عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/07/09, 10:11 AM   #3
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي أنا لا أخاف من أهل الفسق في الشوارع بقدر ما أخاف من بعض المتدينين



أنا أرتعد خوفا عندما أسمع أن بعض المتديّنين يبات ليالي شهر رمضان في بيته ولم يخرج إلى مسجد أو مجلس دعاء ليبكي ويتوب إلى الله وينادي ربّه «إلهي العفو»، فيصبح ويداوم كباقي الموظّفين في مؤسسة ثوريّة ودينية ثم يرجع إلى بيته ليلا وينام كالعوام ولا يتعبّد. فإنّ هؤلاء المتديّنين الذين لا يضجّون إلى الله هم في معرض الخطر. أنا لا أخاف من أهل الفسق في الشوارع بقدر ما أخاف من المتديّنين الذين لا يبكون ولا يتضرّعون إلى الله.

الآن إذا وجّه الخطاب لبعض المتدينين الضعاف الإيمان أن «ادع الله أن يجعل عاقبتك خيرا» قد يستاء ويشعر بالمهانة ويقول: «وما هي مشکلتي الآن حتى آخاف على حسن عاقبتي؟!»


إن مصيبتنا هي المتديّنون المعجبون بديانتهم


إن مصيبتنا أكثر من أن تكون بسبب غير المتدينين، هي بسبب المتدينين المعجبين بديانتهم. كل مصائبنا وآلامنا من عندنا ومن قِبَلنا. لا يحقّ لأحد أن يدعي التديّن والديانة أو يحافظ على ظاهره الديني، ولكن لم يحضر في الليل في مجالس الدعاء والمناجاة، أو لم يعلُ صوت صجيجه على سجادة عبادته. وحتى أولئك الذين ترتفع أصوات ضجيجهم في جوف الليل على سجادتهم لا يدرى إلى ماذا سوف تنتهي عاقبتهم.

« خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مُتَوَجِّهاً إِلَى دَارِهِ وَ قَدْ مَضَى رُبْعٌ مِنَ اللَّيْلِ وَ مَعَهُ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ وَ كَانَ مِنْ خِيَارِ شِيعَتِهِ وَ مُحِبِّيهِ فَوَصَلَ‏ فِي‏ الطَّرِيقِ‏ إِلَى‏ بَابِ رَجُلٍ يَتْلُو الْقُرْآنَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ يَقْرَأُ قَوْلَهُ تَعَالَى‏ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏ بِصَوْتٍ شَجِيٍّ حَزِينٍ فَاسْتَحْسَنَ كُمَيْلٌ ذَلِكَ فِي بَاطِنِهِ وَ أَعْجَبَهُ حَالُ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقُولَ شَيْئاً فَالْتَفَتَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَيْهِ وَ قَالَ يَا كُمَيْلُ لَا تُعْجِبْكَ طَنْطَنَةُ الرَّجُلِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَ سَأُنَبِّئُكَ فِيمَا بَعْدُ فَتَحَيَّرَ كُمَيْلٌ لِمُكَاشَفَتِهِ لَهُ عَلَى مَا فِي بَاطِنِهِ وَ لِشَهَادَتِهِ بِدُخُولِ النَّارِ مَعَ كَوْنِهِ فِي هَذَا الْأَمْرِ وَ تِلْكَ الْحَالَةِ الْحَسَنَةِ وَ مَضَى مُدَّةٌ مُتَطَاوِلَةٌ إِلَى أَنْ آلَ حَالُ الْخَوَارِجِ إِلَى مَا آلَ وَ قَاتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ كَانُوا يَحْفَظُونَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ وَ هُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ السَّيْفُ فِي يَدِهِ يَقْطُرُ دَماً وَ رُءُوسُ أُولَئِكَ الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ مُحَلَّقَةٌ عَلَى الْأَرْضِ فَوَضَعَ رَأْسَ السَّيْفِ عَلَى رَأْسٍ مِنْ تِلْكَ الرُّءُوسِ وَ قَالَ يَا كُمَيْلُ‏ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً أَيْ هُوَ ذَلِكَ الشَّخْصُ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَعْجَبَكَ حَالُهُ فَقَبَّلَ كُمَيْلٌ قَدَمَيْهِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّه‏» [إرشاد القلوب/ج2/ص226]


لا يعجب المتدينون بأنفسهم ولا يعوّلوا على أنفسهم


لا يعجب المتديّنون بأنفسهم ولا يعوّلوا على أنفسهم وليتضرّعوا ويضجّوا إلى الله. وحتى بعد بكائهم ومناجاتهم لا يستطيع أحد أن يضمن عاقبتهم! أحيانا يغفر الله للعاصين والمذنبين بأنّة ودمعة وتوبة مختصرة، أما نحن المتدينون الذين ننتحل التديّن ومودّة أهل البيت(ع) فقد تغلق أبواب المغفرة في وجوهنا. فيجب أن نراقب أنفسنا.

يجب أن يرى الناس بكاءكم أيها الصالحون ويتعجبوا من شدّة بكائكم. كما كان الحرّاس الشخصيّون للسيد الإمام يتعجبون من شدّة بكاء السيد الإمام. فقد نقل عنهم: أن الإمام كان يجعل منشفة بجانب سجادته في أواخر عمره، إذ لم يكن تكفيه المنشفة لتنشيف دموعه. هكذا كان إمامنا! هكذا يجب أن تتغيّر ملامح مدننا ويجب أن يتأسى الشباب المتديّنون بإمامهم وقائدهم. ليراجع بعض المتدينين الذين ليسوا أهل البكاء والإنابة أنفسهم ولينظروا أي دين هذا الذي يدّعوه لأنفسهم! فليت شعري أهم عبّاد متديّنون أم أصحاب دكاكين؟!


لم يكن أحد يتوقّع أن يقتل ابن ملجم أمير المؤمنين إذ كان أقرب من غيره لأمير المؤمنين


لم يكن أحد يتوقّع أن يجرّ ابن ملجم سيفه ويضرب به رأس أمير المؤمنين(ع). إذ كان أقرب من كثير من الناس إلى أمير المؤمنين(ع) حتى أن الإمام الحسن(ع) التفت إليه بعد ما ارتكب جريمته العظمى وقال: «يا عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا کَانَ جَزَاؤُهُ مِنْكَ بَوَّأَكَ وَ أَدْنَاكَ وَ قَرَّبَكَ وَ حَبَاكَ وَ فَضَّلَكَ عَلَى غَيرِكَ» [بحار الأنوار/ج42/ص285] هذه ليست بقضيّة بسيطة ولا ينبغي أن نمرّ منها مرور الكرام.

هذا أحد الأدعية المذكورة في القرآن في حسن العاقبة: (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب) [آل عمران/8] فادعوا به كثيرا في قنوت صلواتكم. فكل ما تقتربوا إلى الله أكثر يجب أن تزدادوا بكاءً بين يديه وتضرّعا إليه.


ينصب الشيطان حبائل كيده للمتدينين أكثر من غيرهم


ينصب الشيطان حبائل كيده للمتديّنين أكثر من غيرهم فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «يَا عَبْدَ اللَّهِ لَقَدْ نَصَبَ إِبْلِيسُ حَبَائِلَهُ فِي دَارِ الْغُرُورِ فَمَا يَقْصِدُ فِيهَا إِلَّا أَوْلِيَاءَنَا» [تحف العقول/301] والشيطان نفسه كان متديّنا فقد كان قد عبد الله ستة آلاف سنة ولكن أحبط عمله الطويل كله؛ «فَاعْتَبِرُوا بِمَا کَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ کَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ» [نهج البلاغة/الخطبة192] فهو يشعر بالانتعاش والنشوة إن استطاع أن يحرف متديّنا. أمّا الإنسان المنحرف من بداية حياته فلا قيمة له عند الشيطان، إذ هو يبحث عن المتديّنين ليغويهم ويحرفهم عن الصراط المستقيم.

ولكن في مقابل هذا العدوّ اللدود والشيطان الرجيم نحن عندنا أميرالمؤمنين(ع) فلنستعن بإمامنا ونتوسّل به إلى الله ليأخذ بأيدينا وينجينا من حبائل الشيطان...




رد مع اقتباس