عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/12, 09:57 PM   #1
ام محمد

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3107
تاريخ التسجيل: 2014/05/26
المشاركات: 130
ام محمد غير متواجد حالياً
المستوى : ام محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور ام محمد
افتراضي اهتمام الزهراء( عليها السلام ) بالعلم وتدوين السنة


اهتمام الزهراء( عليها السلام بالعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله

اهتمام الزهراء( عليها السلام بالعلم

« لقد أحصى المسلمون الأوائل على الرسول جميع أقواله وأفعالهومن هؤلاء انتقلت سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الطبقة الثانية وغيرها من الطبقات »[1] .
ولا شك « أنّ أكثرهم وعياً لأقواله وأفعاله من الطبقة الاُولى اُولئك الذين كانوا على صلة به في أكثر الأوقات وفي مختلف المناسبات »[2] .
وعلى هذا الأساس لا بدّ وأن يكون للصحابة الأوائل دور في هذه الناحية أبرز من اُولئك الذين دخلوا الإسلام في السنين الأخيرة من حياته كأبي هريرة وغيره ممّن امتلأت مجاميع الحديث بمرويّاتهم وأصبحوا من أوسع المصادر لها في حين أنّ صلاتهم بالرسول (صلى الله عليه وآله) كانت محدودة للغاية ...
لذلك كان موقف الباحثين من مرويّاتهم مشوباً بالحذر ، وفي الوقت ذاته لا يستبعد أحد على الذين لازموه منذ بعثته إلى أن اختاره الله اليه أن يرووا عنه
آلاف الروايات وبخاصة إذا كانوا من المقرّبين إليه كعليّ (عليه السلام) وغيره من الصحابة الأبرار في حين أنّ مجاميع السنّة لم ترو عنهم إلاّ القليل القليل بالقياس لما روته عن غيرهم في السنين الثلاث الأخيرة من حياته[3] .
(كما يجب أن لا نستبعد ما ترويه المصادر الشيعية عن مصحف فاطمة، ذلك الكتاب الذي ورد ذكره على لسان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام[4]; لأنّ الزهراء لم تفارق أباها طيلة حياتها ، وكانت ترعاه وتتولّى خدمته وتسمع أحاديثه وأخباره وخطبه بنحو لم يتوفّر لغيرها من الناس إذا استثنينا ابن عمّها عليّاً عليه السلام) [5] .
وبعد هذا الأ تستغرب حينما تسمع ما يقوله احافظ السيوطي من أنّ جميع ما روته فاطمة رضي الله عنها من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث، وما يقوله الحافظ البدخشاني من أنّ كلّ ما روي عنها ثمانية عشر حديثاً[6] ؟!. مع أنّا نعلم أنّ المروي عن عائشة ما يفوق الألفين وهي لم تعاشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ بعد الهجرة بما يقلّ عن عشر سنوات، بينما عاشت الزهراء مع أبيها على أقلّ الروايات ثمانية عشر عاماً وعلى أكثرها ثمانية وعشرين عاماً !.
وقال الاستاذ توفيق أبو علم عن هذه النقطة بالذات: (أخذت الزهراء عن أبيها الكثير من الأحاديث بما تسمعه منه أو ما كان يأمر بكتابته لها، وقد أخذ عنها ابناها الحسن والحسين وأبوهما عليّ وحفيدتها فاطمة بنت الحسين مرسلاً وعائشة وام سلمة وأنس بن مالك وسلمى أم رافع رضي الله عنهم، وقد ساعدها على ذلك أنّهما ألمّت بكثير من علوم القرآن وإحاطتها باُمور من الشرائع السابقة، وكانت تعرف القراءة والكتابة، ولقد فطمها اله بالعلم، وكان أبوها رسول اله (ص) يستكتب لها الصحف التي تسترشد بها في أمر دينها وتبصّرها باُمور دنياها، فالسيّدة فاطمة من أهل بيت اتّقوا الله وعلّمهم اله)[7] .


مصحـف فاطمة (عليها السلام)


لقد كانت الزهراء ربيبة العلم والتقى وكان حظّها منهما وفيراً ، ويدلّنا على شيء من ذلك بعض ما اُثر عنها من الأحاديث التي روتها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمباشرة في الأحكام والآداب والأخلاق وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) وقد جُمع في ما سُميّ بــ « مسند فاطمة الزهراء » لعدّة مؤلفين، أولهم السيوطي المتوفّى عام ( 911 هـ )، والثاني للسيّد حسين شيخ الإسلامي التويسركاني، وقد جمع فيه ( 260 ) حديثاً مما نُقل عن الزهراء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو ممّا يرتبط بها صلوات الله عليها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والثالث للشيخ عزيز الله العطاردي، والرابع للشيخ أحمد الرحماني الهمداني حيث جمع في كتابه «فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى» حوالي (84) حديثاً ممّا نُقل عنها في كتب الخاصة والعامة .
ومن هنا نعود إلى ما كتبه السيّد هاشم معروف الحسني عن مصحف فاطمة الذي تشير الروايات اليه وتفصح فيها عن سعة علوم الزهراء وفضلها عند الله ورسوله وأهل بيته، قال رضوان الله عليه : « فليس بغريب ـ والحال هذه ـ أن تكون السيّدة فاطمة (عليها السلام) قد جمعت قسماً ممّا سمعته منه ومن زوجها في التشريع والأخلاق والآداب وما سيحدث في مستقبل الزمان من الأحداث والتقلبات ، وقد ورث الأئمة من أبنائها في جملة ما ورثوه عنها هذا الكتاب واحداً بعد واحد »[8] .
اهتمامها بالعلم وتدوين السنة

1 ـ قال أبو محمّد العسكريّ (عليه السلام) : حضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقالت : إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك ، فأجابتها فاطمة (عليها السلام) عن ذلك فثنَّت فأجابت ، ثمّ ثلَّثت إلى أن عشّرت ، فأجابت ، ثمّ خجلت من الكثرة فقالت لا أشقّ عليك يا ابنة رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلي عمّا بدا لك ، أرأيت من اكتري يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار ، يثقل عليه ؟ فقالت : لا ، فقالت : اكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من مِلء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً ، فأحرى أن لا يثقل عليَّ ، سمعت أبي (صلى الله عليه وآله) يقول :
إنّ علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلَّة من نور، ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّوجلّ : أيُّها الكافلون لأيتام آل محمّد (صلى الله عليه وآله) الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الّذين هم أئمَّتهم ، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الّذين كفلتموهم ونعشتموهم ، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كلّ واحد من اُولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتّى إنّ فيهم ـ يعني في الأيتام ـ من يخلع عليه مائة ألف خلعة ، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم ، ثمّ إنّ الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين لأيتام حتّى تتمّوا لهم خلعهم وتضعّفوها لهم ، فيتمّ لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم، ثمّ إنّ الله تعالى يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتّى تتمّوا لهم خلعهم وتضعّفوها لهم، فيتمّ لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممّن خلع علي من يليهم .
وقالت فاطمة (عليها السلام) : يا أمة الله إنّ سلكة من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة وما فضل فإنّه مشوب بالتنغيص والكدر[9] .
2 ـ عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام) فقال : يا ابنة رسول الله هل ترك رسول الله عندك شيئاً تطرفينيه ؟ فقالت : « يا جارية هات تلك الحريرة»، فطلبتها فلم تجدها، فقالت : «ويحك اُطلبيها فإنّها تعدل عندي حسناً وحسيناً»، فطلبتها فإذا هي قد قممتها في قمامتها[10] ، فإذا فيها : قال محمّد النبيُّ : «ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت ، إنّ الله يحبُّ الخيّر الحليم المتعفّف ، ويبغض الفاحش الضنين السئّال الملحف ، إنَّ الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنّة ، وإنَّ الفحش من البذاء ، والبذاء في النار»[11] .
اهتمام الزهراء( عليها السلام بالعلم
[1] سيرة الأئمة الاثني عشر: 1 / 96 .
[2] سيرة الأئمة الاثني عشر: 1 / 96 .
[3] سيرة الأئمة الاثني عشر: 1 / 96 .
[4] وهم أدرى بما في البيت .
[5] سيرة الأ ئمة الاثني عشر : 1 / 96 .
[6] عن الثغور الباسمة في حياة سيّدتنا فاطمة ، للسيوطي : 52 .
[7] ولنعم هذا الاقتباس من قوله تعالى : ( واتقوا الله ويعلّمكم الله ) راجع ( أهل البيت ) لتوفيق أبو علم: ص128 ـ 129 .
[8] سيرة الأ ئمة الإثني عشر : 1 / 96 ـ 97 .
[9] بحار الأنوار : 2 / 3 . ونعشه : رفعه .
[10] القمامة ـ بالضمّ ـ : الكناسة .
[11] دلائل الإمامة : 1.



hijlhl hg.ivhx( ugdih hgsghl ) fhgugl ,j],dk hgskm



توقيع : ام محمد
رد مع اقتباس