عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/09/19, 08:25 AM   #5
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي بعض النقاط حول المفاوضات النووية 2

لا يكرّر رجالنا السياسيّون قولهم: «نحن نتفاوض مع الدول العظمى»، فإن هؤلاء سرّاق ضخام/ ينبغي لرجالنا السياسيّين أن يكرّروا هذه الكلمة أكثر من أي شيء آخر/



إن استطاع مفاوضونا في خضمّ هذا المفاوضات أن يحصلوا على نتيجة مطلوبة، فسوف يحصلون على جائزة ووسام أكبر من قبل الشعب. كما سوف يخلّد اسمهم في التاريخ بمزيد من العزّ والشرف، لأنّنا قد فزنا بالرغم من كوننا «قد تفاوضنا مع سفلة العالم وسرّاقها»، وإلّا فالحصول على الحقّ عبر التفاوض مع إنسان منصف ليس بفنّ. لذلك ينبغي لرجالنا السياسيّين أن يؤكدوا على استكبار الأعداء وتفرعنهم أكثر من أيّ شيء آخر، وهذا ما سوف يزيد من امتيازهم. فلا ينبغي أن يكرّروا قولهم: «نحن نتفاوض مع الدول العظمى»، فليس هؤلاء دولا عظمى وحسب، بل هم سرّاق ضخام أيضا.

لابدّ لرجالنا السياسيّين أن يكرّروا هذه الكلمة أكثر من عامّة الشعب والعناصر الثوريّة. فإنّهم إن كرّروا هذه الكلمة سوف يصّدون كثيرا من الأضرار التي قد تلحق بهذا الشعب.


النقطة الثالثة) ما هو هدفنا وهدف العدو من هذه المفاوضات؟/ هدفنا الحقيقي هو تأمين مصالحنا


النقطة الأخرى التي يجب أن نلتفت إليها في هذه المفاوضات هي «ما هو هدفنا من هذه المفاوضات وما هو هدف أعدائنا منها؟». أنا أتعجّب لماذا لا تذكر هذه القضيّة بوضوح؟ إذ يمكن بيانها على أساس الوثائق والمستندات.

إن هدفنا الحقيقي من هذه المفاوضات هو تأمين مصالحنا. فليس هناك إخفاء شيء من هذا الجانب. هذا هو هدفنا الواضح وكلنا نطالب به. فمهما استطعنا أن ننتصر في هذا الميدان بخسائر وجروح أقلّ، فهو أفضل ويدلّ على عقلانيّة وذكاء أكثر. فنحن كما نعتبر الحرب وسيلة لدفاعنا المقدّس، كذلك ننظر إلى المفاوضات كوسيلة للدفاع المقدّس. فنحن في كلا الحالتين بصدد الدفاع عن أنفسنا. هذا من جانب.


هدف الأعداء من المفاوضات هو القضاء علينا/ وقد صرّحوا بهدفهم علنيّا بعض الأحيان



ومن جانب آخر يجب أن نرى إلى ماذا يهدف أعداؤنا في هذه المفاوضات؟ فهل يتفاوض الأعداء من أجل تعزيز أمن العالم واقعا؟! لو كانوا يحرصون على أمن العالم لما صنعوا داعش! ولو كانوا بصدد تعزيز أمن العالم لما بالغوا في دعمهم لإسرائيل سفاكة الدماء، ولما ارتكبوا هذا الكمّ الهائل من الجرائم بشكل مباشر! فما الذي يهدف إليه أعداؤنا من هذه المفاوضات؟ إنهم بصدد القضاء علينا.

لقد جلس أعداؤنا على طاولة التفاوض، لكي تؤدّي هذه المفاوضات إلى زوالنا، أمّا نحن فقد جلسنا على طاولة التفاوض لندافع عن أنفسنا. فلابدّ أن نتوخّى الحيطة ونعرف أن هدفهم من هذه المفاوضات هو القضاء علينا. إنهم يردّدون هذا المعنى بين أنفسهم وقد صرّحوا بذلك علنيا أحيانا أن: «نحن نهدف عبر هذه المفاوضات إلى تضعيف قوّة إيران العسكريّة، حتى إذا هجمنا عليها ننتصر!» فقد أفصحوا عن نيّتهم بشكل علني وهي أنهم حضروا هذه المفاضات ـ التي يبدو أنها حول القضايا النوويّة بحسب الظاهر ـ بهدف القضاء علينا.

كلما كان ينتهي صدّام إلى طرق مسدودة في الحرب كان يطالب بالتفاوض/ بعد القبول بالتفاوض، تصدّى صدّام لاحتلال طهران بدلا من خرمشهر!



إن حقيقة هذه المفاوضات هي أننا نتفاوض في سبيل الدفاع عن أنفسنا، بينما هم يتفاوضون من أجل الهيمنة على شراييننا الحياتية ومن أجل تضعيفنا والقضاء علينا.

كان صدّام كلّما يعجز عن التقدّم في الجبهات، يطالب بالتفاوض، بينما كان الإمام(ره) يرفض ذلك. ولكن بعدما قبل الإمام بالتفاوض اتضح هدف صدّام من إصراره على ذلك! فما إن قبل الإمام(ره) بالقرار598، أرسل صدّام قوّات شرسة مدجّجة بالمدفعيّات والصواريخ والطائرات ليقصفوا قلب طهران! كان أقصى هدفهم قبل التفاوض خرمشهر، أمّا بمجرّد أن قبلنا بالتفاوض عمدوا إلى قصف طهران. طبعا إن مجاهدينا قد تصدّوا لهم وقضوا عليهم.


لم تنته الحرب بعد القرار598، بل شنّ العدوّ بعدها هجمة شرسة وصعّد من عدوانه


يقال في تاريخ الدفاع المقدّس عادة: «إن الدفاع المقدّس الثماني هو الذي أدّى إلى قبول القرار 598، فانتهت الحرب بعد قبول القرار!» في حين أن هذه كذبة كبيرة. لابدّ أن نحكي تاريخ الدفاع المقدّس هكذا: «لقد دافع الناس ثماني سنين، وطردوا العدوّ، أمّا بعد القبول بقرار إيقاف القتال تقدّم العدوّ واحتلّ بعض المناطق التي كان قد فقدها خلال شهر واحد. فاستمرّ الناس بدفاعهم وأضافوا إلى تلك السنين الثماني أشهرا عدّة. ثم بعد ذلك انتهت الحرب». هذا هو الواقع في تاريخ الحرب.

فلا يتوهّم أحد قائلا «أرأيتم كيف انتهت الحرب وقلّت الضحايا بعد القبول بقرار إيقاف القتال؟!» في حين أن الواقع هو أنه هجم العدو مباشرة بعد القبول بالقرار واستولى على الأراضي المحرّرة من جديد. فلا يجوز لأحد أن يحرّف تاريخ تلك الأيام لشبابنا.

بعد ما قبلنا بالقرار، صعّد العدو من هجماته. اقرأوا قصّة عمليات المرصاد لتتعرّفوا على أسبابها. لم يكن يجرأ العدوّ في تلك الأيام على القيام بعمليّات وشنّ حملة ضدّنا، ولكن بمجرّد أن قبلنا بالقرار شنّوا هجمة شرسة ضدّنا.


بناء على حقائق التاريخ، يجب أن نتأهّب للحضور في الجبهات بعد أي اتفاق مع العدوّ/ لم يهدف العدوّ من هذه المفاوضات إلى شيء غير الهجوم علينا



أيّ شيء نقبل به في هذه المفاوضات، فسوف يستخدمونه كمقدّمة للقضاء علينا. لذلك لابدّ أن نتأهّب. إذا أردنا أن نأخذ درسا من التاريخ لابدّ أن نقول: «يجب أن نتأهب للحضور في الجبهات بعد أي اتفاق عقدناه مع العدوّ». وبالتأكيد إن استعدادنا وتأهّبنا هذا قد يرجع العدوّ إلى الوراء. ولكن يجب أن نعرف أنه لم يهدف العدوّ من هذه المفاوضات إلى شيء غير الهجوم علينا.

يجب أن نعرف أننا نتفاوض مع أعدائنا، وهدف عدوّنا إزالتنا بينما هدفنا الدفاع عن أنفسنا. لذلك عندما ندخل في هذه المفاوضات يجب أن نعرف أن كلّ خطط العدوّ تصبّ في إبادتنا. وكيف لا؟! فهل جاء وتفاوض وخطّط ليمنحنا بعض المصالح؟!


النقطة الرابعة) لعلّ الفائدة الوحيدة التي كسبناها في هذه المفاوضات هي اعترافات أعدائنا بعد قراءة بيان الاتفاق/ أعداؤنا: لو لم نصل إلى اتفاق، لانهار الحصار


النقطة الأخرى التي يجب أن نقف عندها حول هذه المفاوضات، هي اعترافات الأعداء والتي لعلّها هي الفائدة الوحيدة الحاصلة لنا في هذه المفاوضات. لعلّ الفائدة الوحيدة التي كسبناها في هذه المفاوضات هي اعترافات أعدائنا بعد قراءة بيان الاتفاق، وما صرّح به وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الجمهورية الأمريكي. لعلّ الفائدة الوحيدة التي حصلنا عليها في هذه المفاوضات هي أن رأينا أن الحقيقة التي كان ينادي بها الشيخ مطّلبي، جرت على لسان رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الأمريكيين. فقد قالا بكلّ صراحة: «إن لم نكن نتفاوض ولم نصل إلى اتفاق، لانهار الحصار».

فقد كان الحصار على وشك الانهيار بشكل تلقائي، وهذا ما صرّح به رئيس الجمهورية الأمريكي نفسه. هل هذا الكلام صحيح؟ إن كان صحيحا، فيدلّ على أن رجالنا السياسيّين قد أخطأوا في هذين السنتين الماضيتين، وقد تحدّثوا مع الناس بكلام خاطئ. والآن نحن نخشى أن نثبّت هذا الحصار بأنفسنا. نحن لم نعترف لحد الآن بقوانين الحصار فكان الأعداء قد فرضوا علينا الحصار من جانب واحد. فلا يقم نوّاب المجلس الشورى الإسلامي ومجلس الأمن القومي الأعلى بتوقيع هذا الاتفاق، بحيث إذا تمّ حصار علينا في المستقبل يكون بتوقيعنا! نحن لم نعترف بهذا الحصار ولم نوقّع عليه بعد، وقد أوشك الحصار بالزوال تلقائيا، أمّا الآن فسوف لا يزول، لأنهم يقولون: أنتم الذين وقّعتم على بقاء هذا الحصار!

يتبع إن شاء الله...










رد مع اقتباس