت_قلوبكما وإن تظاهرا عليه_أي تتفقان على قتله_ فإن الله هو مولاه وجبريلُ وصالحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير...) التحريم 3_4 وفي رواية في البحار ج22 ص 246 ح17 تدل على أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أراد قتل أبي بكر وعمر فنهاه الله عز وجل عن ذلك فراجع.

(1) وإن كانت بعض مصادرهم تتهم العباس بن عبد المطلب في عمليّة اللد حتى إذا انكشف أمرهم قالوا للناس أن العباس لدَّه بالسم لأجل الخلافة .

هذا ما أحببنا إيراده على قضيّةٍ مهمة حاول المخالفون التغطية عن مرتكبيها دون النظر إلى خلفيات الإنقلاب على السلطة الشرعيَّة وما فعلوه بالرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا كان على فراش الموت وما نعتوا به نبيُّهم الكريم بعبارات يستحي إنسانٌ كافر نعت النبيّ به،ودون النظر إلى ما فعلوه بإبن عمِّه ووصيِّه أمير المؤمنين عليّ وإبنة رسولهم الكريم سيِّدة النساء الصدِّيقة الكبرى الزهراء البتول عليها السلام،ودون النظر إلى ما كانت عائشة وحفصة تكنانه من المشاكسة والبغض لرسول الله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وما كان يظهره النبيُّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم من تحذير لهما وعلى وجه الخصوص عائشة،إلى غير ذلك من الخلفيات الكثيرة التي لم نرد إثارتها حرصاً على سير بحثنا العلمي المختصر ههنا،وللتفصيل الإستدلالي الأعمق له مجالٌ آخر ،نأمل منه تبارك اسمه وتعالى مجده أن يوفقنا لذلك وأن يلهمنا معرفة الحقائق وتقبل الحقّ مهما كانت نتائجه مُرَّة،سائلاً الله عزَّ ذكره أن يمنَّ علينا بفرج مولانا الإمام المعظَّم المهديّ المنتظر (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء)وأن يردَّ كيد من أراد به كيداً وأن يحفظه ويحفظ شيعته الموالين والواقفين على الثغر المحاذي لإبليس وجنوده،وهو حسبنا ونعم الوكيل ،والحمد لله ربّ العالمين وصلواته على رسوله محمد وآله الغرّ المطهرين عليهم السلام آمين.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس