عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/08/01, 12:40 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي عندما تغيب الحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


عندما تغيب الحقيقة أو يخبو ضوؤها الساطع , وفي ظلامة الجهل والتشكيك عندما لا يتبين الناس صدق أو كذب محدثيهم , يتحول الأمر من اليقين إلى الظن , ولا يتبقى للمؤمن سوى أن يتمسك حينها عند معاملته لإخوانه الذين يعرفهم ويثق فيهم من قبل بقيمة إسلامية عظمى ألا وهي حسن الظن .



فالمؤمن الذي يعلم عن أخيه خيرا ولم يره في موطن يجاهر بمعصية الله ويراه دوما في صفوف المؤمنين فكرا ومنهجا وسلوكا , فعندما يبلغه عن أخيه قول أو فعل مخالف فلا يجب عليه ابتداء أن يصدق كل ما يقال , بل يجب عليه أن يحسن في أخيه الظن ثم يتبين صحة هذا الخبر أو كذبه قبل أن يكون له ردة فعل .



ففي هذه الأيام التي نحياها يقتات كثير من الناس على اختلاق كلمات أو مواقف لأناس نحبهم في الله , أو يجتزئون بعض كلماتهم ويخرجونها عن سياقها , أو يستدلون بها في غير موضعها , للتفريق بين المؤمنين ولإشاعة الخلاف بينهم , ولهذا يجب على المسلم أن ينتبه ويقدم حسن الظن بأخيه المسلم حتى ينجو المجتمع كله من الآثار السيئة لسوء الظن .



يتناقل الناس جملة ويحفظونها ويعتبرونها مثلا قائما مسلما به وهي " إن سوء الظن من حسن الفطن " , نعم هذه الجملة تصلح غالبا مع العدو الذي يخالفنا الدين والعقيدة , وقد تصلح أيضا مع المظهرين العداوة للفكرة الإسلامية حتى لو كانوا من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , لكنها تعتبر معصية كبيرة في حق المؤمنين ومخالفة صريحة للآيات القرآن الكريم .



فقد قال الله سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ "


فروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "إِيّاكُم وَالظّنُّ؛ فَاِنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الكِذبِ"، بل هو من أقبح الظلم كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "سُوءُ الظَّنِّ بِالمُحسِنِ شَرُّ الإِثمِ وَأَقبَحُ الظُّلمِ


إن سوء الظن معصية , وخاصة في هذه الأيام التي يسمع فيها المؤمن في كل لحظة أخبارا مُختلَقة وكلمات تنسب لإخوانه لم يقولوها , لتحتاج منا إلى الالتزام بهذا الخلق الإسلامي الراقي وهذه الخصلة الإسلامية التي تحقق للمجتمع المؤمن أمنه وتماسكه , ولتكن ردود الأفعال على اليقين بدلا من الشك تحقيقا لقول الله سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "



uk]lh jydf hgprdrm jydf



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس