عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/06/25, 11:16 PM   #4
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: كلام الإمام علي (عليه السلام) للإمام الحسن (عليه السلام)لا يقدح بالعصمة

قول علي ابن أبي طالب في نهج البلاغة في وصيته لابنه الحسن رضي الله تعالى عنه حيث قال: (أَي بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيتُنِي قَد بَلَغتُ سِنّاً وَ رَأَيتُنِي أَزدَادُ وَهناً بَادَرتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيكَ وَ أَورَدتُ خِصَالًا مِنهَا قَبلَ أَن يَعجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَن أُفضِيَ إِلَيكَ بِمَا فِي نَفسِي أَو أَن أُنقَصَ فِي رَأيِي كَمَا نُقِصتُ فِي جِسمِي أَو يَسبِقَنِي إِلَيكَ بَعضُ غَلَبَاتِ الهَوَى وَ فِتَنِ الدُّنيَا فَتَكُونَ كَالصَّعبِ النَّفُورِ... إلى أن قال: فَإِن أَشكَلَ عَلَيكَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ فَاحمِلهُ عَلَى جَهَالَتِكَ فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقتَ بِهِ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمتَ وَ مَا أَكثَرَ مَا تَجهَلُ مِنَ الأَمرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبصِرُهُ بَعدَ ذَلِكَ فَاعتَصِم بِالَّذِي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ) (نهج البلاغة ج2 ص578 مؤسسة المعارف بيروت)
هل قوله عليه السلام لابته الحسن فاحمله على جهالتك ينافي العصمة ؟؟
الجواب:

قد ثبتت العصمة بدليل قطعي، فما يرد من الأقوال التي تحتمل القدح بالعصمة لابد من تأويلها بما يتوافق مع العصمة، وهذا كقاعدة كلية.
ثم إن كلام الإمام (ع) لا يقدح بالعصمة، فإن عدم التعرف على الشيء لو فرض حصوله عند الإمام لا يعني الوقوع في المعصية أو الخطأ أو السهو بل قد يتوقف الإمام في تلك الحال إلى أن يعرفه الله ما خفي عنه، فإن قول الإمام علي (عليه السلام) واضح في أنهم لا يعملون بذاتهم وإنما يعملون ذلك بتعليم الله سبحانه وتعالى.



السؤال: آية التحريم

قال المولى عز وجل: (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك )) وقد فسرتم سماحتكم بأن كلام الله عز وجل هنا إشفاقا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث حملها ما يتعبها فنفهم أن هناك تصرفا آخر هو أفضل من هذا التصرف وهو عدم إتعاب نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأكل من ذلك العسل، ولكن العصمة هي عصمة من الذنب والخطأ أيضا أي أن جميع أفعال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي الأفعال المثالية التي لا يوجد فعل آخر أفضل منها، فكيف نزيل هذا اللبس؟

الجواب:

إنما صارت أفعال النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الأفعال لأجل التسديد الإلهي له في كل عمل، وكان التسديد له في هذا العمل هو بالآية القرآنية حيث أرشدته الى ما هو الأفضل، ولكن هذا المفضول عملاً لا يقدح بالعصمة بل قد لا يكون أيضاً تركاً للأولى بل الأولى هو ما عمله (صلى الله عليه وآله) ثم جاءت الآية القرآنية لترشده الى عمل آخر الأولى فيه ما ذكرته الآية القرآنية.
وبمعنى آخر أن التدرج في التكامل الذي هو مسار كل سالك حتى الأنبياء يحتم إختلاف الأعمال مع اختلاف الدرجات، فالدرجة الأولى اقتضت عملاً معيناً والأخرى اقتضت عملاً آخر، فالآية القرآنية جاءت لترفع النبي(صلى الله عليه وآله) درجة في سلم التكامل بالإرشاد الى عمل جديد.




السؤال: هل خالف علي (عليه السلام) سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عليّ بن ابراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (( لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم )) قال: نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وبلال وعثمان بن مظعون، فأما أمير المؤمنين (عليه السلام) فحلف أن لا ينام بالليل أبدا، وأما بلال فانه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا، وأما عثمان بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح أبدا.. إلى ان قال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونادى الصلاة جامعة، وصعد المنبر، وحمد الله، واثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات ألا إنيّ انام الليل، وأنكح، وافطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، فقام هؤلاء، فقالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد حلفنا على ذلك، فأنزل الله عزّ وجلّ: (( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم ))
السؤال:
هل خالف الامام علي عليه السلام السنة, لقول الرسول صلى الله عليه وآله: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)؟
وقد وضعها المجلسي في باب الرهبانية وقد اطلق عليها بأنها بدعة, والبدعة حرام كما هو معلوم..
فما هي الرهبانية وهل هي جائزة في الاسلام, واذا لم تكن جائزة فما هو الحكم حول فعل الامام علي عليه السلام منها ؟
الجواب:

أولاً: ان الإمتناع عن الشهوات ولجم النفس عنها حسن وفضيلة يستحق المدح عليها في الجملة, ولولا ذلك لما أوردوا سبب نزول هذه الأية مورد المدح بل أدخل المخالفون فيها عددا من الصحابة كأبي بكر مرة وسالم مرة أخرى وعمر ثالثة إلى أن أوصلوهم إلى عشرة مع علي (عليه السلام) وبلال وعثمان بن مطعون (فتح الباري 9: 89, عمدة القاري 18: 207, تفسير مقاتل 1: 317)
ثانياً: عقد العلماء لهذا الحكم مسألة في الفقه وهي بحث اليمين المكروهة، قال الشيخ الطوسي في (الخلاف): مسألة (2): إذا حلف والله لا أكلت طيباً ولا لبست ناعماً كانت هذه يميناً مكروهة والمقام عليها مكروه وحلها طاعة وبه قال الشافعي وهو ظاهر مذهبه وله فيه وجه آخر ضعيف وهو أن الأفضل اذا عقدها أن يقيم عليها, وقال أبو حنيفة: المقام عليها طاعة ولازم.
دليلنا قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم )) (المائدة:87)، ثم قال: (( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ )) (المائدة:88) يعني في المخالفة... الخ (الخلاف 6: 110) فانت ترى أن هكذا يمين وهو مورد الرواية ليست حراماً بل يميناً مكروهة وأنما استدل على كراهتها بنفس آلاية مورد النزول في الرواية, مع أن في المسألة خلاف بين الفقهاء.
ثالثاً: أن ما كان من الرهبانية في الأمم السابقة منسوخ في الشريعة الاسلامية وأن كان ممدوحاً مستحباً عندهم, وقد أستدل الفقهاء على هذا الحكم بهذه الرواية مورد نزول الآية.
فكان عمل الصحابة قبل نزول التشريع بهذه الآية استصحاباً لما كان مستحباً وممدوحاً في الشرايع السابقة وهو استصحاب جائز أنتهى جوازه بعد أن ثبت النسخ بنزول التشريع بالكراهة وأنها من سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وورد في ذلك روايات كما في الكافي (5: 494) وما بعدها.
رابعاً: ان ما حرمه الصحابة على أنفسهم لم يكن تحريماً تكليفياً عاماً وإنما كان تحريماً شخصياً وهو نحو من الالتزام بترك المباحات بالحلف على تركها, وإن كان هناك كلام في حلف عثمان بن مظعون لأن فيه غمط لحق زوجته.
فهم لم يشرعوا تحريماً مضادة لما شرعه الله من الحلية - نعوذ بالله - وإنما حرموا على أنفسهم بالحلف ولكن بما أن هكذا حلف وما يترتب عليه من التزام و دائمي مستمر يؤدي إلى الرهبانية جاء النهي الالهي عن ذلك مبيناً أن لا رهبانية في الإسلام.
فتبين من ذلك أن الحلف وإن كان على ترك المباحات ولكن الأولى أن لا يكون دائمياً يؤدي إلى الترهب.
ومن هنا يتبين أن علي (عليه السلام) لم يخطأ عندما حلف على ترك المباح وإنما كان منه ترك الأولى فنزل القرآن بذلك وبينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن من سنته ترك الترهب.
وهذا مثل ما نزل في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما حرم على نفسه ما حرم مراضاة لأزواجه فأنزل الله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبتَغِي مَرضَاتَ أَزوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (التحريم:1) اذ لم يكن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطأ ولا معصية حاشاه, وإنما كان الأولى منه عدم منع نفسه في سبيل مرضاة أزواجه، فبين الله له ذلك الأولى.
وكذا لم يكن ما فعل علي (عليه السلام) خطأ ولا معصية قادح في العصمة, كما أنه لم يخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن التشريع لم يكن نازلا بعد وإنما أصبح سنة بعدما بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله). مع ملاحظة أن ذلك كان من ترك الأولى وليس من الفرض, ولكن المغرضيين هداهم الله لا يفرقون بين الخطأ المقابل للصواب وبين ترك الأولى وفعله, كما لا يفرقون بين تقدم الحلف وبين لحوقه إذ يقول هذا المستشكل (الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في رده أنه ينام وعلي بن أبي طالب يقسم ألا ينام فمن الذي أخطأ؟) فمن الوضوح بمكان ما فيه من المغالطة فإن حلف الصحابة ومنهم علي (عليه السلام) كان قبل نزول الآية وقبل تقرير الرسول (صلى الله عليه وآله) لسنته.
ومثل ذلك ما جاء في سبب نزول قوله تعالى (( مَا أَنزَلنَا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى )) (طه:2)
خامساً: لم يقل الشيعة يوماً أن علياً (عليه السلام) أعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن الروايات المتكاثرة تنص على أنه كان يسأل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتعلم منه ويعلمه (صلى الله عليه وآله)، ولم يكن هذا الحلف منه (عليه السلام) في زمان إمامته حتى يخدش في علم الإمامة.
سادساً: وتلخيصاً للجواب, نقول: ان علياً (عليه السلام) لم يفعل المعصية وإنما ترك الأولى وأصبح الحكم في ترك الأولى هذا مكروهاً بعد أن تقرر التشريع الالهي وصدرت السنة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن الكراهة أحد الأحكام الشرعية, وكان قبل ذلك مستحباً استصحاباً لما كان في الشرايع السابقة ولكنه نسخ في الإسلام.
ويظهر بذلك أن ما صدر عن الإمام لا يخالف العصمة ولا ينقض علمه بالكتاب.




السؤال: قوله تعالى (والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
قال تعالى (( وَالَّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَومَ الدِّينِ ))
كيف تفهم هذه الآية على ضوء عصمة الأنبياء
الجواب:

قال السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان ج 15 ص 285):
ونسبة الخطيئة إلى نفسه وهو (عليه السلام) نبي معصوم من المعصية دليل على أن المراد بالخطيئة غير المعصية بمعنى مخالفة الأمر المولوي، فإن للخطيئة والذنب مراتب تتقدر حسب حال العبد في عبوديته، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (( وَاستَغفِر لِذَنبِكَ )).
فالخطيئة من مثل إبراهيم عليه السلام اشتغاله عن ذكر الله محضا بما تقتضيه ضروريات الحياة كالنوم والأكل والشرب ونحوها وإن كانت بنظر آخر طاعة منه عليه السلام كيف؟ وقد نص تعالى على كونه عليه السلام مخلصا لله لا يشاركه تعالى فيه شئ إذ قال: (( إِنَّا أَخلَصنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكرَى الدَّارِ )) (ص:46).



السؤال: هل يوجد تناقض بين (لا جبر ولا تفويض) وبين قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى)

قال المعاند: القاعدة التي تقول (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين)، تسقطها الآية المباركة: (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
فالآية واضحة أن مطلق نطق النبي (ص) ما هو إلا وحي يوحى، أي ليس باختياره، وإن سلب الإختيار من رسول الله (ص)، فمعنى ذلك أن كل نطق ينطق به يكون مجبورا عليه، فتسقط قاعدة (الأمر بين الأمرين) وتثبت قاعدة الجبر.
وعلى ذلك يستلزم على الشيعة القول بأحد القولين:
1- أن هذه الآية تدلل على العصمة في التبليغ فقط. (وهذا أيضا يحتاج لدليل لأن الآية تشير إلى إطلاق النطق وليس التبليغ فقط).
2- أن هذه الآية تقول بالجبر في نطق الرسول (ص) وليس له الاختيار فيه.

الجواب:

أوضح علماؤنا (قدس الله أسرارهم) في بحوث مستفيضة أن حالة العصمة تجتمع تماماً مع ما ذهبت إليه الطائفة من أنَّ (لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين)، وذلك بأنَّ العصمة تمسك المعصوم وتمنعه عن أي مناف، ولكن لا تلجؤه إلى الطاعة، ولا تلجؤه إلى ترك المعصية أو المنافي.
وهذا المعنى قد أشار إليه الشيخ المفيد(ره) في كتابه (النكت الاعتقادية) حيث قال: ((العصمة لطف يفعله الله تعالى بالمكلف)).
فقوله (بالمكلف)، حيث يريد أن يفهمنا بأنَّ المعصوم مكلّف، أي أنّه مأمور بالطاعة وترك المعصية، وأنه إذا أطاع يثاب، وإذا عصى يعاقب، ولذا جاء في القرآن الكريم: (( فَلَنَسأَلَنَّ الَّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِم وَلَنَسأَلَنَّ المُرسَلِينَ )) (الاعراف:6)، يعني إن المرسلين كسائر أفراد أممهم مكلفون بالتكاليف، فلا يكون من هذه الناحية فرق بين الرسول وبين أفراد أمته، وعلى الرسول أن يعمل بالتكاليف، كما أنَّ على كلّ فرد من أفراد أمته أن يكون مطيعاً وممتثلاً للتكاليف، فلو كان المعصوم مسلوب القدرة عن المعصية، مسلوب القدرة على ترك الإطاعة، فلا معنى حينئذٍ للثواب والعقاب، ولا معنى للسؤال..
وبلحاظ هذا المعنى لا يرد الإشكال الذي ذكرتموه في سؤالكم فالآية ظاهرة في أن كل ما ينطق به رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو من عند الله وهو مسدد في ذلك, وليس فيها أي إشارة إلى أنه مجبر لا يستطيع الخلاف - أعوذ بالله - وفي قوله تعالى : (( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاوِيلِ )) (الحاقة:44), كفاية, فتدبر ذلك.



السؤال: أدلة نقلية وعقلية على عصمة الأئمة (عليهم السلام)

1- هل لعصمة الائمه (عليهم السلام) دليل نقلي خاص بها كحديث يصرح بها لفظا (الامام معصوم) اوجعفر بن محمد معصوم او أي لفظه اخرى تعطي معنى العصمه ام لانها من مستلزمات الامامه؟ وان كانت من مستلزمات الامامه فما وجه الملازمه؟
لماذا لايصح الامام ان يكون غير معصوم؟ كما هو حال مراجعنا الكرام (حفظهم الله) فانهم اصحاب قرار في الامور العامه السياسيه ويجب طاعتهم فضلا عن الامور الشرعيه مع انهم غير معصومين
2- لماذا يجب ان يكون الرسول معصوما قبل البعثه؟ ولماذا يجب ان يكون معصوما في حال غير التبليغ في فترة البعثه؟ لماذا عمل الرسول في عدم حال البيان يجب صحته
الجواب:

ورد الاستدلال على عصمة الأئمة (عليهم السلام) بأدلة متعددة نقلية وعقلية، والنقلية نصاً وظاهراً وإستفاده.
أماّ النص فقد ورد - من طرق الشيعة - قول الإمام الصادق (عليه السلام): (نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا) (الكافي1: 369/باب في أن الأئمة (عليهم السلام) بمن يشبهون ممن مضى). وهكذا غيره.
ومن طرق أهل السنة فقد ورد الحديث المعروف بحديث الثقلين والذي جاء في أحد نصوصه: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض).
فهذه الرواية نص في العصمة لأن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لن تضلوا بعدي أبداً، يطابق معنى: إن الكتاب والعترة معصومون من الخطأ وبإتباعهم لن تضلوا أبداً).
وأيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض). يطابق معنى: إن أهل البيت معصومون كما هو شأن القرآن في العصمة الذي ثبت أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. فهذا هو معنى عدم الافتراق. وإلاّ يمكن أن يدّعى بأن الافتراق يمكن أن يتحقق حتى بصدور الخطأ والمعصية عنهم (عليهم السلام) غفلة أو سهواً أو نسياناً، فهذا مصداق للإفتراق اللغوي. وقد أخبر (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
الأمر الذي يدل على عدم صدور المعصية منهم حتى على نحو الغفلة أو السهو أو النسيان، وإلا لا يصدق الحديث المذكور بعدم الافتراق مع أنه من الأحاديث المتواترة القطعية الصدور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأيضاً من النص على عصمة الأئمة (عليهم السلام) وعصمة علي (عليه السلام) بالذات قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) (أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3: 134)، والذهبي في الصفحة ذاتها من تلخيصه، وصّرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين.
وهذا الحديث صريح بعصمته (عليه السلام) لمحل عدم الافتراق عن القرآن المعصوم، كما تقدم ذكره في البيان السابق.
وأيضاً من النصوص، قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سّره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربّى، فليوالي عليّاً من بعدي، وليوالي وليّه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزُقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذّبين فيهم من أُمّتي، القاطعين في صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي) (أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 6:1) بإسناد صحيح.
ويمكن أن يكون قبل هذا كله قوله تعالى في آية التطهير: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) (الأحزاب:33). فإذهاب الرجس وإرادته التطهير معنى آخر عن جعل العصمة.(راجع البحث في موقعنا/ حرف الألف/ آية التطهير).
وأما الظاهر فيما يستدل به بآية ولاة الأمر، وهي قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) (النساء:59). فهنا يمكن القول بلزوم عصمة أولي الأمر لمحل الطاعة المطلقة لهم المقترنة بالطاعة المطلقة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا الإطلاق في الطاعة لازمه ثبوت العصمة، لان مع افتراض عدم العصمة معناه احتمال وقوع المعصية، ومع هذا الاحتمال لا يصح الإيجاب المذكور في الآية الكريمة بالإطاعة المطلقة لأولي الأمر لأنه ترخيص في إتباع الباطل - أي عند فرض عدم العصمة واحتمال صدورالخطأ - وهو باطل جزماً، وبهذا تثبت عصمة أولي الأمر.
فإذا علمنا أن التكليف هو فرع القدرة، والتكليف بغير المقدور - في حال دعوى عدم وجود المعصوم في الأمة ومع ذلك فإن الآية قد أوجبت إطاعته - محال، فيثبت بذلك وجود المعصومين في الأمة ليصح التكليف المذكور. وإلا كان ذلك من التكليف بغير المقدور وهو محال..
نقول: لم يدع العصمة في الأمة كلها من البشر سوى للأئمة الاثنى عشر من آل البيت (عليهم السلام). وحينئذ يدور الأمر بين شيئين لا ثالث لهما: إما لزوم إطاعتهم



السؤال: نسبة اللعب إلى الحسن والحسين (عليهما السلام)

وردت روايات معدودة, لعلها أربعة أو خمسة روايات رأيتها في هذا المضمون, من أن الإمامين الحسنين صلوات الله وسلامه عليهما كانا يلعبان, أو أنهما صلوات الله وسلامه عليهما كانا في بعض الأحيان يبولان على صدر رسول الله صلى الله عليه وآله, أو أنه جاء عن الإمام الصادق عليه السلام حينما كان طفلا كان يؤذي الخطاف في صحن مسجد الحرام ونهاه إمامنا السجاد أو الباقر عليه السلام عن ذلك الفعل, وغيرها وغيرها من الروايات التي تدل على اللعب أو التبول وغيرذلك من الأمور التي لا تناسب مقام الإمامة والعصمة, كما جاء في وصف الإمام عليه السلام في خطبة الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه, أوما جاء في قرآن الكريم عن أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم وطفولتهم مثل نبي الله عيسى أو يحيى أو يوسف أو سليمان على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام, فكيف جاءت هذه الروايات التي مضمونها اللعب والتبول والإيذاء وغير ذلك من المضامين التي لا تناسب مقام الإمامة؟
أليس ورد عندنا أن من علامات الإمام عليه السلام : " طهارة الولادة، وحسن المنشأ، ولا يلهو ولا يلعب " أو تعرّض له أمير المؤمنين علي عليه السلام من خصائص وعلامات الاِمام المعصوم عليه السلام، فقال : « والإمام المستحق للاِمامة له علامات فمنها : أن يعلم أنّه معصوم من الذنوب كلّها صغيرها وكبيرها، لا يزلّ في الفتيا، ولا يخطئ في الجواب، ولا يسهو، ولا ينسى، ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا », ولقد كان من أئمتنا عليهم السلام من تسلم مقاليد الإمامة بأبي هو وأمي وهو لا زال في سن صغير, مثل إمامنا الجواد صلوات الله وسلامه عليه وإمامنا الحجة صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف, ونخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة بمثل هذه الصفات السامية : " ... اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججاً على بريته وأنصاراً لدينه وحفظةً لسره وخزنةً لعلمه ومستودعاً لحكمته وتراجمةً لوحيه وأركاناً لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاماً لعباده ومناراً في بلاده وأدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيراً فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمتم ذكره ووكدتم ميثاقه ... " ونحن نعتقد بما جاء في نهج البلاغة الشريف في عصمة الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم منذ الطفولة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام واصفا النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم وعلاقته به: "ولقد قرن الله سبحانه به من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ", أرجوا التفصيل في المسئلة, لأن هذه الشبهة أصبحت تتداول في أوساط الشيعة, وقد قام بعض من ينسب نفسه زورا إلى التشيع إلى التقليل والقدح في مقام الإمامة السامي من خلال هذه الروايات, فلم يعد عنده قدر الإمام سوى أنه مبلغ ومفتي شرعي لا غير سواء أنه لا يعدو كونه مسددا في بعض المسائل الشرعية والمهمة ليس إلا كما يقول أبناء العامة.
أرجوا التفصيل الكثير والدقيق في المسئلة بشكل تدحض هذه الشبهة من الأساس .
وشكرا لكم
الجواب:

بملاحظة بعض الروايات التي تشير الى لعب الحسن والحسين (عليهما السلام) نجد ان الراوي هو الذي يتصور ان هذين الغلامين يلعبان فهو يتصور ان هذه الحركات هي حركات غير هادفة فيقول عنها انها لعب في حين ان حقيقتها شئ آخر لايدركه الراوي .
فمثلا ينقل بعض الرواة انهما صلوات الله عليهما كانا يلعبان ثم يقول الراوي انه (راى الحسن يصيح بنخلة فتجيبه بالتلبية وتسعى اليه كما يسعى الولد الى والده) ونحن نقول ان الذي يصدر منه مثل هذا الفعل كيف نصف افعاله هذه باللعب بل لعل مراده صلوات الله عليه هو هداية من ينظر اليه برؤيته لهذه المعجزة.
واما روايات التبول فلابد من ردها وعدم قبولها اما من جهة معارضتها مع الادلة القطعية او كونها روايات غير معتبرة السند .
واما رواية الخطاف فالفعل الصادر من الامام يمكن فهمه بانه كان يريد ازالة الاذى المتصور من هذا الحيوان ولذلك علل الامام السجاد بعد ايراده للنهي بانهن لايؤذين شيئا.




السؤال: فعل ابراهيم (عليه السلام) لا يعد كذباً

لدي سؤال يشغلني كثيرا، وهو حول عصمة الانبياء حيث تؤمن الشيعة الاثناعشرية بعصمة الانبياء جميعا قبل البعثة وبعدها لكن اجد في القرآن الكريم ما قد يخالف هذا فالنبي ابراهيم عندما حطم الاصنام وسأله قومه عن ذلك فجاء على لسانه ان قال : (( بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هَذَا )) (الأنبياء:62)
ألا يحمل هذا على الكذب ؟
الجواب:

اذا ادعى مدع دعوى والغرض منها الزام الخصم بحيث يوصل الى ابطال عقيدة فاسدة فهذا لا يسمى كذبا بل معناه التسليم بمقدمات خاطئة وهو في علم الجدل والمحاورة مقبول وصحيح ولا يعد كذباً.



السؤال: عصمة مريم بنت عمران
هل مريم ابنة عمران عليها السلام معصومه؟
وماهو الدليل على عصمتها من القرآن؟
الجواب:

كانت عليها السلام صديقة وكانت معصومة بعصمة الله طاهرة مصطفاة محدثة حدثها الملائكة بأن الله اصطفاها وطهرها. كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( وَإِذ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ اصطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ )) (آل عمران:42).




السؤال: هل خالف علي (عليه السلام) سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
علي بن ابراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى : (( لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم )) (المائدة:87) قال : نزلت في امير المؤمنين (عليه السلام) وبلال وعثمان بن مظعون، فأما امير المؤمنين (عليه السلام) فحلف أن لا ينام بالليل ابدا، وأما بلال فانه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا، وأما عثمان بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح ابدا إلى ان قال : فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونادى الصلاة جامعة، وصعد المنبر، وحمد الله، واثنى عليه، ثم قال : ما بال اقوام يحرمون على انفسهم الطيبات الا إنيّ انام الليل، وانكح، وافطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، فقام هؤلاء، فقالوا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد حلفنا على ذلك، فأنزل الله عزّ وجلّ : (( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ فِي أَيمَانِكُم وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُمُ الأَيمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِن أَوسَطِ مَا تُطعِمُونَ أَهلِيكُم أَو كِسوَتُهُم أَو تَحرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَم يَجِد فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيمَانِكُم إِذَا حَلَفتُم )) (المائدة:89)
السؤال :
هل خالف الامام علي عليه السلام السنة, لقول الرسول صلى الله عليه وآله : (( فمن رغب عن سنتي فليس مني ))؟
وقد وضعها المجلسي في باب الرهبانية, وقد اطلق عليها بأنها بدعة, والبدعة حرام كما هو معلوم ..
فما هي الرهبانية وهل هي جائزة في الاسلام, واذا لم تكن جائزة فما هو الحكم حول فعل الامام علي عليه السلام منها ؟
الجواب:

أولاً: أن الأمتناع عن الشهوات ولجم النفس عنها حسن وفضيلة يستحق المدح عليها في الجملة, ولولا ذلك لما أوردوا سبب نزول هذه الأية مورد المدح بل أدخل المخالفون فيها عددا من الصحابة كأبي بكر مرة وسالم مرة آخرى وعمر ثالثة إلى أن اوصلوهم إلى عشرة مع علي (عليه السلام) وبلال وعثمان بن مطعون (فتح الباري 9 : 89, عمدة القاري 18 : 207, تفسير مقاتل 1 : 317)
ثانياً: عقد العلماء لهذا الحكم مسألة في الفقه وهي بحث اليمين المكروهة قال الشيخ الطوسي في الخلاف : مسألة (2) : اذا حلف والله لا أكلت طيباً ولا لبست ناعماً كانت هذه يميناً مكروهة والمقام عليها مكروه وحلها طاعة وبه قال الشافعي وهو ظاهر مذهبه وله فيه وجه آخر ضعيف وهو أن الأفضل اذا عقدها أن يقيم عليها, وقال أبو حنيفة : المقام عليها طاعة ولازم .
دليلنا قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم )) (المائدة:87) ثم قال : (( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ )) (المائدة:88) يعني في المخالفة ... الخ (الخلاف 6: 110) فانت ترى أن هكذا يمين وهو مورد الرواية ليست حراماً بل يميناً مكروهة وأنما استدل على كراهتها بنفس آلاية مورد النزول في الرواية, مع أن في المسألة خلاف بين الفقهاء .
ثالثاً: أن ما كان من الرهبانية في الأمم السابقة منسوخ في الشريعة الاسلامية وأن كان ممدوحاً مستحباً عندهم, وقد أستدل الفقهاء على هذا الحكم بهذه الرواية مورد نزول الآية .
فكان عمل الصحابة قبل نزول التشريع بهذه الآية استصحاباً لما كان مستحباً وممدوحاً في الشرايع السابقة وهو استصحاب جائز أنتهى جوازه بعد أن ثبت النسخ بنزول التشريع بالكراهة وأنها من سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وورد في ذلك روايات كما في الكافي (5 : 494) وما بعدها .
رابعاً: أن ما حرمه الصحابة على أنفسهم لم يكن تحريماً تكليفياً عاماً وأنما كان تحريماً شخصياً وهو نحو من الالتزام بترك المباحات بالحلف على تركها, وأن كان هناك كلام في حلف عثمان بن مظعون لأن فيه غمط لحق زوجته .
فهم لم يشرعوا تحريماً مضادة لما شرعه الله من الحلية - اعوذ بالله - وأنما حرموا على أنفسهم بالحلف ولكن بما أن هكذا حلف وما يترتب عليه من التزام و دائمي مستمر يؤدي إلى الرهبانية جاء النهي الألهي عن ذلك مبيناً أن لا رهبانية في الأسلام .
فتبين من ذلك أن الحلف وأن كان على ترك المباحات ولكن الاولى أن لا يكون دائمياً يؤدي إلى الترهب .
ومن هنا يتبين أن علي (عليه السلام) لم يخطأ عندما حلف على ترك المباح وأنما كان منه ترك الاولى فنزل القرآن بذلك وبينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن من سنته ترك الترهب .
وهذا مثل ما نزل في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما حرم على نفسه ما حرم مراضاة لإزواجه فأنزل الله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبتَغِي مَرضَاتَ أَزوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (التحريم:1) اذ لم يكن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطأ ولا معصية حاشاه, وأنما كان الأولى منه عدم منع نفسه في سبيل مرضاة ازواجه فبين الله له ذلك الأولى .
وكذا لم يكن ما فعل علي (عليه السلام) خطأ ولا معصية قادح في العصمة, كما أنه لم يخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن التشريع لم يكن نازلا بعد وأنما أصبح سنة بعدما بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) . مع ملاحظة أن ذلك كان من ترك الأولى وليس من الفرض, ولكن المغرضيين هداهم الله لا يفرقون بين الخطأ المقابل للصواب وبين ترك الأولى وفعله, كما لا يفرقون بين تقدم الحلف وبين لحوقه أذ يقول هذا المستشكل (الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في رده أنه ينام وعلي بن أبي طالب يقسم ألا ينام فمن الذي أخطأ؟) فمن الوضوح بمكان ما فيه من المغالطة فأن حلف الصحابة ومنهم علي (عليه السلام) كان قبل نزول الآية وقبل تقرير الرسول (صلى الله عليه وآله) لسنته .
ومثل ذلك ما جاء في سبب نزول قوله تعالى (( مَا أَنزَلنَا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى )) (طه:2)
خامساً: لم يقل الشيعة يوماً أن علياً (عليه السلام) أعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأن الروايات المتكاثرة تنص على أنه كان يسأل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتعلم منه ويعلمه (صلى الله عليه وآله) ولم يكن هذا الحلف منه (عليه السلام) في زمان أمامته حتى يخدش في علم الإمامة .
سادساً: وتلخيصاً للجواب, نقول : أن علياً لم يفعل المعصية وأنما ترك الأولى وأصبح الحكم في ترك الأولى هذا مكروهاً بعد أن تقرر التشريع الالهي وصدرت السنة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن الكراهة أحد الأحكام الشرعية, وكان قبل ذلك مستحباً استصحاباً لما كان في الشرايع السابقة ولكنه نسخ في الأسلام .
ويظهر بذلك أن ما صدر عن الإمام لا يخالف العصمة ولا ينقض علمه بالكتاب .



السؤال: إيضاح قول لبحر العلوم
يذكر الشهيد الثاني في كتاب حقائق الايمان (ان كثير من اصحاب الائمة الاطهار والشيعة المتقدمين كانو يعتبرون الائمة علماء ابرار بل انهم لم يكونوا يقولون بعصمتهم وينسب العلامة بحر العلوم في رجاله الجزء الثالث ص 220 هذا الرأي لأكثرية الشيعة المتقدمين )
1-هذا يدل على ان عصمة الائمة امر غير ظاهر من القرأن الكريم ولم يفهم ذالك الاصحاب
2-ان عصمة الائمة ليس من الاصول والثوابت الضرورية في المعتقد ولايخدش في صحة العقيدة بدليل ان الائمة لم ينبهوا الى ذالك للاصحاب والمقربين وهم برفقتهم صباح مساء ويهمهم امر الدين وعقيدة الاتباع
3- يستدل بهذا الموضوع المعترض والمخالف ان موضوع العصمة هي من الزوائد المثبتة للائمة بعد انقطاع عصر الائمة بسنسن وبعد التطورات الفكرية للتشيع بعد القرون الثلاثة الاولى

الجواب:

السيد بحر العلوم كان بصدد الدفاع عن ابن الجنيد وهو يريد القول ان العصمة لم تكن من ضروريات المذهب التي يعرفها كل احد بل يمكن ان تطرا عليها الشبهة ويعذر بذلك من خالف فكل ما يريد قوله ان في مثل العصمة يمكن ان يقع مثل ابن الجنيد في الاشتباه لان العصمة في ذلك الوقت ليست من الضروريات ومعنى انها ليست من الضروريات ليس معناه انها غير طاهرة من القرآن ولا أنها ليست من عقائدنا بل معناه انها تحتاج الى النظر والبحث من اجل اثباتها ويمكن ان يقع البعض في الاشتباه فيها وهذا ليس خاصا في عقيدة العصمة بل هناك غيرها من العقائد التي كانت في الزمن الاول تحتاج الى النظر والان اصبحت من الضروريات فتبدل المعتقد من كونه غير ضروري الى ضروري لايعني انه في الزمن الاول غير ثابت بل اثباته يحتاج الى نظر .




السؤال: العصمة لا تعني الجبر على فعل الطاعة

الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه
(( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ))
السؤال هو: هل ان اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم معصومين بفضل ماعملوه في دنياهم لكي لا يرتكبو الاثم أم ان الله سبحانه وتعالى قد خلقهم كالملائكه من دون قابلية لارتكاب الاثم ؟؟ وان كان كذلك هذا يعني انهم لم يفعلو الكثير وهم اصلا خلقو معصومين وهذا غير مقبول طبعا .. ولكن لماذا الله سبحانه وتعالى قال ان هذا الشيء تحقق بارادته .. ام هناك تفسير اخر ؟؟ ارجو منكم الاجابه بالتفصيل الممل حتى اتمسك اكثر باكثر بعقيدتي وباهل البيت
الجواب:

اعلم ايها الاخ الكريم ان العصمة لطف مانع عن ارتكاب المعصية او المخالفة لله عز وجل من دون ان يسلب قدرة العبد,فانت مثلا بما انك شاب متدين فانت معصوم عن شرب الخمر مع انك قادر على تناوله والعياذ بالله, ولكنك لاتفعل ذلك, وهكذا فكل تقي فانه معصوم عن مخالفة مولاه من دون ان يكون مجبورا على الطاعة,وذلك لحصول حالة في النفس تردعه عن ارتكاب الموبقات .. والعصمة عند الامام من هذا القبيل,فان الله عز وجل قد بغض الى الامام فعل الذنوب وحبب اليه فعل الطاعات من دون ان يلجئه الى ذلك او يجبره عليه بحيث يكون مسلوب القدرة او الارادة في جانب فعل المعصية وهو ما اطلق عليه العلماء(لطف) فان الله لطيف بعباده,واللطف هو البر والتكرمة,يقال لطيف بالناس أي بارا بهم يبرهم ويلطفهم الطافا.
وقد عرف العلماء العصمة بهذا التعريف:العصمة لطف يفعله الله تعالى بالمكلف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليهما.وقد من الله تعالى على بعض عباده بهذا اللطف منذ ولادتهم وحتى مماتهم وهم الانبياء والائمة (عليهم السلام),لانه اراد ان يكونوا قدوة للناس وقادة,فلو عهد من النبي او الامام في بعض عمره نسيان او سهولارتفع وثوق الناس بما يخبر به ولو عهد منه خطيئة لنفرت العقول من متابعته فتبطل فائدة البعثة والامامة.فلاحظ.
ولمزيد الاطلاع ارجع إلى صفحتنا العقائدية ( العصمة).




السؤال: دلالة سجدة السهو

قد قرأت نظرياتكم في سهو النبي(ص)، إذا ما مصدر سجود السهو عندكم، أم لا وجود لها في مذهبكم أصلا.
الجواب:

سجود السهو موجود عندنا ومن الموارد التي تذكر هي في حال التكلم ناسيا او السلام ناسيا في غير موضعه او الشك بين الاربع والخمس وهو جالس او نسيان السجدة او التشهد حتى ركع او قام في حال القعود او بالعكس ناسيا وهناك روايات عن الائمة المعصومين عليهم السلام تثبت سجود السهو في تلك الحالات ولا يلزم لاثبات حكم شرعي ان يقع فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى نقول بوجوده بل يمكن للنبي والائمة (عليه السلام) ان يعلموا الناس احكام سجود السهو دون ان يقعوا هم فيه .




السؤال: كيف لم يثق نبي الله بعصمة أخيه هارون؟

(( قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيتَ أَمرِي * قَالَ يَا ابنَ أُمَّ لَا تَأخُذ بِلِحيَتِي وَلَا بِرَأسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقتَ بَينَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَلَم تَرقُب قَولِي )) (طه:92-94)
وآية أخرى عن النبي موسى (ع): (( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَومِهِ غَضبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئسَمَا خَلَفتُمُونِي مِن بَعدِي أَعَجِلتُم أَمرَ رَبِّكُم وَأَلقَى الأَلوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيهِ قَالَ ابنَ أُمَّ إِنَّ القَومَ استَضعَفُونِي وَكَادُوا يَقتُلُونَنِي فَلَا تُشمِت بِيَ الأَعدَاءَ وَلَا تَجعَلنِي مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ )) (الأعراف:150)
س: كيف لم يثق النبي موسى (ع) بعصمة أخيه النبي هارون (ع) وأنبه هذا التأنيب الشديد (الأخذ باللحية)؟
الجواب:

في تفسير الأمثل 10 / 65 قال الشيخ :
وهنا ينقدح السؤال التالي وهو : لا شك أن كلا من موسى وهارون نبي، فكيف يوجه موسى (عليه السلام) هذا العتاب واللهجة الشديدة إلى أخيه، وكيف نفسر دفاع هارون عن نفسه؟! ويمكن القول في الجواب : إن موسى (عليه السلام) كان متيقنا من براءة أخيه، إلا أنه أراد أن يثبت أمرين بهذا العمل .
الأول : أراد أن يفهم بني إسرائيل أنهم قد ارتكبوا ذنبا عظيما جدا، وأي ذنب؟! الذنب الذي ساق هارون الذي كان نبيا عظيما إلى المحكمة، وبتلك الشدة من المعاملة، أي إن المسألة لم تكن بتلك البساطة التي كان يتصورها بنو إسرائيل . فإن الانحراف عن التوحيد والرجوع إلى الشرك، وذلك بعد كل هذه التعليمات، وبعد رؤية كل تلك المعجزات وآثار عظمة الحق، أمر لا يمكن تصديقه، ويجب الوقوف أمامه بكل حزم وشدة . قد يشق الإنسان جيبه، ويلطم على رأسه عندما تقع حادثة عظيمة أحيانا، فكيف إذا وصل الأمر إلى عتاب أخيه وملامته، ولا شك أن هذا الأسلوب مؤثر في حفظ الهدف وترك الأثر النفسي في الاناس المنحرفين، وبيان عظمة الذنب الذي ارتكبوه . كما لا شك في أن هارون - أيضا - كان راضيا كل الرضى عن هذا العمل .
الثاني : هو أن تثبت للجميع براءة هارون من خلال التوضيحات التي يبديها، حتى لا يتهموه فيما بعد بالتهاون في أداء رسالته .



السؤال: ترك الاولى ليس قدحا في العصمة
في بعض ماكتبتم من أجوبة عن معصية النبي آدم على وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وعلى النبي آدم أنه خالف الأولى والسؤال هو إذا كان النبي خالف الأولى فلا يخلو من أمرين إما لعدم علمه بالأولى وهذا ينافي كمال النبوة أو لعلمه بالأولى وقيامه بغير الأولى وهذا لا يصدر عن شخص علدي فما بالك بالنبي أفيدونا مأجورين.
الجواب:

مخالفة الأولى أو ترك الأولى ليست معصية، فالنبي قد يفعل الفعل الذي ليس بأولى، أن مخالفة الأولى تقع في دائرة الممكنات المسموح للنبي باختيار أحدها، فإن المصير إلى أي ممكن من هذه الممكنات ولو لم يكن أولى لا يكشف عن صدور خطأ بمعنى الذنب من الأنبياء سواء أكان صغيرا أم كبيرا ومنه الخطأ في تبليغ الأحكام، ولكن توجد عند الأنبياء فسحة لفعل الأولى أو تركه، فما ذكرتموه من وجود احتمالين أحدهما جهل النبي بالأولى والثاني مخالفة كمال النبوة مردود بأن النبي وإن سلمنا بعدوله عن الأولى إلى غيره فليس ذلك لعدم علمه بالأولى بل لأمر آخر كالمشقة المترتبة على فعل الأولى أو صعوبته، فيختار غير الأولى للتخلص من تلك المشقة، كما أن ذلك لا ينافي كمال النبوة بعد أن أعطاه الله تعالى الاختيار في مقام الفعل للأولى والترك له، بل إن أولوية الأولى كاشفة عن مقبولية مخالفته على مستوى إرادة النبي واختياره، إذ لو لم تكن كاشفة عن المقبولية لكان المفروض كونه أولى هو ليس بأولى وهذا خلف.
على أن كمال النبوة المشار إليه هو فرع النبوة وفرض قدح ترك الأولى بكمال النبوة يترتب عليه القدح في النبوة نفسها. فظهر أن ترك الأولى أو مخالفته إلى بعض الممكنات التي ليست بأولى لا يلزم عنه الجهل ولا الخروج عن كمال النبوة.



السؤال: طلب الامام للمغفرة
لقد اقتبست في احد المواقع الوهابية موضوع ينفون العصمة مستدلين بروايات وسندرج لكم ما اقتبسناه تفضلوا :
*************************
نفي العصمة من أقوال الأئمة
يعتقد الشيعة أن أئمتهم قد عصموا من جميع الأخطاء والذنوب ما ظهر منها وما بطن ومن السهو والنسيان منذ ولادتهم حتى وفاتهم
ولكن حين نتصفح كتبهم نجد أن أئمتهم ينكرون هذه العصمة التي لاتليق إلا بالله عز وجل ويتبرأؤن منها ويقرون بالذنب والسهو ويطلبون المغفرة من الله
فهل نصدق الشيعة أم أئمتهم ؟
فهذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقر بأنه بشر عرضة للخطأ والنسيان حيث يقول
" لا تخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، بأنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي" نهج البلاغة شرح محمد عبده ص412-413، شرح أبي الحديد ج11ص102
ويدعو ربه أن يغفر له ذنوبه وزلاته
" اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان " نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176
ومن دعائه رضي الله عنه واقراره لربه بالخطأ وطلب المغفرة منه
" إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك، إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي " أمالي الصدوق، 48 البحار، 41/11،12 المناقب، 2/124
ولايدعي علم الغيب
سئل: كم تتصدق ؟ كم تخرج مالك ؟ ألا تمسك ؟ قال: إني والله لو أعلم أن الله تعالى قبل مني فرضا واحدا لأمسكت، ولكني لا أدري أقبل سبحانه مني شيئا أم لا " بحار الأنوار، 41/138، 71/191
وينفي العصمة أيضا عن ولده الحسن رضي الله عنهما عندما أوصاه بقوله
" فإن أشكل عليك من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك" نهج البلاغة شرح محمد عبده 2/578 ط مؤسسة المعارف بيروت
ونجد الامام علي بن الحسين زين العابدين يدعو بهذاالدعاء : " الهي وعزتك وجلالك وعظمتك, لو ا ني منذ بدعت فطرتي من اول الدهرعبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلائق وشكرهم اجمعين, لكنت مقصرا في بلوغ ادا شكر اخفى نعمة من نعمك علي,ولو ا ني كربت معادن حديد الدنيا بـانـيـابـي, وحـرثت ارضها باشفار عيني, وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والارضين دما وصـديـدا, لـكـان ذلك قليلا في كثير مايجب من حقك علي, ولو ا نك الهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الـخـلائق اجـمـعين,وعظمت للنار خلقي وجسمي, وملات جهنم واطباقها مني حتى لا يكون في النارمعذب غيري, ولا يكون لجهنم حطب سواي, لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثيرما استوجبته من عقوبتك " أمالي الصدوق المجلس 60 بحار الانوار 94: 90/2
وكان الامام جعفرالصادق يدعو بهذا الدعاء : " الهي كيف ادعوك وقد عصيتك, وكيف لا ادعوك وقد عرفت حبك في قلبي وعينا بالرجا ممدودة, مولاي انت عظيم العظما, وانا اسير الاسرا, انا اسير بذنبي, مرتهن بجرمي, الـهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك, ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك, ولئن امرت بي الـى الـنـارلاخـبـرن اهـلـهـا انـي كنت اقول : لا اله الا اللّه, محمد رسول اللّه, اللهم ان الطاعة تـسـرك,والـمـعـصـيـة لا تـضـرك, فـهـب لـي مـا يـسـرك, واغـفـر لـي مـا لا يـضرك, يا ارحم الراحمين " . آمالي الصدوق المجلس 57 بحار الانوار 94: 92/5
وقيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة ( إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال : كذبوا - لعنهم الله - إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) بحار الأنوار ج25 /350
وكان الامام أبو الحسن موسى الكاظم يدعو فيقول :" رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني ". بحار الأنوار 25 /203
*************************
الجواب:

ان ما ذكرته من نصوص يدور حول مسألتين : الاولى جواز صدور المعصية من المعصوم والثانية ان علم المعصوم بالصورة التي يذكرها الاثنا عشرية غير ثابت .
اما الاولى فهي الى البطلان اقرب بلا شك لان ما ورد في كلامهم (عليهم السلام) وادعيتهم ومناجاتهم مما يشعر بصدور المعصية يمكن توجيهه بما يلي :
1- انها خطابات تعليمية لاتباعهم وشيعتهم لافاضة روح التعليم والتأدب .
2- لسيت الغواية من الشيطان فقط بالايقاع في المعاصي حتى يقال ان هذا يتعارض مع العصمة بل في كل طرق التكامل فان الشيطان يريد ان يبعد الانسان عن الدرجات الافضل والاعلى حتى لو لم يوقعه في المعصية بل ان محاولة الشيطان فقط يصدق عليها الاغواء وان لم تصدر من العبد معصية .
3- ان نسبة الخطيئة من قبل المعصوم الى نفسه دليل على ان المراد بالخطيئة غير المعصية بمعنى مخالفة الامر المولوي فان الخطيئة والذنب مراتب تتقدر حسب حال العبد في عبوديته كما قيل (حسنات الابرار سيئات المقربين) فالخطيئة او الذنب من مثلهم هي اشتغالهم عن ذكر الله بما تقتضيه ضروريات الحياة كالنوم والاكل والشرب ونحوها وان كانت بنظر اخر طاعة منه(عليه السلام), واما ما يخص قولك (وينفي العصمة ايضا عن ولده الحسن ...) فتجد الجواب عنه تماما في صفحتنا/ الاسئلة العقائدية / كلام الامام علي(عليه السلام) للامام الحسن(عليه السلام) لا يقدح بالعصمة .
واما المسألة الثانية (التشكيك في علم المعصوم) فمصيرها البطلان ايضا لان هكذا روايات وكذا روايات التشكيك بالعصمة اما ان تحمل على التقية او نقول بتأويلها او تطرح لموافقتها لما عليه العامة او ترد لان عصمتهم وعلمهم ثابتين بالادلة القطعية . ويمكنك لاستيضاح ذلك مراجعة صفحتنا : علم المعصوم, العصمة .
كما ينبغي ان تلتفت الى مسألتين :
الاولى : ليس كل ما في كتبنا الحديثية نقول بحجيته اذ لسنا كأصحاب الصحاح وانما هناك دراسة معمقة للنصوص الواردة ينتج عنها قبول بعضها ورد البعض الاخر وامر ذلك موكل الى اهل الاختصاص.
الثانية : هناك فرق بين القول بان المعصوم يعلم الغيب بذاته وبين القول بانه يعلم بتعليم من الله تعالى ونحن نقول بالثاني .



السؤال: رواية التحريش
وردت رواية صحيحة السند صححها المجلسي في مرآة العقول وغيره كذلك توجد في كتبنا المعتبرة منها البحار للمجلسي وتمام الدين وكمال النعمة للصدوق وكذلك علل الشرائع حاصلها: «قدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، فوجد فاطمة ممن حلَّ، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت. فأنكر ذلك عليها، فقالت: إني أمرت بهذا.
قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم محرّشاً على فاطمة للذي صنعت، مستفتياً رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فيما ذكرت عنه: فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها..... الخ
هذه الرواية يشنع بها علينا المخالفون ويقولون انها تنفي العصمة عن الائمة بان الامام علي ع يحرش على السيدة فاطمة ! ...
فما هو ردكم ...؟
الجواب:
يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات منه :
1- ان التحريش المذكور لا يصل الى حد ان يكون قادحا في العصمة فالفعل الذي فعله علي عليه السلام ليس محرما بل من الواجب عليه التعلم من رسول الله صلى الله عليه واله فالفعل لا يمكن ان يكون قادحا في العصمة والتعبير عنه بالتحريش الذي هو بمعنى الاغرار والتهييج لا يوصله الى حد الحرمة القادحة في العصمة .
2- انه ثبت بدليل قطعي عصمة الامام فكل ما يقدح في ذلك لابد من تأويله بما ينسجم مع عصمته عليه السلام وان لم يمكن التاويل امكن رده لتعارضه مع الدليل القطعي .
3- في بعض الاخبار كما في تهذيب الاحكام 5/256 ان استعمال هذه اللفظة من الممكن ان لا تكون من كلام الامام بل الراوي هو الذي عبر عنها بذلك فقال (فخرج علي عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه واله مستفتيا محرشا عن فاطمة عليها السلام ) .



السؤال: المخالفون يجعلون النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) سبابا لعانا
ما هو معنى المشارطة (في حديث عائشة اوما علمت ما شارطت عليه ربي) وكيفيتها وهل تصح في عصر الغيبة؟
هل هي دعاء ام نذر ام شي اخر؟
السؤال عن المشارطة الواردة في الحديث التالي في صحيح مسلم عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)
الجواب:

أولاً: المشارطة هنا بمعنى التعاقد والمعاقدة والتعاهد بين النبي(صلى الله عليه وآله) و الله عز وجل با ن كل باطل وإساءة تصدر من النبي(صلى الله عليه وآله)يغفر الله تعالى بها لمن ارتكبت تلك الإساءة تجاهه من النبي(صلى الله عليه وآله) وقد ورد هذا المعنى في طرق هذه الرواية المتعددة و المختلفة فمرة تروى بلفظ ( شارطت عليه ربي ) واخرى يقول فيها (صلى الله عليه وآله): اللهم اني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه .
ثانياً: لا يمكن ان تقع مثل هكذا مشارطة من النبي(صلى الله عليه وآله)او الامام المعصوم(عليه السلام) لكثرت المحاذير الباطلة اللازمة منها كونها منافية للعصمة بل لادنى درجات العدالة والاستقامة والتقوى.
ثالثاً: هناك بعض المحاذير الخطيرة التي تلزم من نسبة صدور مثل هذه الامور من النبي (صلى الله عليه وآله) منها:
أ‌- تصوير النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) صاحب الخلق العظيم سبابا لعانا وبغير حق مع نهيه الشديد للناس العاديين عن فعل ذلك مع نعت الصحابة له(صلى الله عليه وآله) بأنه لم يكن لعانا ولا سبابا .
ب‌- جعل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ظالما متهورا متسرعا في اصدار الاحكام والسباب واللعن على غير مستحقيها.
ت‌- تناقض مثل هذه الروايات المكذوبة مع ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن عمرو بن العاص كما ورد في الحديث الذي رواه احمد وابو داود والدارمي والحاكم وصححه الالباني في سلسلة أحاديثه الصحيحة برقم( 1532 )حيث قال عبد الله بن عمرو ( كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فنهتني قريش وقالوا : أتكتب كل شيء ورسول الله(صلى الله عليه وآله) بشر يتكلم في الغضب والرضى ! فأمسكت عن الكتاب فذكرت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك فأومأ بإصبعه الى فيه فقال : ( اكتب فوا الذي نفسي بيده ما يخرج منه الا حق ) .
فكيف نتصور مع هذا الحديث وهذه الحقيقة ان النبي (صلى الله عليه وآله) يسب ويلعن أناسا صحابة مؤمنين غير مستحقين لسب او لعن وانه اعطي حقا في ذلك بمشارطته ومعاهدته مع الله عز وجل ان لا يؤاخذه على ذلك لكونه متسرعا ويغضب ويوزع سبابا ولعنا على امته وأصحابه غير المستحقين لذلك ثم يجزيهم الله عن هذه الأخطاء الفادحة المخلة بالعصمة والعدالة والتقوى بالثواب والرحمة و تكفير الذنوب !؟
فأي دين هذا وأي نبي هذا وأي رب يقر بهذا ! ؟
وهل أرسل الله تعالى الرسل وجعلهم قدوة وأسوة ليفعلوا ذلك ويعلموا الناس مثل هذه الترهات ؟ ! .



السؤال: عصمة جميع الائمة باحاديث ثابة صحيحة
هل يوجد نص عن رسول الله صلوات الله عليه حصراً ..يكون صحيحاً صريحاً قطعي الصدور والسند يتفق عليه كافة علماء الشيعة على مر العصور بعصمة غير الخمسة ؟
الجواب:

لا اقل هناك الحديث المتواتر عند السنة والشيعة وهو حديث الثقلين الذي يدل دلالة واضحة على عصمة جميع الائمة(عليهم السلام) من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والى يوم القيامة حيث قال فيه(صلى الله عليه وآله) : (إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حسنه الالباني في سلسلة احاديثه الصحيحة ح1761 واخرجه احمد في مسنده (3/14 و17و26و59 ) والطبراني (2678-2679 ) فقوله (صلى الله عليه وآله) فيه : ( ما ان اخذتم بهما لن تضلوا بعدي ... الا وانهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) يدل على عصمة العترة الطاهرة لكون تعلق عدم الضلال بالاخذ والتمسك بهم مع القرآن بالاضافة إلى قرنهم مع القرآن المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .
هذا وان لحديث جابر بن سمرة الذي يرويه البخاري ومسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند السنة لدلالة واضحة صريحة بعصمة الائمة الاثني عشر(عليهم السلام) كونه (صلى الله عليه وآله) يصفهم بقوله : (( لا يزال امر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ... كلهم من قريش)).
وفي رواية: لا يزال الدين عزيزا منيعا، وفي لفظ : قائما، وفي لفظ : ماضيا . وكل هذه الالفاظ تدل على عصمة الدين وكماله وصحته وهذا يدل على كون حملته الاثني عشر معصومين حافظين للدين الصحيح.
وتوجد غير هذين الحديثين الكثير من الاحاديث المتواترة على عصمة الائمة(عليهم السلام) وخلفاء الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله) وحملة دينه وحفظة علمه .


السؤال: لا يلي أمر المعصوم إلا المعصوم
(( لايلي امر المعصوم الا معصوم ))، هل هي قاعدة الزامية؟ ام لا؟ وما هو الدليل؟
الجواب:

أولاً: وردت روايات كثيرة حول مسألة لا يغسل الامام المعصوم الا المعصوم، ونحن ننقل جملة منها:
1- قال الامام الرضا (عليه السلام) لهرثمة: فانه سيشرف عليك المأمون ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا إمام مثله؟ فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى، وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فإذا قال ذلك: فأجبه، وقل له: إنا نقول: إن الامام يجب أن يغسله الامام، فان تعدى متعد فغسل الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله ولا بطلت إمامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه، ولو ترك أبا الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يغسله الان أيضا إلا وهو من حيث يخفى، فراجع بحار الانوار 27/288.
2- رواية ابراهيم بن ابي سمال قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: إنا قد روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الامام لا يغسله إلا الامام وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟ فكتب إلي: إن الذي بلغك هو الحق، قال: فدخلت عليه بعد ذلك فقلت له: أبوك من غسله؟ ومن وليه؟ فقال: لعل الذين حضروه أفضل من الذين تخلفوا عنه، قلت: ومن هم؟ قال: حضروه الذين حضروا يوسف عليه السلام ملائكة الله ورحمته, فراجع بحار الانوار 27/288-289.
3- الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس بن طلحة قال: قلت للرضا عليه السلام: إن الامام لا يغسله إلا الامام، فقال: أما تدرون من حضر يغسله قد حضره خير ممن غاب عنه: الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه وأهل بيته فراجع بحار الانوار 27/289.
4- القاسم بن يحيى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر قال: ففتح لأمير المؤمنين بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي معه ويصلون معه عليه ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنين عليه السلام سمعه فسمعه يوصيهم به فبكا وسمعهم يقولون: لا نألوه جهدا، و إنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، حتى إذا مات أمير المؤمنين عليه السلام رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى ورأيا النبي صلى الله عليه وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، ورأي النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك، ورأي النبي وعليا والحسن يعينون الملائكة، حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي مثل ذلك ورأي النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملائكة، حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك ورأي النبي وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا، فراجع بحار الانوار 27/289-290.
5- أبو بصير قال الصادق عليه السلام: فيما أوصاني به أبي عليه السلام أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك، فان الامام لا يغسله إلا إمام. فراجع بحار الانوار 27/290.
6- أحمد بن عمر الحلال أو غيره عن الرضا عليه السلام قال: قلت له إنهم يحاجوننا يقولون: إن الامام لا يغسله إلا الامام، قال:
فقال: ما يدريهم من غسله؟ فما قلت لهم؟ قال: قلت: جعلت فداك قلت لهم: إن قال:
مولاي: إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق، وإن قال غسله في تخوم الأرض فقد
صدق، قال: لا هكذا، فقلت: فما أقول لهم؟ قال: قل لهم: إني غسلته، فقلت:
أقول لهم: إنك غسلته فراجع بحار الانوار 27/290 .
7- محمد بن جمهور عن أبي معمر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الامام يغسله الامام؟ قال: سنة موسى بن عمران عليه السلام فراجع بحار الانوار 27/290-291.
بيان: لعله أيضا محمول على المصلحة، فان الظاهر من الاخبار أن موسى عليه السلام غسلته الملائكة، والمراد أنه كما غسل موسى المعصوم لا يغسل الامام إلا معصوم، مع أنه يحتمل أن يكون حضر يوشع لغسله عليهما السلام. فراجع بحار الانوار 27/290-291
8- المفضل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من غسل فاطمة؟ قال: ذاك أمير المؤمنين، فكأني استعظمت ذلك من قوله، فقال: كأنك ضقت بما أخبرتك به؟ قال: فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك، قال: فقال: لا تضيقن فإنها صديقة ولم يكن يغسلها إلا صديق أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى عليهما السلام . فراجع بحار الانوار 27/291
9- إسماعيل بن سهل، عن بعض أصحابنا، قال: كنت عند الرّضا (عليه السلام) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السّرّاج وابن المكارة فقال عليّ بعد كلام جرى بينهم وبينه (عليه السلام) في إمامته: إنّا روينا عن آبائك (عليهم السلام) أنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله فقال له أبو الحسن:
فأخبرني عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام) كان إماماً أو كان غير إمام؟ قال: كان إماماً، قال: فمن ولّي أمره؟ قال: عليّ بن الحسين (عليهما السلام)، قال: وأين كان عليّ بن الحسين؟ كان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد! قال: خرج وهم كانوا لا يعلمون حتّى ولّي أمر أبيه ثمّ انصرف . فقال له أبو الحسن (عليه السلام) إنّ هذا الّذي أمكن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب الأمر. فراجع موسوعة شهداء المعصومين(عليهم السلام).
10- قال جعفر (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) أن لا يغسلني غيرك . فراجع بحار الانوار 22/517.
ثانياً: من مجموع هذه الروايات يمكن ان نحصل على التواتر الاجمالي بان المعصوم لا يغسله الا معصوم وبالتالي نقطع بان هذه المسألة هي من عقائد الشيعة الثابتة .
ثالثاً: اذا قيل يصعب استفادة القطع من مجموع الاخبار نقول من مجموع الروايات يحصل اطمئنان وهو حجة وكاف في اثبات مثل هذه المسائل .
رابعاً: الخلاصة ان مسألة لا يغسل الامام المعصوم الا المعصوم هي من عقائد الشيعة وان هذا المعنى كان مشهورا من قبل الخاصة والعامة (راجع روضة المتقين1/371) والروايات متواترة في ذلك ولا نعلم خلافا الا من السيد المرتضى (قدس سره)


إذا كان للعصمة واقع فلماذا نرى التباين والاختلاف في آراء العلماء

المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج10

يتبع


رد مع اقتباس