|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012/10/23, 06:08 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
من خروج الامام الحسين (عليه السلام) من مكة إلى وصوله كربلاء
lk ov,[ hghlhl hgpsdk (ugdi hgsghl) l;m Ygn ,w,gi ;vfghx |
2012/10/23, 06:10 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة فان كنت نويت بالكتاب صلتي وبرى ، فجزيت خيرا . . . ( 2 )
كتاب عمرة بنت عبد الرحمن : وفي تاريخ ابن عساكر : كتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد ان يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره أنه انما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدثتني عائشة انها سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يقتل حسين بأرض بابل ، فلما قرأ كتابها ، قال : فلابد لي إذا من مصرعي ، ومضى ( 3 ) . مع ابن عمر : وفيه أيضا : ان عبد الله بن عمر كان بمال له فبلغه ان الحسين بن على قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ونهاه عن المسير إلى العراق فأبى الحسين ، 1 ) الطبري 6 / 219 - 220 ، ابن الأثير 3 / 17 ، وابن كثير 8 / 167 ، وفي 163 منه بايجاز وارشاد المفيد ص 202 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 . 2 ) في الطبري وابن الأثير وابن كثير تتمة للخبر السابق . 3 ) تاريخ ابن عساكر بعد الحديث 653 . وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة ثقة من الثالثة ماتت قبل المائة . تقريب التهذيب 2 / 607 ( * ) . - ج 3 ص 60 - فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل ( 1 ) . وفي فتوح أعثم ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان وغيرها واللفظ للأخير : ان ابن عمر لما بلغه توجه الحسين إلى العراق لحقه وأشار عليه بالطاعة والانقياد ، فقال له الحسين : يا عبد الله أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل - إلى قوله - فلم يعجل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، ثم قال : اتق الله يا ابا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي ( 2 ) . 1 ) تاريخ ابن عساكر ح ؟ 645 و 646 ، وتهذيبه 4 / 329 ، وقد اوردنا موجزا من الحديث . وانساب الاشراف ح 21 ص 163. 2 ) فتوح أعثم 5 / 42 - 43 ، والمقتل 1 / 192 - 193 ، ومثير الأحزان 29 ، واللهوف ص 13 ، ويبدو ان ابن عمر حاور الحسين في هذا الأمر مرتين أولاهما عند توجهه إلي مكة والثانية بعد خروجه منها متوجها إلى العراق . خطبة الأمام ( ع ) : وفي مثير الأحزان بعد المحاورة السابقة : ثم قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوة الا بالله ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع انا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملان مني أكراشا جوفا وأحوية سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إن شاء الله ( 1 ) . لفت نظر : لم نتوخ في إيراد هذه المحاورات تسجيلها حسب تسلسلها الزماني أو المكاني كي نبحث عنها كذلك ثم نرتب تدوينها حسبما يؤدى إليه البحث لانا استهدفنا في هذا البحث اعطاء صورة عن رؤية الإمام الحسين ورؤية معاصريه لواقعة استشهاده لنتمكن من معرفة حكمة استشهاده وآثارها ، وكان يكفينا في هذا المقام إيراد المحاورات والحوادث حسبما أدى إليه ظننا وهكذا فعلنا . 1 ) مثير الأحزان ص 29 ، وفى اللهوف ص 23 انه خطب بها في مكة لما عزم على الخروج وفى لفظه " أجربة سغبا . ( * ) " - ج 3 ص 62 - أوامر الخليفة يزيد : ولما بلغ نبأ مسير الإمام إلى يزيد كتب إلى ابن زياد : انه قد بلغني ان حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان ، وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد ( 1 ) . لعل يزيد يشير في كتابه إلى أن زيادا والد عبيد ابن زياد ، ولد من أبوين عبدين وهما عبيد وسمية ، وبعد ان الحقه معاوية بابيه أبى سفيان ، أصبح أمويا ( 2 ) ومن الأحرار في حساب العرف القبلي الجاهلي ، وان يزيد يهدد ابنه ابن زياد : انه ان لم يقم بواجبه في القضاء على الحسين فانه سينفيه من نسب آل أبي سفيان فيعود عبدا . وفي رواية : ان عمرو بن سعيد أيضا كتب إلى ابن زياد نظير هذا الكتاب ( 3 ) . مع الفرزدق : سار الإمام الحسين حتى انتهى إلى الصفاح ( 4 ) فلقيه الفرزدق بن غالب الشاعر فقال للإمام : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت . ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته ، والتقوى سريرته ، ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك ( 5 ) . 1 ) تاريخ ابن عساكر ح - 657 ، وفى ح - 656 أمره بمحاربته ، وفى تهذيبه 4 / 332 ، ومعجم الطبراني ح - 80 ، وانساب الاشراف للبلاذرى بترجمة الحسين ح 180 ص 160 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 344 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 . 2 ) راجع كتاب عبد الله بن سبأ ج 1 فصل استلحاق زياد . 3 ) تاريخ ابن عساكر ح - 653 ، وتهذيبه 4 / 326 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 . 4 ) الصفاح بين حنين وانصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة . 5 ) الطبري 6 / 218 ، وابن الأثير 4 / 16 ، وإرشاد المفيد ص 201 ، وابن كثير 8 / 168 ، وانساب الاشراف ص 165 - 166 . ( * ) - ج 3 ص 63 - ولما بلغ الحاجر أرسل إلى أهل الكوفة بكتاب يخبرهم فيه انه خرج من مكة يوم التروية متجها إليهم ( 1 ) . مع عبد الله بن مطيع ( 2 ) : وفي بعض المياه التقى بعبد الله بن مطيع العدوي فقال له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أقدمك ؟ فاخبره الحسين بخبره فقال ابن مطيع : أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الإسلام ان تنتهك ، أنشدك الله في حرمة رسول الله ( ص ) ، أنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك : ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا ، والله انها لحرمة الإسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض لبني أمية ، فأبى الا أن يمضي ( 3 ) . وفي رواية ، فقال الحسين : لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، ثم ودعه ومضى ( 4 ) . من رأى ان الحسين ( ع ) لا يجوز فيه السلاح : خلافا لمن سبق ذكر رأيه كان عبد الله بن عمرو بن العاص من عصبة الخلافة من الصحابة يأمر الناس بإتباع الإمام الحسين ، قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين : ثم مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فاتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلا اتبعته : فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه . قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم . . . الحديث ( 5 ) . 1 ) الطبري 6 / 223 - 224 ، الأخبار الطوال للدينورى ص 245 ، وكان الحاجر ببطن الرمة ويجتمع فيه أهل الكوفة والبصرة بطريق مكة - مادة الحاجر وبطن الرمة بمعجم البلدان وراجع انساب الاشراف ص 166 . 2 ) عبد الله بن مطيع بن الاسود العدوى المدني ، له رؤية ، وكان رأس قريش يوم الحرة وأمره ابن الزبير على الكوفة ثم قتل معه سنة ثلاث وسبعين اخرج حديثه البخاري ومسلم . تقريب التهذيب 2 / 452 . 3 ) الطبري 6 / 224 ، وإرشاد المفيد ص 203 ، وانساب الاشراف ص 155 . 4 ) الأخبار الطوال للدينورى 246 . 5 ) الطبري 6 / 218 - 219 . ( * ) - ج 3 ص 64 - مع زهير بن القين : سار الإمام الحسين حتى نزل زرود فالتقى فيها بزهير بن القين - وكان عثمانيا ( 1 ) قال الراوي الذي كان مع زهير : اقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شئ أبغض إلينا من ان نسايره في منزل فإذا سار الحسين تخلف زهير وإذا نزل تقدم ، حتى نزلنا منزلا لم نجد بدا من ان ننازله فيه ، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب ، فبينا نحن جلوس نتغذى إذ أقبل رسول الحسين فسلم ، وقال : يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه ، قال : فطرح كل انسان ما في يده حتى كاننا على رؤوسنا الطير . فقالت له زوجته : أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ؟ سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ! فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه ، فأمر بفسطاطه ومتاعه فحمل إلى الحسين ، ثم قال لامرأته : أنت طالق ! الحقي بأهلك ، فاني لا أحب ان يصيبك من سببي الا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني والا فانه آخر العهد . وفي رواية : من أحب منكم الشهادة فليقم ومن كرهها فليتقدم ( 2 ) . إني سأحدثكم حديثا غزونا بلنجر ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان الباهلي : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد - وفي رواية : سيد شباب أهل محمد ( 3 ) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم فاما أنا فاستودعكم الله 4 فقالت له زوجته : خار الله لك وأسألك ان تذكرني يوم القيامة عند جد الحسين ( ع ) . 1 ) في انساب الاشراف ط . الأولى ، 1397 ص 168 وص 167 وتاريخ ابن الأثير 4 / 17 انه كان عثمانيا وزرود في وسط رمال عالج كان منزلا للحاج العراقى . 2 ) الأخبار الطوال ص 246 - 247 ، وأنساب الاشراف ص 168 . 3 ) ابن الأثير 4 / 17 . 4 ) نقلنا الرواية من الطبري 6 / 224 - 225 ، وسلمان المذكور في الخبر هو ابن ربيعة الباهلي ارسله الخليفة عثمان لغزو اران من آذربايجان ففتح كورها صلحا وحربا وقتل خلف نهر بلنجر ، فتوح البلدان ص 240 - 241 ، وراجع اسد الغابة ترجمته 2 / 225 . |
2012/10/23, 06:11 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
وصول خبر قتل مسلم وهانئ
لما وصل الإمام إلى الثعلبية ( 1 ) أخبره اسديان عن صاحبهم أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ورآهما يجران في الأسواق بأرجلهما . فقال الإمام : إنا لله وإنا إليه راجعون رحمة الله عليهما وردد ذلك مرارا ، فقالا : ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة بل نتخوف أن تكون عليك ، فوثب عند ذلك بنو عقيل ، وقالوا : لا والله لا نبرح حتى ندرك ثارنا أو نذوق ما ذاق أخونا . فنظر الحسين إلى الاسديين وقال : لا خير في العيش بعد هؤلاء . قالا : فعلمنا انه عزم له رأيه على المسير ، فقلنا : خار الله لك ، فقال : رحمكما الله ( 2 ) . رسولا ابن الأشعث وابن سعد إلى الحسين ( ع ) : في تاريخ الإسلام للذهبي : أرسل ابن سعد رجلا على ناقة إلى الحسين يخبره بقتل مسلم بن عقيل . وفي الأخبار الطوال : لما وافى زبالة وافاه بها رسول محمد بن الأشعث ، وعمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره وخذلان أهل الكوفة اياه بعد ان بايعوه وقد كان مسلم سأل محمد بن الأشعث ذلك فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة 1 ) الثعلبية من منازل طريق الحاج من العراق مثير الأحزان ص 33 ، واللهوف ص 27 . 2 ) تاريخ الطبري 6 / 225 ، وابن الأثير 4 / 17 ، والدينوري ص 247 باختصار ، وابن كثير 8 / 168 . ( * ) - ج 3 ص 66 - الخبر ( 1 ) . وروى الطبري : ان محمد بن الأشعث أرسل اياس بن العثل الطائى ، وقال له : الق حسينا فأبلغه هذا الكتاب وكتب فيه الذي أمره مسلم بن عقيل فاستقبله بزبالة واخبره الخبر وبلغه الرسالة ، فقال حسين : كل ما حم نازل وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا ( 2 ) . 1 ) الدينورى في الأخبار الطوال ص 248 تاريخ الإسلام للذهبي 2 / 270 و 344 ، وزبالة منزل مشهور كان به حصن وجامع لبني أسد . 2 ) الطبري 6 / 211 . ( * ) - ج 3 ص 67 - الإمام يخبر الناس بقتل مسلم ويحلهم عن بيعته قال الطبري وغيره : كان الحسين لا يمر بأهل ماء الا اتبعوه حتى انتهى إلى زبالة وفيها جاءه خبر قتل ابن زياد ، عبد الله بن يقطر وكان سرحه إلى أهل الكوفة فاخرج للناس كتابا فقرأه عليهم : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، فانه قد أتانا خير فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة و عبد الله بن يقطر وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام ، فتفرق الناس عنه يمينا وشمالا حتى بقى في أصحابه الذين جاؤا معه من المدينة وانما فعل ذلك لانه ظن انما اتبعه الأعراب لأنهم ظنوا انه يأتي بلدا استقامت له طاعة أهله فكره أن يسيروا معه الا وهم يعلمون على ما يقدمون وقد علم انهم إذا بين لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته . رجل من بني عكرمة : قال الراوي : فلما كان من السحر أمر فتيانه فاستقوا الماء وأكثروا ثم سار حتى نزل ببطن العقبة ( 1 ) . وفي هذا المكان لقيه رجل من بني عكرمة فسأله : أين تريد ؟ فحدثه الحسين فقال له : اني أنشدك الله لما انصرفت فوالله لا تقدم الا على الأسنة وحد السيوف فان هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطئوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا فاما على هذه الحال التي تذكرها فاني لا أرى لك ان تفعل ، فقال له : يا عبد الله ، انه ليس يخفى على ، الرأي ما رأيت ولكن الله لا يغلب 1 ) الطبري 6 / 226 ، وانساب الاشراف ص 168 ابن كثير 8 / 168 - 169 وقد تخيرت لفظ الطبري في هذا الخبر وما قبله الا ما ذكرت مصدره والعقبة أيضا من منازل الطريق . ( * ) - ج 3 ص 68 - على أمره ( 1 ) . وفي الأخبار الطوال : واخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية إلى العذيب رصدا له - وفي لفظه - فلا تتكلن على الذين كتبوا لك فان أولئك أول الناس مبادرة إلى حربك - الحديث ( 1 ) . وفي رواية ثم قال : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي . فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم ( 3 ) . نذير آخر : وفي تاريخ ابن عساكر وابن كثير قال الراوي : رأيت أخبية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه ؟ قالوا : هذه لحسين قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خديه ولحيته ، قلت : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد ، فقال : هذه كتب أهل الكوفة إلى ولا أراهم الا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة الا انتهكوها ، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قدم الأمة - يعنى مقنعتها - ( 4 ) . ويبدو من مقارنة الروايات بعضها ببعض ان الإمام كان قد اخبر بانهم سيقتلونه ويذلهم الله ويسلط عليهم ، في محاورته مع ثلاثة اشخاص وفي ثلاثة أماكن . وكذلك كان يكرر التصريح بأمثال هذه الأقوال قال علي بن الحسين : خرجنا مع الحسين ( ع ) فما نزل منزلا ولا ارتحل منه الا ذكر يحيى بن زكريا ومقتله ، وقال يوما : ومن هوان الدنيا على الله ان رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ( 5 ) . 1 ) الطبري 6 / 226 ، وابن الأثير 3 / 17 - 18 ، وابن كثير 8 / 168 و 171 . 2 ) الأخبار الطوال ص 248 . 3 ) إرشاد المفيد ص 206 ، وقد روى كلام الحسين هذا أيضا غيره ولم يذكروا أين خطب ، مثل الطبري في 6 / 223 ، وابن الأثير 3 / 16 ، وابن كثير 8 / 169 وفى لفظهما " حتى يكونوا أذل من فرام الأمة " أو فرمة الأمة . قال ابن الأثير بعده " والفرام خرقة تجعلها المرأة في قبلها إذا حاضت " وطبقات ابن سعد ح - 268 . 4 ) تاريخ ابن عساكر ح - 665 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 345 ، تاريخ ابن كثير 8 / 169 . 5 ) ارشاد المفيد ص 236 ، واعلام الورى ص 218 . لقاء الإمام الحسين ( ع ) مع الحر سار الحسين حتى نزل شراف ( 1 ) فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ( 2 ) . وسار الحسين من شراف فلما انتصف النهار ، كبر رجل من أصحابه فقال له مما كبرت ؟ قال : رأيت النخل . فقال رجلان من بني أسد ما بهذه الأرض نخلة قط فقال الحسين فما هو ؟ فقالا : لا نراه الا هوادى الخيل فقال وأنا أيضا أراه ذلك وقال لهما أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد فقالا : بلى هذا ذوحسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فان سبقت القوم إليه فهو كما تريد فمال إليه فما كان باسرع من أن طلعت الخيل وعدلوا إليهم فسبقهم الحسين إلى الجبل فنزل وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي فوقفوا مقابل الحسين وأصحابه في نحر الظهيرة فقال الحسين لأصحابه وفتيانه : اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا وسقوا القوم من الماء حتى ارووهم واقبلوا يملؤون القصاع والاتوار والطساس من الماء ، ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو 1 ) بين شراف والواقصة ميلان كان بها ثلاثه آبار كبار . 2 ) خبر لقاء الحسين مع الحر إلى آخره من تاريخ الطبري 6 / 227 ، وابن الأثير 4 / 9 - 21 ، وابن كثير 8 / 172 - 174 ، وقد بدأ هذا الفصل بقوله : وهذه صفة مقتله ( رض ) مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن ، لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب والبهتان ثم جاء بسياق الطبري الذي سنلتزمه ان شاء الله ، والأخبار الطوال للدينورى ص 248 - 253 ، وانساب الاشراف ص 169 - 176 ، وارشاد المفيد 205 - 210 ، واعلام الورى 229 - 231 ، وقد تخيرت اللفظ من الطبري وأوجزته . ( * ) - ج 3 ص 70 - |
2012/10/23, 06:12 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها ، قال علي بن الطعان المحاربي : كنت آخر من جاء من أصحاب الحر فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال : انخ الراوية والراوية عندي السقاء ، ثم قال : يا ابن أخي انخ الجمل فانخته ، فقال : اشرب فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين أخنث السقاء أي اعطفه قال : فجعلت لا أدرى كيف أفعل ، قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسى .
قال المؤلف : الا يجد الباحث في أمر الإمام بإرواء ألف فارس وفرسه في هذا اليوم تعليلا لما أمر به فتيانه في سحر هذا اليوم ان يستقوا وانهم استقوا وأكثروا ؟ الا يجوز ان يكون الإمام الحسين قد سمع من جده الرسول في هذا الشأن خاصة انباء تلقاه الرسول عن علام الغيوب . قال الطبري وغيره : وكان مجئ الحر من القادسية ، أرسله الحصين بن نمير في هذه الالف وذلك ان عبيد الله بن زياد لما بلغه اقبال الحسين بعث الحصين التميمي وكان على شرطه فأمره ان ينزل القادسية ويضع المسالح ما بين القطقطانة إلى خفان فأرسل الحصين الحر ليستقبل الحسين . فلم يزل موافقا الحسين حتى حضرت صلاة الظهر فأمر الحسين مؤذنه بالأذان فأذن فخرج الحسين إليهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انها معذرة إلى الله عزوجل وإليكم أنى لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت على رسلكم ان أقدم علينا فانه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فان تعطوني ما اطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين ، انصرف عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم قال فسكتوا عنه وقالوا للمؤذن أقم فأقام الصلاة فقال الحسين ( ع ) للحر : أتريد أن تصلى بأصحابك قال : لا بل تصلى أنت ونصلي بصلاتك قال فصلى بهم الحسين ثم إنه دخل واجتمع إليه أصحابه وانصرف الحر إلى مكانه الذي كان به فدخل خيمة قد ضربت له فاجتمع إليه جماعة من أصحابه وعاد أصحابه إلى صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته وجلس في ظلها فلما كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيؤا للرحيل ثم إنه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين فصلى بالقوم ثم سلم وانصرف إلى القوم بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اما بعد أيها الناس فانكم ان تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله ونحن - ج 3 ص 71 - أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان وان انتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به على رسلكم انصرفت عنكم . فقال له الحر بن يزيد انا والله ما ندرى ما هذه الكتب التي تذكر ؟ فقال الحسين يا عقبة بن سمعان ( 1 ) أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلى فأخرج خرجين مملؤين صحفا فنثرها بين أيديهم . فقال الحر : فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله ابن زياد فقال له الحسين : الموت أدنى إليك من ذلك ثم قال لأصحابه قوموا فاركبوا فركبوا وانتظروا حتى ركبت نساؤهم فقال لأصحابه انصرفوا بنا فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف فقال الحسين للحر : ثكلتك أمك ، ما تريد ؟ قال اما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل ان أقوله كائنا من كان ولكن والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما يقدر عليه ، فقال له الحسين فما تريد ؟ قال الحر أريد والله ان انطلق بك إلى عبيدالله بن زياد قال له الحسين إذن والله لا اتبعك فقال له الحر إذن والله لا ادعك فترادا القول ثلاث مرات ولما كثر الكلام بينهما قال له الحر إني لم اومر بقتلك وانما أمرت ان لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفا حتى اكتب إلى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية ان أردت ان تكتب إليه أو إلى عبيد الله بن زياد ان شئت فلعل الله إلى ذاك ان يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من ان أبتلى بشئ من أمرك قال فخذ ههنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسية وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ثم ان الحسين سار في اصحابه والحر يسايره . وخطب الحسين أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان رسول الله ( ص ) قال من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله ( ص ) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة 1 ) كان عقبة بن سمعان مولى الرباب بنت امرئ القيس الكلبية ام سكينة بنت الحسين ، انساب الاشراف بترجمة الحسين ص 205 - ج 3 ص 72 - الشيطان وتركوا طاعة الرحمان وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفئ وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غير وقد أتتني كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني ولا تخذلوني فان تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله ( ص ) نفسي مع أنفسكم وأهلي مع اهليكم فلكم في أسوة وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم والمغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فانما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وخطب بذى حسم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : انه قد نزل من الأمر ما قد ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جذاء فلم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فاني لا أرى الموت الا شهادة ولا الحياة مع الظالمين الا برما . فقام زهير بن القين البجلي فقال لأصحابه : تكلمون أم أتكلم ؟ قالوا لا بل تكلم فحمد الله فأثنى عليه ، ثم قال : قد سمعنا هداك الله يا بن رسول الله مقالتك ، والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين الا ان فراقها في نصرك ومواساتك ، لاثرنا الخروج معك على الإقامة فيها فدعا له الحسين ثم قال له خيرا ، وأقبل الحر يسايره وهو يقول له يا حسين اني أذكرك الله في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى ، فقال له الحسين : افبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب ان تقتلوني ، ما أدرى ما أقول لك ولكن أقول كما قال اخو الأوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله ( ص ) فقال له : اين تذهب فانك مقتول ! فقال : سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا يغش ويرغما فلما سمع ذلك منه الحر تنحى عنه وكان يسير بأصحابه في ناحية وحسين في ناحية أخرى حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات وكان بها هجائن النعمان ترعي هنالك فإذا هم بأربعة نفر قد اقبلوا من الكوفة على رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرماح بن عدى على فرسه وهو يقول : - ج 3 ص 73 - يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم النجر الماجد الرح رحيب الصدر * اتى به الله لخير أمر ثمت ابقاه بقاء الدهر قال فلما انتهوا إلى الحسين انشدوه هذه الأبيات فقال اما والله إني لأرجو ان يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا . وأقبل إليهم الحر بن يزيد فقال إن هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن اقبل معك وانا حابسهم أو رادهم فقال له الحسين : لأمنعهم مما امنع منه نفسي انما هؤلاء أنصاري وأعواني وقد كنت أعطيتني ان لا تعرض لي بشئ حتى يأتيك كتاب من ابن زياد فقال : اجل لكن لم يأتوا معك قال : هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي فان أتممت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك ، فكف عنهم الحر ، ثم قال لهم الحسين : أخبروني خير الناس وراءكم ؟ فقال له مجمع بن عبد الله العائذي ، وهو احد النفر الأربعة الذين جاؤوه : اما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم ، يستميل ودهم ، ويستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحد عليك ، واما سائر الناس بعد فان أفئدتهم تهوى إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك ، قال : أخبروني فهل لكم برسولي إليكم قالوا : من هو ؟ قال : قيس بن مصهر الصيداوي ، فقالوا : نعم أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد ان يلعنك ويلعن أباك فصلى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد وأباه ودعا إلى نصرتك ، وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقى من طمار القصر ، فترقرقت عينا حسين ( ع ) ولم يملك دمعه ثم قال : منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلا ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك . ثم دنا الطرماح بن عدى من الحسين فقال له والله اني لانظر فما أرى معك احدا ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عينى في صعيد واحد جمعا أكثر منه فسألت عنهم فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون إلى الحسين فأنشدك الله إن قدرت على ان لا تقدم عليهم شبرا إلا فعلت فان اردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به |
2012/10/23, 06:13 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
حتى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع ، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر ، والله ان دخل علينا ذل قط ، فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طيئ فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طيئ رجالا وركبانا ثم أقم فينا ما بدالك فان هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم والله لا يوصل إليك أبدا ومنهم عين تطرف فقال له جزاك الله وقومك خيرا انه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة ومضى الحسين حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي
قال : ادعوه لي وبعث إليه فلما أتاه الرسول ، قال : هذا الحسين بن علي يدعوك ، فقال عبيد الله بن الحر إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة ان يدخلها الحسين وانا بها ، والله ما أريد ان أراه ولا يراني ، فأتاه الرسول فأخبره ، فأخذ الحسين نعليه فانتعل ، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه ، فسلم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه ، فأعاد إليه ابن الحر تلك المقالة فقال : فالا تنصرنا فاتق الله ان تكون ممن يقاتلنا فوالله لا يسمع وأعيتنا احد ثم لا ينصرنا إلا هلك ، قال : اما هذا فلا يكون ذلك أبدا إن شاء الله ، ثم قام الحسين من عنده حتى دخل رحله . قال المؤلف : لعل الباحث يجد بادئ ذي بدء تناقضا بين موقف الإمام ممن تجمع عليه في منزل زبالة يفرقهم من حوله ، بين موقف الإمام هنا مع ابن الحر وقبله مع ابن القين وكذلك مع غيرهما حيث كان يدعوهم فرادى وجماعات إلى نصرته ، ولكنه إذا تدبر خطب الإمام وكلامه في كل مكان ومع أي إنسان كان ، أدرك ان الإمام كان يبحث عن أنصار ينضمون تحت لوائه ويبايعونه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستنكار بيعة أئمة الضلالة أمثال يزيد على الحكم ، أنصارا واعين لأهداف قيامه ، يقاومون الاغراء بالدنيا ، يصارعون الحكم الغاشم حتى يقتلوا في سبيل ذلك ! استقاء مرة أخرى : روى الطبري وغيره واللفظ للطبري ( 1 ) عن عقبة بن سمعان ، قال : لما كان في 1 ) المصادر لا تزال هي التي ذكرناه في أول فصل " لقاء الإمام الحسين مع الحر . ( * ) " - ج 3 ص 75 - آخر الليل أمر الحسين بالاستقاء من الماء ثم أمرنا بالرحيل ففعلنا ( 1 ) قال فلما ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين . قال : ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا . قال : فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين على فرس له ، فقال : يا أبت جعلت فداك مم حمدت الله واسترجعت ، قال : يا بني ، إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس ، فقال : القوم يسيرون والمنايا تسرى إليهم ، فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا قال له : يا أبت ، لا أراك الله سوءا السنا على الحق ؟ قال : بلى والذي إليه مرجع العباد . قال : يا أبت : إذا لا نبالي ، نموت محقين ، فقال له : جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده . نزول ركب آل الرسول ( ص ) أرض كربلاء قال فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد ان يعرقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم فيرده ، فجعل إذا ردهم إلى الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتسايرون حتى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين . قال : فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر بن يزيد وأصحابه ولم يسلم على الحسين ( ع ) وأصحابه فدفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد فإذا فيه اما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد أمرت رسولي ان يلزمك ولا يفارك حتى يأتيني بانفاذك امرئ والسلام . قال : فلما قرأ الكتاب ، قال لهم الحر : هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره أن لا يفارقني حتى انفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيد الله ، يزيد بن زياد بن المهاصر أبو الشعثاء الكندى ثم الهندي فعن له فقال : امالك بن النسير البدى ؟ قال : نعم ، وكان احد كندة ، فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك أمك ! ماذا جئت فيه قال : وما جئت فيه أطعت إمامي ووفيت ببيعتي ، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك وأطعت إمامك في - ج 3 ص 77 - هلاك نفسك ، كسبت العار والنار ، قال الله عزوجل : " وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " فهو إمامك . قال : واخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية فقالوا دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى أو هذه القرية يعنون الغاضرية أو هذه الأخرى يعنون شفية فقال لا والله ما استطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلى عينا فقال له زهير بن القين يا بن رسول الله ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به ، فقال له الحسين ما كنت لأبدأهم بالقتال . |
2012/10/23, 06:14 PM | #6 |
معلومات إضافية
|
وفي الأخبار الطوال بعده : فقال له زهير : فها هنا قرية بالقرب منا على شط الفرات ، وهي في عاقول ( 1 ) حصينة ، الفرات يحدق بها إلا من وجه واحد . قال الحسين : وما اسم تلك القرية ؟ قال : العقر . قال الحسين : نعوذ بالله من العقر ( 2 ) .
فقال الحسين للحر : سر بنا قليلا ، ثم ننزل . فسار معه حتى أتوا كربلاء ، فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير ، وقال : انزل بهذا المكان ، فالفرات منك قريب . قال الحسين : وما اسم هذا المكان ( 3 ) ؟ قالوا له : كربلاء . قال : ذات كرب وبلاء ، ولقد مر أبى بهذا المكان عند مسيره إلى صفين ، وأنا معه ، فوقف ، فسأل عنه ، فأخبر باسمه ، فقال : " هاهنا محط ركابهم ، وهاهنا مهراق دمائهم " ، فسئل عن ذلك ، فقال : " ثقل لآل بيت محمد ، ينزلون هاهنا " ( 4 ) . وقبض قبضة منها فشمها وقال هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول الله إنني أقتل فيها ، أخبرتني أم سلمة ، قالت : كان جبرئيل عند رسول الله ( ص ) وأنت معي 1 ) عاقول الوادي ما اعوج منه ، والأرض العاقول التي لا يهتدي إليها . 2 ) مكان قرب كربلاء من نواحي الكوفة . 3 و 4 ) روى هذه المحاورة الدينورى في الأخبار الطوال ص 252 - 253 ،وتاريخ الخميس 2 / 297، ومجمع الزوائد 9 / 192 - ج 3 ص 78 - فبكيت . فقال رسول الله دعي ابني ، فتركتك فأخذك ووضعك في حجره . فقال جبرئيل : أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : فان أمتك ستقتله ، وان شئت أريتك تربة أرضه التي يقتل فيها ، قال : نعم فبسط جبرئيل جناحه على أرض كربلاء فأراه اياها ( 1 ) . وفي رواية : لما أحيط بالحسين بن علي ، قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قيل : كربلاء . فقال صدق النبي ( ص ) انها أرض كرب وبلاء ( 2 ) . قال المؤرخون : ثم أمر بأثقاله فحطت بذلك المكان يوم الأربعاء غرة محرم سنة 61 3 . أو يوم الخميس الثاني من المحرم ( 4 ) . ولما نزل كربلاء كتب إلى ابن الحنفية وجماعة من بني هاشم : اما بعد : فكأن الدنيا لم تكن ، وكأن الآخرة لم تزل ( 5 ) . 1 ) أوردتها بلفظ سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة 142 . 2 ) ترجمة الحسين بمعجم الطبراني ح - 46 ، وكنز العمال 26 - 266 ، ومجمع الزوائد 9 / 192 ذيل الرواية التى أوردناها آنفا بلفظ سبط ابن الجوزي . 3 ) الدينوري في الأخبار الطوال ص 253 . 4 ) الطبري 6 / 232 ، وابن كثير 8 / 174 ، وانساب الاشراف للبلاذرى ص 176 ، وارشاد المفيد ص 210 . 5 ) كامل الزيارة لابن قولويه ص 75 باب 23 . وقد استفاد بعد الإمام الحسين الحسن البصري منه وكتب به إلى عمر بن عبد العزيز كما يبدو ، وراجع الأغاني ط . ساسى 8 / 105 م/ق للفائدة |
2012/10/24, 08:14 PM | #7 |
معلومات إضافية
|
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
|
2012/10/29, 01:06 AM | #8 |
معلومات إضافية
|
اسعدني تواجدك هنا دمت بخير ض13
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور الامام الحسين عليه السلام | عاشقة الحسين | صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة | 25 | 2015/09/17 11:37 AM |
كربلاء المقدسة / احتفالية الفرح والسرور بذكرى ولادة الامام الحسين عليه السلام ابن الب | الشيخ البدري | المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد | 5 | 2012/07/03 07:23 PM |
خروج الإمام الحسين ( عليه السلام ) من المدينة إلى مكة | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 6 | 2012/06/30 12:16 PM |
ولاد ه الامام علي بن الحسين عليه السلام | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 6 | 2012/06/30 12:15 PM |
| |