الخامس عشر من شهر رمضان: توجه سفير الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
خرج السبط الشهيد مع أهل بيته قاصداً بيت الله الحرام
خرج في ليلة ظلماء ذات برقٍ ورعد
خرج خائفاً كخروج موسى { خائفاً يترقب}
وبعد خمسة أيام
حط الركب الحسيني الأرض المقدسة
..............
كان أهل الكوفة قد بلغهم هلاك معاوية
وإمتناع المولى عن بيعة يزيد وتوجهه إلى مكة المكرمة
فكتبوا إليه يسألوه القدوم إليه
ومن جُملة ما كُتب إليه:
( أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار واعشوشبت الأرض وأورقت الأشجار، فأقدم فإنما تقدم على جند لك مجندة ، والسلام)
وتتوالى الرسل
محملةً بالكتب
حتى إذا بلغت كتبهم النهاية
إرتأى السبط أن يرسل لهم من يستطلع نياتهم
ويستيقن أمرهم
ليقرر الإمام بعد ذلك الأنسب
ولا بد لرسوله أن يكون مخلصاً
شجاعاً
حكيماً
وقد اجتمعت هذه الصفات في مسلم بن عقيل
فنال بذلك وساماً كان يتمنى الجميع نيله
فأصبح رسول الحسين عليه السلام
........................
كتب الإمام الحسين عليه السلام كتاباً جاء فيه:
(أما بعد: فإن سعيداً وهانياً قدما بكتبكم وكانا آخر من قدم من رسلكم، وقد فهمت كل الذي ذكرتم ومقالة جلكم، أنه ليس لنا إمام غيرك، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى ودين الحق، وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي والمفضل عندي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليَّ أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم، فإني أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله، والسلام)
ودعا بثقته مسلم بن عقيل
ليرسله إلى الكوفة
موصياً إياه بتقوى الله
وكتمان أمره
وأخذ البيعة من الناس
وعهد إليه بالتعجيل إليه إن رأى إجتماع الناس إليه
...............
خرج شهيد الكوفة في النصف من شهر رمضان المبارك سنة 60هـ
متجها نحو الكوفة الغادرة
ماراً في طريقه على مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حتى صلى في مسجد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
وخرج مودعاً أهل بيته
حاملاً رسالة السبط الشهيد
إلى أُناس نصروه بألسنتهم
وقاتلوه بسيوفهم
نسألكم الدعاء
stdv hgsf' dj[i Ygn hg;,tm