عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/07/02, 05:58 PM   #3
قبس نور وهدى

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3888
تاريخ التسجيل: 2015/07/02
المشاركات: 51
قبس نور وهدى غير متواجد حالياً
المستوى : قبس نور وهدى is on a distinguished road




عرض البوم صور قبس نور وهدى
افتراضي


فوائد الإفطار على التّمر في التّغذية

في فطر النّبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم على الرّطب، أو على التّمر، أو الماء، تدبير لطيف جدّاً، فإنّ الصّوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد، وأحبّه إليها، ولا سيّما إن كان رطباً، فيشتدّ قبولها له، فتنتفع به هي والقوى، فإن لم يكن فالتّمر لحلاوته وتغذيته، فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصّوم، فتنتبه بعده للطّعام وتأخذه بشهوة.
(الطّبّ النّبويّ لابن قيّم الجوزيّة ص240)

وتستطيع المعدة هضم التّمر وامتصاص السّكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بعض السّاعة، فتسير في الدّم بسرعة حاملة الوقود إلى الدّماغ والعضلات ... وعلى هذا الأساس ينصح الأطبّاءُ الصّائمينَ الذّين يشعرون بالدّوخة والتّراخي وزوغان البصر بتناول كمّيّة من السّكاكر، ولا سيّما السّكاكر الطّبيعيّة الموجودة في التّمر، إذ تزول الدّوخة، ويزول الكسل خلال نصف ساعة تقريباً.. فالصّائم يستنفد في نهاره عادةً معظم وقود جسده، أيّ يستنفد السّكّر المكتنز في خلايا جسمه، وهبوط نسبة السّكّر في الدّم عن حدّها المعتاد هو الّذي يسبّب ما يشعر به الصّائم من ضعف وكسل وزوغان في البصر، وعدم قدرة على التّفكير أو الحركة. لذا كان من الضّروريّ أن نمدّ أجسامنا بِمقدار وافر من السّكّر ساعة الإفطار، لا أن نمدّها بكمّيّات كبيرة من الموادّ الدّهنيّة والنّشويّة... فالصّائم المتراخي المتكاسل في أواخر يوم صيامه تعود عليه قواه سريعاً، ويدبّ النّشاط إلى جسمه في أقل من ساعة إذا اقتصر في إفطاره على الموادّ السّكّريّة ببضع تمرات مع كوب ماء أو كوب حليب، وبعد ساعة يقوم الصّائم إلى تناول عشائه المعتاد... أمّا إذا اقبل الصّائم الجائع على المائدة -كما هو شائع - يلتهم الزّفر من مرق وسمن، ويعقبها بمختلف الحلويّات والفاكهة، ثمّ يردفها بكوب أو ثلاث من الماء تمدّد العصارة المعويّة وتبطل مفعولها، فإنّ سوء الهضم وتعفّن الأمعاء سيكون حتماً من نصيبه، وسيلازمه الشّعور بالإعياء والإحساس بالدّوخة والتّعب ... وسيظلّ الدّم فقيراً إلى ما يحتاجه الصّائم من وقود السّكّر لأنّ المعدة لن تنتهي من هضم وجبة الإفطار الدّهنيّة قبل مضيّ سبع ساعات أو أكثر، وستبقى حجيرات الجسم تئنّ وتصرخ طالبة غذاءها الذّي لم يصلها رغم وصوله للمعدة ... وصراخها يترجم عادةً بالتّراخي والدّوخة وزوغان البصر وعدم استطاعة صاحبها القيام بأعماله الجسديّة والفكريّة . ولو اتّبع المسلمون في صيامهم سنّة الرّسول العظيم فافتتحوا إفطارهم ببضع تمرات وكوب واحد من الماء أو اللّيمونادة أو عصير البرتقال لجنوا فوائد الصّيام الصّحّيّة، ولحقّقوا عندئذ ما جاء في الحديث الشّريف :" صوموا تصحّوا "، ولنتذكّر دائماً أن ليست العبرة بالتّغذية في كمّيّات الطّعام الوفيرة الدّاخلة في أفواهنا، بل بأنواعها ... أي ليست العبرة في الكمّ، ولكنّها في الكيف. فرُبّ وجبة صغيرة حَوَت الموادّ السّكّريّة والمعادن والفيتامينات كالتّمر مع قليل من الخبز أو الحليب أو اللّحوم عادت على الصّائم بالصّحّة، وأمدّته بالقوّة أكثر من وجبة مكتظّة بأصناف الأطعمة الدّسمة أو المقبّلة، تعسر الهضم، وتسيء إلى المعدة والكبد فتسمّم الجسم ..
(الغذاء لا الدّواء ص126 - 128)



رد مع اقتباس