عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/03/07, 11:34 AM   #1
السيد زهير القزويني

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3729
تاريخ التسجيل: 2015/03/07
المشاركات: 30
السيد زهير القزويني غير متواجد حالياً
المستوى : السيد زهير القزويني is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد زهير القزويني
افتراضي مفاهيم شرعية(التقليد)

مفاهيم شرعية{التقليد}


بقلم سماحة اية الله السيد زهير القزويني{دام توفيقه}


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين


وبعد:


من خلال اختلاطي بأنماط كثيرة من الناس واطلاعي عن كثب على أفكارهم من خلال استفساراتهم الفقهية أو مناقشاتهم العقائدية خرجت بنتيجة ربما في تقديري غير مشجعة لان شباب بمستوى التكليف الشرعي لابد ان يكون لديهم خزين فقهي بمستوى رسالة عملية أو عقائدية دفعا لفساد الأعمال التي يتطلب بعضها وجوب الإعادة أو القضاء وتحصيلا لإفراغ الذمة مما اشتغلت به


ولذا رأيت انه من المناسب ان أبين مع شيء من التفصيل بعض تلك المفاهيم التي يلوكوها الناس بأفواههم كمحفوظات من غير دراية بمعناها أو خطأ في تطبيقها من أول باب التقليد الى حيث يوفقني الله والنبي وأهل بيته{‘}فأقول وعلى الله التوكل



التقليد


اذا قلنا - بحسب ما قام عليه من دليل في محله الخاص - يجب على الناس أن يقلدوا فإننا نقصد بالتقليد الإتيان بالعمل على طبق فتوى الفقيه على أنه يجب ان تتوافر في هذا الفقيه شرائط خاصة لوجوب اتباعه ولكن لماذا يجب التقليد؟


اولا: الوجوب هنا عقلي بمعنى ان المكلفين اذا التفتوا وعلموا ان الله ما خلقهم عبثا وإنما لحكمة بينها في قرآنه الكريم حيث قال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}1 فطلب منهم أمورا ونهاهم عن امور اخرى كما ان لهم معاملات دنيوية منتظمة على شرائط كالبيع والإجارة والرهن والدين والهبة والنكاح والطلاق وغيرها ،فكل فعل من أفعال المكلفين له حكم شرعي اذا لم يُأت بالعمل على طبق هذا الحكم فربما كان عمله باطلا وهو يوجب اشتغال ذمته وهو أمر يستتبع عقوبة أخروية لجهة تقصيره في البحث عن الحكم الشرعي ، فلكي تعلم ما هو الحكم الشرعي ، للمكلف طرق ثلاثة لكي يفرغ ذمته من التكليف المعلوم فإما ان يحتاط بان يأتي بما يحتمل انه واجب وان ينتهي بما يحتمل انه حرام عليه وهذا الطريق ممكن في نفسه لكن هذا صعب بل ولا يخلو من عسر وحرج على البشر للزومه تعطيل المعاشات وانشغال الانسان بالإتيان بالمحتملات التي لا يقدر عددها فلن تنتظم الحياة على هذا المنوال.


وإما أن يذهب المكلفون للدراسة الدينية بغية الوصول الى الاجتهاد فيحصلّون بأنفسهم القدرة على الاستنباط ومن ثم يعملون بالحكم الذي أدى اليه نظرهم ،وهذا الطريق كسابقه فقط تخيل أن جميع المكلفين منشغلون بالدراسة الدينية رجالا ونساء فكيف سيتدبر الناس امور معاشهم في الصناعات والمآكل والمشارب والطب والرعي والسقاية وهكذا كل الأبواب فالقول اذن بوجوب هذا الطريق مشكل ولازمه مفاسد كثيرة كسابقه


فلم يبق الا الطريق الثالث وهو ان يقوم جماعة بهذا العمل وأصوليا نعبر عنه بالواجب الكفائي يعني اذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر ،فيوظف جماعة أنفسهم لدراسة الفقه والاصول بغية الوصول الى رتبة الاجتهاد ليبينوا بعد ذلك الأحكام للناس اذا سؤلوا عن حكم مسألة ويكون قولهم حجة على انفسهم وعلى مقلديهم بالخصوص مصداقا لقوله تعالى{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }2 و لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}3


فالتقليد اذن رجوع الجاهل بالأحكام الشرعية الى العالم بها على ان العالم هذا يجب ان تتوفر شرائط لاتباعه وهي:


البلغ


العقل


الايمان بان يكون أماميا اثنى عشريا


العدالة


طهارة المولد


الضبط: يعني ان لايكون كثير النسيان تفوت عليه المعرفة الاجتهادية بمستوى المتعارف عند الناس وإلا اذا تجاوزه وجب العدول الى غيره


الاجتهاد


الحياة فلا يجوز تقليد الميت ابتداء


فاذا اجتمعت هذه الشرائط في المجتهد جاز للناس الرجوع اليه في مسائل الحلال والحرام ، واما تقليد شخص لم تتوفر فيه هذه الامور او كانت بعض الشرائط متحققة فيه دون البعض الآخر لم يجز تقليده.



1_سورة الذاريات 56


2_سورة التوبة 122


3_سورة النحل 43



lthidl avudm(hgjrgd])



رد مع اقتباس