الموضوع: إليك عني !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/11/11, 07:01 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي إليك عني !

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

لاشك أننا نبالغ في تبسيط الأمر إذا قلنا إن ترك الدنيا والزهد فيها بالمفهوم الإسلامي الشامل الأعم هو مجرد الإقلال في الملبس والمأكل والمسكن , لأن ذلك لايعتبر محكا وحده على أية حال , إنما المحك الأهم هو أن يكون هذا الترك ابتداء من القلب , ويكون الزهد انطلاقا نت النفس , فلا معنى لجسد زاهد ونفسه طماعة ولا لسلوك معرض وقلبه راج متطلع ..

إن ترك الدنيا إذن هو الشعور بأن متاعها في طاعة الله ولذاتها في القربى إلى الله , والعلو فيها هو الذلة إلى الله , والجاه فيها هو الفقر إلى الله .., ومن ثم حتى لو ملك الدنيا كلها لن تغر قلبه ولن تأسر نفسه .

إن ترك الدنيا والزهد فيها إنما يتأتى بعدم التعلق بها وعدم انتظار متاعها, ولو جاء متاعها لم يبال به ولم يلتفت إليه, بل هو حاله لا يتغير إذا جاءه فقر أو غنى, فالمال في يده لا يمس قلبه, ويستوي عنده وجود المال وعدمه, ويستوي عنده مديح الناس وذمهم له, ويستوي عنده حصول الجاه أو عدمه.

وللأسف فإننا نرى كثيرا من المتناقضات بين الناس في ذلك , فكثيرا ما نعلم رجلا قد تزهد في ملبسه وأمر الناس بالزهد فيها بينما هو مقيم على الصراع على جمع كل درهم , وآخر قد أهمل حال مسكنه طعامه وشرابه مدعيا الزهد بينما هو مقيم على امتلاك الأطيان والعقارات , وثالث ظاهره الزهد في الملبس والمأكل والمسكن لكنه طماع فيما في أيدي الناس من الخير, حاسد لهم كلما أصابتهم نعمة !!

إن هذه الأمثلة وغيرها لا احسبها بحال تتفق مع زهد القلب الذي نتحدث عنه ولا مع حقيقة الأمر الإسلامي العظيم بالتقلل من الدنيا , إذ الطمع طمع القلب كما الغنى غناه ..

على جانب آخر قد لا نجد معنى لما تحدث به البعض من معاني الزهد في الأعمال والوظائف , أو العلوم والدراسات , ولا التقدم والتكنولوجيا وغيرها , فكل هذا تتقوى به الأمة وتنتصر على أعدائها فتكون الدعوة إلى تركها كباب للزهد نوع من جهل بالغ .

كذلك فللمال الصالح في أيدي الصالحين من المسلمين أثر بالغ الاهمية , وليس هناك معنى للزهد يتفق مع أمرنا الأغنياء الصالحين بترك أموالهم زهدا أو ترك تجاراتهم تقللا , بل ندعو الله لهم أن يكبر تجارتهم وتزداد أموالهم الصالحة إذ بها يساعدون الفقراء ويرحمون الأيتام , ويكفلون طلبة العلم , ويرفعون من شأن أمتهم بين الأمم , إنما شرطنا ههنا أن يكون المال صالحا وفي يد صالحة تخشى الله وتعلم حقه .



Ygd; ukd !



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس