الموضوع: مفاتيح الرحمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/11/20, 08:59 PM   #1
النبأ العظيم

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 771
تاريخ التسجيل: 2012/12/04
الدولة: iraq*Baghdad*
المشاركات: 9,729
النبأ العظيم غير متواجد حالياً
المستوى : النبأ العظيم will become famous soon enough




عرض البوم صور النبأ العظيم
افتراضي مفاتيح الرحمة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الدعاء مفتاح الرحمة:

( وقال ربّكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)[المؤمن: 60]

قد ورد في النصوص الإسلامية التعبير عن العلاقة بين الدعاء والإجابة بأن الدعاء مفتاح الإجابة، وهذه الكلمة تقرر نوع العلاقة بين الدعاء والاستجابة.

فعن الإمام علي(عليه السلام): «الدعاء مفتاح الرحمة».
بحار الأنوار 93: 300
وفي وصية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) إلى ابنه الحسن: «ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه، بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت
استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه» .
بحار الأنوار 77: 299.


وللتعبير ظلال واضحة في العلاقة بين الدعاء والاستجابة (فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه).

إذن الدعاء هو المفتاح الذي نفتح به خزائن رحمة الله.

وخزائن رحمة الله لا نفاد لها، ولكن ليس كلّ الناس يملكون مفاتيح خزائن رحمة الله، وليس كل الناس يحسن فتح خزائن رحمة الله.

وقد روي عن الإمام الصادق جعفر بن محمد(عليهما السلام) في قوله تعالى: (ما يفتحِ اللهُ من رحمة فلا مُمسِكَ لها) انه قال: «الدعاء» .
بحار الأنوار 93: 299.

أي إن الدعاء هو هذا المفتاح الذي به يفتح الله للناس أبواب رحمته، والذي جعله الله بيد عباده.
وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «من فتح له من الدعاء منكم فتحت له أبواب الإجابة».
كنز العمال ح3156.

والله تعالى هو الذي يفتح للعبد بالدعاء، وهو الذي يفتح له أبواب الإجابة.


وعن أمير المؤمنين(عليه السلام): «من قرع باب الله سبحانه فتح له». غرر الحكم.

وعن الإمام الصادق(عليه السلام): «أكثر من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة،
ولا ينال ما عند الله إلاّ بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلاّ يوشك أن يفتح لصاحبه»
. بحار الأنوار 93: 295، وسائل الشيعة 4: 1086، ح8616 .

وعن أمير المؤمنين(عليه السلام): «الدعاء مفاتيح النجاح، ومقاليد الفلاح، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي».
وسائل الشيعة 4: 1094، ح8657 ، وأصول الكافي: 517
.

وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى،
قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء» .
وسائل الشيعة 4: 1095، ح8658




العمل والدعاء مفتاحان لرحمة الله

الله تعالى جعل في أيدينا مفتاحين نستفتح بهما خزائن رحمة الله،
ونطلب بهما رزقه وفضله، وهذان المفتاحان هما:

(العمل) و(الدعاء). وكل منهما لا يغني عن الآخر.
فلا العمل يغني عن الدعاء، ولا الدعاء يغني عن العمل، فلا يصح أن يكتفي الإنسان بالدعاء عن العمل.

وقد روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لأبي ذر (رضوان الله عليه):
«يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر» .
وسائل الشيعة، أبواب الدعاء، باب 32، ح3.

وعن الإمام الصادق(عليه السلام): «ثلاثة ترد عليهم دعوتهم: رجل جلس في بيته، وقال يا ربِّ ارزقني، فيقال له: ألم اجعل لك السبيل إلى طلب الرزق؟...».
وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، باب 50، ح3.


ولا يصح أن يكتفي الإنسان بالعمل عن الدعاء.

روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ لله عباداً يعملون فيعطيهم، وآخرين يسألونه صادقين
فيعطيهم، ثم يجمعهم في الجنة. فيقول الّذين عملوا: ربّنا، عملنا فأعطيتنا، فبما أعطيت هؤلاء؟ فيقول:
هؤلاء عبادي، أعطيتكم أجوركم ولم ألتكم من أعمالكم شيئاً، وسألني هؤلاء فأعطيتهم وأغنيتهم، وهو
فضلي اُوتيه من أشاء» . وسائل الشيعة 4: 1084، ح8609 .

وقد جعل الله تعالى الدعاء جابراً لعجز الإنسان في العمل، لئلا يعتمد الإنسان على نفسه، ويغتر بما اُوتي
من حول وقوة، وبما يقوم به من عمل.

إذن العمل والدعاء هما مفتاحان من أعظم المفاتيح التي يستفتح الإنسان بها رحمة الله.

ولسنا الآن بصدد البحث عن (العمل) وعلاقته بـ(رحمة الله) في مقابل العلاقة بين (الدعاء) و(خزائن رحمة الله)، وعلاقة (العمل) بـ(الدعاء) فإن هذه العلاقة من أمهات المسائل الإسلامية.

والله تعالى يعطي عباده بهما معاً (العمل والدعاء). ومعنى ذلك أن الله يعطي عباده (بما عندهم)
و(ما ليس عندهم)، وما عندهم هو جهودهم وأعمالهم،
وما يقدّمون إلى الله من جهد وانفاق من أنفسهم وأموالهم وهو (العمل)، وما ليس عندهم هو فقرهم وحاجتهم إلى الله، وعرض الفقر والحاجة على الله.

وكل منهما من مفاتيح رحمة الله في حياة الإنسان، وبكل منهما يستنزل الإنسان رحمة الله،
بما يرفع إلى الله من جهده وعمله ونفسه وماله،
وبما يرفع إلى الله من حاجته وفقره وعدمه واضطراره.




اخترتها لكم من كتاب:
الدعـاء عنـد أهـل البيـت (عليهم السلام)
للشيخ محمد مهدي الأصفى

اسألكم الدعاء




lthjdp hgvplm



رد مع اقتباس