طار بعيدا كل ما أملكه فقلت لعل امتلاك نفسي الحل لجعلي أطير،على الأرجوحة وضعت أوراقي فطارت وعلى سريري وضعت منديلي وفتحت النافذة فإذا بها تطير وأخذت أحرر كل ما أملك فقلت هذا يوم التحرير حتى لم يعد لدي ما يستحق أن أقول ملكي سوى نفسي التي أبت أن تطير،ولكني أجبرتها أن تواتيني فكانت تدفعني عزيمة وإصرار أن االحق بممتلكاتي،ولكنها كانت تقاومني بكل قوتها وأنا أزيد من قوتي حتى تساوينا في قوتنا فأصبح من الصعب أن ينتصر أي منا كلما أحاول أن أريح أعصابي وأطلق العنان ليدي وأسكن جوارحي ولا أتحكم بنفسي تعود بي للوراء فتذكرت قانون نيوتن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه،أدركت وقتها أني لن انتصر عليها مادمت فعلا وهي ردة فعل،انتظرت قطار أدراج الرياح وها قد جاء في فصل الخريف خفت عليها لضعفها وحزنت لأجلها كونها ستفارق الجذع الذي احتمت به عمرا فقلت هي ذكرى مؤلمة آآآآه كيف ستتحملها،عشت حزنا لم يكن لي بينما هي عاشت سعادة أنا أريدها نعم أذهلني صمودها بدل من أسمع صراخها جاءت الرياح بقوة تصرخ بينما كانت الورقة تعيش خيم صمت مطبق،فقلت مشهد متضاد الفعال ألا يجب أن تصرخ الضحية ويصمت القاتل،كل هذا فقط لأنها أرادت أن تطير لا أدري أكانت الطيور عندما تقف على جذوع الشجرة التي عليها تتباهى بالطيران أمامها لتبغيضها...،شوقتني للطيران جعلتني أحلم به في نومي ويقظتي يا ترى بماذا يشعرون كم أتوق للشعور بهذا الشعور،،في غرفتي المكتظة بالأغراض حتى أني أصبحت أراها صغيرة جدا أغراض الطفولة والآن والحاضر المنتظر،أجمعها لتبقى بريقا لذكرياتي وأحرص عليها ولكني شعرت بضيق لكثرتها كأني سجانة وهي السجين كرهت نفسي حينها لأني اجبرها أن تبقى معي حزنت عليها لأنها تشبه حالتي التي قيدني فيها القدر بقيود من حديد ظرف من حياتي قاسيا أكبر مني بكثير أراد أن يمتلئ بآلامي وأحزاني ولم يخف أن يتمزق من دموعي بل قاومها ومزقني أنا،انتظرت يوما عاصفا وجهزت عربة تسعها حتى جاء وكم كانت سعادتي كبرى عندما جاء نقلتها بحماس حتى أخليت غرفتي وأمسكت ا لعربة فأخذت أجرها بكل قوتي لأعلى الجبل لغبت كثيرا ولكن سعادتي كانت تخفف عني اللغوب،حتى وصلت لذاك المرتفع وقفت تنفست نظرت للسماء ابتسمت ابتسامة بيضاء فأأخذ غرضا تلوا لآخر انطلقوا قبل أن أطلقهم كطائر حرر من قفصه لم أحزن لفقدهم بل فرحت لأنني أحببت حلما وفعلته ومتى أحققه؟؟عدت بعربة خالية أسندت عربتي دخلت غرفة خالية كبيرة مضيئة إنها غرفتي نمت سعيدة مرتاحة خفيفة بعد أن أرسلتهم جميعا لعالم الحرية فشعرت بها وأنا أسافر لعالم النوم وكم كان نومي مريح،عشت أحلم بعدها بأن أطير كالورقة كالأغراض كلاهما تحقق لهما نفس المصير،، ورقة خريف تنادي الحياة أمسكتني قلما وقالت لي ارسمي حلمك وهي قد تمزق رداؤها الأخضر الذي كان ينطق ويبعث الحياة فأصبحت بثياب متهرئة،وأنا عابرة لمحتها ولم انظر لها ولكن من بعد ما رأيتها أصبحت أتأملها حتى اختفت،أحببتها وأحببت أوراق الخريف كلها،فكلما حل الخريف اذهب لأي مكان به أشجار وأتأملها من البداية لعلي استلهم حلما آخر منها،في رحلة ذهبتها مع والدي في صغري إلى حديقة بها فراشات جميلة في لحظة غفلا عني أخذت العب معها وهي ملأت عيناي ألاحقها أسقط وأتعثر لا أبالي حتى تعبت فوقفت مكاني أستريح أدركت أني فوق صخرة كبيرة وأسفلي مرتفع بسيط فخفت وبكيت وعندها ذكرت أمي لم أحاول وقتها أن أنزل لأنها كانت مسافة كبيرة بالنسبة لي فأخذت أصرخ حتى جاءت أمي تجري من خوفها علي،كان يوما رائعا في بدايته ولكنه مرعبا في نهايته،فعندما أذكر هذا اليوم أتساءل كيف استطعت الطلوع ولم استطع النزول،نعم لا استطيع النزول صرخت بأعلى صوتي ولكن لم يرد علي سوى صداي أجل خائفة جدا فكلما انظر للأسفل يزداد خوفي تمنيت لو لم أجازف وأصعد هذا الجبل العالي تهوري قادني وأنا أقود الندم بنفسي الآن شغفني جمال المكان والآن في نظري أسوء مكان، ماذا أفعل لإنقاذ نفسي هل أطير!!!!!!؟ ألا ليتني أرى أراجيح في
السماء حقيقة لا وهم ألقي بنفسي أطير في الهواء أنقذها وأذيقها حرية الطيـــــــــــــــــــــــور. ..
hvh[dp td hgslhx