عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/07/22, 11:50 PM   #1
البيرق

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 254
تاريخ التسجيل: 2012/07/11
المشاركات: 1,193
البيرق غير متواجد حالياً
المستوى : البيرق is on a distinguished road




عرض البوم صور البيرق
افتراضي ما أحلى هذيج الأيام

ما أحلىهذيج الأيام



خواطر : صابر بن حيران




زمان كانت أسماؤنا أحلى

كانت النساء أكثر جمالاًوأنوثة
ورائحة الفاصوليا اليابسة أو البامية تتسرب من شبابيك البيوت
وكانت ساعة "الجوفيال" في يد شايب البيت أغلى أجهزة البيت سعراً !!وأكثرها حداثة!!

وحبات المطر كانت أكثر اكتنازاً بالماء

زمان .. حين كانت أخبار الثامنة أخفدماً

ومذاق الشمس في وجوهنا أطيب.
والطرقات كانت أقل ازدحاماً

وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم


وكان مجلس النواب حلماً يداعب اليسارالمتشدد

وكانت أجرة الباص 14 فلساً،
وكان الحليب والصمون يأتيك للبيت منالصباح

والصحف تنشر جميع أسماء الناجحين بالبكالوريا

ودايجست المختار مستعملة تشتريها بـ10 فلوس

ودعوات العُرس كانيوزع فيها "منديل" جفيّة
ومعه "جكليت" مغلف بسيلفون

والجارة تمدّ يدها فجراًمن خلف الباب بقوري جاي حار للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار

زمان.. عندما كانت "الدورةوالمأمون" هما آخر الدنيا، و"صندوق السعادة" كان أهم برامج مسابقات التلفاز

ولم نكن نعرف بعد ملمع أحذية سوى ابوالتمساح
كان"الكمون" يوصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبلون أيادي الجيران صباح العيد،والجكليت وال "ويهلية" وصينية "الزلابية" في مقدمة أحلام الطلبةالمتفوقين
وكانت أم القيمر تأتي بالكيمر لبيوتنا
كانت جريدة البلاد والأخبار وغيرها مصدرمعلوماتنا... ثم جاءت "الراصد" لصاحبها الفكيكي لتكون أشهر الصحف وأجرأها علىالإطلاق

ونستمع لبرنامج "ابو رزوقي" يعطي نصائح المرور للسائقين ومخالفاتهم الصباحية ويقول له "عيني انت ابو الموسكوفج الزركة لو شوية على كيفك بالسرعه مو أحسن احنا نخاف عليك وعلى سلامة الناس الماشين بالشارع"؟

ومساء كنا نترقب "خيرية حبيب" او "كامل الدباغ" او "عمومؤيد البدري


والتلفزيون يفتح ويغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم


كانت لدينا "مدينة للألعاب"هي وجهة أبناء الأثرياء والفقراء على حد سواء


العوائل كانت تتهيأ قبل يومين للسفر إلى الشمال


وجامعتابغداد والمستنصريةكانتا كعبة الطلاب في العالم العربي


كانت رسائل الغرام تكتب على أوراق تبيعها المكتبات مطرزة ومزينة بالفراشات والورود الملونة!! قبل أن يولدالموبايل


زمان كانت جوازات السفرتكتب بخط اليد، ولا تحتاج لرشوة ولا لواسطة للحصول عليه، وكان السفر إلىسوريا وتركيا بالقطار


وفيزة أوربا تاخذها وأنت تشرب الشاي امام مبنى السفارة


كانت البيوت لا تخلو من صوبة "علاءالدين" ذات البرج الفستقي المتكسر الألوان

ومبردات الهلال كانت حلم كل منزل لان "الواتر بمب" أحسن من غيرها من الأنواع


كان التلفزيون يعرفنا يوميا بخيرة نماذج المجتمع


مصطفى جواد في برنامجه التاريخي


وعلي الوردي في برنامجه الاجتماعي


ومؤيد البدري ببرنامجه الرياضي


ومسلسلات عراقية مشوقةخلدت في الأذهان والقلوب: سليم البصري وحمودي الحارثي في تحت موس الحلاق، وخليل الرفاعي أبو فارس، ومن ثم "الذئب وعيون المدينة" لخليل شوقي


وكانت مباريات "آليات الشرطة والجوية والسكك قبل أن يتحول أسمه إلى الزوراء، كانت تجمعنا في ملعب الشعب بين 60 الف متفرج لا يستطيع اي قمر صناعي أن يحدد من هو السني ومن هو الشيعي بينهم


وكان "رعد حمودي" أفضل حارس مرمى في كرة القدم! ولم نتخيل انه سيرشح نفسه يوما في الانتخابات

كانت الناس تهنئ أوتعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" ذو الـ 50 كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشت، و"الصوغة" يحملها الناس لزيارة المرضى


حين كان مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفرّكونها ببعضها


كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم أبسط، ومسكينة وساذجة!

الموظفون ينامون قبل العاشرة ليصحوا باكرين

والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجةوقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله

كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً


لكنهاكانت دائماً خضراء!


كانت حياتنا أحلى من حياتنا اليوم


حيثلا طعم ولا لون ولا رائحة لها، غير طعم البارود، ولون الدم، ورائحة الكراهية والغل والتنافس والتنابز، والتحزب والطائفية المقيتة


حياتنا كانت أحلىوأيامنا كانت أجمل


والله يستر من الجايات



lh Hpgn i`d[ hgHdhl



توقيع : البيرق

التعديل الأخير تم بواسطة البيرق ; 2012/07/22 الساعة 11:59 PM
رد مع اقتباس