عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/06/18, 03:57 PM   #3
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي في احتفال تأبين شهداء اليمن في مقر وكر التجسس الأمريكي السابق2

لقد سعى الكثير لتحريف مفهوم الثورة وتحديدها في نطاق إيران

إن الظروف الخاصّة التي نعيشها اليوم، تفرض على شبابنا أن يطالعوا تاريخ الثورة الإسلاميّة. وليعلموا أن الأحداث التي تقع اليوم في منطقتنا، أصبحت مانعا أمام تحريف الثورة.
لعد سعت تيّارات كثيرة لإنجاز هدفين ضدّ الثورة وفكرها وثقافتها؛ الأوّل هو تحريف الثورة بأسرها، والثاني حرف مسارها وإدخالها في قضايا هامشيّة غير مفيدة بل مضرّة.
أنا أقول للإخوة الجامعيّين الذين قد حضروا هذا الاحتفال من مختلف البلدان ـ ويبدوا أن أكثرهم يعرفون الفارسية ـ : لقد كانت محاولات كثيرة في بلدنا لتحريف الثورة. وإنكم لو راجعتم كلمات الإمام الخميني(ره) لرأيتم أن تعريف الإمام الخميني(ره) عن الثورة، أوسع نطاقا من كونها حركة محدودة بإيران الإسلامية أو كونها محدودة بقوم خاص أو قبيلة معيّنة.

لقد كان الإمام الخميني(ره) يعتبر عمران البلد قضيّة هامشية بالنسبة إلى ثورة الصحوة الإسلاميّة وأهدافها الضخمة

«الصحوة الإسلامية» هي من المفاهيم التي طرحها الإمام الخميني(ره) في السنة الأولى بعد انتصار الثورة. فقد قال: «لقد استيقظت البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة وكذا الشعوب المستضعفة في جميع أرجاء العالم، وإن سود أمريكا يتلقون الضرب والشتم بسبب هذه الصحوة، وسوف ينتصرون إن شاء الله» [صحيفه امام 14/3/1359] وكذلك قال: «نودّ لهذه الصحوة التي حدثت في إيران أن تحدث في جميع الشعوب وجميع البلدان. هذه هي أمنيتنا» [صحيفه امام 28/07/59]
على مرّ هذه السنين، كانت هناك جهود لحرف الثورة عن مسارها أو لإشغالنا بقضايا هامشيّة إن لم يقدروا على تحريف مفهوم الثورة. حتى أن الإمام الخميني(ره) في الأشهر الأخيرة من عمره الشريف وبعد إيقاف الحرب وفي بداية مرحلة بناء البلد، صرّح أن لابدّ للمسئولين أن يبادروا بإعمار البلد، ولكن يجب عليهم أن يعرفوا أن مسئوليتهم ليست هي إعمار البلد وحسب. يعني أنّه كان يعتبر عمران البلد قضيّة هامشية بالنسبة إلى أهداف الثورة الضخمة.
فقد قال الإمام(ره): «یجب أن يعرف مسؤولينا أن الثورة ليست محدودة بإيران. فإن ثورة الشعب الإيراني هي منطلق لثورة العالم الإسلامي العظيمة تحت راية الإمام الحجة ـ أرواحنا فداه وأسأل الله أن يمنّ على جميع المسلمين وأهل العالم ويجعل ظهوره وفرجه في هذا العصر الحاضر ـ . فإذا شغلت المسؤولين القضايا الاقتصادية والمادّية عن مسئوليتهم الملقاة على عاتقهم، يؤدّي ذلك إلى خطر عظيم وخيانة جسيمة. يجب على دولة الجمهورية الإسلامية أن تبذل قصارى جهودها في إدارة شؤون الشعب بأحسن وجه، ولكن ليس ذلك بمعنى أن تنشغل عن أهداف الثورة الضخمة المتمثّلة بإقامة الحكومة الإسلامية العالمية». [صحيفه امام، 2/1/68]

إن ثورات المنطقة قد صانت ثورتنا عن التحريف والانحراف

من المهمّ جدّا أن لا تنحرف الثورة بعد انتصارها، وأن لا يعتريها الخطأ على مستوى النظرية والتطبيق. وإن الحركات الثورية لشعوب المنطقة قد أصبحت مانعا حيال انحراف ثورتنا. وإن هذا لمن ألطاف الله الكبيرة علينا. فلم نعد نعاني في الدفاع عن ثورتنا أمام الرأي العام العالمي، حتى لا مشكلة لدينا في الدفاع عن ثورتنا بين أوساط جيلنا الجديد، كما لم نعد نواجه مشكلة في الدفاع عن ثورتنا في مقابل عملاء الأعداء.
عندما يقوم التكفيريّون في المنطقة بهذه الجرائم البشعة، نتذكر لا شعوريّا ذكريات بدايات الثورة والأحداث التي كانت تحدث في مختلف محافظات بلدنا، بحيث كانوا قد وضعوا جوائز على رؤوس شبابنا. فكانوا يمارسون حزّ الرؤوس في تلك الأيّام أيضا. ولكن لم تكن أجهزة التواصل منتشرة يومذاك لكي تصوّر جرائمهم بهذه الوسعة التي نجدها اليوم. ونحن قد شيّعنا أجسادا كثيرة في طهران بلا رؤوس إذ قد احتزّت رؤوسهم طمعا بالجوائز.
نفس هذه الممارسات الانفصاليّة والإرهابية التي تجدونها اليوم في المنطقة تذكرنا بذكريات السنين الأولى من الثورة. وكانت قد أوشكت هذه الذكريات أن تنسى على يد بعض الناس، وأرادوا أن يصوّروا العدوّ صديقا. ولكن من ألطاف الله هي أن قد حافظ على حقيقة الثورة الإسلامية في ظل الألطاف الخفيّة المتمثّلة بمعاناة الشعوب وابتلاءاتهم في منطقتنا هذه.

ينبغي أن لا ننسب الثورة إلى أنفسنا بل نحن منتمون إلى الثورة الإسلامية العالمية

أقول لإخوتي وأصدقائي الأعزاء أن لا نقل: «ثورتنا» أبدا ولا ننسب الثورة إلى أنفسنا، بل نحن ننتمي إلى ثورة إسلاميّة عالميّة. ونحن في إيران نشكّل قطعة من هذه الثورة، كما أن اليمن تشكّل قطعة أخرى من الثورة، وهناك قطعات أخرى. كذلك الشعب الفلسطيني المظلوم أيضا يشكّل قطعة أخرى من هذه الثورة.
منذ سنين وكان الجميع في انتظار تحقّق تحوّل وهبيب نسمة نقيّة جديدة في مسار تاريخ الثورة، إذ بعد ما يأتي الحق ويبدأ بانتصاراته، لابدّ أن تدعونا أهداف جديدة تبعث فينا القوّة والأمل وتفتح علينا آفاقا جديدة للانتصارات. وإن ثورة اليمن هي من تلك النسمات التي كان ينتظرها المؤمنون في المنطقة بتلهّف واشتياق.
تنطوي ثورة الشعب اليمني على معنى عميق جدّا لجميع المؤمنين المنتظرين لظهور الفرج. كما أنها تحمل نفس هذا المعنى لأعدائنا. في خضمّ هذه الجرائم التي ارتكبها أيادي الاستكبار في المنطقة أعني آل سعود، هناك ظاهرة فريدة نلاحظها وهي صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم غير المسبوقة.

يتبع إن شاء الله...



رد مع اقتباس