|
2014/05/09, 08:57 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
الجرأة على مقام المراجع والعلماء
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء ندرس في الحوزة في أول دروسنا في قطر الندى وألفية ابن مالك: قال الكوفيون وقال البصريون ، فنعرف أنهم يختلفون في الرأي ، لكنهم لايتعادون ولا يتقاتلون ! ثم نقرأ في المنطق ، والمعاني والبيان ، وأصول الفقه ، والفقه ، والتفسير ، وفي كل علم ندرسه أو نقرأ فيه ، أنه توجد آراء مختلفة في المسائل ، فلا يتعادى أهلها ، ولا يكره بعضهم بعضاً ، ولا هم يحزنون ! نتعلم بذلك أنه يوجد في المسائل العلمية موافق ومخالف ورأي ثالث ، وأن أصحابها يتعايشون لأنهم يؤمنون بالتعددية ، فيدافع كل منهم عن رأيه ، وينتقد رأي من خالفه ، لكنه يحترمه ويتعايش معه ونقرأ عن حقوق المؤمن على المؤمن ، في الإخاء ، والمودة ، والمواساة ، وحفظه في الغيب ، وتحريم غيبته ونرى نماذج عالية من سلوك المؤمنين مع بعضهم ، من عصور أئمتنا(ع)الى يومنا ونولد في بيوت تحترم العلماء ، وتقدس المراجع ، ثم نقرأ عن مكانتهم ومقامهم وسيرتهم ، فنحبهم أكثر ونقلدهم ونتعلم منهم ثم نتعرف على اختلاف آرائهم ، فنعذرهم لأن اجتهادهم مشروع ، ولأن الله تعالى يحاسب المرجع والعامي على قناعته هو بينه وبين ربه ، وليس على قناعتي أنا ! وفي التاريخ والعقائد ، ننتقد الآحاديين الذين اضطهدوا أصحاب الرأي الآخر ، وسلبوا منهم حقهم الشرعي في التعبير عن رأيهم ، ومنعوهم من قول ما يعتقدون ، وانتقاد ما يخالفون ، وأجبروهم على بيعتهم بالسيف ! ونقول إن أئمتنا(ع)وشيعتهم ضحية فرض الرأي ومصادرة الحرية ! وإن أمير المؤمنين علياً(ع)هو الحاكم الوحيد بعد النبي(ص)الذي احترم الإنسان المسلم ورد اليه حريته ، فلم يجبر أحداً على بيعته ، ولم يجبر أحداً من الذين بايعوه أن يقاتل معه الناكثين والقاسطين والمارقين ! نقول ذلك ونقبله ، فإذا جاء دور العمل دخلنا في امتحان التطبيق الصعب ! الفردية المفرطة عند الإلتقاطيين وجرأتهم على المراجع: إن مرض الآحادية وظلم أصحاب الرأي المخالف واضطهادهم، مرضٌ عامٌّ لايسلم منه إلا المعصومون(ع)والقليل من الأولياء الذين قهروا شرَّ أنفسهم فاتسعت صدورهم لخصومهم، وبحثوا لهم عن المعاذير ، واتقوا الله فيهم حق تقاته ، فلم يقدموا على عمل ضدهم ، إلا مجبرين بحكم الشرع والتكليف! لكن نلاحظ أن مرض الآحادية في الإلتقاطيين أكثر من غيرهم ! وأنهم من أشد الناس على من خالفهم ! فكم وصموا مراجع النجف وعلماءها الذين خالفونهم الرأي ، بصفات يندى لها جبين المتدينين ، وأقلها الجمود والقعود عن الواجب ! لكنهم غير حاضرين لأن يسمعوا وجهة نظرهم ، والسبب الشرعي عندهم في مخالفتهم لمشروعهم السياسي ، وطريقتهم في العمل ! والذي يقرر أن لايسمع رأي من خالفه ويفهمه، كيف ننتظر منه أن يحترمه ويحفظ حقه ، ويتعايش بالحسنى معه ؟! والذي يُسْكره الغرور فيفقد توازنه عندما يرى حوله عدداً من الأنصار المسلحين ، ويريد من المراجع أن يطيعوه ماذا تنتظر منه إذا حكم ؟! والوجه في الأمر واضح ، فإن الذي ينقص من مقام المعصوم(ع)ويظلمه ، أحرى بأن ينقص من مقام غيره ويظلمه ! العلاقة بين الجرأة على العلماء والجرأة على سفك الدماء: قال علي(ع): (إذا كان في رجل خلة رائعة فانتظروا أخواتها) ( نهج البلاغة: 4/103) ومعناه أنه إن كان فيه صفة سيئة فانتظروا أخواتها أيضاً ، لأن صفات الإنسان الرائعة والعائبة ، مجموعات أو عوائل مترابطة ومن عائلة الجرأة على حرمة المراجع والعلماء ، الجرأة على حرمات بقية الناس ! ومن عائلة الإعتداء على حرمات الناس المعنوية ، إمكانية الإعتداء على حرمات وجودهم ، وارتكاب سفك دمائهم إن من أصعب امتحانات الله تعالى للإنسان أن يمتحنه بخصم يخالفه الرأي ويعمل ضده ، ومع ذلك يوجب عليه أن يحفظ دمه وعرضه وغيبته ، إلا في موضوع ظلامته فيجيز له أن يجهر بها: (لايُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148) هنا يمكننا أن نفهم حقيقة الشخص بأن ندرس تعامله مع خصمه ، خاصة في المسائل السياسية ، فنعرف أنه متدين ، أو فاسق ، أو مجرم ! أما صاحب الدين فيقف عند حدود الله تعالى ولايتعداها ، وقليل ما هم ! وأما الفاسق فيطلق العنان للسانه وعمله لكن الى مادون القتل وسفك الدم ! وأما المجرم فلا يقف في خصومته عند حد ، بل هو مستعد لأن يسفك دم خصمه ، ودم من يتصل به !! وإذا وصل أمر الإنسان الى القتل بغير حق ، فقد خرج من الدين ومن الإنسانية ، وصار وحشاً مفترساً ، لكنه مع الأسف بصورة (إنسان متدين) !! ************************************************** ******* من كتاب الحق المبين في معرفة المعصومين بحوث لآية الله الوحيد الخراساني (دامت بركاته) تأليف سماحة الشيخ علي الكوراني حفظه الله المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع العامة hg[vHm ugn lrhl hglvh[u ,hguglhx |
2014/05/10, 12:50 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2014/05/10, 04:11 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
يسعدني تواجدك اخي
نورت الصفحة بمرورك لعطر |
2014/05/10, 05:22 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمد وأل محمد
تشكرأأت ع الطرح خيو دمتم موفقين :) |
2014/05/10, 09:41 AM | #5 |
معلومات إضافية
|
مشكورين و بارك الله بيكم
|
2014/05/10, 12:58 PM | #6 |
معلومات إضافية
|
احسنتم للموضوع
|
2014/05/11, 04:42 AM | #7 |
معلومات إضافية
|
مشكورين على تواجدكم الرائع
|
2014/05/11, 10:51 PM | #8 |
معلومات إضافية
|
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى بارك الله فيك ... ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة لك منـــــــ اجمل تحية ـــــــــي |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل لديك الجرأة للأجابة على هذه الأسئلة ؟ | بنت الصدر | المواضيع الإسلامية | 3 | 2014/01/08 10:12 PM |
ثورة الإمام الحسين عليه السلام في أقوال المستشرقين والعلماء الغربيين | طبع الشمع | عاشوراء الحسين علية السلام | 6 | 2013/11/03 03:12 AM |
من اقوال الحكماء والعلماء | اهات الروح | المواضيع العامة | 4 | 2013/09/29 10:22 PM |
هل لديك الجرأة على الإجابة ؟؟؟ Do you have the courage to answer??? | ابوشهد | المواضيع الإسلامية | 6 | 2012/12/11 08:35 PM |
| |