2014/07/14, 01:01 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
كانت وصيته...
لطالما شعرت بالوحدة في هذا المنزل. والدتها منشغلة دوماً بأعمال متعددة، وبمتابعة الأخبار الاجتماعية لنساء الحي. أخوها الكبير يراقبها طوال الوقت وفي حال تأهب دائمة لإزعاجها. ووالدها لم يتفهم يوماً ما تريده. لن يسامحها! كان رافضاً للمشروع منذ صغرها. لطالما توسلت إليه ورجته ولكنه مقتنع تماماً برأيه. كيف يتجرأ على الرفض؟! لا بد أن تقف الليلة بقوة وتعبّر عن رأيها! وفجأة سمعت باب المنزل يُصفق فانتفضت من سريرها واقتربت بخطى متردّدة نحو باب غرفتها. وقفت تترقب ما الذي سيحصل... سمعت والدها يهمس لأمها كلاماً غير مفهوم، تَبِعه صياح وعويل... عادت أدراجها مرتبكة... لم تتوقع أن تكون المفاجأة صاعقة إلى هذا الحدّ! حسناً هي مخطئة بنظرهما ولكن، لماذا تولول والدتها وتئن بألم؟ وقفت أمام المرآة ونظرت بحزم إلى نفسها... ستخرج الليلة من غرفتها بهذا المظهر... بما أنهم عرفوا، فلم يعد يهمها شيء وستقول لهم الحقيقة، وستصرّ على موقفها مهما حصل... وحين همّت بالخروج للمواجهة طرق والدها باب الغرفة ودخل متلكئ الخطى، مطأطئ الرأس. جلس عند حافة سريرها وأجهش باكياً... رغم أنها استغربت ردة فعله ولكنها تمالكت نفسها وقالت: "أبي، نحن خُلقنا لهدف أسمى من مجرد اللهو، نحن خلقنا لطاعة الله وعبادته، وأنا أعرف أنك تتوق لرضاه جلّ وعلا..." وحينها ارتفع صوت الأب بترداد عبارة: "إنا لله وإنا إليه راجعون" أردفت هامسة: "إذاً لماذا استقبلت الخبر بحزن وألم؟ توقعت منك إما أن تغضب أو أن ترضى ولكن لم أتوقع الضعف والأنين". أجاب الوالد بغصة: "أنا راضٍ يا حبيبتي ولكن الفراق صعب... كان دوماً يعظني ويطلب منك أن تتحجبي... أتذكرين آخر مرة أتانا زائراً وتكلّم معك ومع والدتك ورجاكما أن تضعا الحجاب؟ كانت تلك وصيته قبل رحيله...". رفع الأب نظراته ورأى ابنته وقد وضعت على رأسها الحجاب وارتدت ملابس فضفاضة... نظر إليها كأنه يراها للمرة الأولى وهي تبكي وتسأله: "وصية من؟ ما الذي حصل؟" قاطعها قائلاً: "ما هذا يا ندى؟ متى ارتديت الحجاب؟" أجابت باستغراب: "منذ بضعة أيام صدقني وكنت أخرج وأدخل دون أن تلاحظوني لأنني أعرف أنك ترفض فكرة حجابي ولكن يا أبي غضب الله شديد وعقابه أصعب من عقابك... فسامحني وارضَ عني". وفجأة سمعا أخاها يدخل المنزل بحالة هلع صائحاً: "أبي، هل علمت بالخبر؟ لقد استشهد عمي... عمي الغالي رحل" نظر إليه الأب، وفي صوته همس وحنين، قال: "لا تبكوا فالليلة عندنا عيدان... فلنتقبل التهاني بشهادة عمك وحجاب أختك فهو كان ممن يردد عبارة (حجابك أختي أغلى من دمي)". المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: بنات الزهراء ;hkj ,wdji>>> |
2014/07/14, 01:04 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
موضوع اكثر من رائع
سلمت الايادي |
2014/07/14, 01:59 AM | #3 | |
معلومات إضافية
|
|
|
2014/07/15, 04:58 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
احســـــــــــــــــــنتم
وجزيل الشكر لروعة الموضوع تقبـــــــــلو مروري |
2014/07/17, 11:30 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
شكرا لك على الموضوع
وبارك الله بكم |
2014/07/22, 02:40 PM | #6 |
معلومات إضافية
|
حقاً تستحق التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير
موضوع جميل جداً استمتعت به ننتظر منك المزيد من الابداع أتمنى لك السعاده والتوفيق.. .......... |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا لم يظهر الامام علي خلال ولايته حقَّه ، و كانت فرصته الكبيرة عندما كانت بيده | شجون الزهراء | الحوار العقائدي | 4 | 2014/04/21 10:45 PM |
الى كل من لم يرضى نصيبه بالدنيا | فدك | القصة القصيرة | 4 | 2013/10/29 09:24 AM |
من كانت همه بطنه كانت قيمته ما يخرج منها--عائشه-فضلها فضل الثريد باللحم-تفضلوا-هم هم | الطالب313 | الحوار العقائدي | 7 | 2013/08/05 08:16 PM |
كانت عمياء و مع ذلك كانت مخطوبة من رجل شهم يحميها و يحبها | عاشق نور الزهراء | القصة القصيرة | 5 | 2013/07/30 06:57 PM |
هل نسي الإمام الإمامة و الولاية في وصيته عند الموت ؟ | ابو ملوح | الحوار العقائدي | 16 | 2013/06/30 02:58 PM |
| |