عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/10/31, 10:14 PM   #1
بنت الصدر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
بنت الصدر غير متواجد حالياً
المستوى : بنت الصدر will become famous soon enough




عرض البوم صور بنت الصدر
افتراضي حرث المتوكِّل قبر الحسين عليه السلام وما جرى على القبر من الظلم والعدوان



روي عن الإمام الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين ( عليه السلام ) وكأني بالأسواق قد حفت حول قبره فلا تذهب الأيام والليالي حتى يُسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان (2).
ولله در الحجة الشيخ فرج العمران عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ الغدير ، الأميني : 7/15.
2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 98/114 ح 36.

(687)
قبةٌ كان زينة العرش فيهاكان فيها الحسينُ ربُ المعاليهو من كانت الأئمة منهفعليه ربُ السماوات صلىبل هو العرشُ لا الذي في سماهاوارثُ العلم مِن لدن أنبياهاوهم سادةُ الورى شُفعاهاصلاةً لا منتهى لمداها (1). وروى ابن قولويه عليه الرحمة : عن قدامة بن زائدة ، عن أبيه عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) : في حديث له عن زيارة الحسين ( عليه السلام ) قال : أبشر ، ثم أبشر ، ثم أبشر ، فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي ( عليه السلام ) وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة ، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا فيعظم ذلك في صدري ، ويشتد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى ( عليها السلام ) فقالت : مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ؟ فقلت : وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي ، وأهلي مضرجين بدمائهم ، مرملين بالعراء ، مسلبين لا يُكفنون ولا يُوارون ، لا يعرج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
فقالت : لا يجزعنك ماترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى جدك وأبيك وعمك ، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنةُ هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ، لا يَدرس أثرُه ، ولا يعفو رسمُه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدَنَّ أئمةُ الكفرِ وأشياعُ الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزدادُ أثرُه إلا ظهوراً ، وأمرُه إلا
1 ـ شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون : 2/29.

(688)
علواً (1).
فمن الثوابت التأريخية التي لا تُنكر اعتداء المتوكِّل العباسي الناصبي (2) الجاحد لحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) على قبر سيِّد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فعمد أولا إلى منع الناس من زيارة قبره الشريف ، ومعاقبة كل من يزوره بالقتل ، ومع ذلك وجدهم مصرّين على تعاهد زيارته ، ولثم تربته الطاهرة ، ولكنه وجدهم يتفانون في إتيان قبره الشريف ، حتى ولو كلَّفهم ذلك أنفسهم ، ولمَّا رأى أن الناس لا ينتهون عن نهيه ، ولا يكترثون به عمد إلى هدم القبر الشريف ، ولم يكتف بذلك حتى عمد إلى حرثه وتخريبه ، وقلع الصندوق الذي كان حواليه وأحرقه ، وأجرى الماء عليه ، فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، وعمد إلى ذلك كله كي يضيِّع معالمه على زوَّاره ومحبّيه ، وليمحو ذكره ، لكن أنَّى له ذلك ، وإذا تمكَّن من تخريب القبر الشريف وهدمه فأنّى له أن يزيل محبَّته من قلوب شيعته ونفوس محبّيه ؟
قال المسعودي : وكان آل أبي طالب قبل خلافة المنتصر في محنة عظيمة ، وخوف على دمائهم ، وقد منعوا زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكِّل سنة ست وثلاثين ومائتين ، وفيها أمر المعروف بالديزج بالسير إلى قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) وهدمه ، ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدَّم على هذا القبر ، فكلٌّ خشي العقوبة ، وأحجم ، فتناول الديزج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ، وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثر رمّة ولا غيرها ، ولم تزل الأمور
1 ـ كامل الزيارات ، ابن قولويه : 445 ح 1 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 45/179 ـ 180 ح 30 و 28/57 ح 23.
2 ـ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 12/18 : وكان المتوكل فيه نصب.

(689)
على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر (1).
وروى أبو الفرج الأصفهاني في ذكر أيام المتوكل ، ومن ظهر فيها فقتل أو حبس من آل أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتمّاً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيدالله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين ( عليه السلام ) وعفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلاَّ أتوه به فقتله ، أو أنهكه عقوبة.
قال : وبعث برجل من أصحابه يقال له : الديزج ـ وكان يهودياً فأسلم ـ إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وأمره بكرب قبره ومحوه ، وإخراب كل ما حوله ، فمضى إلى ذلك وخرَّب ما حوله ، وهدم البناء ، وكرب ما حوله نحو مائتي جريب ، فلمَّا بلغ إلى قبره لم يتقدَّم إليه أحد ، فأحضر قوماً من اليهود فكربوه ، وأجرى الماء حوله ، ووكَّل به مسالح ، بين كل مسلحتين ميل ، لا يزوره زائر إلاَّ أخذوه ووجَّهوا به إليه.
قال : فحدَّثني محمد بن الحسين الإشناني ، قال : بَعُد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفاً ، ثمَّ عملت على المخاطرة بنفسي فيها ، وساعدني رجل من العطَّارين على ذلك ، فخرجنا زائرين ، نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية ، وخرجنا منها نصف الليل ، فسرنا بين مسلحتين وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا ، فجعلنا نشمُّه ونتحَّرى جهته حتى أتيناه ، وقد قُلع الصندوق الذي كان حواليه وأُحرق ، وأُجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، فزرناه وأكببنا عليه ، فشممنا منه رائحة ما شممت
1 ـ مروج الذهب ، المسعودي : 4/51.

(690)
مثلها قط كشيء من الطيب ، فقلت للعطّار الذي كان معي : أيُّ رائحة هذه ؟ فقال : لا والله ، ما شممت مثلها كشيء من العطر ، فودَّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع ، فلمَّا قُتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة حتى صرنا إلى القبر ، فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه.
واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي ، فمنع آل أبي طالب من التعرّض لمسألة الناس ، ومنع الناس من البرّ بهم ، وكان لا يبلغه أن أحداً أبرَّ أحداً منهم بشيء وإن قلَّ إلاَّ أنهكه عقوبة ، وأثقله غرماً ، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويّات يصلّين فيه واحدة بعد واحدة ، ثمَّ يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر ، إلى أن قُتل المتوكِّل ، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ، ووجَّه بمال فرَّقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ، ومضادّة مذهبه طعناً عليه ، ونصرة لفعله (1).
وقال الطبري في أحداث سنة مائتين وست وثلاثين : وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يحرث ويبذر ويُسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب الناس ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحُرث ذلك الموضع وزُرع ما حواليه (2).
وقال ابن كثير : ثمَّ دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين ، فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) وما حوله من المنازل والدور ، ونودي في الناس : من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق ، فلم يبق هناك بشر ، واتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث وتستغل (3) ، وذكر هشام بن الكلبي أن الماء لمَّا
1 ـ مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الأصفهاني : 394 ـ 397.
2 ـ تاريخ الطبري : 7/365.
3 ـ البداية والنهاية ، ابن كثير : 10/347.


pve hglj,;~Ag rfv hgpsdk ugdi hgsghl ,lh [vn ugn hgrfv lk hg/gl ,hgu],hk



توقيع : بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
رد مع اقتباس