عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/07/01, 01:14 AM   #1
سجاد14

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 367
تاريخ التسجيل: 2012/08/09
المشاركات: 525
سجاد14 غير متواجد حالياً
المستوى : سجاد14 is on a distinguished road




عرض البوم صور سجاد14
افتراضي قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله!!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عز وجل في محكم كتابه الكريم :(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَـافِرِينَ )(32)سورة آل عمران
لهاتين الآيتين روايتان في سبب نزولهما : إحداهما في تفسير «مجمع البيان» والأُخرى في تفسير «المنار».
الأُولى تقول : ادّعى جمع من الحاضرين في مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّهم يحبّون الله، مع أنّ العمل بتعاليم الله كان أقلّ ظهوراً في أعمالهم. فنزلت هاتان الآيتان بشأنهم.
وتقول الأُخرى : حضر فريق من مسيحيّي نجران مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وزعموا في حديثهم أنّ مبالغتهم في تقديس المسيح (عليه السلام) إنّما ينطلق من حبّهم لله. فنزلت الآيتان تردّان عليهم.
تقول الآية الأُولى إِنّ الحبّ ليس بالعلاقة القلبية فحسب، بل يجب أن تظهر آثاره في عمل الإنسان. إنّ من يدّعي حبّ الله، فعليه أوّلاً اتّباع رسوله : (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
في الواقع أنّ من آثار الحبّ الطبيعية انجذاب المحبّ نحو المحبوب والاستجابة له. صحيح أنّ هناك حبّاً ضعيفاً لا تتجاوز أشعّته جدران القلب، إلاَّ أنّ هذا من التفاهة بحيث لا يمكن إعتباره حبّاً. لا شكّ أنّ للحبّ الحقيقي آثاراً عملية تربط المحبّ بالحبيب وتدفعه للسعي في تحقيق طلباته.
والدليل على ذلك واضح، فحبّ المرء شيئاً لابدّ أن يكون بسبب عثوره على أحد الكمالات فيه. لا يمكن أنّ يحبّ الإنسان مخلوقاً ليس فيه شيء من قوّة الجذب، وعليه فإنّ حبّ الإنسان لله ناشيء من كونه منبع جميع الكمالات وأصلها. إنّ محبوباً هذا شأنه لابدّ أن تكون أوامره كاملة أيضاً، فكيف يمكن لإنسان يعشق الكمال المطلق أن يعصي أوامر الحبيب وتعاليمه، فإن عصى فذلك دليل على أنّ حبّه غير حقيقي.
هذه الآية لا تقتصر في ردّها على مسيحيّي نجران والذين ادّعوا حبّ الله على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل هذا الردّ أصيل وعامّ في منطق الإسلام موجّه إلى جميع العصور والقرون. إنّ الذين لا يفتأون ـ ليلَ نهار ـ يتحدّثون عن حبّهم لله ولأئمّة الإسلام وللمجاهدين في سبيل الله وللصالحين والأخيار، ولكنّهم لايشبهون أُولئك في العمل، هم كاذبون.
أُولئك الغارقون في الذنوب من قمة الرأس حتّى أخمص القدم، ومع ذلك فهم يرون أن قلوبهم مليئة بحبّ الله ورسوله وأميرالمؤمنين والأئمّة العظام، أو الذين يعتقدون أنّ الإيمان والحبّ والمحبّة قلبية فحسب، هم غرباء على منطق الإسلام تماماً.
جاء في «معاني الأخبار» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «ما أحبّ الله من عصاه». ثمّ قرأ الأبيات :
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديع
لوكان حبّك صادقاً لأطعته إنَّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
(يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
تقول هذه الآية : إذا كنتم تحبّون الله، وبدت آثار ذلك في أعمالكم وحياتكم، فإنّ الله سيحبّكم أيضاً، وسوف تظهر آثار حبّه أنه سيغفر لكم ذنوبكم، ويشملكم برحمته.
وفي تفسير القمي عن قوله تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } الآية حب الله للعباد رحمة منه لهم وحب العباد لله طاعتهم له 00 انتهى
والذنوب هي المانعة من نيل ما عنده من كرامة القرب والزلفى وجميع الأمور التي هي من توابعها كالجنة وما فيها, وإزالة رينها عن قلب الإِنسان ومغفرتها وسترها عليه هي المفتاح الوحيد لانفتاح باب السعادة والدخول في دار الكرامة, ولذلك عقب قوله: { يحببكم الله } , بقوله: { ويغفر لكم ذنوبكم } , فإن الحب كما تقدم يجذب المحب إلى المحبوب, وكما كان حب العبد لربه يستدعي منه التقرب بالإِخلاص له وقصر العبودية فيه كذلك حبه تعالى لعبده يستدعي قربه من العبد, وكشفه حجب البعد وسبحات الغيبة, ولا حجاب إلاَّ الذنب فيستدعي ذلك مغفرة الذنوب

يتبيّن من هذه الآية أن ليس هناك حبّ من طرف واحد، لأنّ الحبّ يدفع المحبّ إلى أن يحقّق عملياً رغبات حبيبه. وفي هذه الحالة لا يمكن للمحبوب إلاَّ أن يرتبط بالمحبّ.
قد يسأل سائل : إذا كان المحبّ دائم الإطاعة لأوامر المحبوب، فلا يبقى له ذنب فيغفر له، ولذلك فإن جملة (ويغفر لكم ذنوبكم) ليست ذات موضوع.
وفي الجواب يمكن أن تعني هذه الجملة غفران الذنوب السابقة. وثانياً أنّ المحبّ لا يستمرّ في عصيان المحبوب، ولكن قد يزلّ أحياناً بسبب طغيان الشهوات، وهذا هو الذي يغفره الله سبحانه.
جاء في كثير من الأحاديث أنّ أئمّة الإسلام كانوا يقولون : ما الدين إلاَّ الحب. ومن ذلك ما جاء في «الخصال» و «الكافي» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «وهل الدين إلاَّ الحبّ ؟» ثمّ تلا هذه الآية (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
هذه الأحاديث تريد أن تبيّن أنّ حقيقة الدين وروحه هي الإيمان بالله وحبّه، ذلك الإيمان والعشق اللذين يعمّ نورهما كلّ الوجود الإنساني ويضيئانه، وتتأثر بهما الأعضاء والجوارح، ويظهر أثرهما في اتّباع أوامر الله.
(قل أطيعوا الله والرسول).
هذه الآية تتابع حديث الآية السابقة، وتقول : ما دمتم تدّعون الحبّ لله، إذاً اتّبعوا أمر الله ورسوله، وإن لم تفعلوا فلستم تحبّون الله، والله لا يحبّ هؤلاء (فإن تولّوا فإنّ الله لا يحبّ الكافرين).
ويستفاد من (أطيعوا الله والرسول) أنّ إطاعة الله وإطاعة رسوله لا تنفصلان، وأنّ إطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هي إطاعة الله، وإطاعة الله هي إطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك فالآية السابقة تحدّثت عن إطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، وهنا دار الكلام على إطاعتهما كليهما

وقد عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبيله الذي سلكه بسبيل التوحيد, وطريقة الإِخلاص على ما أمره الله سبحانه حيث قال:
{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }
[يوسف: 108]
فذكر أن سبيله الدعوة إلى الله على بصيرة والإِخلاص لله من غير شرك فسبيله دعوة وإخلاص, واتباعه واقتفاء أثره إنما هو في ذلك فهو صفة من اتبعه.
ثم ذكر الله سبحانه أن الشريعة التي شرعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هي الممثلة لهذا السبيل سبيل الدعوة والإِخلاص فقال:
{ ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها }[الجاثية: 18]

وذكر أيضاً أنه إسلام لله حيث قال:
{ فإن حاجُّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن }
ثم نسبه إلى نفسه وبين أنه صراطه المستقيم فقال:
{ وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه }[الأنعام: 153]
فتبين بذلك كله أن الإِسلام (وهو الشريعة المشرعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو مجموع المعارف الأصلية والخلقية والعملية وسيرته في الحياة) هو سبيل الإِخلاص عند الله سبحانه الذي يعتمد ويبتني على الحب, فهو دين الإِخلاص, وهو دين الحب
فالعبد المخلص لله بالحب لا بغية له إلاَّ أن يحبه الله سبحانه, كما أنه يحب الله ويكون الله له كما يكون هو لله عز اسمه, فهذا هو حقيقة الأمر غير أن الله سبحانه لا يعد في كلامه كل حب له حباً (والحب في الحقيقة هو العلقة الرابطة التي تربط أحد الشيئين بالآخر) على ما يقضي به ناموس الحب الحاكم في الوجود, فإن حب الشيء يقتضي حب جميع ما يتعلق به, ويوجب الخضوع والتسليم لكل ما هو في جانبه, والله سبحانه هو الله الواحد الأحد الذي يعتمد عليه كل شيء في جميع شؤون وجوده ويبتغي إليه الوسيلة ويصير إليه كل ما دق وجل؛ فمن الواجب أن يكون حبه والإِخلاص له بالتدين له بدين التوحيد وطريق الإِسلام على قدر ما يطيقه إدراك الإِنسان وشعوره, { وإن الدين عند الله الإِسلام } , وهذا هو الدين الذي يندب إليه سفرائه, ويدعو إليه أنبيائه ورسله, وخاصة دين الإِسلام الذي فيه من الإِخلاص ما لا إخلاص فوقه, وهو الدين الفطري الذي يختم به الشرائع وطرق النبوه كما يختم بصادعه الأنبياء عليهم السلام, وهذا الذي ذكرناه مما لا يرتاب فيه المتدبر في كلامه تعالى.

************************************************** ************************************************** *************************
تفسير الأمثل
تفسير الميزان
تفسير القمي



rg Yk ;kjl jpf,k hggi thjfu,kd dpff;l hggi!!



توقيع : سجاد14
من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
سجاد=سجاد14=سجادكم
رد مع اقتباس