عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/10/15, 01:17 AM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

نظرة في النصوص المتقدمة
ولا نريد أن نناقش في أسانيد الروايات المتقدمة ، فإن لنا فيها مقالاً . . بل نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية :
أولاً : إن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن من السذاجة بحيث يقبل هدية هذه اليهودية ، ثم يأكل منها ، ويأمر أصحابه بالأكل منها . . وهو قد فرغ لتوه من تسديد الضربة القاضية لقومها . . كما أنه كان قد قتل زوجها ، سلام بن مشكم ، وأخاها كعب بن الأشرف قبل ذلك ، وعمها ، وغير هؤلاء . .
كما أن كل أحد قد رأى غدر اليهود المتكرر بالمسلمين ، وتآمرهم على حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر من مرة ، فلم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليغفل عن هذا الأمر ، ويتصرف بهذا الطريقة .
ولو فرض جدلاً أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد سكت عن هذا الأمر ، أو تغافل عنه لمصلحة رآها . . فإن من المتوقع جداً أن يبادر أحد المسلمين إلى الجهر بالاعتراض على الأكل من ذلك الطعام ، وإبداء مخاوفه من أن يكون مسموماً . .
ثانياً : إن من يقرأ الروايات المتقدمة ، ويقارن بينها ، يلاحظ : أنها غير منسجمة فيما بينها . . فلاحظ ما يلي :
1 ـ إن بعضها يصرح بأن الله تعالى ما كان ليسلط تلك المرأة عليه ( صلى الله عليه وآله ) .
لكن بعضها الآخر يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) في مرض موته : قد وجد ألم الطعام الذي أكله في خيبر ، وأخبر أن مطاياه قد قطعت ، أو أن ذلك هو أوان انقطاع أبهره . .
2 ـ يقول بعضها : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل تلك المرأة ، وبعضها الآخر يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد عفا عنها . . وثالث يقول : إنه عفا عنها أولاً . ثم قتلت بعد موت بشر بن البراء . .
3 ـ بعضها يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يسغ ما تناوله من لحم الشاة . . لكن البعض يقول : إنه قد أساغ ما أكله منها . .
4 ـ وقالوا : إن الذي مات ، هو بشر بن البراء ؟! . وقيل : هو مبشر بن البراء ؟! (23) . .
5 ـ في بعض تلك الروايات : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد اتهم جماعة من اليهود بالأمر ، فجمعهم ، وسألهم عنه ، فأقروا به . .
وفي بعضها الآخر : أن المتهم هو امرأة واحدة منهم . .
6 ـ بعضها يقول : إن الذي أكل هو بشر بن البراء فقط ، وبعضها الآخر يضيف قوله : وأكل القوم . .
7 ـ بعضها يقول : إن الذي حجم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في هذه المناسبة هو أبو طيبة وقيل : بل حجمه أبو هند . .
8 ـ بعضها يقول : أكل القوم . وبعضها الآخر يقول : كانوا ثلاثة ، وضعوا أيديهم في الطعام ، ولم يصيبوا منه . .
9 ـ بعض الروايات يقول : إنه بعد اعتراف اليهودية بما فعلت ، أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالتسمية ، والأكل من الشاة ، فأكلوا فلم يضر ذلك أحداً منهم . .
وبعضها الآخر يقول : لم يأكلوا . . وتضرر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وتضرر بشر بن البراء . .
ثالثاً : كيف يحسُّ بشر بن البراء بالسم ، ثم لا يخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالأمر ، ويتركه يمضغ ما تناوله ، ثم يبتلعه ؟! . . فهل كان يعتقد أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يموت ؟! . . أو أنه كان يعرف أنه يموت ، وأراد له ذلك ؟! . أم أنه لم يرده له . . ولكنه سكت عن إعلامه بالأمر ؟! . فكيف سكت ؟! . ولماذا ؟! .
رابعاً : يقول بشر : إنه خاف أن ينغص على النبي ( صلى الله عليه وآله ) طعامه . . وهذا غريب حقاً إذ كيف رضي من لا يحب أن ينغص على النبي ( صلى الله عليه وآله ) طعامه : أن يتناول هذا النبي ذلك السم ، ويموت به ؟! . .
وهل تنغيص الطعام على الرسول أعظم وأشد عليه من موته ( صلى الله عليه وآله ) ؟! .
خامساً : إنه كيف أقدم بشر على ازدراد ما يعلم أنه مسموم ؟! .
وما معنى هذه المواساة منه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ؟! . .
وهل يجوز له أن يقتل نفسه لمجرد المواساة ؟! .
وما هي الفائدة التي توخاها من ذلك ؟! . .
سادساً : هل الحجامة تنجي من السم حقاً ؟! . . ولو كانت كذلك ، فلماذا إذن لا يستفاد منها في معالجة من تلدغه الحية . . أو من يشرب سماً خطأ ، أو عمداً ؟! . .
ولماذا أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) الذين وضعوا أيديهم في الطعام ولم يأكلوا منه أن يحتجموا ؟! فإنهم لم يأكلوا من ذلك الطعام شيئاً!!
سابعاً : ما معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : هذا أوان انقطاع أبهري ، فهل إن تناول السم يقطع العرق الأبهر ، حتى بعد أن تمضي على تناول ذلك السم سنوات عدة ؟! . .
وما هو الربط بين هذا العرق ، وبين ذلك السم ؟! . .
ثامناً : إن زينب بنت الحارث اليهودية قد اعتذرت للنبي ( صلى الله عليه وآله ) عن فعلتها الشنعاء تلك ، بأنه ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل أباها ، وعمها ، وزوجها ، وأخاها . .
وأخوها هو مرحب اليهودي ، الذي قتله الإمام علي ( عليه السلام ) في حصن السلالم ، الذي فتح بعد حصن القموص . . بل كان آخر ما افتتح من تلك الحصون (24) . .
وقصة الشاة المسمومة إنما كانت في حصن القموص حيث قتل مرحب هناك ، كما قاله ابن إسحاق 20 .
هذا كله مع غض النظر عن الشك في صحة كون مرحب أخاً لتلك المرأة . . فإن هناك من يقول : إنه عمها (25) . .
تاسعاً : إن بعض الروايات تحدثت عن أن اليهودية قد قُتلت وصُلبت ، حين مات بشر ، كما في شرف المصطفى . لكن عند أبي داود : أنه صلبها 18 . .
غير أننا نعلم : أنه ليس في العقوبات الإسلامية الصلب للقاتل . . لاسيما إذا أخذنا بروايات العفو عنها من قِبل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل ذلك . . حيث لا يحتمل أن تكون عقوبة قاتل غير النبي القتل والصلب . .
هذا كله . . مع غض النظر عن أن روايات العفو عنها تناقض الروايات القائلة بأن بشراً مات من ساعته ، ولم يبق إلى سنة . .
عاشراً : أما ما ذكره أنس من أنه ما زال يعرف ذلك ـ أي السم أو أثره ـ في لهوات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !!! فهو غريب ، إذ كيف يمكن أن يرى أنس ـ باستمرار ـ لهوات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟! . فإن اللهاة لا تكون ظاهرة للناس ، إذ هي لحمة حمراء معلقة في أصل الحنك . .
ولو أنه كان يرى لهواته ( صلى الله عليه وآله ) ، فما الذي كان يراه فيها ، هل كان يرى السم نفسه ، أو يرى صفرة أو خضرة ، أو أي شيء آخر فيها ؟! . .
حادي عشر : ظاهر رواية المنتقى : أن بشراً قد التقط اللقمة التي لفظها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فأكلها ، فمات منها . .
فلماذا فعل ذلك يا ترى ؟! . ألم يلتفت إلى أن لفظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لها قد كان لأمر غير محبب دعاه إلى ذلك ؟! .
ولنفترض : أنه إنما أخذها ليتبرك بأثر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبريقه الشريف ، فإن السؤال هو : ألم يكن ينبغي أن ينهاه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عن أكلها ، بعد أن أحس بما فيها من سم قاتل ؟! . .


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس