عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/30, 07:45 PM   #5
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

فجورها وتقواها " " بل يريد الانسان ليفجر أمامه " " أم نجعل المتقين كالفجار " كيف جعل الفجور - من فجر العيون - لطغيان النفس وطاعة الهوى.
(2) ترى أيكون استعمال لفظ " لعلكم تتقون " لافادة العنيين: " اتقاء الله، واتقاء النار " أو أحدهما مرددا؟ ! أو يمكن أن يكون له مفهوما جامعا ينطبق عليهما بالمطابقة والالتزام؟ أقول: ينبغى ذكر امور: الاول: أن " اتقوا " في كلام الله متعلق بأمرين: " اتقوا الله حق تقاته " ال عمران: 102، " اتقوا يوما " البقرة: 48، 123، 281 " اتقوا النار التى اعدت للكافرين " ال عمران: 131.
ولا ريب - حقيقة واعتبارا - أن اتقاء الله بطاعته وعبادته سبب لاتقاء النار والوقاية منها، فاذا لم يصرح بما يتقى، فالمراد هو الاتقاء " مطلقا " الذى ينطبق عليهما موردا وقهرا.
(34/5)

الثانى: أن " لعلكم تتقون " متعلقة ظاهرا ب‍ " اعبدوا " دون خلقكم، ونظيره قوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة: 183.
الثالث: أنه فرق بين أن يقول " اعبدوا ربكم.
لعلكم تتقون " أو يقول " ربكم الذى خلقكم.
لعلكم تتقون " فالتوصيف ب‍ " ربكم الذى خلقكم " يشعر بالربط بين الخلق و وجوب العبادة، كما صرح به في قوله تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " الذاريات: 56 فاذن يحصل لنا - من مجموع الايات: " اعبدوا ربكم الذى خلقكم.
لعلكم تتقون ومن التصريح في " ليعبدون "، وآيات في فضل المتقين، وقوله تعالى: " وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء " الزمر: 61 " فوقاهم الله شر ذلك اليوم " الانسان: 11 - أن للانسان مراحل من الخلقة إلى استكماله وخلوده في مقام أمين، وأن الله واقيه لا يمسه سوء ولا شر من اليوم الموعود.
واجماله أن الله أراد أن يعبد، فخلق الخلق، ثم هداه إلى معرفة ذاته وقدرته وجلاله وألهمه الفجور والتقوى ليكون بالمشيئة: اما شاكرا، واما كفورا، ثم يختار أن يكون عن معرفة وتذلل عبدا لله مطيعا خاضعا، ثم يطيعه لا يعصيه اتقاء بعبادته تسبيبا إلى اتقاء النار التى وعدها الله الكافرين فاذا اتقى ولبس درع التقوى وعبد، فكأنه احترز بحرز لا يمسه سوء.
فاذا عرفت ذلك، أقول: " لعلكم تتقون " جامع مطلق لم يخص باتقاء الله أو النار، فله التوجيهان والتوجيه بأيهما صحيح يفيد مفهوما انطباقيا.
فاذا وجه قوله " لعلكم تتقون " - طبقا للموضوع المتسلسل المتقدم - إلى " خلقكم " فالمناسب اتقاء الله بعبادته المستلزم لاتقاء النار.
واذا وجه إلى " اعبدوا " فالمناسب اتقاء النار الحاصل بالعبادة المستوجب لما حتم الله على المتقين بقوله " ينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم سوء العذاب ".
[141]
(34/6)

أحدهما خلقكم، وخلق الذين من قبلكم لعلكم - كلكم - تتقون، أي لتتقوا كما قال الله تعالى: " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "(1) والوجه الاخر: اعبدوا [ربكم] الذي خلقكم، والذين من قبلكم، أي اعبدوه
___________________________________
(1) الذاريات: 56.
(*)
[142]
لعلكم تتقون النار " ولعل " من الله واجب لانه أكرم من أن يعني(1) عبده بلا منفعة ويطمعه في فضله ثم يخيبه، ألا تراه كيف قبح من عبد من عباده، إذا قال لرجل: اخدمني لعلك تنتفع بي وبخدمتي، ولعلي أنفعك بها.
فيخدمه، ثم يخيبه ولا ينفعه، ف‍ [ان] الله عزوجل أكرم في أفعاله، وأبعد من القبيح(2) في أعماله من عباده(3) قوله عزوجل: " الذى جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء ا وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ": 22 .
72 - قال الامام الحسن بن على عليهما السلام: قال الله عزوجل: " الذى جعل لكم الارض فراشا " جعلها ملائمة لطبائعكم، موافقة لاجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمى(4) والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة(5) فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء




توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس