عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/05/03, 03:56 PM   #1
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي أسماء التدليل في الصغر "وصمات" عند الكبر

حذر خبراء الاجتماع والنفس الآباء من إطلاق أسماء على أبنائهم أثناء مرحلة الطفولة يمكن أن تمثل عقبة في طريق حياتهم عند بلغوهم سن الرشد.

واكدوا ان العديد من الآباء يطلقون أسماء مختلفة على صغارهم لغاية تدليلهم، ولا أحد منهم يتصور أن هذه الأسماء قد تكون مصدر خلل نفسي وعزلة اجتماعية، وسببا في انهيار حياتهم وتدهور صحتهم النفسية والجسدية.

أكد د. سيد صبحي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، أن التنشئة الاجتماعية تعني غرس مجموعة من القيم في نفوس الأطفال، تشكل سلوكياتهم وتوجهاتهم في المستقبل وتفيدهم في جميع مراحل حياتهم، موضحا أن ظاهرة أسماء التدليل التي تطلقها الأسرة على أطفالها لها عدة اعتبارات: منها أن يكون الولد الوحيد من بين الإناث، وخوفًا عليه من الحسد تبالغ الأم في تدليله إلى الحد الذي تعامله كما لو أنه أنثى، بل إنها تجعله يرتدي ملابس فتاة، وبالتالي ينعكس ذلك على شخصيته وسط أقرانه الذكور عندما يكبر، مما يشعره بشيء من الدونية التي تدفعه إلى الانطواء على الذات والعزلة مستقبلا.

وأضاف “هناك ظاهرة غريبة تتمثل في تبادل تدليل الآباء لبعضهم البعض أمام أبنائهم مما يساعد على مسخ الحقيقة عند الصغار، كما أن هناك اعتبارًا آخر خاصًا بالأم نفسها عندما تطلب من أبنائها أن ينادوها بأسماء تدليلية عوضًا عن لقب ماما، وبالتالي نجد أن المجتمع الذي يخسر كلمة ماما أو بابا فإنه يخسر أشياء كثيرة.. ومن الضروري جدًا احترام اسم الطفل الحقيقي، وعدم إطلاق اسم التدليل عليه، لأن ذلك يحرمه من معنى اسمه، لذا فدقة اختيار الاسم وتجنب مسخه بالتدليل من الأمور الضرورية التي يجب الانتباه إليها”.

وقالت د. سميحة سيف النصر، الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة “أسماء التدليل معروفة لدينا منذ فترة طويلة، وقديمًا كانت هناك بعض الأسماء الشائعة تطلق على الذكور مثل ‘حمادة’، و’حمودة’، ولكن بعد الاختلاط بالغرب بدأنا نستعير أسلوبهم في تدليل الأبناء، فأصبحنا ندعوهم بأسماء جديدة علينا مثل: ‘ميدو’ عوض محمد، أو ‘دودي’ عوض عادل، أو ‘ميمي’ عوض ممدوح، إلى أن وصلت عملية تدليل الأطفال إلى ظاهرة بين الأسر، رغم الخطأ الفادح الذي نرتكبه باطلاق هذه الاسماء على الأبناء كونها تثبت الطفل عند مرحلة طفولية معينة لا يتعداها، خاصة إذا لم يعترض عليها، لأن الطفل في هذه الحالة يعتقد أن اسم الدلع يساعده على نطق اسمه الذي يناديه الآخرون به بشكل أسهل من اسمه الحقيقي”. وتشير إلى الآثار السلبية لظاهرة التدليل التي تظهر مع بلوغ هؤلاء الأطفال مراحل الرجولة، إذ أن بعض أسماء التدليل المبالغ فيها للذكور تتساوى مع تدليل الإناث، مما يشعرهم بزوال الفوارق الاجتماعية بينهم، ويصيبهم بضعف الشخصية أمام الجنس الآخر، بالإضافة إلى أن ذلك يسبب حرجًا شديدًا للطفل بين أقرانه عندما يجد الأطفال في المدرسة يسخرون منه، وتزداد المشكلة تعقيدًا إذا كان الاسم أنثويًا، حيث يحاول أصدقاؤه التحقير من شأنه باعتباره لا ينتمي إلى الذكور، مما يتسبب له في ميله إلى العزلة والانطواء.

وأوضحت أنه يسمح بمناداة الطفل باسم التدليل حتى 7 سنوات، ففي هذه المرحلة لا تشكل الأسماء أية خطورة على الطفل في المستقبل، أما بعد هذه السن فلابد من إعداده ليكون رجلًا ويُنادى باسمه الحقيقي، والطفل يدرك ذلك جيدًا ويبدأ في مقارنة نفسه بالآخرين، ومن هنا يرفض أسماء التدليل، لأنه يشعر أن هناك خطرًا يمس رجولته الاجتماعية.

وأكدت “إن أسماء التدليل مرفوضة في إطار الثقافة الإسلامية، لأن الإسلام ينمي قيم الرجولة لدى الطفل منذ صغره، لذلك نرى أن الطفل في سن الحضانة ينضم إلى والده لكي يكتسب منه صفات الرجولة، كما أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد حث في أحاديثه على اختيار أسماء، تكون مصدر تفاؤل واعتزاز الإنسان بنفسه، وألا تتضمن نوعًا من السخرية أو الحط من شأنه”.

أما د. عزة كريم أستاذة علم الاجتماع فقالت “من المقبول تدليل الأبناء في مرحلة الطفولة، لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز بين أشياء كثيرة، ومنها اسمه وهل يسبب له إحراجًا أم لا؟ ولكن عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة وتبدأ شخصيته في التكوين، يبدأ في مراجعة اسم التدليل بنوع من الرفض، لأنه يشار إليه بهذا الاسم وخاصة أمام الجنس الآخر، نظرًا لأنه يسبب نوعًا من الإحراج له أمام زملائه الذين يتهكمون عليه ويسخرون منه، وهو ما يُحدث لديه تأثيرا نفسيا سيئا.

وأشارت إلى الصراع الثنائي الذي ينشأ في نفسية المراهق من جراء إطلاق اسم تدليل عليه، فهو من ناحية يحب هذا الاسم لأنه أعطاه ميزة نفسية وأسرية خاصة، ولكن في الوقت نفسه يكرهه، لأنه يسبب له ألمًا نفسيًا مع تقدمه في العمر، لذا يجب على الأسرة أن تجنب أطفالها مثل هذه المواقف الصعبة بألا تطلق عليه أسماء تدليل تكبر معه.

وأكدت أنه إذا كانت أسماء التدليل تسبب مشكلة لدى الذكور فإن التأثير على الفتاة يكون أسوأ، لأن الفتاة أكثر حساسية من الولد، فنجد أن هناك أسماء لا تليق تطلق على الفتاة، وتلك الأسماء لم تكن تمثل مشكلة قديمًا، ولكن مع انتشار التعليم وذهاب الفتاة إلى المدرسة، بدأت الفتاة تشعر تدريجيًا بالفرق بين اسمها القديم وأسماء زميلاتها العادية مثل سوسن أو نادية، وهو ما يعرضها للسخرية من زميلاتها، لذا لابد على الأسرة أن تدقق جيدًا في اختيار أسماء مناسبة لبناتها حتى لا يخجلن منها بعد ذلك.

وقال د. يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني بالقاهرة ” يستخدم العديد من الآباء أسماء التدليل لأطفالهم كدلالة على الحب وإبداء الاهتمام، إلا أن ذلك له آثار نفسية واضحة تظهر عند تخطي الأبناء لمرحلة الطفولة، فيقوم زملاء الطفل باستخدام هذا الاسم كوسيلة للاستهزاء به”.

وأضاف “إن تدليل الطفل في مراحله العمرية الأولى من أجل مساعدته على سهولة نطق الاسم شيء مطلوب، بينما يصبح هذا الأمر غير مرغوب فيه مع دخول الأبناء مرحلة الشباب، إذ أن الأبناء سيتعودون على التدليل المستمر ويصبحون غير قادرين على تحمل المسؤولية، خصوصًا إن كانوا ذكورًا وهو ما يؤدي إلى استسلامهم للواقع، وتتفاقم المشكلة إذا تشابهت أسماء التدليل للذكور مع مثيلاتها في الإناث، مما يشعر الولد بالخجل ويدفعه إلى العزلة والانطواء، ويصاحب هذا شعور بالدونية مقارنة بباقي الأصدقاء الذين يحقرون من شأنه بشكل دائم”.


Hslhx hgj]gdg td hgwyv ",wlhj" uk] hg;fv



رد مع اقتباس