عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/10/15, 01:17 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

نقد الروايات
وكما لم نتعرض لمناقشة أسانيد روايات أهل السنة ، رغم ما فيها من هنات ، فإننا سوف نغض النظر عن الحديث عن أسانيد روايات الشيعة أيضاً ، وإن كنا نجد من بينها ما هو معتبر من حيث السند ، ونكتفي بمناقشة متونها ، فنقول :
أولاً : قد ذكرت الرواية الأولى : أن البراء بن معرور هو الذي أكل من الشاة المسمومة فمات .
مع أن البراء بن معرور ، قد توفي قبل أن يهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة بشهر (31) . .
ولم يحضر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) موت البراء ، لكنه ( صلى الله عليه وآله ) حين هاجر زار قبره . ويقال : إنه قد صلى على قبره 31 . .
وقضية خيبر إنما كانت في السنة السابعة بعد الهجرة ، فكيف يكون البراء بن معرور قد مات من أكلة خيبر ، إذا كان قد مات قبلها بسبع سنوات ؟! .
وقد يعتذر عن ذلك بأن ثمة سقطاً من الرواية . وأن الصحيح هو : بشر بن البراء . . لكن تكرر كلمة البراء في الروايات مرات عديدة يأبى قبول هذا الاعتذار ، فإن السهو لا يتكرر في جميع الموارد عادة كما هو واضح .
ثانياً : إن هذه الروايات التي رواها الشيعة تختلف مع بعضها البعض :
1 ـ فرواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) ، تقول : إن الضحية هو البراء بن معرور ، وروايات أخرى تقول : إنه بشر بن البراء بن معرور ، ورواية ثالثة تقول : إنه بشر بن البراء بن عازب . .
2 ـ رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) تقول : إن الذي مات ، قد مات وهو يلوك اللقمة .
والرواية التي بعدها تقول : إنه قد ابتلع اللقمة .
3 ـ يظهر من بعض تلك الروايات : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يأكل من الذراع . .
ومن رواية أخرى : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد لاك اللقمة ولم يسغها . .
وبعضها يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد أكل منها ما شاء الله . .
4 ـ بعضها يقول : إن إخبار الذراع له ( صلى الله عليه وآله ) بأنها مسمومة كان قبل أن يسيغ اللقمة ، وغيرها يقول : إن الذراع تكلمت قبل أن يبدأ هو وأصحابه بالأكل منها ، وبعض آخر يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد أكل منها ما شاء الله ، ثم أخبرته الذراع بأنها مسمومة . .
5 ـ الروايات تصرح بأن اليهودية هي زوجة سلام بن مشكم ، لكن رواية الخرائج والجرائح تقول : إنها امرأة عبد الله بن مشكم ، ولا نعرف أحداً بهذا الاسم فيما بين أيدينا من مصادر . .
6 ـ الروايات تقول : إن اسمها زينب ، ورواية الأصبغ عن الإمام علي ( عليه السلام ) تقول : إنها يقال لها عبدة . .
7 ـ رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) تقول : إن القضية كانت في المدينة . وسائر الروايات تقول : في خيبر . .
8 ـ الروايات تتحدث عن أن اليهودية جاءته بذراع أو شاة مسمومة ، لكن رواية الأصبغ تقول : إن اليهودية دعته للاجتماع مع الرؤساء في بيتها ، حيث قدمت له الشاة المسمومة .
9 ـ وأخيراً . . هل جاءته بذراع ؟! أم جاءته بشاة ؟! إن الروايات قد اختلفت في ذلك .
إلى غير ذلك من موارد الاختلاف ، التي تظهر بالتتبع والمقارنة . .
ثالثاً : إنه إذا كان الإمام علي ( عليه السلام ) قد صرح بأنه يشك في هدية تلك اليهودية ، كما ذكرته رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) ، معللاً ذلك بقوله : ولسنا نعرف حالها . .
فلماذا لم يشك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيها أيضاً ، ولم يحذِّر من معه من الأكل منها . بل بادر إليها فأكل منها ما شاء الله ، أو أنه لاك ما تناوله منها ، ثم أساغه ، أو لم يسغه ، حسب اختلاف الروايات ؟! . .
ولماذا لم يحذر الإمام علي ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، من الأكل منها ، كما حذر البراء بن معرور ؟!
وإذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) حاضراً في المجلس ينتظر إحضار الخبز ، وكان يسمع الحوار بين الإمام علي ( عليه السلام ) ، وبين ابن معرور ، فلماذا لم يأخذ تحذير الإمام علي ( عليه السلام ) بعين الاعتبار ؟! . .
بل لماذا لم يؤثر هذا التحذير بالبراء نفسه أيضاً ؟! . .
رابعاً : قد ذكرت رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) : أنه ( صلى الله عليه وآله ) دعا قوماً من خيار أصحابه . . ثم عددتهم ، وذكرت من بينهم صهيباً . مع أن صهيب الرومي كما ذكرته الروايات والنصوص ، كان عبد سوء ، وهو ممن تخلف عن بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان من أعوان المعتدين على الزهراء ( عليها السلام ) ، والغاصبين لحق الإمام علي ( عليه السلام ) ، بل كان من المعادين لأهل البيت ( عليهم السلام )
(32) . .
خامساً : إنه كيف يدعو النبي ( صلى الله عليه وآله ) خيار أصحابه ليأكلوا من الشاة ، فيأكلون إلى حد الشبع ، ثم لا يصيبهم أي شيء . ويبقون أحياءً بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) عشرين عاماً وأكثر من ذلك . . لكنه هو ( صلى الله عليه وآله ) وحده الذي يصاب .
حيث تذكر الروايات الأخرى : أنه ( صلى الله عليه وآله ) بعد ثلاث سنوات قد وجد ألم أكلته بخيبر ، وأن عرقه الأبهر قد انقطع . . بل بعض الروايات تقول : فما زال ينتقض به سمه حتى مات ( صلى الله عليه وآله ) ؟! .
سادساً : إن رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليه السلام ) قد ذكرت أيضاً أمراً خطيراً ، نجل عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كل الإجلال . . وهو :
أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يصلِّ على البراء بانتظار حضور الإمام علي ( عليه السلام ) ، لكي يُحِلَّه مما كلمه به . وليكون موته بذلك السم كفارة له . .
ولكنه ( صلى الله عليه وآله ) حين اعترضوا عليه ، بأن البراء قد قال ذلك مزاحاً ، ولم يكن ليؤاخذه الله بذلك ، تراجع ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك ، وقال : « . . ولكنه كان مزحاً ، وهو في حل من ذلك » . .
ثم اعتذر لهم عن موقفه الأول بأنه يريد أن لا يعتقد أحد منهم بأن الإمام علياً ( عليه السلام ) واجد عليه ، فأراد أن يجدد بحضرتهم إحلالاً له ، ويستغفر له . . ليزيده الله بذلك قربة ورفعة في جنانه . .
وهذا معناه : أن هذه الرواية تنسب إلى رسول الله ـ والعياذ بالله ـ التدليس ، والإخبار بغير الحق . . ثم التراجع عن الموقف بعد ظهور الأمر . . و . . و الخ . . وحاشاه من ذلك كله . .
سابعاً : هل صدَّق رؤساء اليهود بنبوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قالوا له : إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد ؟!
وكيف صدقهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمون في قولهم هذا ؟! . ألم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد زارهم قبل ذلك ، واجتمع بهم ؟! فهل كانوا يقومون أيضاً ، ويسدَّون آنافهم بالصوف . .حتى لا يتأذى بأنفاسهم ؟! .
وحين سدوا آنافهم بالصوف مخافة سَوْرة السم ، هل تنفسوا من أفواههم بعد سد الآناف ؟! . . وهل أن التنفس من الفم يمنع من سَوْرة السم حقاً ؟! أم أنهم سدوها بالصوف ، والتزموا بأن يتنفسوا منها أيضاً ؟


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس