عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/06/23, 11:04 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي لماذا نقيم العزاء على الحسين(ع)؟

لماذا نقيم العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام)؟
الجواب:

إنّ المثل العليا والقيم السامية التي جسّدها الإمام الحسين(عليه السلام) في الطفّ، جعلت السائرين على نهجه والمرتبطين به يحيون ذكراه، وينشرون مآثره، باعتبارها خير أُسوة يتأسّى بها الناس.
فإحياء الذكريات التي تمثّل منعطفاً بارزاً، وتحوّلاً نوعياً في حياة الأُمم، أمر طبيعي وغير مستهجن؛ لأنّه نابع من ذات الإنسان، ومتّصل بفطرته، كما أنّ الأيّام تعتبر مزدهرة وخالدة، ومتّصفة بالتميّز لوقوع الحوادث العظيمة فيها.
وأيّ حادثة أعظم من واقعة كربلاء؟!
لقد بقيت هذه الواقعة معلماً شاخصاً في التاريخ؛ لما جرى فيها من فجائع من جهة، ولما رسمت فيها من صور مشرّفة من جهة أُخرى.
فالشيعة يقيمون هذه المآتم، ويحيون هذه الذكرى الأليمة من هذا المنطلق، ومن منطلقات عديدة أُخرى، منها:
أولاً: امتثال أمر الله تعالى، القاضي بمودّة العترة الطاهرة؛ إذ قال تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23)، ومواساة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودّة، فرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكى على الإمام الحسين(عليه السلام)، وهو لم يزل في سنيّ الطفولة.
فقد ورد عن عائشة أنّها قالت: ثمّ خرج [رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)] إلى أصحابه، فيهم عليّ وأبو بكر، وعمر، وحذيفة، وعمّار، وأبو ذر(رضي الله عنهم)، وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟!
فقال: (أخبرني جبريل، أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني أنّ فيها مضجعه)(1).
ثانياً: نحن نقيم هذه الشعائر لأنّ فيها نصرةً للحقّ وإحياءً له، وخذلاناً للباطل وإماتةً له، وهذا الأمر من أجله أوجب الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثالثاً: إنّ إحياءنا لهذه الذكرى، حفظ لها من الضياع، وصون لمبادئها من التزييف، ولولا ذلك لاضمحلّت، وخَبَت جذوتها، ولأنكرها المخالفون، كما حاولوا إنكار غيرها!!
رابعاً: بإقامتنا لهذه الشعائر - لاسيّما المجالس الحسينية - نكشف عن منهج مدرستنا، هذه المدرسة الجامعة لمختلف الطبقات والفئات، إذ يعرض فيها التفسير والتاريخ، والفقه والأدب، و... فهي مؤتمرات دينية، تُطرح فيها مختلف المعارف والعلوم.
خامساً: إنّ إحياءنا لهذه الشعائر، هو أفضل وأبسط وأنجح وسيلة لنشر الإسلام الأصيل؛ لأنّها حيّة وغير معقّدة، ولذلك كانت ولا زالت أشدّ تأثيراً في النفوس!
فالإحياء والمشاركة والتنمية لشعائر الحسين(عليه السلام) إحياء لذكر رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّه قال: (حسين منّي وأنا من حسين)(2) فهما(عليهما السلام) من سنخ واحد، وإحياء ذكرى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إحياء للدين، باعتباره الرمز الأوّل للإسلام.
وهناك أسباب كثيرة توجب علينا إقامة هذه الشعائر، فمن أرادها فليطلبها من مظانّها.

(1) مجمع الزوائد 9: 188كتاب المناقب مناقب الحسين بن عليّ، المعجم الكبير 3: 107 حديث (2814) ترجمة الإمام الحسين بن عليّ، كنز العمّال 12: 123 حديث (3429) كتاب الفضائل، فيض القدير 1: 266، ينابيع المودّة 3: 10 الباب (60).
(2) كامل الزيارات: 116 الباب (14)، مسند أحمد بن حنبل 4: 172 حديث يعلى بن مرّة الثقفي، سنن الترمذي 5: 324 حديث (3864) مناقب أبي محمّد الحسن بن عليّ، المستدرك على الصحيحين 3: 177 فضائل الحسين بن عليّ، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 515 ما جاء في الحسين بن عليّ، صحيح ابن حبّان 15: 428 مناقب الحسن والحسين، المعجم الكبير 3: 33 و 2: 274 بقية أخبار الحسن بن عليّ.


تعليق على الجواب (1)
يشكل عليك المخالفون ويقولون: كلامك غير صحيح! لأنّ المذاهب الأربعة باقية منذ نحو ألف سنة، ولم تختلّ أو تذهب ريحها، مع العلم أنّ أتباعها لا يقيمون مجالس العزاء على أرواحهم.
الجواب:

نجيب بما يلي:
أولاً: إنّ المراجعة لأجوبتنا السابقة لهذا السؤال وفي الباب الذي ذكرته في سؤالك تؤكّد لك أنّنا لم نحصر الجواب بما أوردت عليه من شبهة، وإنّما كان هذا أحد نقاط الجواب العديدة.
ثانياً: نحن - حتى في النقطة التي أوردتها - لم نقل يذهب ريحها وينتهي وجودها، وإنّما العبارة بدقة: ((ولولا ذلك لاضمحلّت وخَبَت جذوتها))، وفرق واضح بين العبارتين!
ثالثاً: إنّ بقاء المذاهب الأُخرى، إنّما كان لأنّها مذاهب السلطة، فبها استمرت كما أنّ السلطة قامت بها.
رابعاً: نحبّ أن نطمأنك، حتى هذا المقدار من البقاء لها ما كان ليكون لولا وجود مذهب ثائر، متمرّد على الباطل، يحيي السنن الإسلامية الأصيلة، ويهتف بها، وبشتّى الأساليب، وإلاّ لزالت حتى المذاهب الأُخرى التي عاشت بضلال دفاعه عن الإسلام والمسلمين، ولَما احتاج إليها سلاطين ما يسمّى بالعصور الإسلامية الفائتة، وإنّما بقاءه، وبهذه القوّة، أوجب إبقاء سواه؛ لمعارضته وردّه، والاحتجاح عليه، وإيقاف مدّه على الأقل.
وإلاّ إذا كنت تقصد بقاء الأشياء لمجرّد البقاء، فهذا لا يعني المذاهب الأربعة فقط، وإنّما ينسحب حتى على مذاهب الضلال وأصحاب الديانات الصنمية والمشركة والمخالفة لتوحيد الله، والأمثلة كثيرة لا نعتقد أنّها تفوتك.
خامساً: ثمّ إنّ قولنا باختصار: إنّ المذهب الحقّ الذي يرفض الظلم والطغاة على مرّ العصور، وبالتالي يكون همّهم الأوّل والأهمّ هو القضاء عليه، ما كان ليبقى ويستمرّ ويحافظ على جذوته إلاّ بمثل هذه الشعائر، وإحياء أمر استشهاد الحسين(عليه السلام) في كربلاء. وهذا أمر لا ينطبق على بقية المذاهب، بل لا ينطبق على الملل الأُخرى أيضاً.




يتبع


glh`h krdl hgu.hx ugn hgpsdk(u)? hgpsdk(u)? hguahx



رد مع اقتباس