عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/03/23, 12:25 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي في ذكرى وفاة أم البنين استطاعت هذه السيدة الجليلة أن تصمد بكل اقتدار وحزم وإقدام أمام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تتجدد الذكرى الحزينة في الثالث عشر من جمادى الثانيه، وتعود حاملة اسمى انواع التضحية.. هي ذكرى رحيل السيدة ام البنين عليها السلام. تلك المرأة، الأم والإنسانة العظيمة التي مازالت صرخاتها تدوي في صدر السماء وهي تنعى الحسين "ع" فكانت خير امتداد لمسيرة السيدة الزهراء عليها السلام، وقد اختارها امير المؤمنين زوجة له، وخير ام لأولاد فاطمة عليهم السلام.
تنحدر أم البنين من آباء وأخوال عرفهم التاريخ وعرّفهم بأنهم فرسان العرب في الجاهلية وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام علي سلام الله عليه: " ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس". وأي شخص في العالم أراد معرفة إمرأة سارت على النهج الفاطمي فلينظر إلى شخصية أم البنين "ع".
فمن هي ام البنين وكيف كانت مثالا لكل امراة وفخر للشخصيات اللواتي يحتذى بهن؟

هي السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية العامرية زوجة الإمام علي أمير المؤمنين (ع) الملقبة بأم البنين. أنجبت له أربعة أولاد وقيل خمسة أولاد وكلهم قتلوا في معركة الطف الخالدة بكربلاء، وقد أظهرت هذه المعركة بشكل واضح جلي إخلاص آل البيت الكريم وتضحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والحق، وتمسكهم في الدفاع عن المثل العليا والكرامة ضد الجبروت والطغيان. فضربوا بذلك مثلاً يقتدى به في التضحية ونكران الذات، وكان أبرز شجعان هذه المعركة أولادها الأربعة وهم: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان وقيل عون، وكان المثل الأعلى للناس آنذاك في النهوض والاستبسال والتحرر من ذل والهوان والكسل.
وعن أم البنين (ع) كشخصية كريمة ومثال أعلى للمرأة وفخر الشخصيات النسوية يقول فضيلته: "لقد قامت السيدة أم البنين برعاية سبطي رسول الله (ص) وريحانته وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام)، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمّها سيدة نساء العالمين. وكانت تحمل في نفسها من المودة والحبّ لهما (عليهما السلام) ما لا تكنه لأولادها الذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم، وأفنت حياتها في تربيتهما. فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله (ص)، وريحانته، وقد عرفت أم البنين ذلك فوفت بحقهما وقامت بخدمتهما خير قيام".
كانت لأم البنين مواقف عدة ولا تنتسى في حياتها يقول فضيلته "لقد وقفت هذه الشخصية التاريخية الباهرة الفذة مواقف عدة فالموقف الاهم الذي لا ينسى، أنها كانت من أول الناس الذين خرجوا لاستقبال بشر بن حذلم"، وهو ينادي برفيع صوته:
يـــــا أهـــــل يــــثرب لا مــقام لكم بها قـــــــتل الحســــــين فـــــأدمعي مـدرار
الجـــــسم مـــــنه بــــكربلاء مضــــرج والـــــرأس منـــــه عـــــلى القناة يدار
ولما وقع بصرها على الناعي لم تسأله عن العباس، ولا عن أي واحد من أبنائها الذين قتلوا مع أخيهم الحسين، وإنما سألته عن الحسين، قائلة: أخبرني عن الحسين؟ وعلت الدهشة وجه بشر بن حذلم عندما عرف أن هذه المرأة هي فاطمة بنت حزام العامرية، وهي أم البنين بالذات كيف لا تسأله عن أولادها، وظنّها لوقع الصدمة ذهلت عن أبنائها، فراح يعددهم واحداً بعد الآخر، وفي كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر، فتقول: أخبرني عن ولدي الحسين(ع). ولم يلتفت بشر إلى هذا الموقف وراح يخبرها ببقية أولادها، إلى أن وصل إلى العباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس (ع)، حتى نظر إليها وقد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التي سمعت فيها نبأ مصرع أبي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها ولكنها تحاملت واستمرت في إلحاحها على بشر، أخبرني عن ولدي الحسين، يقول بشر: وحينما أخبرتها بمقتل الحسين ومصرعه صرخت ونادت: واحسيناه، نور عيني يا حسين.. وقد شاركها الجميع بالبكاء والنحيب والعويل على الحسين، ولم تذكر أبناءها إلا بعد أن ذكرت الحسين وبكت عليه".
"أقامت أم البنين العزاء على الحسين عليه السلام، واجتمع عندها نساء بني هاشم يندبنه وأهل بيته وكان هذا احد المواقف او الرسالة التي ارادت ايصالها للناس، فكانت تمثل دور الإعلامية وعرفت بعدائها الشديد لبني امية. وكانت تخرج إلى البقيع كل يوم وقد عملت خمسة قبور رمزية، أربعة لأولادها وواحدا للحسين عليه السلام ترثيه، فيجتمع لسماع رثائها نساء المدينة، فيبكي الناس، وفيهم مروان بن الحكم لشجي ندبتها، وهذا يدل على عِظم فاجعتها، وصدق حديثها، ووفائها وإخلاصها، فلو صح بكاء مروان فتلك كرامة لها وقد أبكت من قلبه أشد من الحجارة قسوة".
"لقد كانت أم البنين عليها السلام تشاطر زينب عليها السلام في مصيبتها، حيث استقبلتها في المدينة وعانقتها وبكت معها طويلا، وجلست معها مجالس العزاء. ولذا رأينا أهل البيت عليهم السلام ينظرون إليها بعين الكرامة والإكبار، وتحظى عندهم بتلك المنزلة العظيمة في قلوبهم ويذكرونها بالتبجيل والإكرام".
"قيل إن أم البنين أتت ذات يوم إلى أمير المؤمنين وقالت له: لي إليك حاجة…قال لها: قولي ما عندك. قالت: أنا أطلب منك أن تغير اسمي، قالت عندما تناديني فاطمة، أرى الانكسار بادياً على وجوه الحسن والحسين وزينب، فإنهم يذكرون أمهم فاطمة الزهراء (ع) ويتألمون فما كان من الإمام إلا أن غير اسمها وسماها أم البنين. هذه المواقف المثيرة من أم البنين، وقد ملئ قلبها بالإيمان والمحبة والإخلاص".

بذكراها عليها السلام "هذه السيدة الجليلة التي أحباها الله وخصها بعناية تامة، إذ استطاعت أن تصمد بكل اقتدار وحزم وإقدام وثبات أمام تحديات الزمن. وظلت محتفظة بشخصيتها القوية وسماتها الأصيلة، رغم ظروف الدهر القاهرة، وتداعيات الزمان الجائرة. واستكملت الفضائل بالصبر والتضحية بإيمان راسخ فكان لها الشرف الكبير حتى انتهى بها المطاف إلى مثواها الأخير في بقيع الغرقد وظلت ذكراها العطرة وشعلتها القدسية مازالت تذكر على مر العصور جيلاً بعد جيل فهي في طليعة اللواتي خدموا وضحوا وجاهدوا في سبيل الله، أم البنين كانت مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء وحياتها كلها مدرسة تفيض من الدروس الأخلاقية والإيمانية والجهادية".



td `;vn ,thm Hl hgfkdk hsj'huj i`i hgsd]m hg[gdgm Hk jwl] f;g hrj]hv ,p.l ,Yr]hl Hlhl



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس