عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/08/14, 05:22 AM   #1
الدعم الفني

Guest
معلومات إضافية
رقم العضوية :
المشاركات: n/a




عرض البوم صور الدعم الفني
افتراضي صلح الامام الحسن (عليه السلام) مع معاوية

صلح الامام الحسن (عليه السلام) مع معاوية

سار معاوية نحو العراق ليغلب عليه، فلما بلغ جسر منبج [بلدة بالشام] تحرّك الحسن (عليه السلام) و بعث حجر بن عديّ فأمر العمال بالمسير، و استنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه، ثم خفّ معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له و لأبيه (عليهما السلام) و بعضهم محكّمة (أي: الخوارج) يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة، و بعضهم أصحاب فتن و طمع في الغنائم، و بعضهم شكّاك، و بعضهم أصحاب عصبيّة اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين. و كتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاوية بالطاعة له في السرّ، و استحثوه على السير نحوهم، و ضمنوا له تسليم الحسن (عليه السلام) إليه عند دنوّهم من عسكره أو الفتك به، و بلغ الحسن ذلك. فمن كانت هذه حالتهم؛ فكيف يمكن الركون إليهم و الانتصار بهم؟! و ورد على الحسن (ع) كتاب قيس بن سعد (رضي الله عنه) و كان قد أنفذه مع عبيدالله بن العباس عند مسيره من الكوفة ليلقى معاوية فيردّه عن العراق، و جعله أميراً على الجماعة و قال: «إن اُصبت فالأمير قيس بن سعد» فوصل كتاب ابن سعد يخبره بأن معاوية أرسل الى عبيد الله بن العباس يرغّبه في المصير إليه، و ضمن له الف الف درهم، يعجّل له منها النصف، و يعطيه النصف الآخر عند دخوله الكوفة، فانسلّ عبيدالله بن العباس في الليل الى معسكر معاوية في خاصّته، و أصبح الناس قد فقدوا أميرهم، فصلى بهم قيس رضي الله عنه و نظر في أمورهم. ازدادت بصيرة الحسن (عليه السلام) بخذلان القوم له، و فساد نيّات المحكّمة فيه بما أظهروه له من السبّ و التكفير و استحلال دمه و نهب أمواله، و لم يبق معه من تؤمن غوائله إلا خاصّة من شيعته و شيعة أبيه أميرالمؤمنين (عليهما السلام) و هم جماعة لا تقوم لأجناد الشام. فكتب إليه معاوية في الهدنة و الصلح، و أنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به و تسليمه إليه، و اشترط له على نفسه في إجابته الى صلحه شروطاً كثيرة و عقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الحسن (عليه السلام) و علم احتياله بذلك و اغتياله، غير أنه لم يجد بداً من إجابته الى ما التمس من ترك الحرب و إنفاذ الهدنة؛ لما كان عليه أصحابه من ضعف البصائر في حقه و الفساد عليه و الخلف منهم له، و ما انطوى عليه كثير منهم في استحلال دمه و تسليمه الى خصمه، و خذلان ابن عمه عبيد الله بن العباس له و مصيره الى عدوّه. فتوثق عليه السلام لنفسه من معاوية لتأكيد الحجّة عليه و الإعذار فيما بينه و بينه [اي بين الحسن (عليه السلام) وبين معاوية] عند الله عزوجل و عند المسلمين كافة، و اشترط عليه أن لا يسميه أميرالمؤمنين، و لا يقيم عنده شهادة، كما اشترط عليه ترك سبّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) و العدول عن القنوت عليه في الصلوات، و أن يؤمن شيعته و لا يتعرّض لأحد منهم بسوء، و يوصل إلى كل ذي حق منهم حقه، و ان يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل و صفين الف الف درهم، فأجابه معاوية الى ذلك كله، و عاهده عليه و حلف له بالوفاء به. و لم يف له بشيء مما عاهده عليه. بهذا صالح الحسن معاوية، و بهذا أراد الحسن (عليه السلام) إحياء دين جدّه (صلّى الله عليه و آله و سلّم)، و العمل بكتاب الله و سنة رسوله كما أراد الحسين (عليه السلام) احياء دين الله بالسيف و القتال، فقيام الحسن (عليه السلام) أول امره، و قعوده في نهاية حياته، و قعود الحسين (عليه السلام) أول إمامته و قيامه آخر حياته؛ لهما أمر واحد يصبان في احياء دين الله و سنة نبيه «هذان ابناي إمامان قاما أو قعدا». و لو تأمّلت فقرات الصلح أعلاه لتجلّى لك أن الحسن (عليه السلام) لم يكن من طلاّب الدنيا، و لا من أصحاب الكراسي و الحكم، بل أراد أن يعمل معاوية بكتاب الله و سنة رسوله (صلّى الله عليه و آله و سلّم)، و لم يفي معاوية بذلك، و أراد إصلاح الأمة و صلاحها و كف بعضهم عن بعض، و لم يرق لمعاوية ذلك، و أراد أن تعود الخلافة الى أصحابها الشرعيين بعدم العهد من بعد معاوية؛ و لم يفي معاوية بذلك، و أراد المحافظة و التوسيع على ابناء أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) الذين قتلهم معاوية و جلاوزته لا لشيء إلا لأنهم يعملون بكتاب الله و سنة رسوله، و لم يفي معاوية بذلك. فلما استتمت الهدنة على ذلك، سار معاوية حتى نزل بالنخيلة (موضع قرب الكوفة)، و كان ذلك يوم جمعة فصلّى بالناس ضحى النهار، فخطبهم و قال في خطبته: إني والله ما قاتلتكم لتصلّوا و لا لتصوموا و لا لتحجّوا و لا لتزكّوا، إنكم لتفعلون ذلك، و لكني قاتلتكم لاتأمّر عليكم، و قد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون. ألا و إني كنت منّيت الحسن و أعطيته أشياء، و جمعيها تحت قدميّ لا أفي بشيء منها له. ثم سار حتى دخل الكوفة فأقام بها أياماً، فلما استتمت البيعة له من أهلها، صعد المنبر فخطب الناس، و ذكر أميرالمؤمنين (عليه السلام) فنال منه و نال من الحسن، و كان الحسن و الحسين صلوات الله عليهما حاضرين، فقام الحسين ليردّ عليه فأخذ بيده الحسن فأجلسه، ثم قام فقال: «أيها الذاكر عليّا، أنا الحسن و أبي عليّ، و أنت معاوية و أبوك صخر، و أمي فاطمة و أمك هند، و جدّي رسول الله و جدّك حرب، و جدّتي خديجة و جدّتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراً، و ألأمنا حسباً، و شرّنا قدماً، و أقدمنا كفراً و نفاقاً». فقال طوائف من أهل المجد؛ آمين آمين.


wgp hghlhl hgpsk (ugdi hgsghl) lu luh,dm



رد مع اقتباس