عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/17, 04:11 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

وبالجملة، ليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير فإن كل واحد من المفسرين تحمّل المشاق الكثيرة والأتعاب التي لا نهاية لها حتى صنف كتاباً شريفاً، فلله درّهم وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو

49

أنه لا بد وأن يفتح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله والكتاب الأحدي92 في تهذيب النفوس والآداب والسنن الإلهية، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق والعروة الوثقى والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية فعلى العلماء والمفسرين أن يكتبوا التفاسير فارسية وعربية وليكن مقصودهم بيان التعاليم والمقررات العرفانية والأخلاقية وبيان كيفية ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود على نحو ما أودعت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكاكي93 والشيخ94 فيكون مقصده جهات البلاغة

50

والفصاحة وليس هو سيبويه95 والخليل حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي96 وابن خلكان97 حتى يبحث حول تاريخ

51

العالم. هذا الكتاب ليس كعصي موسى ويده البيضاء أو نفس عيسى الذي يحيي الموتى فيكون للإعجاز فقط وللدّلالة على صدق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بل هذه الصحيفة الإلهية كتاب إحياء القلوب بالحياة الأبدية العلمية والمعارف الإلهية، هذا كتاب الله ويدعو إلى الشؤون الإلهية جلّ وعلا. فالمفسّر لا بد وأن يعلم الشؤون الإلهية ويرجع الناس إلى تفسيره لتعلّم الشؤون الإلهية حتى تتحصل الاستفادة منه ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَ خَسَاراً﴾98. فأيّ خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب الإلهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة ونراجع التفاسير ونحرم مقاصده، ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾99.

52

في بيان رفع الموانع والحجب بين المستفيد والقرآن(11)

فإذا علمت الآن عظمة كتاب الله من جميع الجهات المقتضية للعظمة وانفتح طريق استفادة المطالب منه فاللازم على المتعلم والمستفيد من كتاب الله أن يجري أدباً آخر من الآداب المهمة حتى تحصل الاستفادة وهو رفع موانع الاستفادة، ونحن نعبّر عنها بالحجب بين المستفيد والقرآن، وهذه الحجب كثيرة نشير إلى بعضها:

من الحجب العظيمة حجاب رؤية النفس، فيرى المتعلم نفسه بواسطة هذا الحجاب مستغنية أو غير محتاجة للاستفادة وهذا من المكائد الأصيلة المهمة للشيطان حيث أنه يزيّن للإنسان دائماً الكمالات الموهومة ويرضي الإنسان ويقنعه بما فيه ويسقط من عينه كل شي‏ء سوى ما عنده، مثلاً يقنّع أهل التجويد بذاك العلم الجزئي ويزيّنه في أعينهم إلى حدّ يسقط سائر العلوم عن أعينهم ويطبّق في نظرهم حملة القرآن عليهم ويحرمهم من فهم الكتاب النوراني الإلهي والاستفادة منه، ويرضي أصحاب الأدب بتلك الصورة بلا لبّ ويمثّل جميع شؤون القرآن فيما هو عندهم، ويشغل أهل التفاسير المتعارفة

53

بوجوه القراءات والآراء المختلفة لأرباب اللغة ووقت النزول وشأن النزول وكون الآيات مكية أو مدنية وتعدادها وتعداد الحروف وأمثال تلك الأمور. ويقنع أهل العلوم أيضاً بعلم فنون الدلالات فقط ووجوه الاحتجاجات وأمثالها حتى أنه يحبس الفيلسوف والحكيم والعارف الاصطلاحي في الغليظ من حجاب الاصطلاحات والمفاهيم وأمثال ذلك. فعلى المستفيد أن يخرق جميع الحجب هذه وينظر إلى القرآن من ورائها، ولا يتوقف في شي‏ء من هذه الحجب ولا يتأخر عن قافلة السالكين ولا يحرم من الدعوات الحلوة الإلهية، ويستفاد عدم الوقوف وعدم القناعة إلى حدّ معين من نفس القرآن.

والإشارة إلى هذا المعنى كثيرة في القصص القرآنية، فموسى الكليم مع ما له من المقام العظيم في النبوّة ما اقتنع بذلك المقام وما توقف في مقام علمه الشامخ، وبمجرد أن لاقى شخصاً كاملاً كالخضر قال له بكل تواضع وخضوع: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾100 وصار ملازماً لخدمته حتى أخذ منه العلوم التي لا بد من أخذها.

وإبراهيم لم يقتنع بمقام شامخ الإيمان والعلم الخاص للأنبياء فقال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى﴾101. فأراد أن يرتقي من الإيمان القلبي إلى مقام الاطمئنان الشهودي وأعظم من ذلك أن الله تبارك وتعالى يأمر نبيّه الخاتم وهو أعرف خلق الله بالكريمة الشريفة ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾102. فهذه الأوامر في الكتاب الإلهي ونقل هذه القصص لأن نتنبّه ونستيقظ من نوم الغفلة.

54

ومن الحجب: حجاب الآراء الفاسدة والمسالك والمذاهب الباطلة، وهذا قد يكون من سوء استعداد الشخص والأغلب أنه يوجد من التبعية والتقليد. وهذا من الحجب التي حجبتنا بالأخص عن معارف القرآن مثلاً إذا رسخ في قلوبنا اعتقاد بمجرّد الاستماع من الأب أو الأم أو من بعض جهلة أهل المنبر تكون هذه العقيدة حاجبة بيننا وبين الآيات الشريفة الإلهية. فإن وردت آلاف من الآيات والروايات تخالف تلك العقيدة، فإما أن نصرفها عن ظاهرها أو أن لا ننظر فيها نظر الفهم والأمثال لذلك فيما يرجع إلى العقائد والمعارف كثيرة ولكنّي أكفّ نفسي عن عدّها لأني أعلم بأن هذا الحجاب لا يخترق بكلام مثلي، ولكن أشير إلى واحد منها حيث أنه سهل المأخذ في الجملة.

قد وردت الآيات الكثيرة الراجعة إلى لقاء الله ومعرفة الله، ووردت روايات كثيرة في هذا الموضوع مع كثير من الإشارات والكنايات والصراحات في الأدعية والمناجاة للأئمة عليهم السلام. فبمجرّد ما نشأت عقيدة في هذا الميدان من العوام وانتشرت بأن طريق معرفة الله مسدود بالكلّية فيقيسون باب معرفة الله ومشاهدة جماله على باب التفكر في الذات على الوجه الممنوع بل الممتنع، فأمّا أن يؤوّلوا ويوجّهوا تلك الآيات والروايات، وكذلك الإشارات والكنايات والصراحات في أدعية الأئمة عليهم السلام ومناجاتهم، وأمّا ألاّ يدخلوا في هذا الميدان أصلاً ولا يعرّفوا أنفسهم بالمعارف التي هي قرّة العين للأنبياء والأولياء، فممّا يوجب الأسف الشديد لأهل الله أن باباً من المعرفة الذي يمكن أن يقال أنه غاية بعثة الأنبياء عليهم السلام ومنتهى مطلوب الأولياء قد سدّوه على الناس بحيث يعدّ التفوّه به محض الكفر وصرف الزندقة إنّ هؤلاء

55

يرون معارف الأنبياء والأولياء في ما يختص بذات الحق تعإلى وأسمائه وصفاته مساوية لمعارف العوام والنساء فيه، بل يظهر من هؤلاء أحياناً ما هو أعظم من ذلك فيقول أحدهم: أن لفلان عقائد عامية حسنة فيا ليت لنا مثلما له من العقيدة العامية.. وهذا الكلام منه صحيح لأن هذا المسكين الذي يتفوّه بهذا الكلام قد أخرج من يده العقائد العامية ويرى معارف الخواص وأهل الله باطلة، فهذا التمنّي منه عيناً كتمني الكفار. وقد نقل عنهم في الكريمة الإلهية ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً﴾103. ونحن إن أردنا أن نذكر الآيات والأخبار في لقاء الله بتفاصيلها حتى تتضح فضاحة هذه العقيدة الفاسدة الناشئة عن الجهل والغرور الشيطاني، فيستلزم ذلك كتاباً على حدة فضلاً من أن نذكر المعارف التي وقعت وراء ستر النسيان بواسطة هذا الحجاب الغليظ حتى يعلم أن أحد مراتب المهجورية من القرآن. ومهجورية القرآن ولعلّ الأسف عليها أشدّ هو هذه كما يقول تعإلى في الكريمة الشريفة: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾104.

إن مهجورية القرآن لها مراتب كثيرة ومنازل لا تحصى، ولعلنا متصفون بالعمدة منها. أترى أننا إذا جلّدنا هذه الصحيفة الإلهية جلداً نظيفاً وقيّماً وعند قراءتها أو الاستخارة بها قبّلناها ووضعناها على أعيننا ما اتخذناه مهجوراً؟ أترى إذا صرفنا غالب عمرنا في تجويده وجهاته اللغوية والبيانية والبديعية قد أخرجنا هذا الكتاب الشريف عن

56

المهجورية؟ هل أننا إذا تعلّمنا القراءات المختلفة وأمثالها قد تخلّصنا من عار هجران القرآن؟ هل أننا إذا تعلمنا وجوه إعجاز القرآن وفنون محسّناته قد تخلّصنا من شكوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هيهات.. فإنه ليس شي‏ء من هذه الأمور مورداً لنظر القرآن ومنزّلها العظيم الشأن، إن القرآن كتاب إلهي وفيه الشؤون الإلهية. القرآن هو الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق ولا بد أن يوجد الربط المعنوي والارتباط الغيبي بتعليماته بين عباد الله ومربّيهم، ولا بد أن يحصل من القرآن العلوم الإلهية والمعارف اللدنيّة105، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال حسب ما رواه الكافي "إنما العلم ثلاثة: أية محكمة وفريضة عادلة وسنّة قائمة". فالقرآن الشريف حامل لهذه العلوم فإن تعلمنا من القرآن هذه العلوم فما اتّخذناه مهجوراً، وإذا قبلنا دعوات القرآن وأخذنا التعليمات من قصص الأنبياء المشحونة بالمواعظ والمعارف والحكم، إذا اتعظنا نحن من مواعظ الله تعالى ومواعظ الأنبياء والحكماء المذكورة في القرآن فما اتّخذناه مهجوراً، وإلا الغور في الصورة الظاهرية للقران أيضاً إخلاد إلى الأرض ومن وساوس الشيطان ولا بد من الاستعاذة بالله منها.

ومن الحجب المانعة من الاستفادة من هذه الصحيفة النورانية: الاعتقاد بأنه ليس لأحد حق الاستفادة من القرآن الشريف إلا بما كتبه المفسّرون أو فهموه. وقد اشتبه على الناس التفكر والتدبّر في الآيات الشريفة بالتفسير بالرأي الممنوع، وبواسطة هذا الرأي الفاسد والعقيدة الباطلة جعلوا القرآن عارياً من جميع فنون الاستفادة

57

واتخذوه مهجوراً بالكلية في حال أن الاستفادات الأخلاقية والإيمانية والعرفانية لا ربط لها بالتفسير، فكيف بالتفسير بالرأي، فمثلاً إذا استفاد أحد من كيفية مذاكرات موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام وكيفية معاشرتهما وشد موسى عليه السلام رحاله إليه مع ما له من عظمة مقام النبوّة لأخذ العلم الذي ليس موجوداً عنده وكيفية عرض حاجته إلى الخضر كما ذكرت في الكريمة الشريفة: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾106. وكيفية جواب الخضر والاعتذارات التي وقعت من موسى عظمة مقام العلم وآداب سلوك المتعلم، مع المعلّم ولعلها تبلغ من الآيات المذكورة إلى عشرين أدباً فأي ربط لهذه الاستفادات بالتفسير فضلاً من أن تكون تفسيراً بالرأي والاستفادة من هذا القبيل في القرآن كثيرة، ففي المعارف مثلاً إذا استفاد أحد من قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾107 الذي حصر جميع المحامد لله، وخصّ جميع الأثنية للحق تعالى التوحيد الأفعالي وقال بأنه يستفاد من الآية الشريفة أن كل كمال وجمال وكلّ عزّة وجلال الموجودة في العالم وتنسبها العين الحولاء والقلب المحجوب إلى الموجودات من الحق تعالى وليس لموجود من قبل نفسه شي‏ء،ولذا المحمدة والثناء خاص بالحق ولا يشاركه فيها أحد، فأيّ ربط لهذا إلى التفسير حتى يسمّى بالتفسير بالرأي أو لا يسمى؟ إلى غير ذلك من الأمور التي تستفاد من لوازم الكلام ولا ربط لها بوجه إلى التفسير،مضافاً إلى أن في التفسير بالرأي أيضاً كلام لعلّه غير مربوط بآيات المعارف والعلوم العقلية التي

58

توافق الموازين البرهانية وبالآيات الأخلاقية التي فيها للعقل دخل، لأن التفاسير التي من هذا القبيل مطابقة للبرهان المتين العقلي أو الاعتبارات العقلية الواضحة، فإذا كان ظاهر الكلام على خلافها فاللازم أن يصرف الكلام من ظاهره، مثلاً في كريمة ﴿وَجَاء رَبُّكَ﴾108 و﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾109. التي يكون الفهم العرفي فيها مخالفاً للبرهان ليس تفسيراً بالرأي ولا يكون ممنوعاً بوجه فمن المحتمل بل من المظنون أن التفسير بالرأي راجع إلى آيات الأحكام التي تقصر عنها أيدي الآراء والعقول، ولا بد وأن تؤخذ بصرف التعبّد والانقياد من خزّان الوحي ومهابط ملائكة الله، كما أن أكثر الروايات في هذا الباب وردت في مقابل علماء العامة الذين كانوا يريدون أن يفهموا دين الله بعقولهم ومقايساتهم، وما في بعض الروايات الشريفة من أنه ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن.. وكذلك الرواية الشريفة "إن دين الله لا يصاب بالعقول" تشهد بأن المقصود من دين الله الأحكام التعبّدية للدين وإلا فباب إثبات الصانع والتوحيد والتقديس وإثبات المعاد والنبوّة بل مطلق المعارف حقٌ طلق للعقول، ومن مختصاتها وإن ورد في كلام بعض المحدثين من ذوي المقام العالي أن الاعتماد في إثبات التوحيد على الدليل النقلي، فمن غرائب الأمور بل من المصيبات التي لا بد أن يستعاذ بالله منها. ولا يحتاج هذا الكلام إلى التهجين والتوهين وإلى الله المشتكى.

ومن الحجب المانعة من فهم القرآن الشريف، ومن الاستفادة من

59

معارف هذا الكتاب السماوي ومواعظه حجاب المعاصي والكدورات الحاصلة من الطغيان والعصيان بالنسبة إلى ساحة رب العالمين المقدسة، فتحجب القلب عن إدراك الحقائق.

وليعلم كما أن لكل عمل من الأعمال الصالحة أو السيئة كما أن له صورة في عالم الملكوت110 تتناسب معه فله صورة أيضاً في ملكوت النفس، فتحصل بواسطتها في ملكوت النفس: أمّا النورانية ويكون القلب مطهّراً ومنوّراً وفي هذه الحالة تكون النفس كالمرآة المصقولة صافية، ويليق للتجليات الغيبية وظهور الحقائق والمعارف فيه، وأما أن يصير ملكوت النفس به ظلمانية وخبيثة، وفي هذه الصورة يكون القلب كالمرآة المريّنة والمدنّسة لا تنعكس فيها المعارف الإلهية ولا الحقائق الغيبية، وحيث أن القلب في هذه الحالة يقع بالتدريج تحت سلطة الشيطان ويكون المتصرف في مملكة الروح إبليس فيقع السمع والبصر وسائر القوى أيضاً في تصرف ذاك الخبيث، وينسد السمع بالكلية عن المعارف والمواعظ الإلهية، ولا ترى العين الآيات الباهرة الإلهية وتعمي عن الحق وأثاره وآياته ولا يتفقّه القلب في الدين ويحرم من التفكر في الآيات والبيّنات وتذكر الحق والأسماء111 والصفات112، كما قال الحق تعالى ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾113. فيكون نظرهم إلى

60

العالم كنظر الأنعام والحيوانات الخالية عن الاعتبار والتدبّر، وقلوبهم كقلوب الحيوانات لا نصيب لها من التفكر والتذكّر، بل تكون حالة الغفلة والاستكبار تزداد فيهم يوماً فيوم من النظر في الآيات واستماع المواعظ، فهم أرذل وأضلّ من الحيوان.

ومن الحجب الغليظة التي هي ستر صفيق بيننا وبين معارف القرآن ومواعظه: حجاب حبّ الدنيا، فيصرف القلب بواسطته تمام همّته في الدنيا وتكون وجهة القلب تماماً إلى الدنيا ويغفل القلب بواسطة هذه المحبة عن ذكر الله، ويعرض عن الذكر والمذكور، وكلما ازدادت العلاقة بالدنيا وأوضاعها ازداد حجاب القلب وساتره ضخامة، وربما تغلب هذه العلاقة على القلب ويتسلّط سلطان حب الجاه والشرف على القلب بحيث يطفئ نور فطرة الله بالكلّية وتغلق أبواب السعادة على الإنسان، ولعل المراد من إقفال القلوب المذكورة في الآية الشريفة ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾114. هذه الأقفال وأغلال العلائق الدنيوية، ومن أراد أن يستفيد من القرآن ويأخذ نصيبه من المواعظ الإلهية لا بدّ وأن يطهّر القلب من هذه الأرجاس، ويزيل لوث المعاصي القلبية وهي الاشتغال بالغير عن القلب لأن غير المطهّر ليس محرماً لهذه الأسرار قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ* لاَ يَمَسُّهُ إِلاَ الْمُطَهَّرُونَ﴾115. فكما أن غير المطهّر الظاهري ممنوع عن ظاهر هذا الكتاب ومسّه في العالم الظاهر تشريعاً وتكليفاً، كذلك ممنوع من معارفه ومواعظه وباطنه وسرّه من كان قلبه متلوثاً بأرجاس التعلّقات

61

الدنيوية، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾116 إلى آخر الآية. فغير المتقي بحسب تقوى العامة وغير المؤمن بحسب إيمان العامة محروم من الأنوار الصورية لمواعظه وعقائده الحقة، وغير المتقي وغير المؤمن بحسب سائر مراتب التقوى وهي تقوى الخاص وتقوى خاص الخاص وتقوى أخصّ الخواص محروم من سائر مراتبها. والتفصيل حول تلك المراتب وذكر سائر الآيات الدالة على المقصود موجب للتطويل، ولكن نختتم هذا الفصل بذكر آية شريفة إلهية تكفي لأهل اليقظة بشرط التدبّر، قال تبارك وتعالى: ﴿قَدْ جَاءكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾117.

فخصوصيات هذه الآية الشريفة كثيرة، والبيان حول نكاتها يستلزم رسالة على حدة ليس الآن مجالها.

62

في التفكّر(12)

من آداب قراءة القرآن حضور القلب، وقد ذكرناه في الآداب المطلقة للعبادات في هذه الرسالة ولا يلزم إعادته، ومن الآداب المهمة لها: التفكر، والمقصود من التفكر أن يتحسس من الآيات الشريفة المقصد والمقصود، وحيث أن مقصد القرآن كما تقوله نفس الصحيفة النورانية هو الهداية إلى سبل السلام والخروج من جميع مراتب الظلمات إلى عالم النور، والهداية إلى طريق مستقيم فلا بد أن يحصّل الإنسان بالتفكر في الآيات الشريفة مراتب السلامة من المرتبة الدانية والراجعة إلى القوى الملكية إلى منتهى النهاية فيها وهي حقيقة القلب السليم على ما ورد تفسيره عن أهل البيت وهو أن يلاقي الحق وليس فيه غيره وتكون سلامة القوى الملكية118 والملكوتية119 ضالة قارئ القرآن فإنها موجودة في هذا الكتاب السماوي ولا بد أن يستخرجها بالتفكر، وإذا صارت القوى الإنسانية سالمة عن التصرّف الشيطاني وتحصّل طرق السلامة وعمل بها ففي كل مرتبة من السلامة تحصل له ينجو

63

من ظلمة ويتجلى فيه النور الساطع الإلهي قهراً حتى إذا خلص عن جميع أنواع الظلمات التي أولها ظلمات عالم الطبيعة بجميع شؤونها وآخرها ظلمة التوجّه إلى الكثرة120 بتمام شؤونها يتجلى النور المطلق في قلبه ويهديه إلى طريق الإنسانية المستقيم وهو في هذا المقام طريق الربّ ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾121.

وقد كثرت الدعوة إلى التفكر وتمجيده وتحسينه في القرآن الشريف قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾122. وفي هذه الآية مدح عظيم للتفكر، لأن غاية إنزال الكتاب العظيم السماوي والصحيفة العظيمة النورانية قد جعلت احتمال التفكر وهذا من شدّة الاعتناء به حيث أن مجرد احتماله صار موجباً لهذه الكرامة العظيمة، وقال تعالى في الآية الأخرى: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾123.

والآيات من هذا القبيل أو ما يقرب منه كثيرة والروايات أيضاً في التفكر كثيرة. فقد نقل عن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما نزلت الآية الشريفة ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ﴾124 إلى آخرها.. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها".

والعمدة في هذا الباب أن يفهم الإنسان ما هو التفكر الممدوح،

64

وإلا لا شك في أن التفكر ممدوح في القرآن والحديث، فأحسن التعبير فيه ما عبّر به الخواجة عبد الله الأنصاري قال: اعلم أن التفكّر تلمّس البصيرة لاستدراك البغية، يعني أن التفكر هو تحسّس البصيرة وهي بصر القلب للوصول إلى المقصود والمقصود هو السعادة المطلقة التي تحصل بالكمال العلمي أو العملي فلا بد للإنسان أن يتحصل على المقصود والنتيجة الإنسانية وهي السعادة في الآيات الشريفة للكتاب الإلهي وفي قصصه وحكاياته وحيث أن السعادة هي الوصول إلى السلامة المطلقة وعالم النور والطريق المستقيم فلا بد للإنسان أن يطلب من القرآن المجيد الشريف سبل السلامة ومعدن النور المطلق والطريق المستقيمة كما أشير إليها في الآية الشريفة السابقة، فإذا وجد القارئ المقصد وتبصّر في تحصيله وانفتح له طريق الاستفادة من القرآن الشريف وفتحت له أبواب رحمة الحق فإنه لا يصرف عمره القصير العزيز ورأس مال تحصيل سعادته على أمور ليست مقصودة لرسالة الرسول ويكف عن فضول البحث وفضول الكلام، في مثل هذا الأمر المهم فإذا أشخص بصيرته مدّة إلى هذا المقصود وصرف نظره عن سائر الأمور تتبصّر عين قلبه ويكون بصره حديداً ويكون التفكر في القرآن للنفس أمراً عادياً وتنفتح طرق الاستفادة وتفتح له أبواب ليست مفتوحة له إلى الآن، ويستفيد مطالب ومعارف من القرآن ما كان يستفيدها إلى الآن بوجه، فحين ذاك يفهم كون القرآن شفاء للأمراض القلبية، ويدرك مفاد الآية الشريفة ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَ خَسَاراً﴾125 ومعنى قول أمير

65

المؤمنين صلوات الله عليه "وتعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب واستشفعوا بنوره فإنه شفاء الصدور" ولا يطلب من القرآن شفاء الأمراض الجسمانية فقط بل يجعل عمدة المقصد شفاء الأمراض الروحانية الذي هو مقصد القرآن بل القرآن ما نزل لشفاء الأمراض الجسمانية وإن كان يحصل به كما أن الأنبياء لم يبعثوا للشفاء الجسماني وإن كانوا يشفون فهم أطباء النفوس والشافين للقلوب والأرواح.

66

في التطبيق(13)

من الآداب المهمة لقراءة القرآن التي تنيل الإنسان نتائج كثيرة والاستفادات غير المعدودة هو التطبيق. وكيفيّته أنه حينما يتفكر في كل آية من الآيات الشريفة يطبّق مفادها في حاله ويرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق ويشفي أمراضه به، مثلاً في قصة ادم عليه السلام الشريفة يتفكر أن مطرودية الشيطان عن جناب القدس مع تلك السجدات والعبادات الطويلة لماذا؟ فيطهّر نفسه منه لأن مقام القرب الإلهي مقام المطهّرين، فمع الأوصاف والأخلاق الشيطانية لا يمكن القدوم إلى ذلك الجناب الرفيع. ويستفاد من الآيات الشريفة أن مبدأ عدم سجود إبليس هو رؤية النفس والعجب فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.. فهذا العجب صار سبباً لحب النفس والاستكبار، وصار سبباً للاستقلال والاستكبار وعصيان الأمر فصار مطروداً عن الجناب ونحن خطبنا الشيطان من أول عمرنا ملعوناً ومطروداً واتصفنا بأوصافه الخبيثة ولم نتفكر في أن ما هو سبب المطرودية عن جناب القدس إذا كان موجوداً في أي شخص، فهو مطرود وليس للشيطان خصوصية، فما كان سبباً

67

لطرده عن جناب القدس يكون مانعاً من أن نتطرّق إليه، وأنا أخاف من أن نكون شركاء إبليس في اللعن الذي نلعنه.

ونتفكر أيضاً في هذه القضية الشريفة ونرى ما هو السّبب لمزيّة ادم وأفضليته على الملائكة، فنتصف نحن أيضاً بمقدار الطاقة بذاك السبب فنرى أن سبب التفضيل هو تعليم الأسماء126 كما قال تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا﴾127 والمرتبة العالية من تعليم الأسماء هو التحقق بمقام أسماء الله. كما أن المرتبة العالية من الإحصاء الذي هو في الرواية الشريفة أن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، هو التحقق بحقيقتها التي تنيل الإنسان إلى جنة الأسماء.

الإنسان يستطيع أن يكون مظهراً لأسماء الله، والآية الكبرى الإلهية بالارتياضات القلبية ويكون وجوده وجوداً ربّانياً ويكون المتصرّف في مملكته يدا الجمال والجلال الإلهي. وفي الحديث ما يقرب من هذا المعنى من أن "روح المؤمن أشدّ اتصالاً بالله تعالى من اتصال شعاع الشمس بها أو بنورها".

وفي الحديث الصحيح "لا يزال يتقرّب إليّ عبدي بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يأخذ بها". وفي الحديث "عليٌ عين الله ويد الله" إلى غير ذلك.. وفي الحديث "نحن أسماؤه الحسنى" والشواهد العقلية والنقلية في هذا بخصوصه كثيرة.

وبالجملة، من أراد أن يأخذ من القرآن الشريف الحظ الوافر

68

والنصيب الكافي فلا بد له أن يطبّق كل آية شريفة من الآيات على حالات نفسه حتى يستفيد استفادة كاملة، مثلاً يقول الله تعالى في سورة الأنفال في الآية الشريفة: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾128. فلا بد للسالك من أن يلاحظ هل هذه الأوصاف الثلاثة منطبقة عليه، وهل قلبه يجِلُ إذا ذكر الله ويخاف؟ وإذا تليت عليه الآيات الشريفة الإلهية يزداد نور الإيمان في قلبه؟ وهل اعتماده وتوكله على الحق تعالى؟ أو أنه في كل من هذه المراحل راجل ومن كل هذه الخواص محروم؟ فإن أراد أن يفهم أنه من الحق تعالى خائف وقلبه من خوفه وجل فلينظر إلى أعماله.

الإنسان الخائف لا يتجاسر في محضر الكبرياء إلى مقامه المقدس ولا يهتك الحرمات الإلهية في حضور الحق، وإذا قوي الإيمان بتلاوة الآيات الإلهية يسري نور الإيمان إلى المملكة الظاهرية أيضاً، فغير ممكن أن يكون القلب نورانياً ولا يكون اللسان والكلام والعين والنظر والسمع والاستماع نورانياً. فالبشر النوراني هو الذي تكون جميع قواه الملكية129 والملكوتية130 منيرة، فمضافاً إلى هداية نفسه إلى السعادة والطريق المستقيم يكون مضيئاً لسائر الخلق أيضاً ويهديهم إلى طريق الإنسانية كما أنه إذا توكل أحد على الله تعالى واعتمد عليه فيقطع الطمع عمّا في أيدي سائر الخلق ويحط رحل حاجته وفقره إلى باب الغنى المطلق ولا يرى سائر الذين هم مثله فقراء ومساكين حلاّلين

69

لمشاكله. فوظيفة السالك إلى الله هي أن يعرض نفسه على القرآن الشريف، فكما أن الميزان في صحة الحديث وعدم صحته واعتباره وعدم اعتباره أن يعرض على كتاب الله فما خالف كتاب الله فهو باطل وزخرف. كذلك الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاوة والسعادة هو أن يكون مستقيماً وصحيحاً في ميزان كتاب الله، وكما أن خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القرآن فاللازم له أن يجعل خُلقه موافقاً للقران حتى يكون مطابقاً لخُلق الوليّ الكامل أيضاً، والخُلق الذي يكون مخالفاً لكتاب الله فهو زخرف وباطل.

وكذلك جميع المعارف وأحوال قلبه وأعمال الباطن والظاهر له لا بد أن يطبّقها على كتاب الله ويعرضها عليه حتى يتحقق بحقيقة القرآن ويكون القرآن له صورة باطنية.

وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر

وفي هذا المقام آداب أخر قد ذكرنا بعضها في أول هذه الرسالة في آداب مطلق العبادات وبعضها مندرج في هذه الآداب، وذكر بعضها ينجرّ إلى التطويل، فلهذه الجملة صرفنا النظر عنه والله العالم.

70

في فضل تلاوة القرآن(14)

إن من وصايا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بتلاوة القرآن ﴿وَعَلَيْكَ بِتَلاَوَةِ القرآن عَلَى كُلّ‏ِ حَال﴾ وإن عقلنا القاصر لا يستوعب فضيلة تلاوة القرآن وحمله وَتَعَلُّمِهِ والتمسّك به وملازمتَه والتدَّبر في معانيه وأسراره. وما نقل عن أهل بيت العصمة عليه السلام في ذلك أكثر من طاقة هذا الكتاب على استيعابه. ونحن نقتصر على ذكر بعضها.

الكافي: بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "القرآن عَهْدُ اللَّهِ إلى خَلْقِهِ فَقَدْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ المُسْلِمِ أَنْ يَنْظُرَ فِي عَهْدِهِ وَأنْ يَقْرَأَ مِنْه فِي كُلّ‏ِ يَوْمٍ خَمْسِينَ آيَةً"131.

وبإسناده عن الزُّهريّ‏ِ قالَ: سَمِعْتُ عَليّ‏َ بن الحسينِ عليه السلام يَقولُ: "آيات القرآن خَزَائِنُ فَكُلَّمَا فُتِحَتْ خَزِينَةٌ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنْظُرَ فِيهَا"132.

والمستفاد من هذين الحديثين أنه حريّ بقرّاء القرآن التدبّر في آياته والتفكّر في معانيه، وأن التمعّن والتأمل في الآيات الكريمة الإلهية، واستيعاب المعارف والحِكَم والتوحيد من القرآن العظيم، لا يكون من التفسير بالرأي المنهي عنه الذي يلتجأ إليه أصحاب الرأي

71

والأهواء الفاسدة، الذين لا يتمسكون برأي أهل بيت الوحي، المخاطبين بالكلام الإلهي، كما ثبت ذلك في محلّه. ولا داعي للولوج في هذا الموضوع والإسهاب فيه. ويكفينا قوله تعالى: ﴿أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلوبٍ أَقْفَالها﴾133.

ووردت أحاديث كثيرة تأمرنا بالرجوع إلى القرآن والتعمّق في آياته. فقد نقل عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "أَلاَ لاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْس فِيهَا تَدَبُّرٌ"134.

وبإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيات فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ الذّاكِرِينَ، وَمَنْ قَرَأ مَائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مائتي آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الخَاشِعِينَ، وَمَنْ قَرَأَ ثَلاَثْمَائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الفَائِزِينَ، وَمَنْ قَرَأ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُجْتَهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنْ بِرٍّ، القِنْطَارُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَالٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَالمِثْقَالُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيراطاً أَصْغَرُهَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ وَأَكْبَرُهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"135.

وجاء في الأحاديث الكثيرة أن قراءة القرآن تتمثّل في صورة بهيّة جميلة تشفع لأهله وقرّائه. وقد أعرضنا عن ذكرها.

وفي الحديث عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: "مَنْ قَرَأَ القرآن وَهُوَ شَابّ‏ٌ مُؤْمِنٌ اخْتَلَطَ القرآن بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ وَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ‏َ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ وَكَانَ القرآن حَجِيزاً عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبّ‏ِ إِنّ‏َ كُلّ‏َ

72

عَامِل قَدْ أَصَابَ أَجْرُ عَمَلِهِ غَيْرَ عَامِلِي فَبَلَّغ بِهِ أَكرَمَ عَطَايَاكَ قَالَ فَيَكْسُوهُ اللَّهُ العَزِيزُ الجَبَّارُ حُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَّلِ الجَنَّةِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ تَاجُ الكَرَامَةِ، ثُمّ‏َ يُقَالُ لَهُ هَلْ أَرْضَيْنَاكَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ القرآن يَا رَبّ‏ِ قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ فِيمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَيُعْطِي الأَمْنَ بِيَمِينِهِ وَالخُلْدَ بِيَسَارِهِ ثُمّ‏َ يَدْخُلُ الجَنَّة فَيُقَالُ لَهُ إِقْرَأ وَاصْعَدْ دَرَجَةً ثُمّ‏َ يُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَغَنَا بِهِ وَأَرْضَيْنَاكَ فَيَقُولُ نَعَمْ"136.

وفي نفس الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "وَمَنْ قَرَأَهُ كَثِيراً وَتَعَاهَدَهُ بِمَشَقَّةٍ مِنْ شِدَّةِ حِفْظِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلّ‏َ أَجْرَ هذَا مَرَّتَيْنِ"137.

ويتبين من هذا الحديث الشريف أن المطلوب من تلاوة القرآن الكريم هو تأثيره في أعماق قلب الإنسان، وصيرورة باطنه صورة كلام الله المجيد، وتحويل ما هو ملكة القلب من القرآن الكريم إلى التحقق والفعلية وذلك حسب ما ورد في الحديث المذكور "مَنْ قَرَأَ القرآن وَهُوَ شَابٌ مُؤْمِنٌ اخْتَلَطَ القرآن بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ" حيث يكون كناية عن استقرار صورة القرآن في فؤاده، بدرجة يتحول باطن الإنسان حسب استعداده وأهليته، إلى كلام الله المجيد والقرآن الكريم.

وفي حَمَلَةِ القرآن من تحوّل تمام باطنه إلى حقيقة الكلام الجامع الإلهي، والقرآن الجامع والفرقان القاطع، وذلك مثل الإمام علي بن أبي طالب والمعصومين من أولاده الطاهرين عليهم السلام، حيث يكون وجودهم آيات طيبات إلهية وآيات الله العظمى، والقرآن التامّ والتمام. بل إن هذا هو

73

المطلوب من جميع العبادات كما أنه من الأسرار الهامة للعبادات، وأن تكرار الصلاة من أجل تحقيق هذه الحقائق العبادية، وتحويل ذات الإنسان وقلبه إلى صورة العبادة.

وفي الحديث "أَنّ‏َ عَلِّياً عليه السلام صَلاَةُ المُؤْمِنِينَ وَصِيَامُهم"138.

74

في بيان أن العبادة تؤثر في الشباب(15)

ويتم بالقرآن الكريم التأثر القلبي والتحوّل الباطني بصورة أفضل فترة الشباب، لأن قلب الفتى لطيف وبسيط وذو نقاء وصفاء أكثر. وأن وارداته قليلة، وتضارب الأفكار وتهافتها فيه قليل. فيكون شديد الانفعال والتأثر وسريع التقبّل.

إذن يجب على الشباب حتى إذا كانت قلوبهم مطمئنة بالإيمان، أن ينتبهوا إلى كيفية تفاعلهم وعِشرتهم مع الآخرين، ويتورّعوا عن الاختلاط مع السيئين. بل إن الصداقة والاختلاط مع العصاة وذوي الخلق الفاسد والسلوك المنحرف مسي‏ء لجميع الناس من أي طبقة كانوا، ويجب أن لا يكون أحد مطمئناً بنفسه ومغروراً بإيمانه أو أخلاقه وأعماله. كما ورد في الأحاديث الشريفة الأمر بالابتعاد عن معاشرة أهل المعصية.

75

في آداب تلاوة القرآن(16)

وملخص القول إن المبتغى من خلال تلاوة القرآن هو ارتسام صورة القرآن في القلب، وتأثير الأوامر والنواهي فيه، وتثبيت الأحكام والتعاليم الإلهية. ولا يتحقق هذا إلا في ظل مراعاة آداب القراءة. وليس الهدف من الآداب ما هو المعروف لدى بعض القُرّاء من الاهتمام البالغ بمخارج الألفاظ، وأداء الحروف، هذا الاهتمام الباعث مضافاً إلى الغفلة عن المعاني والتدبر فيها، إلى إبطال التجويد بعض الأحيان، فإن كثيراً من الكلمات القرآنية نتيجة مثل هذا التجويد، تفقد صورتها الخلاّبة الأصيلة، وتتحول إلى صورة أخرى، ذات صورة ومادة تختلف عما أرادها الله تعالى. إن هذا يُعتبر من مكائد الشيطان حيث يلتهي الإنسان المؤمن إلى آخر عمره بألفاظ القرآن، وينسى نهائياً استيعاب سرِّ نزول القرآن، وحقيقة الأوامر والنواهي، والدعوة إلى المعارف الحقة، والخلق الفاضل الحسن، بل ينكشف لديه بعد مضي خمسين عاماً أنه من جرّاء تغليظ بعض الحروف، والتشديد فيها، قد أخرج صورة بعض الكلمات كلياً عن حالتها الطبيعية وأصبحت ذات صورة غريبة.

بل الهدف المنشود من وراء آداب قراءة القرآن، تلك الآداب التي

76

وردت في الشريعة المقدسة والتي يعدّ من أفضلها وأعظمها التفكر والتدبر في آيات القرآن كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.

في الكافي الشريف بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام قال "إِنّ‏َ هذَا القرآن فِيهِ مَنَارُ الهُدى وَمَصَابِيحُ الدُّجى، فَلْيَجُلْ جَالٍ بَصَرَهُ وَيَفْتَحْ لِلضِّيَاءِ نَظَرَهُ، فَإِنّ‏َ التَّفَكُّر حَياةُ قَلْبِ البَصِيرِ كَمَا يَمْشِي المُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ"139.

وفي المجالس بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلامٍ طويلٍ في وَصْفِ المتَّقِينَ: "وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ فَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا جُلُودُهُمْ وَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَظَنُّوا أَنّ‏َ صَهِيلَ جَهَنَّمَ وَزَفِيرَهَا وَشَهِيقَهَا فِي أصولِ آذَانِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْويقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ"140.

ومن الواضح أن من يتمعّن ويتدبر في معاني القرآن الكريم، يتأثر قلبه، ويبلغ مقام المتقين شيئاً فشيئاً. وإن حظي بتوفيق وسداد من الله، لَتجاوز هذا المقام أيضاً ولَتحوّل كل عضو وجارحة وقوة منه إلى آية من الآيات الإلهية، ولعلّ جَذَوَاتَ خطاب الله وجذباته، ترفعه وتبلغ به إلى مستوى إدراك حقيقة "اقْرَأ وَاصْعَدْ"141 في هذا العالم وانتهى إلى مرحلة سماع الكلام من المتكلم من دون واسطة، وتحوّل إلى موجود لا يسع الإنسان فهمه واستيعابه.

77

الإخلاص في القراءة(17)

ومن الآداب اللازمة في قراءة القرآن، والتي لها دور أساسي في التأثير في القلب والتي لا يكون من دونها لأي عمل أهمية وشأن، بل يعتبر ضائعاً وباطلاً وباعثاً على السخط الإلهي. هو الإخلاص، فإنه ركن أصيل للانطلاق إلى المقامات الأُخروية، ورأس مال في التجارة الأخروية.

وقد ورد في هذا الباب أيضاً أخبار كثيرة من أهل بيت العصمة عليهم السلام: منها ما حدثنا الشيخ الكليني رضوان الله تعالى عليه:

بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: "قُرّاءُ القرآن ثَلاَثَةُ: رَجُلٌ قَرَأَ القرآن فَاتَّخَذَهُ بِضَاعَةً وَاسْتَدَرَّ بِهِ المُلُوكَ وَاسْتَطَالَ بِهِ عَلَى النَّاسِ. وَرَجُلٌ قَرَأَ القرآن فَحَفِظَ حُرُوفَهُ وَضَيَّعَ حُدُودَهُ وَأَقَامَهُ إِقَامةَ القَدَحِ، فَلاَ كَثَّرَ اللَّهُ هؤُلاَءِ مِنْ حَمَلَةِ القرآن. ورَجُلٌ قَرَأ القرآن فَوَضَعَ دَوَاءَ القرآن عَلَى دَاءِ قَلْبِهِ فَأَسْهَرَ بِهِ لَيْلَهُ وَأَظْمَأَ بِهِ نَهَارَهُ وَقَامَ بِهِ فِي مَسَاجِدِهِ وَتَجَافَى بِهِ عَنْ فِرَاشِهِ، فَبِأُوْلئِكَ يَدْفعُ اللَّهُ العَزِيزُ الجَبَّارُ البَلاَءَ، وَبِأُولئِكَ يُدِيلُ اللَّهُ مِنَ الأَعْدَاءِ، وَبِأُولئِكَ يُنْزِلُ اللَّهُ الغَيْثَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوَاللَّهِ لَهؤُلاَءِ فِي قُرّاءِ القرآن أَعَزُّ مِنَ الكِبْرِيتِ الأَحْمَرِ"142.

78

وعن "عقاب الأعمال" بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن أبائه عليهم السلام قال: "مَنْ قَرَأَ القرآن يَأْكُلُ بِهِ النَّاسَ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لاَ لَحْمَ فِيهِ"143.

وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قالَ: "مَنْ تَعَلَّمَ القرآن فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَاثَرَ عَلَيْهِ حُبّ‏َ الدُّنْيَا وِزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ وَكَانَ فِي الدَّرَجَةِ مَعَ اليَهودِ وَالنَّصَارَى الَّذِين يَنْبِذُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ.

وَمَنْ قَرَأَ القرآن يُرِيدُ بِهِ سُمْعَةً وَالتِمَاسَ الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ وَزَجّ‏َ القرآن فِي قَفَاهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ وَيَهْوَى فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى.

وَمَنْ قَرَأَ القرآن وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى فَيَقُولُ: "يَا رَبّ‏ِ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً، قَالَ: كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى" فَيُؤْمَرُ بِهِ إلى النَّارِ.

وَمَنْ قَرَأَ القرآن ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَتَفَقُّهاً فِي الدِّينِ كَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أُعْطِي المَلاَئِكَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ.

وَمَنْ تَعَلَّمَ القرآن يُرِيدُ بِهِ رِياءً وَسُمْعَةً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَيُبَاهِيَ بِهِ العُلَمَاءَ وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَمْ يَكُنْ فِي النَّارِ أَشَدُّ عَذَاباً مِنْهُ، وَلَيْسَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ العَذَابِ إلاَّ سَيُعَذَّبُ بِهِ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَخَطِهِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ القرآن وَتَوَاضَعَ فِي العِلْمِ وَعَلَّمَ عِبَادَ اللَّهِ وَهُوَ يُرِيدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ فِي الجَنَّةِ أَعْظَمُ ثَوَاباً مِنْهُ وَلاَ أَعْظَمُ مَنْزِلةً مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الجَنَّةِ مَنْزِلٌ وَلاَ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ وَلاَ نَفِيسَةٌ إلاَّ وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَوْفَرُ النَّصِيبِ وَأَشْرَفُ المَنَازِلِ"144.

79

في معنى الترتيل(18)

ومن آداب قراءة القرآن الكريم التي تبعث على التأثير في النفس، ويجدر بالقارئ أن يراعيها، هو الترتيل في التلاوة، وهو كما في الحديث عبارة عن الحد الوسط بين السرعة والعجلة من جهة، والتأني والفتور المفرطين الموجبين لتفرّق الكلمات وانتشارها من جهة أخرى.

عن محمَّدِ بن يعقوبَ بإسناده عن عبد اللَّه بن سليمان قالَ: "سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَرَتِّلْ القرآن تَرْتِيلاً﴾ قال‏عليه السلام : قال أميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام: تَبَيَّنْهُ تِبْياناً (تَبْييناً خ ل) وَلاَ تَهُدَّهُ هَدَّ الشِّعْرِ وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْرَ الرَّمْلِ وَلكِنْ أَفْرِغُوا قُلُوبَكُمُ القَاسِيَةَ وَلاَ يَكُنْ هَمّ‏ُ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ"145 (أي لا يكن هدفكم ختم القرآن في أيام معدودة أو الإسراع في قراءة السورة والبلوغ إلى آخرها).

فالإنسان الذي يريد أن يتلو كلام الله، ويداوي قلبه القاسي، ويشفي أمراضه القلبية من خلال قراءته للكلام الجامع الإلهي، ويطوي مع نور هداية هذا المصباح الغيبي المنير، وهذا النور على النور السماوي، طريق الوصول إلى المقامات الأخروية والمدارج الكمالية، لا

80

بد لهذا الإنسان من توفير الأسباب الظاهرية والباطنية والآداب الصورية والمعنوية. أما أمثالنا عندما نقرأ القرآن بعض الأحيان، فمضافاً إلى أننا نغفل نهائياً عن معاني الآيات الكريمة، وأهدافها السامية وأوامرها ونواهيها ووعظها وزجرها، وكأنّ آيات الجنّة ونعيمها، وآيات جهنم والعذاب الأليم، لا تعنينا، بل نعوذ بالله يكون انتباهنا وتوجّه قلوبنا عند قراءة الكتب القصصية أكثر من توجهنا حين تلاوتنا للآيات المجيدة، مضافاً إلى ذلك فإننا في غفلة حتى عن الآداب الظاهرية لقراءة القرآن الكريم.

وقد ورد في الأحاديث الشريفة، الأمر بقراءة القرآن بصوت حزين وجميل "وَعَنْ أَبِي الحَسَنَ عليه السلام قَالَ ذَكَرْتُ الصَّوتَ عِنْدُهُ فَقالَ إِنّ‏َ عَلي بنُ الحُسين عليه السلام كَانَ يَقْرأُ فَرُبّمَا مَرَّ بِهِ المارّ فَصَعِقَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِه، وَأَنّ‏َ الإِمَامَ لَوْ أَظْهَرَ مِنْ ذلِكَ شَيئاً لَمَا احْتَمَلَهُ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهِ"146 ونحن عندما نريد أن نُري للناس صوتنا الحسن وأنغامه الجميلة، نلتجأ إلى قراءة القرآن أو الأذان، من دون أن نستهدف تلاوة القرآن والعمل بهذا الاستحباب. وعلى كل حال إن مكائد الشيطان وأضاليل النفس الأمارة كثيرة، وغالباً ما يلتبس الحق بالباطل، والحسن بالقبيح، فيجب أن نلوذ بالله سبحانه ونعوذ به من هذه الأَشْرَاكَ والأفخاخ.

81

التوصية بالأنس بالقرآن وتحقيق وتعريف‏ أبعاده المختلفة(19)

نذكر الزوار المحترمين أن لا يغفلوا في هذه المواقف المعظمة وطوال سفرهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة عن الأنس بالقرآن الكريم هذه الصحيفة الإلهية وكتاب الهداية فما لدى المسلمين الآن وما سيكون لديهم على امتداد تاريخ الماضي والمستقبل هو من بركات هذا الكتاب المقدس الغنية وهذه الفرصة فأطلب من جميع العلماء الأعلام وأبناء القرآن والمفكرين القديرين أن لا يغفلوا على الكتاب المقدس الذي هو تبيان كل شي‏ء وصادر من مقام الجمع الإلهي ليسطع في قلب النور الأول وظهور جمع الجمع147.

إن هذا الكتاب الإلهي الذي هو صورة عينية وكتبية عن جميع الأسماء والصفات والآيات والبينات وتقصر أيدينا عن مقاماته الغيبية ولا أحد يطلع على أسراره غير وجود الأقدس الجامع (من خوطب به) وقد أخذه ببركة تلك الذات المقدسة وبتعليمه لهم خلّص الأولياء

82

العظام واستفاد خلص أهل المعرفة بشعاع منه وبحسب قابليتهم ومراتب سيرهم وذلك بالمجاهدات والرياضات القلبية. والآن وبعد أن أصبحت صورته الكتبية في متناولنا بعد أن نزلت بلسان الوحي على مراحل ومراتب من دون زيادة أو نقصان وحتى لو حرف واحد.

فلا قدر الله أن يهجر مع أن أبعاده المختلفة والمراحل والمراتب في كل بعد بعيدة عن متناول البشر العاديين، لكن يستخلص أهل المعرفة والتحقيق في الفروع المختلفة وبيانات ولغات متفاوتة ما يمكن فهمه من خزانة العرفان الإلهي اللامتناهية ومن بحر الكشف148 المحمدي المواج، وذلك حسب علمهم ومعرفتهم وقابليتهم وليقدموها للآخرين. وكذلك أصحاب الفلسفة والعرفان فليبحثوا في الرموز الخاصة بهذا الكتاب الإلهي وليحلوا بإشاراته تلك المسائل العميقة القديمة والبراهين الإلهية الفلسفية وليضعوها في متناول أهلها.

وليقدم الفضلاء أصحاب الآداب القلبية والمراقبات الباطنية جرعة هدية منهم مما قد نالوه من قلب العوالم (أدبني ربي) لعطاشى هذا الكوثر وليؤدبونهم بآداب الله في الحد الميسور. وليقدم المتقين المتعطشين للهداية بارقة من نور التقوى من عين "هدى للمتقين" النابعة للعاشقين المحترمين لهداية الله عز وجل. وأخيراً فلتعمل كل طائفة من العلماء الأعلام والمفكرين العظماء على بعد من الأبعاد الإلهية لهذا الكتاب المقدس، وليحملوا الأقلام ويحققوا أمنية عاشقي القرآن وليصرفوا أوقاتهم على الأبعاد السياسية والاجتماعية

83

والاقتصادية والعسكرية والثقافية والحرب والسلام في القرآن الكريم. ليصبح معلوماً أن هذا الكتاب مصدر كل شي‏ء. من العرفان والفلسفة حتى الأدب والسياسة لكي لا يقول الجهلة، إن العرفان والفلسفة من صنع الخيال والوهم. والرياضة والسير والسلوك من أعمال الدراويش. أو ما دخل الإسلام بالسياسة والحكومة وإدارة البلاد. وإن هذا عمل السلاطين ورؤساء الجمهوريات وأهل الدنيا. أو أن الإسلام دين صلح ومسالمة ويتبرئ حتى من حرب الظالمين، وقد جلبوا للقران ما جلبته الكنيسة الجاهلة والسياسيين الماكرين لدين المسيح العظيم.

أيتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وأنقذوا القرآن الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القرآن عمداً وعن علم فإنني أقول بشكل جدي وليس (للتعارف العادي) أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباءً في طريق الضلال والجهالة. وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للالتفات إلى شؤون القرآن وأبعاده المختلفة جداً. واجعلوا تدريس القرآن في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى. لئلا لا قدر الله أن تندموا في آخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفوا على أيام الشباب. كالكاتب نفسه.

84

هوامش
1- مقدمة الكتاب مأخوذة من كلام للإمام الخامنئي قدس سرهم من كتاب الفكر الأصيل.
(1) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 73.
2- التجلي: إن العرفاء والفلاسفة الإسلاميين يسمون انكشاف حقائق أنوار الغيب على القلوب الصافية النقية بالتجلي.
3- الحضرة الأحدية: يعبّر العرفاء عن المتعين الأول في المراتب الإلهية بالحضرة الأحدية ثم تكون مرتبة الألوهية والواحدية.
4- الأسماء: عالم الأسماء هو عالم الحقائق التي تلازم واجب الوجود، فالمقصود من الأسماء ليس هو لفظ العالم والقادر بل المسمى بالعالم والقادر، وأما الألفاظ هذه في أسماء الأسماء.
5- الثقلين هي مثنى "الثقل" والثقل في شرح الأحاديث وتفاسير القرآن له معانٍ مختلفة، منها: الميراث الثقيل، والشيء الكبير، والشيء الثقيل، والشيء الثمين، والأمانة النفيسة والغالية وغير ذلك من معانٍ، والمقصود منهما في حديث الثقلين هو: القرآن، وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
6- الملك: إن الملك هو الشيء المادي العنصري المحسوس، ويقال عالم الملك لعالم الشهادة الذي هو العالم الطبيعي المشهود الجسماني.
7- استدلّ الفلاسفة والمتكلمين على ضرورة وجود عالم يفصل بين عالم الطبيعة أي (عالم الملك) وعالم الألوهية أي (اللاهوت) وأن عالم الملكوت هذا هو عالم مجرّد من المادة والزمان والمكان بشكل مطلق. واعتبر الحكماء العرفاء أن للملكوت مرتبتين هما: المرتبة العليا، والمرتبة السفلى، واصطلحوا على تسمية المرتبة العليا ب"الملكوت الأعلى" واعتبروها عالم ولادة العقل الإنساني، بينما اصطلحوا على تسمية المرتبة السفلى ب"الملكوت الأسفل" واعتبروها عالم المثال أي الخيال.
8- اللاهوت: انه مقام الواحدية ومقام الجامع باعتبار جامعية للأسماء والصفات.
9- مر ذكره سابقاً.
10- "الكثرة" في الفلسفة هي سلسلة مراتب الموجودات وتنوّع ظواهر الوجود المادية وغير المادية. و"الوحدة" هي الذات الإلهية التي هي منشأ ومبدأ صدور الوجود كلّه وجميع الكائنات. لذا فإن مقام "اتصال الكثرة بالوحدة" هو مقام ومرتبة أخروية، وهو فوق الكثرة وذيل الوحدة، وواسطة صدور الكثرة عن الوحدة، وكان عند بدء الخلق، وعودة واتصال الكثرة بالوحدة يكون عند نهاية العالم.
11- "حديث الثقلين" من الأحاديث المعروفة، رواه أشخاص كثيرون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة. وكثرة مصادر ورواة هذا الحديث من طريق العامة أمر ملفت. ويستنبط من هذا الحديث ومن نظائره أمور مهمة منها:
أ- كما أن القرآن باقٍ بين الناس إلى يوم القيامة، فعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً ستبقى إلى يوم القيامة، أي أنّ الأرض لا تخلو في أيّ زمان من وجود إمام وقائد حقيقي.
ب- إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإرشاده للمسلمين إلى إتباع هذين الثقلين والأمانتين العظيمتين أمّن لهم جميع احتياجاتهم العلمية والدينية، وهداهم إلى أن أهل بيته هم المرجع لاكتساب العلم والمعرفة.
ج- لا يحق لأي مسلم أن يخرج من ظلّ إرشادهم وهدايتهم.
د- جميع العلوم اللازمة والحاجات الدينية للناس موجودة عند أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم.
هـ- إذا أطاع الناس غير أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتمسّكوا بهم؛ فإنّهم سيضلوا.
12- التواتر: إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب وهو اصطلاح هل الحديث.
13- "الصحاح" جمع "صحيح" وهي ستة كتب صحيحة اختارها علماء العامة من بين كتب الحديث، واتخذوها أساساً ومبنىً يرجعون إليه في استنباط الأحكام والعقائد والتفسير وقسم من تاريخ صدر الإسلام. هذه الكتب هي:
أ- صحيح البخاري، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (256- 196هـ.ق) (869- 812م).
ب- صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج النيشابوري المعروف بالقشيري (292 206 هـ.ق) (821-876م).
ج- سنن ابن ماجة، لمحمّد بن يزيد بن ماجه، المتوفى (273 هـ.ق، 886م).
د- سنن أبي داوود، لأبي داوود البجستاني سليمان بن داوود، المتوفى (275 هـ.ق 888م).
هـ- جامع الترمذي، لمحمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، المتوفى (279 هـ.ق، 892م).
و- سنن النسائي، لأحمد بن شعيب النسائي، المتوفى (303 هـ.ق، 915م).
14- أمير المؤمنين علي عليه السلام هو أول أئمة المسلمين بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولد داخل الكعبة عام 600م، أمّه: فاطمة بنت أسد، أبوه: أبو طالب، عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، منذ سنه السادسة عاش في بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أول رجل أسلم لرسول الله ووعده بالنصرة.
في أوائل الدعوة جمع رسول الله قومه وأهله بأمر من الله سبحانه وتعالى ليدعوهم إلى الإسلام فدعاهم لمؤازرته ونصرته، ووعد من يفعل ذلك بأن يكون أخاً له ووصيه، وكرّر دعوته تلك ثلاث مرات، وفي كلّ مرّة كان عليّ عليه السلام وحده يجيبه بالإيمان والنصرة والمؤازرة.
وفي ليلة الهجرة النبوية، ورغم علمه بمؤامرة قريش، وعزمهم على قتل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بات في فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفاءاً منه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنصرة والمؤازرة.
ويوم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، آخاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعند عودة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع، وفي محل يقال له "غدير خم" بلّغ الرسول‏صلى الله عليه وآله وسلم الناس بأن عليّاً عليه السلام هو ولي أمر المسلمين من بعده، ووصيه.
كان عليّ عليه السلام إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دوماً في أيام وحدته، وناصراً له في الصعاب والمخاطر.
لكن وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولأسباب معروفة نُحّيَ مدة خمسة وعشرين عاماً عن إدارة الحكومة الإسلامية وقيادة الأمّة. طوال هذه المدّة كان يراقب الأمور، ويمنع الانحرافات.
وبعد مقتل الخليفة الثالث، بايعه الصحابة وجمع من الناس للخلافة. ودامت ولايته أربعة أعوام وتسعة أشهر. أعاد خلالها معظم التغييرات التي حدثت بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى حالتها السابقة. لكن المعارضين الذين رأوا مصالحهم مهددة بالخطر، رفعوا لواء المعارضة من كلّ جانب، وأشعلوا الحروب الداخلية، وسفكوا الدماء بحجة الثأر لدم الخليفة الثالث، إلى أن اغتالوا وحيد التاريخ، وأفضل المسلمين بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم يصلّي في محرابه.
الحديث عن شخصية أمير المؤمنين علي عليه السلام أمر صعب جداً، فهو لم يتوانى للحظة عن التضحية والفداء في سبيل نشر دين الله. تربى في بيته الطيني أبناء كالحسن والحسين عليه السلام وزينب عليه السلام الذين تركوا في التاريخ أثاراً عميقة جدّاً، ورفعوا المشعل الوضّاء للإنسانية. وكانوا القدوة للبشرية الباحثين عن الحقيقة.
15- مر ذكره في صفحة 5 راجع ذلك.
16- الكشف: هو زوال الحجاب والوقوف على ما وراء الحجاب من حقائق الأشياء.
17- "علم الأسماء" نوع من العلم والمعرفة يهتم بشؤون القدرة العلمية للموجود الإنساني، والمقصود هو أن الإنسان هو وليد علم الأسماء، وعلم الأسماء هو علم عرضه الله سبحانه وتعالى على الإنسان ليصبح أهلاً للخلافة على الأرض، ولو لم يعلّم الله هذا العلم لآدم لما أصبح أهلاً للخلافة على الأرض.
18- محمد رضا بهلوي هو آخر ملك في السلسلة البهلوية، ولد في شهر تشرين الأوّل عام 1919م، أبوه رضا خان، قام بمؤامرة استلم على أثرها السلطة، وجعل ابنه محمد رضا ولي عهد له. بعد إتمام دراسته الأولى، غادر محمد رضا إلى سويسرا لإكمال دراسته، وبعد عودته التحق بالكليّة العسكرية. وفي عام 1941 م قام الحلفاء الغربيون بعزل رضا خان ونفيه، وتعيين محمد رضا ملكاً محلّه.
عهده يقسم إلى قسمين رئيسيين هما: العهد الأول (1955 1941) في هذه الفترة لم يتمكن محمد رضا من مسك زمام الحكم بشكل كامل ليحل محلّ أبيه، والعهد الثاني (1978 1955م) في هذه الفترة التي دامت ثلاثة وعشرين عاماً أدار فيها حكومته بصلاحيات كاملة، ومارس سلطته كسلطان مستبد مطلق العنان.
(2) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 79.
19- الجوهر: هو الوجود المستقل الذي لا يفتقر إلى محل ولا أنه تابع لشيء آخر.
20- المطلق: أي الوجود المطلق، يراد منه اللّه سبحانه وتعالى الذي لا يحد بحد ويقابله الوجود المقيد، مثل وجود الجماد والنبات والمعادن والعقول والنفوس و..
21- راجع صفحة 5 قد مر ذكره.
22- الغيب: ما يقابل عالم الشهود وهو مقام الجمع لدى العرفاء.
23- الشهادة: أي عالم الشهادة المحسوسة المادية.
24- قد مر ذكره في صفحة 5 راجع ذلك(التجلي).
25- الحجاب: يقصد العرفاء من الحجاب العوائق التي تتوسط بين العاشق والمعشوق.
26- بحار الأنوار ج‏58 ص‏45 الحديث 13 من الباب 5.
27- التجلي الجمالي: وهو التجلي بالرحمانية والرحيمية حيث يوجب الرعاية واللطف والرحمة، وأن كل ما هو تجلي جمالي يستلزم التجلي الجلالي لأن التجلي هو تجلي الحق على حقيقة لذاته عز اسمه أو هذا معناه احتجاب الحق سبحانه بحجاب العز والكبرياء عن غيره هذا هو التجلي بالجلال. كما أن كل تجلي بالجلال يستلزم التجلي بالجمال.
28- الجبروت: يطلق عالم الجبروت على عالم العقول المجردة وقال صدر المتألهين أن عالم الجبروت هو عالم العقول الكلية كما يطلق لدى بعض الفلاسفة على عالم البرزخ.
29- الأحد: هو كل شي‏ء لا يكون له مثيل من جنسه.
30- الجمع: هو مشاهدة الحق دون انتباه إلى الخلق حيث لا يكون الخلق حجايا للعارف وهذه مرتبة الفناء.
31- التجلي الذاتي: هو انكشاف الحقائق الغيبية من وراء الحجب.
32- التجلي الصفاتي: هو تجلي الصفات والأسماء والحجب النورانية.
33- سورة الحجر، الآية 9.
34- هو الإمام الثاني عشر من أئمة المسلمين من سلالة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو محمّد بن الحسن عليه السلام، ولد في الخامس عشر من شهر شعبان عام 255 ه.ق، أمّه نرجس، تولّى الإمامة في عامه الخامس،لكنه غاب عن أنظار الناس بأمر من الله وبسبب الأوضاع في ذلك الزمان، وقسمت غيبته إلى قسمين: فترة الغيبة الصغرى ودامت 69 عاماً، كان خلاله يتصل مع الناس بشكل غير مباشر بواسطة نوّاب أربعة. وبعد وفاة النائب الرابع بدأت فترة الغيبة الكبرى، وهي مستمرة إلى يومنا هذا، حتى يقضي الله سبحانه وتعالى بظهوره ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. الفكر الإسلامي يعتبر أن المواجهات المستمرة للإمام المهدي عليه السلام وظهوره هي آخر حلقة من حلقات مواجهة أهل الحق مع أهل الباطل، أي أن مواجهات أهل الحق على مرّ التاريخ تبقى متأججة، وأرضية انتصار الحق تتحقق يوماً بعد يوم إلى أن يتحقق ظهور المهدي الموعود عليه السلام عندها تصل هذه المواجهات إلى النتيجة النهائية وظهور شمس العدل والحق على البشرية. ذلك اليوم سيكون يوم البلوغ الفكري والمعنوي والاجتماعي للإنسانية.
35- مر ذكره في صفحة 13 راجع ذلك.
36- حسب الروايات فإن ليلة القدر هي إحدى ليالٍ ثلاث من شهر رمضان 19 و21 و23. وحسب القرآن فإن ليلة القدر هي خيرٌ من ألف شهر، وأن الله سبحانه وتعالى يقدّر كلّ الأمور في هذه الليلة حتى العام التالي، الليلة التي نزلت على النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث نزلت الملائكة بأمر ربها على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتدبير أمر ما.
ليلة القدر، هي ليلة الرحمة، ليلة العناية الإلهية الخاصة، ومن أجل هذا يوصي أئمة الدين بإحياء هذه الليلة والاستفادة منها بالدعاء والمناجاة مع الله سبحانه وتعالى، وقد عيّنوا أعمالاً وصلوات وأدعية خاصة لهذه الليلة.
37- القدر: 3.
(3) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 89.
38- الرحمن: 29.
39- مر ذكره في صفحة 12 فراجع ذلك.
40- مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
41- مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
42- مر ذكره في صفحة 13 فراجع ذلك.
(4) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 90.
43- النور: 4 "ظلمات بعضها فوق بعض".
44- إشارة إلى حديث مروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "ثم يُقال له: إقرأ وارْقَ".
45- جزء من بيت شعر لحافظ الشيرازي يقول فيه "ليس هناك من حائل بين العاشق والمعشوق، فأنت الحائل يا حافظ فانهض".
(5) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 91.
46- قد مر ذكره صفحة 12 راجع ذلك.
47- قد مر ذكره صفحة 12 راجع ذلك.
48- قد مر ذكره صفحة 12 راجع ذلك.
49- قد مر ذكره صفحة 12 راجع ذلك.
50- الجمعة: 2.
(6) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 93.
51- هو محمّد علي بن محمّد بن عربي (634 - 560) من كبار عرفاء القرن السابع،اشتهر ب"ابن عربي" و"محي الدين" و"الشيخ الأكبر". له كتابات تفسيرية ضمّنها كتابية "تفسير القرآن" و"الفتوحات المكية" وغيرهما.
52- هو الملاّ عبد الرزاق بن جمال(جلال الدين إسحاق الكاشاني السمرقندي الملقب ب"كمال الدين" من مشاهير العرفاء في القرن الثامن، وممن كتبوا شرحاً لفصوص الحكم، وله تفسير "تأويل الآيات أو تأويلات القرآن".
53- هو السلطان محمد بن حيدر الجنابذي الخراساني، المشهور بالسلطان علي شاه من العرفاء والصوفيين في القرن الرابع الهجري. تفسيره "بيان السعادة في مقامات العبادة" ملي‏ء بمباحث فلسفية ورمزية، هذا الكتاب طبع عام 1965م من قبل مطبعة جامعة طهران في أربعة مجلّدات.
54- هو الطنطاوي بن جوهر المصري (1358 - 1287 هـ.ق) من علماء مصر، وأساتذة دار العلوم بالقاهرة، ألّف كتاب "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" مركّزاً فيه على الجانب الأخلاقي، والمباحث العلمية حيث طبّق 750 آية من القرآن مع العلوم الطبيعية.
55- السيد ابن قطب بن إبراهيم، هو مفكّر إسلامي مصري في القرن الرابع عشر الهجري، وهو كاتب ومدرس عربي، عضو في تنظيم "الإخوان المسلمين" ورئيس تحرير صحيفتهم. اعتقل على يد حكومة "جمال عبد الناصر" وسجن ثم قُتل. ألّف عدّة كتب قرآنية منها: التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن، تفسير في ظلال القرآن، وقد اهتم فيه بالجانب الاجتماعي.
56- مجمع البيان في تفسير القرآن، تأليف أبو علي الفضل بن حسن بن فضل الطبرسي (552 - 472 أو 548 هـ.ق) وهو مفسّر وفقيه كبير في القرن السادس الهجري. تناول في تفسيره هذا بحوثاً أدبية، والقراءات القرآنية، وأقوال المفسّرين.
(7) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 95.
57- الحديد: 3.
58- مر ذكره مسبقاً بإحدى الهوامش.
59- الإمام محمّد بن علي باقر العلوم عليه السلام هو الإمام الخامس من أئمة المسلمين (114-57 ه.ق) أُمّه: فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عاش 57 عاماً، ودامت إمامته مدّة 19 عاماً.
(8) منهجية الثورة الإسلامية - صفحة 97.
60- قد مر ذكره سابقاً في صفحة 12 راجع ذلك.
(9) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 323.
61- التوحيد الذاتي: هو أن ذاته واحد.
62- مر ذكره في صفة 5 راجع ذلك.
63- التوحيد الفعلي: هو أن ترى بأنه لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى.
64- الكتاب الجامع: أن المقصود من الكتاب الجامع نفس الإنسان من جهة أنها جامعة لجميع مراتب الكمالات التي دونها وأنها العالم الصغير المشابه للعالم الكبير.
65- الحديد: 3.
66- النور:35.
67- الزخرف:84-40.
68- الحديد: 4.
69- البقرة: 115.
70- الأنفال: 17.
71- الفاتحة: 1.
72- التغابن: 1.
73- الكافي في الحديث، والمشهور بـ"الكافي" هو أحد الكتب الأربعة عند المسلمين الشيعة، مؤلفه محمّد بن يعقوب إسحاق الكليني الرازي (328 أو 329ه.ق) والمعروف ب"ثقة الإسلام" وهو من المحدّثين الشيعة، وشيخ مشايخ أهل الحديث.
قضى عدّة سنوات في تأليف كتابه، وقسّمه إلى ثلاثة أقسام هي: الأصول، الفروع، والروضة. ويشمل 34 كتاباً و326 باباً و16000 حديث.
74- ق: 37.
75- الأنعام:76.
76- الأنعام:79.
77- النساء:100.
78- النافلة هي العبادة التي لا يعد العمل فيها واجباً، كصلاة النافلة المستحبة.
79- الشمس:9 و10.
80- الزكاة هي الضرائب التي تجبيها الحكومة الإسلامية من تسعة محاصيل وبمقدار محدّد، وهي الأنعام الثلاثة والنقدين والغلات الأربعة. 1- الجمال. 2- البقر. 3- الغنم. 4- الذهب. 5- الفضة. 6- القمح. 7- الشعير. 8- التمر. 9- الزبيب. وهناك نوع آخر من الزكاة هو: زكاة الفطرة التي تجب في ليلة عيد الفطر، ومقدارها ما يعادل 3 كيلوغرام من القوت الرائج أو ثمنها من مال.
81- الخمس هو أحد الواجبات في الإسلام، ويجب على الأموال السبعة هذه: 1 غنائم الحرب المأخوذة من الكفار الحربيين 2 المعادن 3 الكنز 4 الجواهر المستخرجة من البحار كالمرجان واللؤلؤ 5 المال الحلال المختلط بالحرام إذا تعذّر الفصل بينهما 6 الأرض التي يشتريها الكافر الذمي من المسلم 7 ما يزيد على المصروف السنوي للشخص.
82- التوبة: 72.
83- المطففين:15.
84- آل عمران:18.
85- الأنبياء:22.
86- المؤمنون:91.
(10) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 332.
87- قد مر ذكره في صفحة 12 راجع ذلك.
88- البقرة:2.
89- القمر:17.
90- النحل:44.
91- ص:29.
92- قد مر ذكره في صفحة 13.
93- هو أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين السكاكي صاحب كتاب مفتاح العلوم الذي لخّص القسم الثالث منه خطيب دمشق وشرحه التفتازاني بالمطوّل والمختصر توفي سنة 726(خكو).
94- والشيخ هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي عماد الشيعة ورافع أعلام الشريعة شيخ الطائفة على الإطلاق ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق صنّف في جميع علوم الإسلام وكان القدوة في ذلك والإمام تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وكان فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين وأهل الاقتداء يزيدون على ثلاثمائة من الخاصة والعامة ولد (ره) في شهر رمضان سنة 385 بعد وفاة السيد الرضى بسنتين وكان ببغداد ثم هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفاً من الفتنة التي تجدّدت ببغداد وأحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكلم عليه الخاص والعام وكان ذلك الكرسي ممّا أعطته الخلفاء وكان ذلك لوحيد العصر فكان مقامه في بغداد مع الشيخ المفيد (ره) نحواً من خمس سنين ومع السيد المرتضى نحواً من ثمان وعشرين سنة وبقي بعد السيد أربعاً وعشرين سنة، اثنتا عشرة سنة منها في بغداد ثم انتقل إلى النجف الأشرف وبقي هناك إلى أن توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر المحرم سنة 460(تس) وكان مدة عمره الشريف خمساً وسبعين سنة ودفن في داره وقبره الآن معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.
وأمّا مصنفاته الشريفة في علوم الإسلام فهي لشهرتها تغنينا عن إيرادها والتفسير الذي أشار إليه الإمام الخميني هو البيان الجامع لعلوم القرآن وهو كتاب جليل عديم النظير في التفاسير وشيخنا الطبرسي في تفسيره من بحره يغترف وفي صدر كتابه بذلك يعترف فعليه رضوان الله الخبير اللطيف.
95- وسيبويه هو أبو الحسن أو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري النحوي المشتهر كلامه وكتابه في الأفاق الذي قال في حقه العلامة الطباطبائي بحر العلوم رحمه الله تعالى أن المتقدمين والمتأخرين وجميع الناس في النحو عيال عليه أخذ عن الخليل بن أحمد النحوي المعروف الذي ذكره الإمام في المتن ويونس والأخفش وعيسى بن عمر ولكن جميع حكاياته عن الخليل وقد كثرت كلمات علماء النحو في مدح كتابه المسمى الكتاب ولهم عليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتنائهم واشتغالهم به وقصة وروده بغداد ومناظرته مع الكسائي معروفة قالوا توفى حدود سنة 180(قف) وقبره في شيراز، وقال ابن شحنة الحنفي في روضة المناظر قال أبو الفرج ابن الجوزي توفي سيبويه سنة 194(قصد) وعمره اثنان وثلاثون عاماً بمدينة ساوة وذكر خطيب بغداد عن ابن دريد أن سيبويه توفي بشيراز بمدينة ساوة وقبره بها.(انتهى). وكان شاباً نظيفاً جميلاً أبيض مشرباً بحمرة كأن خدوده لون التفاح ولذلك يقال سيبويه لأن التفاح بالفارسية سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته أقول وعلى الوجهين الأخيرين فالأنسب أن يكون اسمه سيبويه بضم الباء وسكون الواو وفتح الياء.
96- شيخ المؤرخين وعمادهم أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي العالم الجليل الألمعي ذكره العلامة وقال له كتاب في الإمامة وغيرها من كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو صاحب مروج الذهب(انتهى).
حكى أنه نشأ في بغداد وساح في البلاد فطاف فارس وكرمان سنة 309 وقصد الهند إلى ملتان وعطف إلى كنباية فسر نديب ثم ركب البحر إلى بلاد الصين وطاف البحر الهندي وعاد إلى عمّان ورحل رحلة أخرى سنة 314 إلى ما وراء أذربيجان وجرجان ثم إلى الشام وفلسطين وكان يسكن مصر تارة والشام أخرى ومن سنة 336 إلى 344 أقام بالفسطاط له كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان في ثلاثين مجلّداً لا يوجد منه إلا جزء واحد وله أيضاً ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور وكتاب في أخبار الأمم من العرب والعجم وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر وقيل إنه بقي إلى سنة 345(شمه).
97- ابن خلِّكان هو أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلّكان الإربلي البرمكي الشافعي صاحب كتاب التاريخ المشهور الموسوم بوفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان الذي تعرض فيه لذكر المشاهير من التابعين ومن بعدهم إلى زمان نفسه يشتمل على 864 ترجمة ولم يذكر فيه الصحابة وقد ذيّله صلاح الدين الصفدي بمجلّدات تدارك فيها ما قد فاته من الوفيات سمّاها الوافي بالوفيات قيل في وجه تسمية جدّ بن خلكان بخلكان أنه كان يوماً يفاخر أقرانه ويفتخر بآبائه من ال برمك فقيل له خلّ كان أبي كذا ودع جدّي كذا ونسبي كذا وحدّثنا عمّا يكون في نفسك الآن كما قال الشاعر: إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي‏ فعلى هذا يكون خلِّكان بفتح الخاء وتشديد اللّام المكسورة.
98- الإسراء:82.
99- الأعراف:23.
(11) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 339.
100- الكهف:66.
101- البقرة:260.
102- طه:114.
103- النبأ:40.
104- الفرقان:30.
105- العلم اللّدني: هو العلم الذي يفاض من قبل الله سبحانه مباشرة من دون واسطة في الفيض كما قال الله سبحانه "واتيناه من لدنا علما".
106- الكهف:66.
107- الفاتحة:1.
108- الفجر:22.
109- طه:5.
110- قد مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
111- قد مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
112- الصفات: المقصود بها عين الذات وليست الأعراض الزائدة على الذات.
113- الأعراف:179.
114- محمد:24.
115- الواقعة:78.
116- البقرة:2.
117- المائدة:16.
(12) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 349.
118- قد مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
119- قد مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
120- الكثرة في الوحدة: قال الفلاسفة بأن الوجود رغم كونه واحداً يكون جامعاً بجميع مراتب الكمال والكثرات، وأن الموجودات رغم كونها متكثرة ولكنها فانية من حقيقة واحدة، لأنها ظل للوجود البسيط الواحد بالوحدة الحقيقية.
121- هود:56.
122- النحل:44.
123- الأعراف:176.
124- آل عمران:190.
125- الإسراء:82.
(13) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 353.
126- قد مر ذكره في صفحة 5 فراجع ذلك.
127- البقرة:31.
128- الأنفال:2.
129- قد مر ذكره في صفحة 1 فراجع ذلك.
130- قد مر ذكره في صفحة 1 فراجع ذلك.
(14) الآداب المعنوية للصلاة - صفحة 532.
131- أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب فضل القرآن، باب في قراءته ح‏1 و2.
132- أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب فضل القرآن، باب في قراءته ح‏1 و2.
133- محمد: 24.
134- بحار الأنوار المجلد 92 ص‏211.
135- أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب فضل القرآن، باب ثواب قراءة القرآن، ح‏5.
136- أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب فضل القرآن، باب فضل حامل القرآن، ح‏4 ص‏603.
137- أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب فضل القرآن، باب فضل حامل القرآن، ح‏4 ص‏603.
138- يضاهي هذا الحديث ما ورد في البحار، المجلد 24، ح‏14 ص‏303، عن داوود بن كثير قال قُلْتُ أبي عبد الله عليه السلام، أَنْتُمُ الصَّلاَةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ‏َ وَأَنْتُمُ الزَّكَاةُ وَأَنْتُمُ الْحَجّ‏ُ؟ فَقَالَ يَا دَاوُوُدُ نَحْنُ الصَّلاَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ‏َ وَنَحْنُ الزَّكَاةَ وَنَحْنُ الصِّيَامَ وَ...
(15) الأربعون حديثاً - صفحة 534.
(16) الأربعون حديثاً - صفحة 535.
139- أصول الكافي، المجلد 2، كتاب فضل القرآن، ح‏5.
140- وسائل الشيعة، المجلد 4، الباب 3 من أبواب قراءة القرآن، ح‏6.
141- أصول الكافي المجلد الثاني كتاب فضل القرآن، باب فضل حامل القرآن، ح‏4.
(17) الأربعون حديثاً - صفحة 536.
142- أصول الكافي، المجلد 2، ص‏604، كتاب فضل القرآن باب النوادر، ح‏1 ص‏627.
143- وسائل الشيعة، المجلد4، ص‏837.
144- وسائل الشيعة، المجلد 4، الباب 9 من أبواب تكبيرة الإحرام ح‏7 و11 ص‏727.
(18) الأربعون حديثاً - صفحة 538.
145- أصول الكافي، المجلد الثاني، ص‏614.
146- أصول الكافي، المجلد الثاني، باب ترتيل القرآن، ح‏4.
(19) القرآن باب معرفة اللّه - صفحة 67.
147- قد مر ذكره في صفحة 13 فراجع ذلك.
148- قد مر ذكره في صفحة 9 فراجع ذلك.


رد مع اقتباس