عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/07/18, 12:04 AM   #5
عاشقة الحسين

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل: 2011/12/20
المشاركات: 1,555
عاشقة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة الحسين is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة الحسين
افتراضي





رُزْءٌ به الـديـنُ قد هُـدّت قـوائـمُهُ ** وفـي السَّـما نُـصـبت حزناً مآتمُـهُ
ومادت الأرضُ شَجْواً والسَّما انفطرت ** وآسـودّ مـنقـلِباً في الـكونِ عـالَمُهُ
يا ليـلةَ القَدْر، جـلّت فيـكِ فاجـعةٌ ** أوهَت قوى الدينِ فانـهارت دعائـمُهُ
قضى عليٌّ بمحراب الصلاة ببيت الله ** وهـو مُـصـلّي الفـرضِ قائـمُـهُ
أفديه قد عـاش بيـن النـاس مُغترِباً ** ومات وهـو كتـومُ الغيـظِ كـاظِمُهُ
قل لليتيمِ: مضى مَـن كـان يُطـعمُهُ ** فمَـن بـه بعـده تهْنا مـطاعِـمُـهُ
قل للـوفود آذهبي للأهـل خائـبـةً ** فقد مضى الجودُ وآنجابـت غـمائمُهُ

قالت أمّ كلثوم: ولم يزل تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، ثمّ يخرج ساعة بعد ساعة يقلّب طرفه في السماء وينظر في الكواكب، وهو يقول: والله ما كذَّبت ولا كُذِّبت، وإنّها الليلة التي وُعدت بها، ثمّ يعود إلى مصلاّه ويقول: اللهم بارك لي في الموت، ويكثر من قول: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" "ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم" ويصلّي على النبي وآله، ويستغفر الله كثيراً.
قالت أمّ كلثوم: فلمّا رأيته في تلك الليلة قلقاً متململاً كثيرَ الذِّكر والاستغفار أرقت معه ليلتي...... ثمّ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فقلت: يا أباه مالك تنعى نفسك منذ الليلة؟ قال: يا بنيّة قد قرب الأجل وانقطع الأمل، قالت أمّ كلثوم: فبكيت، فقال لي: يا بنيّة لا تبكين فإنّي لم أقل ذلك إلّا بما عهد إليّ النبي صلّى الله عليه وآله، ثمّ إنّه نعس وطوى ساعة، ثمّ استيقظ من نومه وقال: يا بنيّة إذا قرب وقت الأذان فأعلميني، ثمّ رجع إلى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى.
قالت أمّ كلثوم: جعلت أراقب وقت الأذان، فلمّا لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء، ثمّ أيقظته، فأسبغ الوضوء وقام ولبس ثيابه وفتح بابه، ثمّ نزل إلى الدار وكان في الدار إوز قد أهدي إلى أخي الحسين عليه السلام، فلمّا نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه، ولم يصحن قبل تلك الليلة2، فقال عليه السلام: لا إله إلّا الله، صوائح تتبعها نوائح3 ، وفي غداة غدٍ يظهر القضاء..... فلمّا وصل إلى الباب فعالجه ليفتحه فتعلَّق الباب بمئزره فانحلّ مئزره حتى سقط، فأخذه وشدَّه وهو يقول:

اشدد حيازيمك للموت*** فإنّ الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت ***إذا حلَّ بناديكا
ولا تغترّ بالدهر ***وإن كان يواتيكا
كما أضحكك الدهر ***كذاك الدهر يبكيك
ا

ثمّ قال: اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لي في لقائك، قالت أمّ كلثوم: وكنت أمشي خلفه، فلمّا سمعته يقول ذلك قلت: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك منذ الليلة، قال: يا بنّيّة، ما هو بنعاء، ولكنّها دلالات وعلامات للموت تتبع بعضها بعض، فأمسكي عن الجواب، ثمّ فتح الباب وخرج....

وسار أمير المؤمنين عليه السلام حتى دخل المسجد، والقناديل قد خمد ضوؤها، فصلَّى في المسجد وِردَه وعقَّب ساعة، ثمّ إنّه قام وصلّى ركعتين، ثمّ علا المئذنة ووضع سبّابتيه في أذنيه وتنحنح، ثمّ أذَّن، وكان عليه السلام إذا أذَّن لم يبق في بلدة الكوفة بيت إلّا اخترقه صوته.

وأمّا ابن ملجم فبات في تلك الليلة يفكّر في نفسه، ولا يدري ما يصنع... وبقي عامّة ليله يتقلّب على فراشه.....

فلمّا أذّن عليه السلام، نزل من المئذنة، وجعل يسبّح الله ويقدّسه ويكبّره ويكثر من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله.

وكان من كرم أخلاقه عليه السلام أنّه يتفقد النّائمين في المسجد ويقول للنّائم: الصلاة يرحمك الله الصلاة، قم إلى الصلاة المكتوبة عليك، ثمّ يتلو عليه السلام:{إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، ففعل ذلك كما كان يفعله على مجاري عادته مع النّائمين في المسجد، حتى إذا بلغ إلى الملعون فرآه نائماً على وجهه، قال له: يا هذا قم من نومك هذا فإنّها نومة يمقتها الله، وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار، بل نم على يمينك فإنّها نومة العلماء أو على يسارك فإنّها نومة الحكماء، ولا تنم على ظهرك فإنّها نومة الأنبياء.

قال: فتحرّك الملعون كأنّه يريد أن يقوم وهو من مكانه لا يبرح، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
لقد هممت بشيء تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخر الجبال هدّاً، ولو شئت لأنبأتك بما تحت ثيابك..









</B></I>


رد مع اقتباس