عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/09/15, 07:52 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي هكذا هي الدنيا .! فاحزم أمرك للرحيل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




ما بين الطفولة والشيخوخة تتنامى مشاعر الرحيل وتتقاصر ، وتغيب وتحضر ، وتتباين المشاعر منها والمواقف .. وأكثرها مشاعر المقت والنفور ..! ويفتن الناس بالناس ، وتختلط الأوراق ، وتضيع المبادئ .. وكلّ الناس يغدو ويروح ، « فبائعٌ نفسَه ، فمُعتِقُها أو مُوبِقُها » ، كما يقول نبيّنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ..

وربّما في لحظات استثنائيّة خطيرة ، من نزول البلاء والضيق أن يتمنّى الإنسان الرحيل ، لا حبّاً به ، ولكن كرهاً بواقعه ، أو يقدم عليه بنفسه واختياره ، ولا يعلم أنّه يحلّ مشكلته بما هو أكبر منها وأخطر ،
مشاعر مع كلّ رحيل .! ما بالك أيّها الإنسان كلّما اقتربت خطاك من النهاية على هذه الأرض ازداد تشبّثك بالحياة .؟! وكلّ عضو فيك يقول لك : « لقد انتهى مفعولي ، أو كاد ! » .. حقّاً كما قال ربّنا : « وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور » ..

« يا أيّها الإنسانُ إنّكَ كادحٌ إلى ربّك كَدحاً فمُلاقيه .. » .. « وأنّ إلى ربّك المنتهى » .. « ففرّوا إلى الله .. إنّي لكم منه نذير مبين » .. أيّها الإنسان ! أما علمت أنّ من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه .. فلماذا تبغض الرحيل وتأباه .. وتهرب منه وهو لاقيك .؟! وأنت تعلم أنّ رحلة البداية لها نهاية ، وأنّ إحدى رجليك في الدنيا ، والأخرى في القبر ، وأنّ حياتك كلّها منحة من الله وابتلاء .. وأن ليس بعد هذه الدار إلاّ الجنّة أو النار ..

شتّان بين راحل وراحل : راحل يساق إلى ربّه كما يساق المجرمون : « يعرف بسيماهم ، فيؤخذ بالنواصي والأقدام » ..
وراحل يزفّ كما تزفّ العروس ، بالحبّ والتكريم ، وبشريات النعيم : « ألاّ تخافوا ، ولا تحزنوا ، وأبشروا بالجنّة التي كنتم توعدون » ..

أيّها الإنسان .! أنت سيّد المخلوقات في هذا الوجود .. الكون كلّه يغبطك على مكانتك ، إلاّ الشيطان ، فإنّه عدوّك الأوّل الأخطر .. فلا تجعله يستحوذ عليك ويخزيك .. ولا تجعل للشيطان عليك سبيلاً ، فترحل معه إلى الجحيم ..

تحرّر أيّها الإنسان من عالم الطين وأثقاله ، تحرّر من وحشة الأرض .. وأحسن ظنّك بالله .. وانظر هناك إلى عالم الغيب .. فالرحمة الكبرى تنتظرك ، فأقبل إلى مولاك ولا تتردّد ..
أنّب نفسك على توالي الغفلات ، وتراكم الزلاّت ، وابرأ من حولك وطولك وقوّتك ، واعلم أن لا ملجأ لك من الله إلاّ إليه ، فاطّرح ببابه ، وتذلّل بين يديه ، واذرف في خلواتك دمع الخوف والندم ، والحبّ والشوق ، واعلم أنّ ذلك كلّه مفتاح التوفيق والرضا ، وباب القبول عند عالم السرّ والنجوى ..

يا ربّ ! حنّت الطيور إلى أوكارها ، وحنّ كلّ حبيب إلى حبيبه ، فيا ربّ لا تقطع حبّي وحنيني حتّى ألقاك وأنت راضٍ عنّي .. ليس لي من بضاعة أقدم بها عليك سوى ذلّي وافتقاري ، وحبّي وحنيني ..


اللهمّ اجعل الموت خير غائب ننتظره ، والقبر خير بيت نسكنه .. وحبّب إلينا لقاءك ، وأكرمنا بلذّة مناجاتك ، واصطفِ قلوبنا مع قلوب من أحببت من عبادك ..

اللهمّ إنّ مغفرتك أوسع من ذنوبنا ، ورحمتك أرجى عندنا من عملنا ، فاغفر لنا وارحمنا ، وتقبّل منّا صالح ما أعطيتنا ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ..

« ربّنا هب لنا من لدنك رحمة ، وهيّئ لنا من أمرنا رشداً » ..



i;`h id hg]kdh >! thp.l Hlv; ggvpdg >> Hlv; hg]kdh thp.l



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس