2017/10/22, 01:54 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
آلام فقد الأحبة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين تمضي بنا الحياة , تمر علينا فيها لحظات الفرح ولا يدوم في الدنيا حال , فتمر أيضا كثير من لحظات الألم والحزن , فنتغلب عليها بعضنا بينما يسيطر الحزن على كثير منا ويتغلب عليهم أحيانا أخرى , وربما نتعلق في الدنيا بأشخاص – علاقات طبيعية أو شرعية - فنقترب منهم ويقتربون منا ونعتبرهم نبض قلوبنا , , وبعد مرور سنوات العمر , يزداد تعلقنا وارتباطنا بهم , نتخذهم قدوة لنا ونستمد منهم الأمل في أكثر المواقف يأسا وإحباطا ولا نتخيل اللحظة التي نحياها بدونهم. ولكن الإحساس الذي يراود كل منا ولا يفارقه , أنه ستأتي لحظة – حتمية - سنفترق فيها , فيعترينا الألم خشية أن يأتي اليوم الذي لا نرى أحبابنا في حياتنا , لا نسمع توجيهاتهم ونصائحهم , ولا نشعر بالاطمئنان القلبي بوجودهم حولنا حتى لو كانوا لا يقدمون لنا ما اعتادوا عليه من قبل . . وينبغي على المؤمن أن يوطن نفسه دوما على ذلك حتى لا يشتد عليه الألم عند فراق من يحب حتى لا يجبره الموقف على أن يتحمل مالا يطيق , فقد الأحبة بالموت ومن أشد أنواع الفراق ألما فراق موت الأحبة , فيحزن منه المؤمن والكافر على حد سواء , والحزن في هذه اللحظة طبيعة إنسانية , والبكاء فيه فطرة بشرية وهناك أنواع أخرى من الفراق لا تقل ألما عن فراق الموت , بل تعتبر في بعض الأحيان أشد إيلاما منه : فقد الأحبة بالتغييب المتعمد ومنها آلام التفريق المتعمد بين الأحبة كالأبناء والأهل وتغييبهم عن مرأى الأعين بحبس أو ضياع , فربما يتسلى مفارق أحبته عند موتهم بذكراهم , ولكن كيف يتسلى مفارق أحبته وهو لا يعلم عنهم شيئا , ولا يعرف أهم في الأحياء فيذكرهم ويرجو لقاءهم وسمني نفسه بيوم تتكحل فيه عينه برؤيتهم , أم في الأموات فيقطع الأمل في نفسه وليسأل ربه الصبر ويطلب له ولهم الرحمة من الرحيم سبحانه , واليأس أحد الراحتين ويبرد القلب على ألم الفراق , فإن غاب الأحبة عن العيون فترة مهما طالت فلن ينسى القلب ذكراهم " الفقد المعنوي للأحبة وتساقطهم : إن كان النوعان السابقان متشابهين في كونهما فقدا للأحبة بغياب عن الأعين , فإن هناك ألما آخر لا يقل عنهم وطأة ولا شدة , ألا وهو أن تفقد من تحب من أصحاب العلاقات الأسرية أو الشرعية وهم أحياء , تفقدهم وأنت تراهم صباح مساء , تفقدهم حينما يسقطون من نظرك أو تسقطهم مواقفهم وتصرفاتهم معك من حساباتك , فالأجساد لا تزال هي الأجساد لم تتغير, ولكن النفوس هي قد تغيرت وتبدلت , وروح اللقاءات بهتت وذابت ولم تعد كما كانت , وأصبح مجرد افتعال البهجة عند القدوم والتأسف عند الفراق جزء من واجب روتيني يتم أداؤه بتثاقل شديد . وعلى الرغم من هذه الآلام التي تتفاوت حجما وشدة إلا أن لها ايجابيات , من أهمها أنها تقطع على الإنسان توقع أن تدوم أية رابطة في الدنيا , وتجعله في وعي كامل بأن هذه الرابطة وهذا الحب ربما يفتر بعد فترة , فروابط الدنيا كلها إلى زوال , وليجعل قلبه متعلقا دوما بالرابطة التي لم ولن تنقطع وستبقى أبدا , وهي علاقة العبد بربه , فبها فرحه ويستمد سعادته " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " , وعليها يحرص ويعمل وعلى خسرانها يحزن الحزن الحقيقي , فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل ... وهكذا الدنيا بكل ما فيها . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع العامة Nghl tr] hgHpfm Hlhl hglpfm |
2017/10/22, 07:26 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم وبارك الله بكم شكرا لكم كثيرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أمام, المحبة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأفراط في المحبة | الشيخ عباس محمد | الأمومة والطفل | 0 | 2017/06/18 04:46 PM |
أيها الأحبة...! | شجون الزهراء | المواضيع العامة | 3 | 2017/01/09 12:59 AM |
مكافئة المحبة | الملكه | القصة القصيرة | 8 | 2014/07/18 02:50 AM |
صباح المحبة | زهراء احمد | المواضيع العامة | 3 | 2014/03/29 06:48 PM |
فراق الأحبة!! | سجاد14 | المواضيع العامة | 10 | 2014/03/08 02:41 AM |
| |