غياب الامام المهدي
واما غياب هذا الامام عن الانظار فاهم اسبابه هوالحفاظ علي حياته لكونه مُدّخَرا ليوم عظيم ولمهمة عالمية كبري ولعدم توفر الارضية المناسبة لممارسته القياده جهرا ً، أو لسبب وجيه ٍآخر.
ظ،) عقد الدرر في اخبار الامام المنتظر للمقدسي والكتب السالفة الذكر.
ولهذه الحالة نظائر عديدة في تاريخ القادة الالهيين التاريخيين كالنبي موسي الذي غاب عن قومه مدة من الزمان، حتي انه حدث في قومه اضطراب ٌ بل وارتدادٌ.
وكذا رسول الله(ص) الذي انقطع عن أمته والمؤمنين به في مرحلة الهجرة من مكة الي المدينة ، ومقدار المدة في هاتين الحالتين وان كان قصيرا ً إلا ان ذلك غيرضائر، ما دام السبب في الحالتين وحالة الامام المهدي واحدة ، وهي المصلحة العليا.
كما ان انقطاع الناس عنه لا يعني انقطاعه عنهم ، وعدم تمكن الناس من رؤيته لايعني بالضرورة عدم تمكنه من رؤيتهم.
والحضور الفعلي للامام بين الناس ليس شرطا ً في تحقق عنوان الامامة ، بل يكفي أن الناس في عهده يؤمنون بوجوده في عالمهم مع وقوفه علي أحوالهم
، وإطلاعه علي أوضاعهم، بما مكَّنه من ذلك من خلال آليّة خاصة يعلمها الله تعالي ، كيف لا وهو خليفته علي الارض، وحجته علي العباد؟
وما اروع ما قاله الا مام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع):
«اللهم بلي لا تخلو الارض من قائم ٍ لله بحجة، إما ظاهراً مشهورا ً وإما خائفا ً مغمورا ً،لئلا تبطل حججُ الله وبيناته» ظ،.
وايضا ً لا يضير عدم حضوره بين الناس في تحقق عنوان البيعة المذكورة في حديث:
«من مات وليس في عنقه بيعة(أي لإمامٍ حق) مات ميتة جاهلية » مادام الناسُ يتبعون نوابَه الخاصّين، او العامّين وهم الفقهاء.
ظ،) نهج البلاغة قصار الحكم ظ،غ´ظ§.