عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/09/17, 10:21 PM   #4
رشح الولاء

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2009
تاريخ التسجيل: 2013/09/07
الدولة: قم المقدسة
المشاركات: 148
رشح الولاء غير متواجد حالياً
المستوى : رشح الولاء is on a distinguished road




عرض البوم صور رشح الولاء
افتراضي

القلب وهو سلطان الأعضاء ، ليطلع المؤمن على عظمة خلق الله فيزداد إيمانه . إعلم ; أن القلب مركب من لحم وعصب وغضروف وأوردة وشرايين ، ويتشعب منها عدة رباطات تنتشر في أعماق البدن . والقلب ملفوف بشغاف غير ملاصق له يقيه الصدمات والآفات ، ولحمه صلب قوي للوقاية من التأثر السريع بالآفات ، والقلب صنوبري الشكل ، وفيه ثلاثة تجاويف : تجويفان عن اليمين والشمال وتجويف صغير يسميه أهل التشريح « الدهليز » وهو في الوسط بين التجويفين ، وفي التجويف الأيمن دم غليظ يشبه جوهره ، وفي التجويف الأيسر وعاء للبخار اللطيف المدعو بالروح الحيواني ومعدن للدم الرقيق ، وأما التجويف الثالث هو انفراج تتصل به عدة منافذ من التجويفين الآخرين حيث يختلط فيها الدمان ، ويتدفق الدم الصافي من العروق والأعضاء العالية إلى الشرايين النائية . وللتجويف الأيمن منفذان ، وكذلك الأيسر ، وأحد المنفذين في التجويف الأيمن يتصل بعدة عروق بالكبد يحصل بها انصباب الدم ، والآخر يتصل بالرئة ، ويسمى بالوريد الشرياني ، وأما منافذ التجويف الأيسر فأحدهما يتصل بالشريان الأعظم الذي تتفرع منه كل شرايين البدن ، والآخر ملصق بالرئة حيث تتم عملية نفوذ الهواء من الرئة إلى القلب من خلاله ، وفيه أذينان يستقبلان الدم والنسيم ويوصلانهما عبر المنافذ والعروق إلى القلب . وموضع القلب في الجهة اليسرى من الصدر لأنه أعدل ، وإنما صار في اليسار ليكون بعيدا عن الحرارة الكبدية ; لئلا يكون جاران في موضع واحد ، فيفسد البدن ، وأما الطحال فليس كامل الحرارة وهو أصغر من الكبد . والروح الحيواني المنبعث من القلب هو ذلك البخار اللطيف المتولد من الأخلاط الباطنة الحيوانية التي تنبعث من القلب وتصل إلى الدماغ والأعضاء بكامل الحرارة بواسطة العروق ، وإليه تنسب الحركة والحس في البدن ، فإذا وصل إلى الدماغ خفت حرارته ، والبصر والسمع والحواس الظاهرة الأخرى تستمد قوتها منه ، وهو بمثابة المصباح المتوقد في الحجرة يملأ نوره الحجرة ، وإذا اعترض العضو مانع من قبيل « السدة » وأمثالها تعطل ذلك العضو وأصابه الشلل . ومثل القلب مثل الفتيلة ، والروح كالمصباح ، والغذاء كالزيت ; فإذا منع الحيوان عن الأكل تماما ، هلك كما أن المصباح إذا انقطع عنه الزيت انطفأ ، وهذا هو الروح الحيواني . أما الروح الإنساني الذي أشارت إليه الآية الكريمة ( ونفخت فيه من روحي)،و ( يسئلونك عن الروح ) فهو أشرف وأفضل من حيث الحقيقة ، وهو من سنخ المجردات وعالم الأمر ، والمقصود من الإنسانية وحقيقتها ذلك الروح المدرك والعالم والعاقل والعارف والرباني والروحاني ، وبه شرف الروح الإنساني على ما دونه ، وتعلق الروح الإنساني بالروح الحيواني إنما هو من جهة الجنسية الموجودة بينهما في الجملة من حيث اللطافة ، وبواسطة الروح الحيواني تصل فيوضات الروح الرحماني إلى بدن الإنسان ، والروح الحيواني لا تعلق له بالبدن بأي وجه من الوجوه وإن كانت موجودة في البدن ، وأهل المعرفة يسمونه بالقلب الرحماني ; فكما يمنح القلب الجسماني الحياة ، كذلك لأعضائه كذلك يفيض الروح والقلب الرحماني الحياة المعنوية على القلب الصنوبري . وفي الحديث « قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ، يقلبه كيف يشاء » وأيضا : « قلب المؤمن عرش الرحمن » . وأيضا : « لم يسعني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن » . والمراد هو القلب النوراني البعيد عن عالم الحس والعيان ، والمنزه عن المفاسد والشرور . أجل ; فالقلب الرباني هو العرش الأعظم وبيت الله ، وحرام على حرم الله أن يلج فيه غير الله
موضوع راق لي واستمتعت بقراءته فنعم الإختيار اختياركم أخي المبجل..
تقبلوا من اختكم إعجابها وإكبارها


رد مع اقتباس