هذي البيوت الجاثمات إزائي ... ليل من الحرمان و الإدجاء
من للبيوت الهادمات كأنّها ... فوق الحياة مقابر الأحياء
تغفو على حلم الرغيف و لم تجد ... إلاّ خيالا منه في الإغفاء
و تضمّ أشباح الجياع كأنّها ... سجن يضمّ جوانح السّجناء
و تغيب في الصمت الكئيب كأنّها ... كهف وراء الكون و الأضواء
خلف الطبيعة و الحياة كأنّها ... شيء وراء طبائع الأشياء
ترنو إلى الأمل المولّي مثلما ... يرنو الغريق إلى المغيث النائي
و تلملم الأحلام من صدر الدّجا ... سردا كأشباح الدجا السوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى ... توم العليل على انتفاض الداء
نامت و نام اللّيل فوق سكونها ... و تغلّفت بالصمت و الظلماء
و غفت بأحضان السكون و فوقها ... جثث الدجا منثورة الأشلاء
و تلملمت تحت الظلام كأنّها ... شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها ... إلاّ أنين الجوع في الأحشاء
و بكا البنين الجائعين مردّدا ... في الأمّهات و مسمع الآباء
ودجت ليالي الجائعين و تحتها ... مهج الجياع قتيلة الأهواء
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم ... مرعى الشقا و فريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى ... صبر الربا للريح و الأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على ... ترف القصور و ثروة البخلاء
الصامتون و في معاني صمتهم ... دنيا من الضجّات و الضوضاء
و يلي على جيران كوخي إنّهم ... ألعوبة الإفلاس و الإعياء
ويلي لهم من بؤس محياهم و يا ... و يلي من الإشفاق بالبؤساء
أنوح للمستضعفين و إنّني ... أشقى من الأيتام و الضعفاء
و أحسّهم في سدّ روحي في دمي ... في نبض أعصابي و في أعضائي
فكأنّ جيراني جراح تحتسي ... ريّ الأسى من أدمعي و دمائي
ناموا على البلوى و أغفي عنهمو ... عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم و أشقاني بهم ... و أحسّني بشقائهم و شقائي
gdhgd hg[hzudk