عرض مشاركة واحدة
قديم 2024/02/17, 12:50 PM   #1
الباحث الطائي

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 6251
تاريخ التسجيل: 2024/02/16
المشاركات: 54
الباحث الطائي غير متواجد حالياً
المستوى : الباحث الطائي is on a distinguished road




عرض البوم صور الباحث الطائي
افتراضي تأملات قرآنية في عذاب أهل النار



بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات قرآنية في عذاب أهل النار

كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ / سورة الحج آية ٢٢

( الغم ) لغتا هو الكرب الذي يصيب النفس بما يجري او حصل لها .

وقريب منه تعبير ( الهم ) إلا إن الفارق هو إن الهم هو لأمر سيحصل لا انه حصل بالفعل .
إذا كان هذا واضحا ، فإن عذاب النار في الآخرة الذي حذر منه الله تعالى وواعد به من استحقه بما كسب بين في آيات كثيرة غلظته وشديد ألمه ودوام مدته وما الى غيرها من صور العذاب المختلفة . التي تؤكد بما لا شك فيه عظيم ذلك العذاب .

وهذا كله آنفا هو نوع عذاب يناسب المفهوم الحسي الجسدي .
ولكن في الآية السابقة محل التأمل طرح القرآن الكريم فيما لعله فريدته الدقيقة تصور آخر لم يطرحه في صور العذاب السابقة والكثيرة ألا وهو عذاب الغم .

والظاهر للمتأمل أننا بصدد إشارة قرآنية تبين أشد ما يمكن ان يصوره الله تعالى من عذاب النار وهو متعلق ليس بنوع العذاب الحسي بل متعلقه بالعذاب المعنوي او النفسي .

انظر مرة أخرى إلى الآية وتأمل فيها حيث يقول القرآن واصفا أهل النار انهم كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها
والمفروض والمتوقع لمن يطلع على عموم آيات القرآن والعذاب يتبادر إلى ذهنه انهم ممكن ان يطلبون الخروج من العذاب الشديد الحسي الذي تعددت وكثرت آياته وصوره في القرآن ولكن هذه الآية تعطي نوع تصور آخر يخالف المتبادر للذهن وتضع أولوية عند أهل النار اهم من أولوية العذاب الحسي وهي إرادتهم الخروج من الغم المترتبة على العذاب المخلدين فيه بدلالة ان الآية تقول بعد ذلك ( أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ) اي ان خزنة النار تعيدهم مرة أخرى إلى عذاب الحريق . وهذا العذاب في أصله عذاب حسي ولكن أثره الاعظم المترتب عنه هو النفسي ( الغم ) وهذا لعله والله أعلم ناتج عن اليأس من اي فرصة وأمل من الخلاص .

فقد يكون العذاب شديدا ولكن إذا كان محدد بمدة فإن صاحبه يأمل يوما ما بالفرج والخلاص منه ، ولكن إذا اجتمعت الشدة مع اليأس فإن نتيجتها اعظم ما ينتج من العذاب وهذا الاثر هو من النوع المعنوي كما يظهر من هذه الآية .
واللطيفة الثانية التي تصورها الآية ان القرآن اثبت لهم إرادة الخروج من هذا العذاب بل واثبت محاولتهم فعلا بدلالة ان خزنة النار اعادوهم فيها ( كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا ) وهنا قد يطرح تسآئل او إثارة ذهنية أخرى وهي لو نفترض ان خزنة النار لم تعيدهم فيها لأي سبب مفترض فهل سيتمكنون من الخروج من محل عذابهم المذكور ؟

والله أعلم

الباحث الطائي​




jHlghj rvNkdm td u`hf Hig hgkhv jHlghj u`hf



رد مع اقتباس