عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/05/27, 03:18 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الكرامة أو الذل.. مصير يقرره المجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



تلجأ بعض النفوس الى الذل زعما منها أن الكرامة لها ضريبة باهظة تكلف المجتمع الغالي والنفيس والتعب والمشقة فتفرّ منها لأنها ترغب في الراحة، ولكنها نسيت أن الذل والمهانة يجعلها تعيش في مستنقع الخضوع والتفاهة وفي قلق الخوف التبعية تحت سياط سادة القهر والظلم وأرباب الاستبداد.
فإن الذين يرون أن تكاليف الكرامة غالية لا يمكن للفرد والمجتمع أن ينالها قد وقعوا في اشتباه عظيم ورموا نفوسهم في مستنقع مظلم لا يهتدي سالكه الى بصيص أمل يفتح أمامه أفق الحياة ولا يستضيء بنور علم يخرجه من ظلم الى نور بل هو الذي رسم مسيرة حياته وخرائط طرقها المحفوفة بالذل والعار والمليئة بالشين والصغار، فإن ضريبة الذل يدفعها المجتمع بكل أفراده فتهدر سمعته وكرامته وعنفوانه حتى أنه قد تهدر دمه لأنه خضع لغير جبار السماء واتبع ملة لم تنزل على قلب سيد الأنبياء(ص)،
إن الذين باعوا كرامتهم للسلطان والمستعمر يحسبون أنهم ينالون قربا منهما ومنزلة عندهما ولكن التجربة أثبتت أن هؤلاء يستخدمونهم كعبيد صغار ما دام يرجى منه النفع وأما بعد انتهاء الصلاحية فمصيرهم الى المزابل والمدافن قد خسروا الدنيا والآخرة، فكم من رجل نقل لنا التاريخ قصته أو شاهدناه بأم أعيننا قد تمرغ تحت أقدام السلطان أو المستعمر وبذل عزته وماء وجهه بين يديه وانساق إليه خاضعا ذليلا وقدّم كل مقومات الحياة وكل المقدسات وفرط بكل الأعراف والتقاليد قربانا ليقربه من سلطان الجور ومستكبر العصر ولكنه في النهاية بقي ذليلا كل هذه التكاليف الذي تكلفها ليفر من تكليف الكرامة أوصلته الى الذل المرير وهناك شخصيات كثيرة فأين الملوك التي حكمت بالحديد والنار وكانت في خدمة المستعمر فهذا ملك إيران سابقا قد شاهدناه يفر من بلده ذليلا وهكذا رئيس تونس السابق وغيرهما الكثير الكثير قد خلصت بهم الحياة الى الذل والمهانة لأنهم باعوا كرامتهم الى أسياد طغاة قد استخدموهم الى أن انتهت صلاحياتهم فرموهم للكلاب المهارشة.
لقد خلق الله الإنسان حرا كريما شريفا حتى ورد أن كرامة المؤمن أعظم عند الله من كرامة الكعبة المشرفة وأن حرمته عظيمة لا تبذل في أسواق التجارة الرخيصة بل لا تنحني قامته إلا لرب العزة وإله السماوات والأرض ولكن الإرادة الإلهية قد أخذت على عاتقها أن تجعل الإنسان مختارا بعد أن بينّت له سبل الحق والشرّ وجعلته على مفترق طرق كل منها يوصله الى ساحة تكون هي ثمرة اختياره وإرادته، فإن الشعوب هي التي تقرر مصيرها بعد أن تمت الحجة عليها بالإسلام فهي التي تختار طريق الكرامة والعزة وهي التي تختار الذل والخضوع الى مخلوق مثلها لم يجعل الله له سلطانا عليها.
فكم من شعب فرّ من تكاليف الكرامة والإباء فوقع فريسة لوحوش غابات الظلم والاستبداد وظلّ يرزح تحت نير ظلمها لقرون طال عمرها وعظمت مرارتها على الأجيال فهي بخضوعها فسحت المجال لأصحاب النزوات الشيطانية أن تتسلط على رقابها وبتهاونها بكرامتها قررت الدخول في سلك الذل والمهانة.
ومن هنا فلا بد من ضريبة تقع على عاتق الأفراد والمجتمع هذه الضريبة إما أن توصل المجتمع الى العزة والكرامة والعدالة والشموخ وإما أن توصله الى وحول الذل ومتاهة الخضوع لسلطان المخلوق، ولكن ضريبة الذل أبهظ تسلب من المجتمع مفهوم الحياة وتجعله ميتا متلاشيا بين أطماع الطغاة.
وأما ضريبة الكرامة فهي قريبة المساق وسهلة المنال خصوصا إذا لاحظنا أنها تنسجم مع الفطرة وتخرج من الوجدان وتتوافق مع مقصد الإسلام ولا تكلف المجتمع غير كلمة حق تقال في وجه سلطان ظالم كلمة ترده عن غيه وترشده الى توغله غير الشرعية في مجتمع الإسلام، فإن الوقاية خير من العلاج فإذا كان المجتمع مستيقظا دائم الوجود في ساحات النضال وميادين الكفاح يحافظ على كرامته وعزته ويحرسها بدماء أبنائه، وأما إذا أصاب المجتمع الرخاوة وحب الراحة وعدم الاكتراث لما يدبر ولما ينفذ فإنه سيقع تحت سطوة الظالم وسيؤدي به الطرق الى ساحة الذل والضياع فيضطر الى العلاج لأنه لم يكن حاضرا في دوحة الحياة بل كان مشغولا بترفها وزخرفها.
فإن الشعوب تقرر مصيرها المشرق بالكرامة عندما تستعد بعزيمة لا تقهر للتضحية والكفاح من أجل الحفاظ على غاياتها وأهدافها من الحياة ولما كانت شعوبنا تؤمن بالإسلام دينا سماويا يلبي كل حاجات الحياة ويأخذ بيد المجتمع الى مدارج الكمال والرقي فلا بد لها من الحفاظ على بهائه وعلوه ولا بد لها من إتباع تعاليمه بكل حذافيرها وعندما تفرط بشعرة منه تبدأ بالانحراف الموصل الى الذل والهوان.






hg;vhlm H, hg`g>> lwdv drvvi hgl[jlu



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس