عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/06/25, 10:58 PM   #9
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

واليك الادلة على مطابقة عقائد اليهود والنصارى الباطلة لعقائد الوهابية واهل السنة

1-التجسيم

اعترف ائمة الوهابية بان توحيدهم ماخوذ من اليهود



ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وعقائدهما اليهودية

بعض النواصب خفظهم الله يصرون الا على الاتهام مستعملين كلمات امثال الديانة الشيعية والاصول اليهودية وما شابهها من العبارات.

وسنبين من يستقي عقائده من اليهود ومن يستقيها من القران والسنة, فبعد ان تبين لي ان بعض حمقى الحشوية ناصبي يرد على رسول الله احاديثه, قررتُ ان ابين العقيدة اليهودية لابن تيمية في ركن الاسلام الاصيل الا وهو التوحيد واتهموا النبي بان علماء اليهود يعلمونه وهو مما استندوا اليه بالتجسيم ففي صحيح البخاري:6/33: (عن عبد الله بن عمر قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك! فضحك النبي (ص) حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر)!

قال ابن عبد الوهاب في كتاب المسمى (التوحيد) عن حديث الحاخام:
(فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله: والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة.
الثانية: أن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه (ص) لم ينكروها ولم يتأولوها.
الثالثة: أن الحبر لما ذكر ذلك للنبي (ص) صدقه، ونزل القرآن بتقرير ذلك!
الرابعة: وقوع الضحك الكثير من رسول الله (ص) عنده، لما ذكر الحبر هذا العلم العظيم.
الخامسة: التصريح بذكر اليدين، وأن السموات في اليد اليمنى والأرضين في الأخرى.
السادسة: التصريح بتسميتها الشمال.
السابعة: ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك.
الثامنة: قوله كخردلة في كف أحدهم.
التاسعة: عظمة الكرسي بنسبته إلى السماوات.
العاشرة: عظمة العرش بنسبته إلى الكرسي.
الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي والماء.
الثانية عشرة: كم بين كل سماء إلى سماء.
الثالثة عشرة: كم بين السماء السابعة والكرسي.
الرابعة عشرة: كم بين الكرسي والماء.
الخامسة عشرة: أن العرش فوق الماء.
السادسة عشرة: أن الله فوق العرش.
السابعة عشرة: كم بين السماء والأرض.
الثامنة عشرة: كثف كل سماء خمسمائة سنة.
التاسعة عشرة: أن البحر الذي فوق السماوات بين أسفله وأعلاه مسيرة خمسمائة سنة).

قال ابن تيمية في كتابه (العقل في فهم القرآن) ص88، ما لفظه:

(ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن أن جمهور اليهود لاتقول إن عزير (كذا) ابن الله وإنما قاله طائفة منهم، كما قد نقل أنه قال فنحاص بن عازورا، أو هو وغيره. وبالجملة، إن قائلي ذلك من اليهود قليل، ولكن الخبر عن الجنس كما قال:الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم.
فالله سبحانه بين هذا الكفر الذي قاله بعضهم وعابه به.
فلو كان ما في التوراة من الصفات التي تقول النفاة إنها تشبيه وتجسيم فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيهاً وتجسيماً بل فيها إثبات الجهة، وتكلم الله بالصوت، وخلق آدم على صورته وأمثال هذه الأمور، فإن كان هذا مما كذبته اليهود وبدلته، كان إنكار النبي (ص) لذلك، وبيان ذلك أولى من ذكر ما هو دون ذلك! فكيف والمنصوص عنه موافقٌ للمنصوص في التوراة! فإنك تجد عامة ماجاء به الكتاب والأحاديث في الصفات موافقاً مطابقاً لما ذكر في التوراة!! وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله مما يمتنع في العادة توافق المخبرين به من غير مواطأة وموسى لم يواطئ محمداً، ومحمد لم يتعلم من أهل الكتاب، فدل ذلك على صدق الرسولين العظيمين وصدق الكتابين الكريمين).

فمن ها هنا يُعلم اي عقيدة يتبناها هؤلاء, ومن اين يأخذون عقائدهم اليهودية الفاسدة من الحاخامات.



التحذير من الفكر اليهودي :

المطلع على عقيدة المجسمة من فرق الإسلام ، لا يشك في صلة عقيدتهم ـ البعيدة كل البعد عن منطق العقل والقرآن ـ بالتوراة المحرفة ، والتي صورت الله عز وجل كموجود محدود مركب مادي خاضع للمكان والزمان والحركة بجميع أقسامها وأشكالها . والمطلع على كتب التاريخ والتراجم يعلم جيداً ، بأن هنالك مجموعة من الشخصيات اليهودية تسترت بالإسلام من أجل تمرير ما في التوراة من تصورات منحرفة و معتقدات فاسدة عن الخالق عز وجل الذي يحكم العقل بتنزيهه والنقل بقدسيته عن كل صفات الخلق الناقصة والمحدودة قال عز وجل (( ليس كمثله شيء )) و (( لم يكن له كفوا أحد )) . وقد حذر الله تبارك وتعالى من خلال القرآن الكريم والرسول العظيم المسلمين من خطر إتباع اليهود والأخذ بأفكارهم :
1ـ قال عز وجل (( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )).
2ـ وقال عز وجل (( لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )) .
3ـ وقال عزوجل (( وقالت اليهود يد الله مغلولة )) .
4ـ وقال عز وجل (( وقالت اليهود عزيرا بن الله )) .
5 ـ وقال عز وجل (( يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله )) .
6 ـ الدر المنثور / ج: 5 ص: 148 :
وأخرج ابن الضريس عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها فقال يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوتكت اليهود والنصارى أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولكني أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصاراً !!
7ـ مسند أحمد / ج: 3 ص: 470 :
( ... عن عبدالله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ؟ قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبدالله : فقلت له ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً . قال فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم . إنكم حظي من الأمم أنا حظكم من النبيين !
8ـ مجمع الزوائد / ج: 1 ص: 173 :
وعن عبدالله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله يعني ابن ثابت فقلت ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال عمر رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً قال فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين. رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
9ـ الدر المنثور / ج: 2 ص: 48 :
وأخرج أحمد عن عبدالله بن ثابت قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم أنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين .
وأخرج أبويعلى عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا إنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق وإنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني .
10ـ سنن الدارمي / ج: 1 ص: 115 :
( ... عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى رسول الله صلى الله عيله وسلم بنسخة من التوراة فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت ، فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير ، فقال أبو بكر : ثكلك الثواكل ما ترى بوجه رسول الله ! فنظر عمر إلى وجه رسول الله فقال : أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً . فقال رسول الله صلى الله عيله وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدأ لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك نبوتي لا تبعني ) .
11ـ كنز العمال / ج: 1 ص: 370 :
1628 ـ عن جبير بن نفير عن عمر قال : انطلقت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتيت خيبر فوجدت يهودياً يقول قولاً فأعجبني فقلت هل أنت مكتبي بما تقول ؟ قال نعم ، فأتيته بأديم فأخذ يملي علي فلما رجعت قلت : يا رسول الله إنى لقيت يهودياً يقول قولاً لم أسمع مثله بعدك ! فقال : لعلك كتبت منه ؟ قلت : نعم قال : ائتني به فانطلقت فلما أتيته قال : أجلس إقراه فقرأت ساعة ونظرت إلى وجهه فإذا هو يتلون فصرت من الفرق لا أجيز حرفاً منه ، ثم رفعته اليه ثم جعل يتبعه .
12ـ كنز العمال / ج: 1 ص: 370 :
1628 ـ ( عن جبيربن نفير ) عن عمر قال انطلقت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتيت خيبر فوجدت يهودياً يقول قولاً فاعجبني فقلت هل أنت مكتبي بما تقول ؟ قال : نعم ، فأتيته بأديم فاخذ يملى على فلما رجعت قلت : يا رسول الله إني لقيت يهودياً يقول قولاً لم أسمع مثله بعدك فقال : لعلك كتبت منه ؟ قلت : نعم قال : ائتني به فانطلقت فلما أتيته قال : اجلس إقرأه فقرأت ساعة ونظرت إلى وجهه فإذا هو يتلون فصرت من الفرق لا أجيز حرفاً منه ، ثم رفعته إليه ثم جعل يتبعه صلى الله عليه وسلم رسماً رسماً يمحوه بريقه وهو يقول لا تتبعوا هؤلاء فإنهم قد تهوكوا حتى محاً آخر حرف.
13ـ مجمع الزوائد / ج: 1 ص: 173 :
عن عمر بن الخطاب وذكر قصة قال فيها انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي في يدك يا عمر قال قلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاةجامعة فقالت الأنصار أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم السلاح السلاح فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي اختصاراً ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون.
أقول : رغم محاولة ابن الخطاب المتكررة لانتزاع اعتراف من الرسول بما عند اليهود إلا أن الرسول صلى الله عليه وآله لم ينفك عن التحذير منهم والنهي عن الأخذ بما عندهم . وهنا نقف على وجه الضعف في قول ابن تيمية (( وأما الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيثبتون إثباتاً مفصلاً وينفون نفياً مجملاً ! يثبتون لله الصفات على وجه التفصيل وينفون عنه التمثيل ، وقد علم أن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيماً ! ومع هذا فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على اليهود شيئاً من ذلك!! ولا قالوا أنتم مجسمون ! ! بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من الصفات أقرهم الرسول على ذلك !! وذكر ما يصدقه كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب سبحانه وتعالى للسماوات والأرض المذكور في تفسير قوله تعالى : وما قدروا الله حق قدره الآية . . وقد ثبت ما يوافق حديث الحبر في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما . ولو قدر بأن النفي حق ، فالرسل لم تخبر به ! !)) منهاج سنته ج 2 ص 562 .
هل التزم المسلمون بهذا التحذير ؟
لكن للأسف لم يلتزم المسلمون بتحذير القرآن الكريم والرسول العظيم صلى الله عليه وآله من اليهود وما عندهم من أفكار منحرفة ، ولهذا هجمت المعتقدات اليهود لتشوه الكثير من المفاهيم الإسلامية عند بعض الفرق والمذاهب ، ومن أبرز تلك المفاهيم التي شوهت وبدلت (( مفهوم تنزيه الله تبارك وتعالى وتقديسه )).
يقول الشهرستاني: وضع كثير من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام، أحاديث متعددة في مسائل التجسيم والتشبيه، وهي كلّها مستمدة من التوراة. راجع الملل والنحل:1/117.
ويقول ابن خلدون، في مقام الحديث عن التفسير النقلي وأنّه كان يشتمل على الغث والسمين والمردود: والسبب في ذلك أنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنّما غلبت عليهم البداوة والأُمّية. وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء ممّا تتشوّق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة، وأسرار الوجود، فإنّما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى، ... مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد اللّه بن سلام وأمثالهم، فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وتساهل المفسرون في مثل ذلك، وملأوا كتب التفسير بهذه المنقولات، وأصلها كلها كما قلنا من التوراة أو ممّا كانوا يفترون . راجع مقدّمة ابن خلدون:439.
ويقول الدكتور أحمد أمين: اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه، وكعب الأحبار، وعبد اللّه بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج،وهؤلاء كانت لهم معلومات رووا عن التوراة والإنجيل وشروحها وحواشيها، فلم ير المسلمون بأساً من أن يقصوها بجانب آيات القرآن، فكانت منبعاً من منابع التضخيم . راجع ضحى الإسلام:2/139.
ويقول الشيخ محمد زاهد الكوثري المصري في تقديمه على كتاب «الأسماء والصفات» للحافظ أبي بكر البيهقي: إنّ مرويات حماد بن سلمة في الصفات، تجدها تحتوي على كثير من الأخبار التافهة تتناقلها الرواة طبقة عن طبقة، مع أنّه قد تزوج نحو مائة امرأة، من غير أن يولد له ولد منهن، وقد فعل هذا الزواج والنكاح فعله، بحيث أصبح في غير حديث ثابت البناني لا يميز بين مروياته الأصليّة وبين ما دسّه في كتبه ربيبه ابن أبي العوجاء، وربيبه الآخر زيد المدعو بـ«ابن حماد»، فضلّ بمروياته الباطلة كثير من البسطاء . ويجد المطالع الكريم نماذج شتّى من أخباره الواهية في باب التوحيد من كتب الموضوعات المبسوطة وفي كتب الرجال، وفعلت مرويات نعيم بن حماد مثل ذلك، بل تحمّسه البالغ أدّى به إلى التجسيم، كما وقع ذلك لشيخ شيخه مقاتل بن سليمان، وتجد آثار الضرر الوبيل في مروياتهما في كتب الرواة الذين كانوا يتقلّدونها من غير معرفة منهم لما في هذه الكتب ككتاب «الاستقامة» لخشيش بن أصرم، والكتب التي تسمّى بـ«السنّة» لعبد اللّه (ابن أحمد بن حنبل) وللخلال، و «التوحيد» لابن خزيمة وغيرهم ممّا تجد فيها ما ينبذه الشرع والعقل، ولا سيما كتاب النقض لعثمان بن سعيد الدارمي السجزيّ المجسّم فإنّه أوّل من اجترأ بالقول «إنّ اللّه لو شاء لاستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلّت به بقدرته فكيف على عرش عظيم» هذا بعض ما لعب به أعداء الإسلام في أُصول الدين. راجع نظرة في كتاب «الأسماء والصفات» للبيهقي مقدمة الشيخ محمد زاهد الكوثري:ص 5، وقال بمقالة السجزي ابن تيمية في كتابه «غوث العباد» المطبوع بمصر مطبعة الحلبي عام1351هـ.
ويقول أبو رية: لما قويت شوكة الدعوة المحمدية، واشتد ساعدها، وتحطمت أمامها كل قوة تنازعها، لم ير من كانوا يقفون أمامها، ويصدون عن سبيلها، إلاّ أن يكيدوا لها عن طريق الحيلة والخداع، بعد أن عجزوا عن النيل منها بعدد القوة والنزاع. ولما كان أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، لم يجدوا بدّاً من أن يستعينوا بالمكر، ويتوسّلوا بالدهاء، لكي يصلوا إلى ما يبتغون، فهداهم المكر اليهودي إلى أن يتظاهروا بالإسلام، ويطووا نفوسهم على دينهم، حتى يخفى كيدهم، ويجوز على المسلمين مكرهم. راجع أضواء على السنّة المحمدية:137. و قيل للأعمش: ما بال تفسير مجاهد مخالف؟ أو شيء نحوه قال: أخذه من أهل الكتاب ويكفي في ذلك أنّ مجاهداً الآخذ منهم فسر قوله تعالى: (عَسى أَنْ يَبْعَثَك رَبّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) قال: يجلسه معه على العرش. وأمّا عطاء، فقد قال أحمد: ليس في المراسيل أضعف من مراسيل الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كلّ أحد.
وقال النسائي: وأمّا مقاتل بن سليمان كان يكذب، وعن يحيى قال: حديثه ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم. راجع آلاء الرحمن:1/46، نقلاً عن الذهبي.
كعب الأحبار يهودي أحكم الخداع والدس :
لقد نقل لنا التاريخ منع الخلفاء من التحدث بحديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وقول الخليفة عمر (( حسبنا كتاب الله )) ، ونقل لنا ـ أيضا ـ بكل أمانة ووضوح فسح الخلفاء المجال للرهبان والأحبار كي يبثوا تعاليم كتبهم المحرفة والمبدلة بلا أي مزاحمة . وهذه ـ والله ـ مفارقة عصية على الفهم ، يتحجر أمامها العقل السليم والفكر المستقيم .كيف يمنع نقل حديث الرسول من نفس خلفاء الرسول ، في الوقت الذي يسمح فيه بنقل خزعبلات الرهبان وترهات الأحبار ؟!!!وكيف يمنع مثل ابن مسعود وأبي ذر بالتحدث بحدث الصادق المصدق (( راجع تذكرة الحفّاظ 1 / 7 بترجمة عمر و طبقات ابن سعد 4 / 168 و والرواية في سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354 بترجمة أبي?ذر، واختزلها البخاري وذكرها في باب العلم قبل القول في صحيحه 1 / 161)) ويسمح لمثل كعب الأحبار بالحديث بحديث التوراة الكتاب المحرف والمزور ؟!! . ومن هو كعب الأحبار ، وما هو قدره بالمقارنة مع الصحابة الذين سمعوا من رسول الله وهم ينقلون عنه بالمباشرة ؟!!
قال سماحة المحقق الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله في كتاب بحوث في الملل والنحل ج1ص82 :
هو كعب بن ماتع الحميري، قالوا: هو من أوعية العلم ومن كبار علماء أهل الكتاب، أسلم في زمن أبي بكر، وقدم من اليمن في خلافة عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم، وأخذ هو من الكتاب والسنّة عن الصحابة، وتوفّي في خلافة عثمان، وروى عنه جماعة من التابعين، وله شيء في صحيح البخاري وغيره.
قال الذهبي: العلاّمة الحبر الذي كان يهودياً فأسلم بعد وفاة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر ، فجالس أصحاب محمد فكان يحدّثهم عن الكتب الإسرائيلية ويحفظ عجائب.
إلى أن قال: حدّث عنه أبو هريرة ومعاوية وابن عباس، وذلك من قبيل رواية الصحابي عن التابعي وهو نادر عزيز، وحدّث عنه أيضاً أسلم مولى عمر وتبيع الحميري ابن امرأة كعب.
وروى عنه عدّة من التابعين كعطاء بن يسار وغيره مرسلاً.
وقع له رواية في سنن أبي داود والترمذي والنسائي. سير أعلام النبلاء:3/489 ولاحظ تفسير ابن كثير :3/339 سورة النمل حيث قال: ـ بعد ما أورد طائفة من الأخبار في قصة ملكة سبأ مع سليمان ـ : والأقرب في مثل هذه السياقات أنّها متلقاة عن أهل الكتاب، ممّا وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب، سامحهما اللّه تعالى في ما نقلاه إلى هذه الأُمّة، من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب ممّا كان وما لم يكن، وممّاحرف وبدل ونسخ، وقد أغنانا اللّه سبحانه عن ذلك بما هو أصحّ منه وأنفع وأوضح وأبلغ.
ترى الذهبي أيضاً في كتابه«تذكرة الحفاظ» يعرفه بأنّه من أوعية العلم . تذكرة الحفاظ :1/52.
ومعنى ذلك أنّ الصحابة كانوا يعتقدون أنّه من محال العلم والفضل، ولهذا السبب أخذ عنه الصحابة وغيرهم. وعندئذ يسأل: إذا أخذ عنه الصحابة وغيرهم على أنّه من أوعية العلم، فما هو ذاك الذي أخذوه عنه؟ هل أخذوا عنه سوى الإسرائيليات المحرّفة والكاذبة؟ فإنّه لم يكن عنده ـ على فرض كونه صادقاً ـ سوى تلك الأساطير والقصص الموهومة. فهل تسعد أُمّة أخذت معالم دينها عن المحدّث اليهودي، المعتمد على الكتب المحرفة بنص القرآن الكريم؟! ولكن كما قلنا، هذا الفرض مبني على كونه صادقاً، أمّا إذا كان كاذباً فالخطب أفدح وأجل، ولا يقارن بشيء.
والمطالع الكريم في مروياته يقف على أنّه يركز على القول بأمرين: التجسيم والرؤية، وقد اتخذهما أهل الحديث والحنابلة من الآثار الصحيحة، فبنوا عليهما العقائد الإسلامية وكفروا المخالف، وإليك كلا الأمرين:
الأول : تركيزه على التجسيم .
إنّ الأحاديث المنقولة عن ذلك الحبر اليهودي، تعرب بوضوح عن أنّه نشر بين الأُمّة الإسلامية فكرة التجسيم، التي هي من عقائد اليهود. قال: إنّ اللّه تعالى نظر إلى الأرض فقال: إنّي واطئ على بعضك، فاستعلت إليه الجبال وتضعضعت له الصخرة، فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمه، فقال: هذا مقامي، ومحشر خلقي، وهذه جنتي وهذه ناري، وهذا موضع ميزاني، وأنا ديان الدين . حلية الأولياء:6/20.
ففي هذه الكلمة من هذا الحبر، تصريح بتجسيمه سبحانه أوّلاً: وقد شاعت هذه النظرية بين أبناء الحديث والحشوية منهم; وثانياً: التركيز على الصخرة التي هي مركز بيت المقدس; وثالثاً: أنّ الجنة والنار والميزان ستكون على هذه الأرض، ومركز سلطانها سيكون على الصخرة، وهذا من صميم الدين اليهودي المحرف.
الثاني : تركيزه على رؤية الله .
ومن كلامه أيضاً: إنّ اللّه تعالى قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ . الشرح الحديدي:3/237.
وقد صار هذا النصّ وأمثاله مصدراً لتجويز فكرة رؤية اللّه سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، وبالأخص في الآخرة، وقد صارت هذه العقيدة اليهودية المحضة، إحدى الأُصول التي بني عليها مذهب أهل الحديث والأشاعرة.
ومن أعظم الدواهي، أنّ الرجل خدع عقول المسلمين وخلفائهم، فاتّخذوه واعظاً ومعلماً ومفتياً يفتيهم. وهنالك شواهد على ذلك:
منها : التزلف الى الخليفة الثاني .
قال ابن كثير: أسلم كعب في الدولة العمرية، وجعل يحدّث عمر عن
كتبه قديماً، فربما استمع له عمر، فترخّص الناس في استماع ما عنده، ونقلوا ما عنده عنه غثّها وسمينها. وليس لهذه الأُمّة ـ و اللّه أعلم ـ حاجة إلى حرف و احد ممّا عنده . تفسير ابن كثير:4/17 .
إنّ لهذا الرجل أساليب عجيبة في اللعب بعقول المسلمين وخلفائهم، وإليك نماذج منها:
أ. قال كعب، لعمر بن الخطاب: إنّا نجدك شهيداً وإنّا نجدك إماماً عادلاً، ونجدك لا تخاف في اللّه لومة لائم. قال:هذا لا أخاف في اللّه لومة لائم فأنى لي بالشهادة . حلية الأولياء:5/388ـ 389.
ترى أنّه كيف يتزلّف إلى الخليفة، ويتنبّأ بشهادته وقتله في سبيل اللّه.
ب. نقل أبو نعيم أيضاً: أنّ كعباً مر بعمر، وهو يضرب رجلاً بالدرة. فقال كعب: على رسلك يا عمر، فوالذي نفسي بيده إنّه لمكتوب في التوراة، ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء، ويل لحاكم الأرض من حاكم السماء; فقال عمر: إلاّ من حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده إنّها لفي كتاب اللّه المنزل، ما بينهما حرف: إلاّ من حاسب نفسه . المصدر السابق.
وهذه الجملة تعرب عن أنّ كعباً كان يتزلّف إلى عمر، حتى إنّه يقرأ عليه نصّ التوراة المحرف لتصديق كلامه.
ج. وروي أيضاً: أنّ عمر جلد رجلاً يوماً وعنده كعب، فقال الرجل حين وقع به السوط: سبحان اللّه، فقال عمر للجلاد: دعه فضحك كعب، فقال له: وما يضحكك، فقال: والذي نفسي بيده إنّ «سبحان اللّه» تخفيف من العذاب. حلية الأولياء:5/389ـ 390.
والكلمة هذه محاولة من الحبر اليهودي، لتوجيه عمل عمر، عندما أمر الجلاّد بترك المجلود.
وهذه الأُمور صارت سبباً لجلب عطف الخليفة، ففسح له التحدّث في عاصمة الوحي، وأوساط المسلمين.
ومنها: تزلّفه إلى عثمان
ومن الخطب الفادح، أنّه صار بأفانين مكره، موضع ثقة لعثمان ومفتياً له في الأحكام، يصدر الخليفة عن فتياه، ويعمل بقوله، وإليك ما يلي:
أ. ذكر المسعودي أنّه حضر أبو ذر، مجلس عثمان ذات يوم، فقال عثمان: أرأيتم من زكى ماله هل فيه حق لغيره؟ فقال كعب: لا يا أمير المؤمنين، فدفع أبو ذر في صدر كعب، وقال له: كذبت يا ابن اليهودي، ثمّ تلا ليسَ البرَّ أَنْ تُولّوا وُجُوهكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِوالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ البِرّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخرِ وَالمَلائِكةِ وَالكِتابِ والنَّبِيّينَ وَآتى المالَ عَلى حُبّهِ ذَوي القُربى وَاليَتامى وَالمساكِينَ وَابنَ السَّبيلِ والسائلينَ وَفِي الرِقابِ وَأقامَ الصَّلاةَ وَآتىَ الزَّكاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا) . البقرة:177.
فقال عثمان: أترون بأساً أن نأخذ مالاً من بيت مال المسلمين فننفقه في ما ينوبنا من أُمورنا ونعطيكموه؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في صدر كعب وقال: يابن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا، فقال له عثمان: ما أكثر أذاك لي، غيّب وجهك عنّي فقد آذيتنا .مروج الذهب:2/339 ـ 340.
ب. ونقل أيضاً: أتى عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فَنُضِدَ البدر، حتى حالت بين عثمان و بين الرجل القائل، فقال عثمان: إنّي لأرجو لعبد الرحمن خيراً، لأنّه كان يتصدّق، ويقري الضيف، وترك ما ترون; فقال كعب الأحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبوذر العصا فضرب بها رأس كعب، ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال: يابن اليهودي تقول لرجل مات وترك هذا المال إنّ اللّه أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة، وتقطع على اللّه بذلك، وأنا سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول: «ما يسرني أن أموت وأدع ما يزن قيراطاً» فقال له عثمان: وار عنّي وجهك . مروج الذهب:2/340.
ومنها : تزلفه الى معاوية .
نرى أنّ كعباً يتنبّأ بمولد النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وهجرته وملكه، فيقول: مولده بمكة، وهجرته بطيبة، وملكه بالشام . سنن الدارمي:1/5. فماذا يريد كعب بقوله: وملكه بالشام؟ هل هو إلاّ تزلف إلى معاوية، وأنّه يريد أن يقول: إن ملك النبي لن يستقر إلاّ فيها؟ وقد كان معاوية يمهد وسائل الملك لنفسه بالشام.
وقال أيضاً: إنّ أوّل هذه الأُمّة نبوة ورحمة، ثمّ خلافة ورحمة، ثمّ سلطان ورحمة، ثمّ ملك وجبرية، فإذاكان ذلك، فإنّ بطن الأرض يومئذ خير من ظهرها. حلية الأولياء:6/25. فترى أنّه يتنبّأ بالسلطنة ويعدّها رحمة، وهذا المضمون انتشر في الصحاح والمسانيد بكثرة، وقد روى الترمذي، قال: قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : الخلافة في أُمّتي ثلاثون سنة ثمّ ملك بعد ذلك. سنن الترمذي:4/503، كتاب الفتن، باب ما جاء في الخلافة، رقم 2226. و روى أبو داود قال: قال رسولاللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : خلافة النبوّة ثلاثون سنة ثم يؤتي اللّه الملك من يشاء. سنن أبي داود: 4/211.
وسيوافيك أنّه أخذ منه أبو هريرة، ولأجل ذلك نرى تلك الفكرة ـ فكرة الملك ـ جاءت في روايات أبي هريرة، قال: الخلافة بالمدينة والملك بالشام . كنز العمال:6/88.
وقد أخذ عن ذلك الحبر الماكر عدة من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة، ومعاوية وغيرهم . سير أعلام النبلاء:3/490.
قال الذهبي: توفي في خلافة عثمان . تذكرة الحفاظ :1/52
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء إنّه توفّي كعب قبل مقتل عثمان بسنة . حلية الأولياء:6/45. وعلى ذلك توفّي عام 34.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 34: ففي هذه السنة توفّي كعب الأحبار. الكامل في التاريخ:3/77.
نعم توفّي في ذاك العام، لكن بعد ما ملأ المجتمع الإسلامي بأساطير، وقصص، وعقائد إسرائيلية، حسبها السذّج من المحدّثين أنّها حقائق راهنة، فنقلوها ناسبين لها إلى كعب تارة، وإلى النبي الأعظم أُخرى، وعليها بنيت العقائد وانتظمت الأُصول، ومن تفحّص في كتب الحديث والتفسير والتاريخ، يقف بوضوح على أنّ كثيراً من المحدّثين والمفسرين والمؤرّخين، اعتمدوا على أقواله ومروياته من دون أي غمز وطعن أو تردد وشك، وهذا من عجائب الأُمور وغرائبها.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير من روايات ذلك الرجل وتسويلاته. فمن أراد الوقوف على أحواله وأقواله وما بثّ بين المسلمين من أساطير وقصص إسرائيلية، فليرجع إلى المصادر التالية . الأعلام للزركلي:5/228; تذكرة الحفاظ:1/52; سير أعلام النبلاء:3/489ـ 494; حلية الأولياء:5/364و 6/1ـ48; الإصابة:1/186; النجوم الزاهرة:1/9; الكامل:3/177; شرح ابن أبي الحديد في أجزائه المختلفة:3/54و4/77ـ 147و 8/265و 10/22و 12/81و 191و 18/36.
هذا وإنّ صاحب الثقافة المنحرفة يبثّ فكرته بين المجتمع في ظل دعامتين مؤثرتين:
الأُولى: يحاول الاتسام بالعلم، ويعرّف نفسه للمجتمع بأنّه عالم كبير، ومفكّر اجتماعي بلا منازع، حتى يتّخذ لنفسه من هذا الطريق مكاناً في القلوب تنعطف إليه النفوس وترتاح به.
الثانية : يحاول الاتّصال بأصحاب السلطة، حتى يتخذهم سناداً وعماداً في مقابل العواصف القارعة التي يثيرها صلحاء الأُمّة ومفكّروها الواقعيون.
فإذا تهيّأت لأصحاب الفكرة المنحرفة هاتان الدعامتان، سهل لهم النفوذ في عقول بسطاء الأُمّة، وتمكّنوا من نفث أفكارهم المسمومة في نفوسها، ولا تمر الأيام حتى تصبح أفكارهم حقيقة راهنة لا يمكن تجاوزها، ولا الدعوة على خلافها، بل تصير المخالفة لها ارتداداً عن الدين، وتشبّثاً بالباطل.
ومن عجائب الأُمور أنّ الأحبار والرهبان عندما تظاهروا بالإيمان ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، هيمنوا على عقول المسلمين من خلال الأمرين المذكورين.
فمن جانب عرفوا بأنّهم من أوعية العلم، وأنّ عندهم علوم الأوّلين والآخرين بتفصيلاتها، وأنّهم حفظة التوراة والإنجيل والزبور وغيرها من الكتب السماوية.
ومن جانب آخر استعانوا بالحكم السائد، بحيث صاروا موضع ثقة عنده، يسمع لكلامهم ويصدر عن رأيهم.
عند ذلك أخذت الإسرائيليات والمسيحيات، مكان السنّة النبوية وصار نقلتها مصادر الحكم والفتيا، فأصبحت آراؤهم وأقوالهم مدارك الفقه وسناد التاريخ، ومعياراً للحقّ والباطل في العقائد، فيا لها من رزية عظمت، ويا لها من مصيبة كبرت.
هذا هو كعب الأحبار فقد استعان في بث ثقافته (الثقافة اليهودية) بهاتين الدعامتين.


يتبع


رد مع اقتباس